مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

انقــلاب الجنــرالات

*بقلم: رتشارد هولبروك
ترجمة: مروة وضاء
عن/ الواشنطن بوست

*رتشارد هولبروك : هو سفير سابق للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ويكتب مقالة شهرية في الواشنطن بوست

ان ازدياد اعداد اصوات الجنرالات المتقاعدين الذين ينادون باستقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد خلق اكثر المواجهات جدية بين الجيش والادارة منذ ان قام الرئيس هاري ترومان بطرد الجنرال دونالد ماكارثر في 1951. كان ترومان محقا بلا شك في تلك المسرحية الملحمية حيث قام ماكارثر الجنرال القائد في كوريا وبطل الحرب العالمية الثانية بتحدي سلطة ترومان علنا مما اوجب ازاحته. يمجد معظم الاميريكيين المبادئ التي كانت على وشك الانهيار وهي السيطرة المدنية على العسكرية. لكن الموقف اليوم مختلف تماما.
اولا: من الواضح ان الجنرالات المتقاعدين الستة لحد الان مع احتمال زيادتهميتحدثون عن العديد من زملائهم واصدقائهم واتباعهم السابقين الذين مازالوا في الخدمة. هناك حوار خاص ثابت في عالم الجنرالات الاسبقين النشيطين والمتقاعدين. حيث يبقى المتقاعدون حديثا مقربين من اصدقائهم القدامى من الذين كانوا في الاغلب من الاقل رتبة منهم , فهم يساعدون بعضهم وعلى علم بمجريات الامور وقد تشكلت بينهم حكمة تقليدية. وضّحَ الفريق البحري المتقاعد غريج نيوبولد، الذي كَانَ مديرَ العملياتِ لهيئة الأركان المشتركةِ أثناء فترةِ التخطيط للحربِ في العراق، هذا باسلوب إستثنائيِ وعاطفي الإسبوع الماضي في مجلة التايمزعندما قالَ أنّه كَانَ يَكْتبُ "لتشجيعِ بعضِ الذين ما زالوا في مواقعِ القيادةِ العسكريةِ." إستمر"يَتحدّى أولئك الذين ما زالَوا في الخدمة. . . لإعْطاء اصواتهم إلى أولئك الذين لا يَستطيعونَ -- أَو ليس عندهم فرصةُ للَتكلم."
هؤلاء الجنرالاتِ لَيسوا حمامات سلام مبتكرة حديثاً أَو ديمقراطيين سريينَ. (في الحقيقة ان أحد الأسبابِ الرئيسيةِ التي منعت حدوث هذا الإنفجارِ العام في وقت سابق كَان قلقَ الجنرالاتِ بأن يَبْدوا وكأنهم يَتحيّزون في السياسات الداخليةِ) انهم رجال ذوو خبرة مهنية أكثر مِنْ 30 سنة في الخدمةِ، من الذين اقسموا بعد حرب فيتنام كما ذكر كولن باول في مذكراته" عندما جاء دورنا لتسيير الامور لم نرضخ للحرب لاسباب غير موثقة" رغم دلك وكما اعترف نيوبولد لقد تكررت الحالة ثانية. يمكننا ان نسمع في تعليقات مجتمع الجنرالات المتقاعدين احساسا بالذنب, بانهم علموا الضباط الصغار ان جنرالات حقبة الحرب الفيتنامية فشلوا في الوقوف بوجة وزير الدفاع روبرت ماكنامارا والرئيس ليندون جونسن وهم فعلوا الشئ نفسه.
ثانيا: انه من الواضح ايضا ان الهدف ليس رامسفيلد فقط. حيث لمح نيوبولد الى ذلك وكان الاخرون اكثر وضوحا في هذا الخصوص. لكن الرجلين الوحيدين في الحكومة الاعلى من وزير الدفاع هما الرئيس ونائب الرئيس.و ليس من الممكن طردهما طبعا وتمنع التعليمات العسكرية السرية الهجمات العلنية على القائد الاعلى عندما تكون قواتة في حالة حرب.( هنالك استثناءات لهذه القاعدة فبالاضافة الى مكارثر كان هنالك الجنرال جورج ماكليلين الذي يعكس دور لنكولن وفي مرتبة اقل الجنرال الكبير سنغلوب ا الذي طرد لهجومه على الرئيس جيمي كارتر حول سياستة مع كوريا. لكن مثل تلك التحديات نادرة بما فية الكفاية لنتذكرها ولم يتوسع تمرد اي منهم الى مجاميع او حركة يمكن وصفها بامانة بالثورة.)
احرج هذا الرئيس بوش وادارته في موقف لايحسدون عليه في وقت يتدهور فيه الوضع الامني في العراق وافغانستان. اذا ما خضع بوش لثورة الجنرالات هذه فسيبدو وكأنه تأثر بما وصفه رامسفيلد بطريقة مراوغة ب(بجنرالين او ثلاثة من اصل الاف" لكنه بالابقاء على رامسفيلد يخاطر باستقالة المزيد من الجنرالات ربما قريبا جدا من الذين يحترمون نداء نيوبولد القوي بانهم كضباط قد اقسموا على الدستور وعليهم اليوم ان يتحدثوا نيابة عن مصلحة القوات وينقذون الدستور الذي يشعر بانه في خطر الوقوع في فوضى حقبة فيتنام.
في مواجهة هذه الورطة كانت ردة فعل بوش الاولى تماما كما يتوقعها اي شخص يعرفه : فلقد اعلن عن تأكييد قوي ب"دعم كامل" لرامسفيلد وحتى انه يخرج عن مسارة خطبة ليشير الى وزير الدفاع ب"دون" عدة مرات.(حيث كانت هذه تعليقاتة الملحوظة حتى على موظف ادارته الاخر وزير المالية جون سنو.وقد فهمت واشنطن المسألة.)
في النهاية تبدو لي قضية الاطاحة بوزير الدفاع مؤثرة جدا. ولم اصل الى هذا الاستنتاج ببساطة بسبب الاخطاء الماضية او لانه "يجب ان يتحمل احد المسؤولية" فالعديد من المحيطين برامسفيلد كانوا متورطين بشدة في اخطاء العراق وافغانستان. والعديد منهم مازال يحتفظ بمنصبه والاخر برتبتة العسكرية.
ان السبب الرئيسي الذي تحتاج الامة من اجلة لوزير دفاع جديد ملح بشكل كبير. فخذ ببساطة الاستراتيجيات الفاشلة في العراق وافغانستان التي لايمكن اصلاحها طالما بقي رامسفيلد في موقع اصدار الاوامر. ان تغلغل رامسفيلد الملحوظ الذي يصل الى ادق التفاصيل يحتم اليوم اعادة النظر في الاستراتيجية في منطقتي الحرب بشكل تام.
لقد فهم ليندون جونسن ذلك في 1968 حين اخرج وزير الدفاع الذي يتدخل في ادق التفاصيل الاخر ماكنامارا من البنتاغون وابدله بكلارك ام. كلفورد. في غضون اسابيع تفقد كلفورد السياسة من كل جوانبها وبدأ عملية فك الالتزام المؤلمة والطويلة. واليوم لا تزال هذه القرارات مثارا للجدل الحاد وهنالك اختلافات عديدة بين الوضعين. لكن شيئا واحدا كان واضحا حينها وواضح اليوم وهو انه اذا لم يتغير وزير الدفاع لم ولن تتغير السياسة.
لن يكون رد فعل البيت الابيض الاول هو نهاية القصة. فاذا اتحد المزيد من الجنرالات الغاضبين
وحتما سيفعلونوالعديد منهم من ذوي السير الحسنة واذا لم يتغير الوضع في العراق وافغانستان (وهنالك اسباب ضئيلة تجعلنا نعتقد انه سيتغير) عندها ستستمر هذه العاصفة الى ان تبدد دونالد رامسفيلد والعديد غيره. الا ان الشئ المثير للتساؤل هو: ما اذاكانت ستأتي هذه العاصفة متأخرة جدا في حين لن يعود هنالك امل في انقاذ شئ في العراق وافغانستان؟


هجرة الفلاشا الى الأرض المقدسة  .. صعود اليهود الى هاوية الجحيم

ترجمة/ زينب محمد
عن/ لوموند

على الطريق المؤدية الى تل ابيب، عند تلك الواحة الغريبة المحمية بحاجز وكأنها ملكية خاصة، حيث تتراصف عشرات الفنادق الباذخة عند ساحل البحر الميت، وامام العديد من نقاط التفتيش، كانت رام الله، وكانت ليلة السبات التي يكون بعدها السبت يوماً للراحة والاستجمام، كان يرسم خلاله الفريق الفرنسي- الإسرائيلي تحدياً كبيراً لإخراج أول فيلم للمخرج (رادو ميهيلينو) عن رحلة الفلاشا، اليهود الاثيوبيين الذين سار الآلاف منهم في عام في عام 1984 صوب السودان في محاولة للهروب من المجاعة للالتحاق باسرائيل، والحدث الكبير والخطير الذي شهدته صحراء (يهودا) حيث تابع (رادو) وفريقه رحلة هؤلاء المحفوفة بالمخاطر والمفاجآت. وما ان اشرقت الخيوط الاولى لشمس يوم الأحد، حتى جمع (رادو) فريقه صوب صحراء يهودا حيث تم تصوير (400) شخص في مشاهد صامته في إثناء النهار لفيلم من المفترض ان تجري احداثه في السودان، انه معسكر كبير للاجئين وبفضل مؤثرات خاصة خففت سرعة الحركة لمئات من الرجال والنساء والاطفال الذين كانوا يرتدون اسمالاً وثياباً رثة يعيشون تحت خيام ليعيدوا تمثيل تاريخ الفلاشا اليهود الاثيوبيين الحالمين بالعودة الى الارض المقدسة، وفي عام 1984 بدأت اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية تحركاً واسعاً (لانقاذ) هؤلاء الاثيوبيين من (المجاعة) والاعتراف بوصفهم على انهم منحدرون من الملك سليمان والملكة سبأ ويتحدث الفصل التاسع عشر كما يدعي اليهود في التوراة عن هذه (القبيلة الضالة الضائعة) التي ستعود الى الأرض الموعودة على ظهر عقاب كبير، ومن اثيوبيا وعلى الجبال، وفي منطقة (غوندار) يشرف نظام منغيستو الموالي للسوفيت على هذه المرحلة المرعبة التي قادت يهود الفلاشا الى السودان حيث أعد (الموساد) سراً طائرات لنقل الفلاشا الى اسرائيل، اما المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة الاميركية لنقل الفلاشا الى اسرائيل فكانت مساعدات مالية قدرت بـ(250) مليون دولار دفعت الى السودان (البلد المسلم) لكي يسمح بهذه العملية من اراضيه من دون علم الاشقاء العرب، وكما يقول (شلومو) بطل الفيلم، لم تكن هذه الرحلة المؤملة هروباً من المجاعة بقدر ما كانت هجرة، لكنها كانت خائرة وفوضوية، إذ لم يصل عملاء المخابرات الاسرائيلية واتصالاتهم الى الجبال، اما اخبار الجسر الجوي الذي اقامته اسرائيل بينها وبين السودان، فقد بلغت كل الاسماع ولكن لم يتم تحديد المكان الذي ستحط عليه الطائرات ولاوقت اقلاعها. قال البعض ينبغي الذهاب الى السودان لكن اين؟ ومتى ؟
لم يكن احد يعرف! ورحل بعضهم باتجاه كينيا، والبعض الآخر باتجاه الصومال، ومات بعضهم في الطريق، وكان هناك الكثير من الموتى.. وفي اثناء الطريق الطويل والمتعب هوجم هؤلاء الفلاشا من قبل اللصوص وقطاع الطرق والفلاحين وقتلهم أدلاؤهم، واختطفت النساء والاطفال وتم بيعهم وثمة من مات من المرض والجوع والتعب وانتحر آخرون عندما اكتشفوا الفخ الذي وقعوا فيه، ودفع بعضهم ضريبة باهظة جداً كما قالوا لاضطرارهم الى اخفاء اصولهم اليهودية والغرض من رحلتهم وفي خلال الجسر الجوي الاول الذي سمي بعملية (موئيس) تم تهجير ثمانية آلاف من يهود الفلاشا الى إسرائيل هلك منهم أربعة آلاف بين اثيوبيا والسودان وعاش الفلاشا الذين كانوا يفضلون ان يطلق عليهم اسم (بيتا اسرائيل) لان كلمة فلاشا تعني (المنفي) وتدل على من ليس لديه مكاناً أو يمتلك ارضاً، عاش الفلاشا في عام 1984 محنة قاسية اوقعتها بهم اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية، وكانت اشبه بمحنة (الخروج من مصر) هذه الرحلة الطويلة والشاقة صورتها لهم إسرائيل عملاً مخلصاً وكبيراً لشعب إسرائيل وعدوا مثل شعوب الشتات الاخرى، بأنهم اتموا بألم (صعودهم) الى إسرائيل! وبطل الفيلم (شلومو) هو احد هؤلاء الأطفال الناجين من خطر محدق والذين يصلون الى الأرض المقدسة، وبشكل بارع وترميزي يصور المخرج (رادو) صدى التسلط السياسي والديني الذي يخضع الشعوب ويرغمها على العيش وإنكار هويتها والتلون بين الحقيقة والزيف والذي يجعل من شلومو مغتصباً وشلومو ليس يهودياً بل يعهد به الى امرأة يهودية اثيوبية فقدت ابنها، والكثير من المشاهد التي يتم تصويرها هي مشاهد الهجرة والانتقال والغش الخفي، ولكنها في الصحراء وبين الصخور وهناك ايضاًص يتم تصوير المشاهد النهائية يستعيد فيها (شلومو) الذي يصبح طبيب العالم ويعثر على امه في الصحراء الغربية (امضِ وعش لتصبح) هذا هو عنوان الفيلم الذي يروي مرور (شلومو) رمز الاختلاط الثقافي بتجارب ومحن.


العزف على لحني الغضب و اليأس

بقلم : جيمس كارول
ترجمة : نعم فؤاد

عن/ البوسطن غلوب

في الاسبوع الماضي تصاعدت قعقعات السيوف حتى ملأت السماء. فقد نشرت تقارير مختلفة ابرزها تلك التي ظهرت في النيوركر بقلم سايمور هيرش و التي اشارت بان واشنطن قد جردت السيف من غمده و صعدت من تهديدها الى ايران التي ترفض تعليق برنامجها النووي. و قد مثلت هذه التقارير تحذيرات مقصودة يتضمنها التخطيط و الممارسات العسكرية التي تقع ضمن استراتيجية سياسات واشنطن القسرية. و لكن من يضمن بان ادراة بوش لا تقوم بهذه اللعبة بقصد التهديد فقط و لن تطلق العنان للقوى التي لا تتمكن من السيطرة عليها لتتعثر مرة اخرى في مواجهة كارثية ؟.
استبعد احد المسؤولين الايرانين ان يكون الحديث عن عمل عسكري امريكي وشيك بانه مجرد حرب نفسية. و لكنه اضاف بعد ذلك ملاحظة مهمة عندما قال : " بدلا من ان نعزو هذه التهديدات الى دوافع استراتيجية الا انها اعلان ( للغضب واليأس الامريكي ) ". لقد قفزت هذه العبارة من التقارير الاخبارية و المطلوب النظر اليها بجدية. انها لم تخطر على بالي من قبل و هي ان الغضب و اليأس هما التعريف الدقيق للمزاج الشامل الذي يسود امريكا. و قد تكون المواقف العاطفية هي الشيء الوحيد الذي يشترك فيه الرئيس بوش و المحيطون به بالجيوش التي تحيط باعدائه. نحن يسودنا الغضب واليأس لان كل الكوابيس التي تخوفنا منها قد مرت علينا. ان مجموعة بوش واقعة في ياس وغضب لان طموحاتهم الكبرى التي لا يعتبرونها طموحات انانية قد فشلت في كل خطواتها. حقا ان الغضب ولايأس سيبدو حتما على ردود الفعل العالمي لما قامت به امريكا الذي يتوجب عليها ان تواجهه الان. و بينما الغضب ولايأس عند اولئك الذين هم على هامش القوة لا يزيد الا من خبرة من هم على هامش الضعف والانهيار. الا ان الغضب واليأس عند الذين لا يزالون في طور تشكيل سياستهم الوطنية سيكونان خطيرين حقا اذا ما ارتبطت مثل هذه السياسة بالعواطف بصورة اكثر من المعقول. هل مثل هذه العواطف المشوشة و الواهنة هي التي تحدد مسار الولايات المتحدة ؟ سؤال مثل هذا قد يبدو وقحا و لكن خلاصة القول ان ما توحي به السياسة الامريكية اشبه بعدسة تعكس اضواءها خارج دائرة النظر لتثير الانتباه لما يحدث . ان ما تواجهه الولايات المتحدة من ضغط و تحديات التي يقوم المتطرفون من السنة بمعظمها , فلماذا المجازفة بتاجيج الشيعة في العالم ضدنا عندما تهدد ايران بعنف ؟. مثل هذا الشي قد حدث من قبل , فقد كان الغضب و اليأس من التمكن من القبض على اسامة بن لادن هو الذي غذى التحرك المنافي للعقل ضد صدام حسين. ان الهجوم على العراق قبل ثلاث سنوت كان يمثل ادنى التصرف المتهور و الاعمى قادنا اليه نفس الاسلوب الذي ضللتنا به القاعدة و قادتها و دفعتنا الى افغانستان. هذا التهور يعلن عن نفسه و بشكل واضح في التخطيط غير المناسب للحرب في الولايات المتحدة.
و الان مع ايران اصبحت القضية تشمل الاسلحة النووية , فلننظر الى الاندحار الذاتي المشوش الذي تقوم به جماعة بوش ليتسنى لها ان تدفع طهران للتخلي عن برنامجها النووي. فهي تقوم بالتهديد لها نوويا و بصورة واضحة. فقد افاد سيمور هيرش الذي كان قد استدعى مسؤولا سابقا في الادارة الامريكية ليخبره ان الطائرات الحربية الامريكية القريبة من ايران كانت تطير متظاهرة بحملها رؤوساً نووية و ذلك اثناء المناورات العاجلة التي عرفت باسم القصف من فوق الاكتاف. هذه التمرينات تكشف عن استعداد الولايات المتحدة لاستخدام اسلحة نووية تكتيكية ضد المنشات النووية الايرانية. و اذا ما كانت هذه المناورات المذكورة قد جرت ام لا فان التقارير الرسمية عنها لا تمثل سوى التلويح بطريقة غير اعتيادية او غير مسؤولة باستخدام سلاح لا يمكن تصوره. و يتلخص هذا الموقف كما يلي ؛ لكي نمنعكم من الحصول على سلاح نووي سنوجه لكم ضربة نووية و كانه لم يكفينا ما نحن فيه من لا معقولية. لقد اختارت ادارة بوش هذا الشهر و هي في خضم مواجهتها النووية مع ايران , ان تكشف عن خطتها لانشاء مجمع متكامل لانشاء الاسلحة النووية. و هذا تصعيد في قدرات الولايات المتحدة النووية ليس له صلة بازاحة و استبدال الاف الرؤوس النووية. ان الوعود التي اطلقت بشان انتاج قنابل جديدة قد انجزت و من ضمنها السلاح المسمى ( حامي الترسانة ) الذي هو قيد التصنيع و الذي لربما سيكون آخر مسمار في نعش معاهدة الحد من الاسلحة النووية التي تلزم الولايات المتحدة بالتخلص من اسلحة كهذه و ليس في تعزيزها. ان جعل المرجل العراقي يغلي اكثر سيعطي ايران المبرر لتندفع اكثر في سبيل الحصول على قدرات نووية , التي سيكون مبررها قدراتنا النووية. لكن لاى مدى سيوصلنا اندحارنا النفسي. فبالتاكيد هنالك شيء ما يحدث , فبالاضافة الى النظرية الاستراتيجية الذكية والتي هي قيد العمل , الا ان مثل هذه السياسات هي لأناس محبطين و غاضبين بشدة و مصابين بجروح نفسية. ان من يعارض منا مثل هذه السياسات سوف يذعن الى تصوراتنا للغضب و الاحباط المتآتية من مخاوفنا و مخاوف العالم. لكن هنالك معارضة متخوفة و بنفس الوقت معقولة ستزداد اكثر ضد هذه السياسات.

 
 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة