استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

الشــــــــوكولاتة.. غذاء الآلهــــــــة

ترجمة واعداد/المدى

تاريخها
ازدهرت ثقافات الشوكولاتة الاولى وسط غابات اميركا الوسطى المشبعة بالبخار. فقبل حوالي ال600 سنة قبل الميلاد كانت اقوام المايانز تطحن سنفات اشجار الكاكاو المحلية لتصنع شرابا مقدسا.
شديد المرارة- وهو الشراب الذي اشتقت منه الشوكولاتة التي نعرفها اليوم بجميع انواعها التي لاتعد ولا تحصى. حتى وان كنا بالكاد نشعر بطعمها. نشرت رغبة شرب الكاكاو بثبات عبر المنطقة من مرتفعاتها الى غاباتها.
كان المتعارف عليه في ذلك الوقت هو شرب الكاكاو في جرعة قوية المذاق على الاقل بالنسبة الى الذوق الحديث يضاف اليها الفلفل والتوابل الاخرى. اخذت اقوام الازتكس هذه العادة من جيرانهم واصبحت الشوكولاتة اساسية لاقتصاد الاميريكيين الميسو حيث كانت تستخدم حبوب الكاكاو كالعملة عندهم. ويزينون بها جدران معابدهم ويقدموها ك"غذاء الالهة"
كان الكاكاو يحتل مكانة مهمة في مجتمعات القدماء.
وحتى قبل قدوم الكونكوستادورز كان الكاكاو قد اصبح الشراب الافخر في العالم. جلب كرستوفر كولومبوس كيساً من حبوب نبتة الكاكاو معه ليسعد به اصدقاءه فيرديناند وايزابيلا في اسبانيا. ولم تصل شحنة تجارية منه الا بعد مايقارب القرن حيث وصلت يابسة اشبيلية في 1875. فضل الاسبان ان يشربوا الكاكاو مخلوطا بالسكر والقرفة والجوز الطيب والفصوص وفي ذلك الوقت كانت المستعمرات الاسبانية المتجددة تحفر مزارع الكاكاو في العالم الجديد.
كان الانكليز اقل وعيا للامكانية التجارية لهذه السلعة. حيث قاموا عندما اسرت سفنهم الحربية سفينة الاسبان باضرام النار في حمولة حبوب الكاكاو ظنا منهم انها روث بقر. لكن حالما احتلت الشوكولاتة موطئ قدم في اوروبا انتشر استعمالها بسرعة. حيث اسر بارزوا لندن وباريس وروما وزيوريخ وبروكسل واحد تلو الاخر بطعم هذا المشروب الغريب. ولقد انتشرت عائدة عبر الاطلسي الى مستعمرات فيرجينيا.
افتتح اف ال كاليير في اوروبا في سويسرا سنة 1819 اول معمل لشرب الشوكولاتة. وفي نفس تلك الحقبة تطور بيض الفصح الاول رغم ان الرجل الانكليزي جوزيف فري افتتح اول حانة شوكولاتة في 1847. ازال التجدد الصناعي مرارة الكاكاو ببطئ وكان صناع الحلويات السويسريون اول من اضافوا الحليب للخليط في 1875. دمرت ثقافة الميسو الاميريكين بوصول الاوروبيين وبالكاد تعرفوا على طعم هبتهم الفريدة للعالم.

الإنتاج

تحصد حبوب الكاكاو من السنفات وتترك مع لبها في صناديق لتتخمر لما يقارب الاسبوع. ومن ثم يجففون في الشمس ليمنع تقولبها قبل تعرضها للتحميص والطحن. بعد ذلك يتم الضغط على الحبوب وتعريضها للحرارة الى ان ينفصل دهن الكاكاو عن مسحوق الشوكولاتة المركز الذي يجفف لاحقا ليكون مسحوقا.
يعاد بعد هذا الفصل المادتان الى بعضهما بالاضافة الى نسب مختلفة من السكر والحليب ومسحوق الحليب والفانيلا. ويمكن ان تضاف الصويا كمستحلب.كلما كان مسحوق الكاكاو المستخدم في العملية اعلى تكون الشوكولاتة اغمق واقوى. تختلف نسب زبدة مواد الكاكاو الصلبة من ثلث الى اكثر من 70%.
يمكن ان تبدأ الان عملية العجن. العجانة هي عبارة عن حاوية مملوءة بالخرز المعدنية تستخدم لطحن المزيج السائل وتحويله الى عجينة طرية. واغلى انواع الشوكولاتة هي تلك التي تعجن لاكثر من 72 ساعة وارخصها تلك التي تعجن اربع مرات فقط. تفرق خرز العجانة جزيئات السكر والكاكاو مما يجعلهم غير قابلين للتمييز- تأثير"الذوبان في الفم". الشوكولاتة جاهزة الآن لدخول مرحلة انتاجها الاخيرة. حيث يمكن التعرف عليها، يبدو سطحها الخارجي مبقعا والمزيج متفتتاً قابلاً للتحطم اكثر من الكسر بقضمة سهلة. والان تحدث عملية خلط ثانية حيث تهز الشوكولاتة وتذاب وتبرد ومن ثم تسخن ثانية. مما يزيل القطع غير المرغوب فيها. ويمكن ان تضاف مكونات اخرى في هذه المرحلة كالفواكه والفستق والزنجبيل و تصب الشوكولاتة في قوالب حيث تتشكل وتصبح جاهزة للاكل.

الأهمية الثقافية

كان القدماء يحتفلون بالشوكولاتة كرابط بالقوى الروحية العليا- بوابة الى الالهة. وكان هذا احد الاسباب التي جعلت الكنيسة تعاملها بشك كبير.
لكن فكرةَ انها يمكن أَن تغير بطريقة ما الذي يتناولها او يرتبط باي صلة بها استمرت بسيطرتها القوية على الخيال الشعبي.
استخدمت جون هارييز الحلوى كتشبيه في روايتها المحبوبة شوكولاتة. حيث تقول انها "ليست عميلاً للمتعة او حتى الاغراء لكنها اداة للتغير ومحفز يشفي الجروح ويقرب الاحباء الخجولين من بعضهم ويحرض الاطفال للتمرد على آبائهم والزوجات المحطمات للبحث عن استقلاليتهن."
وقبل اربعة عقود عرض رولد دال في روايته جارلي ومعمل الشوكولاتة نظرة اخرى من القوى التحويلية لهذه المادة الداكنة. حيث ان جارلي باكيت،هو ولد صغير حسن السلوك مِنْ خلفيةِ فقيرةِ وهو أحد المستلمين المحظوظينِ الخمسة لتذكرة ذهبية - كترخيص مجّاني للتَجَوُّل في مصنعَ رجلِ الأعمال الشوكولاتيِ الرائعِ لويلي وانكا. إنّ الجولةَ في الحقيقة حيلة دبرت مِن قِبل التاجرِ المنعزلِ لإخْتياَر وريثِه. حيث كان يستبعد كل طفل طماع فاسد من المنصب ولم يتبق غير تشارلي العطوف الفقير الذي يهون على والديه المحبين . مثل شوكولاتة حولت رواية مصنع الشوكولاتة الى فلم اخرجه مؤخرا تيم بيرتن من بطولة جوني ديب الذي مثل دور صانع الحلويات الغريب.
في لورا ايسكوفيل كما في الماءِ من اجل الشوكولاتهِ، تَعُودُ فاكهةَ شجرةِ الكاكاو إلى اصولِها الأمريكية الوسطى. تجري احداثها في وقت من القرنِ حيث كانت المكسيك في حالة ثورة تواجهُ فيها شابةَ حدودَ طموحِ المجتمعِ لها من خلال وسطِ الغذاءِ والطبخ.
بمَزج الواقعيةِ السحريةِ بالوصَفاتِ الواقعية تتغلب البطلة على حبها الفاشلِ لصاحب مزرعة مجاور بنتائج مسلية جداً.

الموجة الجديدة


تمتلئ رفوف اليوم باختيارات عديدة عندما يتعلق الامر بالشوكولاتة. من " العصارات المملوءة" بالسكر والبندق والحلوى الى المذاق المر الداكن التي يستعيد بفرح مشاعر اللغة الازتية للقرن الرابع عشر. التي تتمتع بحصادها الاخلاقي وفائدتها الصحية وقدرتها على تحسين المزاج.
رفضت في 2003 المحكمة الاوروبية دعوى من الاسبان والايطاليين ضد المنتجات البريطانية كالشوكولاتة لقلة نسبة الكاكاو فيها وارتفاع نسب الدهون النباتية. لكن الاوقات تتغير.
حيث ان بول ريتشاردسون مؤلف الملذات: رجل ناكر للذات يبحث عن اجود انواع الشوكولاتة يدير ظهره في الطليعة للشوكولاتة بالحليب مفضلا للمزيج الفنزويلي النادر التي يبيعها صانع شوكولاتة فرنسي غامض.
قالَ: "فيما مضى كان
MARS FREAKا اما اليوم فأَرى الحاناتَ لما هي عليها: : المشمّعات الكبيرة لعالمِ الحلوى.
أقسمتُ لنفسي أَنْ لا أَتْركَ سوطَ جوزةِ آخرِ أَو كريمة البيض اخرى تعْبرشفاهَي."


(سوبك -ف) اخطر فايروسات المعلومات واكثرها قدرة على التخفي (Sobig virus)

 

ترجمة/ زينب محمد

عن / لوموند

انعشت هجمات فايروسات المعلوماتية المتكررة مع ظهور أربعة فايروسات كبرى ادت الى انهيار مئات الآلاف من الكومبيوترات في العالم مطاردة المهاجمين الذين يحاولون كعادتهم في شهر آب من كل عام التحدث عن أنفسهم من خلال الاشارة الى سيطرتهم على المجال التقني وحسبما قال (ميكو هيبونين) مدير مركز البحث المضاد للفيروسات في الشركة الفنلندية (فاسكيور) فان عام (2001) يعد أسوأ عام في تاريخ الفيروسات لكن عام (2003) بدا هو الاخر قد وصل الى المستوى نفسه ففي غضون اسبوع واحد فقط من ذلك العام شهدنا ظهور فايروسات كبرى استدعت تقنيات جديدة للقضاء عليها، وهدد الفايروس (سوبك ف) الأكثر شيوعاً الذي اصاب مائة مليون بريد الكتروني، هدد الانترنيت باحدى اكبر الهجمات التي شنها يوم الجمعة الثاني والعشرين من آب عام 2003 عند الساعة السابعة بالتوقيت العالمي (GMT) أي عند التاسعة بتوقيت باريس ولم ير آخرون ذلك الهجوم الا خطورة ممكنة، ويعد الفايروس (سوبك- ف) الضخم جداً ومن نوع الدودة والذي يتضاعف باستخدامه عناوين بريدية موجودة داخل الكومبيوترات التي يصيبها من اسرع الفايروسات انتشاراً على الاطلاق لم يشهد عالم المعلوماتية مثله اطلاقاً فاذا اصاب الكومبيوترات لا يشلها حسب بل يبطئ الشبكات بشكل كبير جداً وقد يؤدي الى وقف خدماتها باستخدام تقنيات (Spam) وهي رسائل غير مطلوبة ولا تستدعي انتباه احد ويبدو ان فايروس (سوبك- ف) اراد خلق مفاجأة اضافية كما حذر المصمم الفنلندي في مذكرة تحذيرية جداً اشار الى ان جميع الكومبيوترات المصابة دخلت في المرحلة الثانية يوم الجمعة 22 آب 2003 واستخدمت هذه الكومبيوترات الساعات الذرية من اجل ان يتزامن تنشيط الـ (code) في العالم كله في الوقت نفسه أي عند السابعة بالتوقيت العالمي وارتبطت الدودة عندها باجهزة مجدولة في ال(code) المشفر بالفايروس، وكانت القائمة تحتوي على عناوين عشرين جهازاً موجوداً في الولايات المتحدة الاميركية وكندا وكوريا الجنوبية، ويبدو ان هذه الأجهزة كومبيوترات محلية مرتبطة بالانترنيت عبر اتصال من نوع (Apsl) كما اكد الكسندر دورانت المدير العام لشركة (ف- سكيور) الفرع الفرنسي واخذت عشرات الآلاف من الكومبيوترات التي أصيبت بالفايروس (سوبك- ف) انطلاقاً من هذه الأجهزة العشرين عنوان انترنيت لتحميل برنامج كلفت بتنفيذه ولكن بفضل التقدم في عالم التشفير امكن فك رموز الفايروس وكان من الضروري تحذير المستخدمين وان هذا التحير المصنف عند المستوى (1) اعلى المستويات حسب تصنيف شركة (ف- سكيور) قد وصفه بعض المصممين بانه قد يكون تحذيراً سابقاً لأوانه بقليل فهؤلاء لايزالون يدرسون التهديد الذي يمثله هذا الفايروس ويقولون ثمة خطورة محتملة لكننا لا نعرف عنها الشيء الكثير، وهذا ما اعترف به ايضاً مارك بلانشار، مدير المختبر الاوربي تربنا ميكور، ويتفق جميع المصممين على الطلب من مديري الشبكة باغلاق المنطق المعني الذي يطلق عليه اسم (le port 8998) رضاعة مضادات الفايروسات القادرة بصورة كاملة على اجتثاث فايروس (سوبك ف).
لقد جاء (سوبك
ف) بعد الانتشار السريع لفايروس (لوف سان) أو (بلاستر) عن طريق مواقع الانترنيت هذه المرة وليس عن طريق البريد الالكتروني، وفي (11) من آب عام (2003) ظهر فايروس (welchia) الذي يسمى احياناً (ناشي) واخذ بالانتشار في (18) آب وكان هذا الاخير يمثل فرادة في البحث عن الكومبيوترات المصابة بفايروس (لوف سان) من اجل اصلاحها مما يدعونا الى الحديث عن (فايروس طيب) لكن عند تطبيقه فانه ادى الى ارهاق شبكات المعلومات الكبيرة وبالتالي الى انهيارها مثل شبكات شركات (ABB) وشبكات كندا الجوية أو شبكات الملاحة البحرية الاميركية أو شبكات المارينز الاميركي، وفي معظم الحالات فان واضعي هذه الفايروسات يبحثون بالدرجة الاولى عن اعتراف اجتماعي بهم، وعن اشباع لاناهم كما يقول (مارك بلانشار) ولهذا السبب فان شهر آب من كل عام يغص بالفايروسات حيث يشهد اكبر تجمع عالمي للمهاجمين مثل تجمع (Dcpcom) في الولايات المتحدة الاميركية الذي طرحت خلاله العديد من التحديات. ان شركة مايكروسوفت التي تعمل 90% من كومبيوترات العالم على وفق منطقها ال(windows) هي الهدف الرئيس لهذه الفايروسات واغنى مكتب التحقيقات الفيدرالي والقسم الامني الفرنسي (Dst) خلال الاعوام الماضية نشاطاتهم في مراقبة المهاجمين من خلال تجنيد عناصر تعمل على تعديل البرامج أو تغييرها.


دور المرأة في العمل

ترجمة/ فاروق السعد

عن/ الايكونومست

تبين عمليات المسح، في البلدان المتطورة، بان الآباء ما زالوا يفضلون الحصول على صبي بدلا من صبية. من احد الأسباب القديمة التي تعتبر الأولاد رحمة كبيرة هو إنهم كانوا يعدون مصدراً اقتصادياً أفضل لآبائهم عند الكبر. لكن الوقت قد حان بالنسبة إلى الآباء للتفكير مجددا. فقد تكون الفتيات أفضل استثمارا. فالفتيات يحصلن على درجات أفضل من الأولاد في المدارس، و في معظم البلدان المتطورة تتفوق الطالبات على الطلاب من حيث العدد في الجامعات. و في بريطانيا هنالك نساء أكثر من الرجال ممن يدرسن الطب. كما إن هنالك احتمالاً كبيراً في أن تقدم النساء نصيحة سليمة لاستثمار أموال الآباء: تبين عمليات المسح الميداني ان النساء يحصلن باستمرار على مدخولات مالية أعلى مما يحصل عليه الرجال. إضافة إلى ذلك، فان الزيادة في توظيف العنصر النسوي في البلدان الغنية قد كان الحافز الرئيس للنمو في العقود القليلة الماضية. فلقد كان نصيب تلك النسوة في نمو الناتج الإجمالي الدولي اكبر من كل من التقنية الجديدة او العملاقين الجديدين، الصين و الهند. و إذا أضفنا قيمة العمل المنزلي و تربية الأطفال، فان من المحتمل ان تكون النساء مسؤولات عن نصف الإنتاج العالمي فقط. صحيح إن النساء مازلن يحصلن على رواتب اقل و لا يرتقي الا القليل منهن المناصب العليا في الشركات، و لكن، عند اضمحلال المواقف المنحازة خلال السنوات القادمة سيكون أمام النساء مجال اكبر لتعزيز إنتاجيتهن- و مدخولاتهن. كما ينبغي على الحكومات، أيضا، إن تستغل الإمكانيات الكامنة عند المرأة. فالمرأة تتشكى (وهذا حق) من قرون من الاستغلال. و مع ذلك، بالنسبة إلى عالم الاقتصاد، لم يتم بعد استغلال المرأة بما فيه الكفاية: فهن يشكلن أكبر مصدر لم يتم استغلاله بشكل صحيح؛ إن إدخال المزيد منهن إلى العمل يمثل جزءاً من الحل للعديد من المشاكل الاقتصادية، بضمنها انخفاض عدد السكان و الفقر. يخشى البعض من أن دخول المزيد من النساء إلى العمل بدلا من الاهتمام برعاية أطفالهن سيدعم الدخل الإجمالي و لكنه سيخلق مشاكل اجتماعية أخرى، مثل معدلات الإنجاب المنخفضة. ومع ذلك فان معدلات الولادة في البلدان المتقدمة حيث يكون عدد النسوة اللاتي يعملن، مثل السويد و الولايات المتحدة، أعلى مما هو في اليابان و ايطاليا، حيث تبقى النساء في البيوت. و يخشى آخرون من أن دخول النساء إلى العمل المدفوع الثمن قد يأتي على حساب الأطفال. إلا إن الدليل على ذلك هو شيء مرتبك. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة من قبل سوزان بيانشي من جامعة مريلاند ان الأمهات يمضين ذات الوقت، كمعدل، على تربية الأطفال في عام 2003 مثلما كان الحال في عام 1965. فقد تم التعويض عن الزيادة وقت العمل خارج البيت عن طريق تخفيض ساعات العمل في البيت- و نقصان وقت الفراغ و وقت نوم اقل.
عالم المرأة

من الواضح أنه في بلدان مثل اليابان، ألمانيا و ايطاليا، التي تعاني جميعا من مشاكل انخفاض عدد السكان، تكون أعداد النساء اللاتي يعملن اقل بكثير مما هو الحال في أمريكا، ناهيك عن السويد. فلو ان قوة مشاركة المرأة في تلك البلدان قد ارتفع إلى مستويات أمريكا، فان ذلك قد يساعد في تعزيز معدلات نمو تلك البلدان. وبالمقابل، في البلدان النامية حيث يكون احتمال التحاق الفتيات بالمدارس اقل من الأولاد، فان الاستثمار في التعليم قد يعطي مردودات اقتصادية و اجتماعية كبيرة. ليس لان النساء المتعلمات سيكونن أكثر إنتاجا فحسب، بل لأنهن سيقدمن أطفالا أفضل من حيث التربية و الصحة البدنية. كما إن وجود المزيد من النساء في الحكومة قد يدعم النمو الاقتصادي: فالدراسات تبين ان النساء أكثر ميلا إلى صرف النقود على تحسين الصحة، التعليم، البنية التحتية و الفقر و اقل ميلا الى تبذيرها على الدبابات و القنابل. وعادة ما يقال بان على المرأة ان تعمل ضعف الرجل كي ينظر لها بأنها تعادل النصف منه. لحسن الحظ فان ذلك ليس بالأمر العسير.


ما سرّ الاستعراضات الضوئية الكبرى في المجموعة الشمسية؟

ترجمة: علاء خالد غزالة

عن موقع/ Space.com

غيّرت الدراسات الحديثة حول (الشفق) في المشتري وزحل معتقدات العلماء بشأن الطريقة التي تشكلت بها اكبر العروض الضوئية. وكما هو حال الشفق في كوكب الارض، فان الشمس تلعب دورا مهما. والشفق هو عبارة عن موجات غريبة واشرعة متمايلة من الضوء تتشكل، في كوكب الارض، من التفاعل بين الجسيمات المشحونة المتدفقة في تيار مبتعد عن الشمس، وتعرف بالرياح الشمسية، والذرات والجزيئات في الطبقات العليا لغلاف كوكب الارض الجوي والتي تضعف فيها طبقة الماغنتوسفير(magnetosphere).
في النصف الشمالي للكرة الارضية تسمى هذه الظاهرة الضوئية اورورا بوريلسس (aurora borealises) او (الضياء الشمالي)، في النصف الجنوبي تسمى اورورا اوستراليسس (aurora australises) او (الضياء الجنوبي). ان طبقة الماغنتوسفير هي درع غير مرئي يحمي الارض من الرياح الشمسية وانواع اخرى من الاشعاع والتي يمكن لها ان تحرق الاقمار الصناعية والاجهزة الالكترونية الحساسة. ويتكون هذا الدرع من خطوط الحقل المغناطيسي الذي ينبثق من القطبين على شكل كعكة تقع الارض في وسطها.
ان شدة اضاءة الشفق على المشتري تزيد بمئات المرات عن مثيلها على الارض، ولكن العلماء كانوا يعتقدون -لحد الان- ان الرياح الشمسية كان لها تأثير قليل على (استعراض المشتري الضوئي). وبدلا من ذلك، فقد ساد الاعتقاد انه يتشكل من المواد المنبثقة عن قمر المشتري البركاني المسمى (إيو
Io) لتتحرك بعنف في طبقة الماغنتوسفير للكوكب، والتي بدروها تدور بسرعة عالية حول الكوكب.
طريقة اخرى لتشكيل الشفق


ان القمر (إيو) هو الجسم البركاني الاكثر نشاطا في المجموعة الشمسية. وهو ينفث تيارا من الكبريت وثاني اوكسيد الكبريت في الفضاء بمعدل حوالي طن واحد في الثانية، مكونا غيمة غازية ضخمة، هي بمثابة ذَنَب القمر وهو يسعى في مداره حول المشتري. الجزء الداخلي من الطبقة المغناطيسية الدوارة حول المشتري يحتوي على مواد بشكل مزيج غازي حار، من الجسيمات المشحونة والالكترونات، تسمى البلازما (
plasma). حينما تتلامس المواد التي يلفظها (إيو) مع هذه البلازما، فانها تتأين وتصبح بدورها بلازما. ويوضح ذلك جوناثان نيكولز من جامعة ليسستر بالقول: "حالما تتحول الجسيمات الى بلازما فانها تستشعر فجأة الحقل المغناطيسي للمشتري والذي يدور حول نفسه بسرعة اكبر بكثير".
ان هذه العملية مسؤولة عن بعض ظواهر الشفق البراق الملاحظ على المشتري، ولكن ليس كلها. يعكف نيكولز وزملاؤه على مقارنة الصور التي التقطها التلسكوب هابل (
Hubble) بالاشعة فوق البنفسجية لشفق المشتري مع القياسات المتزامنة التي جمعتها المركبة كاسيني (Cassini) للرياح الشمسية حينما مرّت سفينة الفضاء تلك قرب الكوكب العملاق في كانون الاول 2000 وكانون الثاني 2001.
وقد وجدوا ارتباطا قويا بين شدة الرياح الشمسية وسلوك الشفق عند قطبي المشتري. يقول نيكولز ان هذا يعني ان هناك عملية مشابهة لما يجري على كوكب الارض مسؤولة عن بعض شفق هذا الكوكب. سوف يقوم نيكولز بعرض ما توصل اليه في اجتماع وطني للجمعية الملكية للفلك المقرر في نيسان. وفي نفس هذا اللقاء سوف تقوم سارة بادمان، وهي ايضا من جامعة ليسستر، بتقديم نتائج تظهر ان الرياح الشمسية تلعب دورا في الاستعراضات الضوئية لزحل ايضا. وقد وجدت بادمان، باستخدام خليط مشابه من معلومات هابل وكاسيني كما فعل فريق نيكولز، ان شفق زحل هو نتيجة جمع طاقة الانطلاق الانفجاري للرياح الشمسية خلال الزمن، والتي تراكمت في الحقل المغناطيسي للكوكب.

حل اللغز القديم


ان النتائج الجديدة من فريق نيكولز يمكن لها ان تساعد في توضيح سبب كون المشتري اعلى حرارة بشكل ملحوظ عما ينبغي ان يكون عليه. وهو اللغز الذي حير العلماء لعقود عدة. يقول نيكولز: "نحن نعلم ان درجة حرارة الارض هي على ما هي عليه بسبب موقعها بالنسبة للشمس، وان المريخ ابرد منها، كما ان المشتري يجب ان يكون اكثر برودة. ولكنه ادفأ قليلا من المتوقع، حيث انه يبعث طاقة اكثر مما يستلم من اشعاعات الشمس". ويعتقد نيكولز ان الطاقة الواصلة الى الكوكب عن طريق الرياح الشمسية هي مسؤولة جزئيا عن عدم التوازن. ويقول: "ان هذا هو مصدر للطاقة لم يتم اخذه في الحسبان عندما حاول العلماء حساب درجة الحرارة التي يجب ان يكون عليها المشتري".
ان هذه المكتشفات تساعد في فهم لغز واحد، ولكنها تطرح لغزا اخر. فالشفق على المشتري يبدو على شكل مجموعة اشكال بيضوية متحدة المراكز في قطبي الكوكب. وقد وجد الباحثون ان حلقة الشفق البيضوية الخارجية، والتي يجب ان لا تتأثر بالرياح الشمسية، تصبح اكثر شدة كلما ازدادت شدة تدفق الرياح الشمسية، وهو معاكس تماما لما تتنبأ به هذه النظرية. يقول نيكولز: "نعتقد ان الحلقة البيضوية للشفق في المشتري يجب ان تكون معتمة حينما تشتد ضربة الرياح الشمسية، ولكننا نرى انها في الحقيقة تزداد اشراقا، وهو ما يعارض كليا حدسنا ونحن نجهل السبب في ذلك".

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة