اسبوع المدى الثقافي

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

مشروع للمناقشة .. المجلس الأعلى للثقافة .. الدوافع والغايات
 

يفرض التلازم الشرطي بين تطور قيم الديمقراطية وعملها في البناء والسلوك الاجتماعي وتنظيم مؤسسات الدولة من جهة بين تقدم وتنوع النشاط الثقافي ونتائجه الثقافية من جهة أخرى، يفرض اهتماماً خاصاً تحتاج إليه المجتمعات، خصوصاً في مراحل تحولها الأولى باتجاه الديمقراطية.
وحينما يكون هذا التحول نتاجاً مفاجئاً لتغيير صادم في البنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، مثلما هو الحال في تجربة التغيير الديمقراطي في العراق والتحول من الهيمنة الشمولية الدكتاتورية وانعكاساتها المدمرة في الثقافة والعادات والممارسات، فإن الاهتمام الخاص بآليات عمل الثقافة والمثقفين هو حاجة حقيقية لمؤسات الدولة من جانب، وهو حاجة ضرورية أيضاً بالنسبة للمجتمع، معبراً عنه، بأحزابه وبقواه، باختلاف أنماط تمثيلها، وبمنظماته ومؤسساته المدنية صاحبة المصلحة بترسيخ قيم الديمقراطية وتطويرها وتفعيلها في مختلف أنشطة المجتمع وفعاليات الحكومة.
نؤمن، في ضوء هذا، بأن جانباً من قوى التمثيل الاجتماعي، لا تجد مصلحة لها في تعزيز فاعلية التحول باتجاه الديمقراطية، وبهذا فهي قوى غير صاحبة مصلحة في إنعاش قيم الديمقراطية، وبهذا أيضاً فهي قوى تسعى إلى إعادة إنتاج المناخ الذي يهيئ الارتداد نحو الدكتاتورية والشمولية وثقافتها الواحدية التي لا تقبل بالتنوع والتعدد والاختلاف إن مثل هذه القوى تعمل، في مرحلة التغيير التي نعيشها، على الإبقاء أما على حالة الركود والتخلف التي تفرض مساراً محكوماً بالموت مسبقاً على المصير الثقافي، أو على تفشي مظاهر الفوضى والفساد التي لا تفضي أيضاً إلا إلى المسار المحكوم بالموت ذاته.
ولقد أثبتت التجربة التاريخية في العراق، إن الثقافة تتحرك وتتفعل حيثما يتاح في المجال السياسي جو من الحرية والحق في الاختلاف والاعتراض والتعدد، والعكس صحيح أيضاً.
يوفر هذا المقترب الأولي السبيل لأن نفكر، ونعمل من أجل تنويع وتكثير مصادر وجهات العمل الثقافي.. وننطلق في هذا الاعتقاد من قناعات راسخة بأن الركون إلى تحجيم مؤسسات الثقافة واحتكارها، سواء من قبل الحكومة، أو من قبل أية قوة نافذة أخرى، لا يؤدي إلا إلى السبات الناجم عن الهيمنة والبيروقراطية والفساد.
هذه بعض مقتربات أملت على مؤسسة (المدى) ومنذ الأسابيع الأولى للتغيير إلى التفكير بإنشاء المجلس الأعلى للثقافة، كجهة غير حكومية راعية ومنظمة للنشاط والإنتاج الثقافيين في العراق.
لم يكن في حسابات المؤسسة الاستئثار بالفكرة ولا بالمشروع، فهي لا تريد إعادة دورة التفكير المنفرد والسريع والمرتجل، لذلك انتظرت مناسبة جادة مثل هذا المؤتمر، لتقترح الفكرة، وتخضعها من ثم للنقاش والحوار، بقصد إغنائها وتطويرها، وتوفير إمكانات تحققها وأدائها الناجح.
تنطلق (المدى) في فكرة إنشاء المجلس الأعلى للثقافة من مبررات يمكن إجمالها بما يلي، إضافة إلى الدوافع التي سقناها في هذه المقدمة:
1- عانت الثقافة العراقية الكثير من التخريب بفعل السياسة الثقافية الخرقاء للنظام المنهار، الأمر الذي يتطلب تحرير وسائل ومؤسسات جديدة في بنائها وتوجهاتها تنهض بأعباء إعادة بناء الثقافة وترميم الخراب النفسي الذي لحق بالمجتمع وبالمثقفين جراء إهانة الثقافة واحتقار دورها خلال أعوام سلطة الاستبداد.
2- ورث المجتمع ودولته الجديدة ركاماً من مؤسسات ومعدات وأجهزة منهارة، كما هو شأن ميراث سلطة الدكتاتورية المهزومة في كل شؤون الحياة وإدارة المجتمع في العراق. ولا يجوز التعامل مع هذه التركة إلا برؤية تثويرية، نعتقد أنه لابد معها من استحداث مؤسسات جديدة خارج إطار التفكير الحكومي المقيد بالبيروقراطية والروح الحزبية الضيقة، كما نعتقد بالتالي، بأن وجود مجلس أعلى للثقافة غير حكومي هو الإطار المهيأ لأداء دور مهم في هذا المجال.
3- بات من الواضح، خلال سنوات التغيير الثلاث، إن استمرار الحكومة بلعب دور مركزي في إدارة وصناعة الثقافة، هو استمرار لم يتح له النجاح، بل هو اسهم في تكريس مظاهر مختلفة لهيمنة الجهل وسوء الإدارة وانعدام التخطيط، أفضت جميعها إلى مزيد من اليأس وانعدام فرص الأمل في النهوض بالثقافة.
4- لا نتردد، ولم تتردد مؤسسة (المدى) طوال السنوات الثلاث، في توجيه أقسى أشكال النقد في مواجهة الفوضى والجهل اللذين كانا الجهد الواضح لنشاط وزارة الثقافة، باعتبارها أعلى جهة حكومية تخطط وتنفذ سياسة الحكومة في المجال الثقافي.. ومع استمرارنا في هذا النقد، نعتقد بأن من مهمات مؤسسات وجهات العمل الثقافي غير الحكومي أن تبادر طرح البدائل الممكنة للإرتقاء بحال الثقافة. وتأتي مبادرة (المدى) في طرح فكرة المجلس الأعلى للثقافة ضمن هذا السياق.
وانطلاقاً من تجربتها في العمل في مجال الثقافة، سواء في عهد مقارعة نظام الاستبداد أو في مرحلة بناء الديمقراطية الراهنة، ترى (المدى) كمؤسسة استطاعت مد جسور التواصل والتفاعل مع مختلف المثقفين العراقيين، مما يشكل مصدر اعتزاز لها، أن تعبر عن التزامها أمام الثقافة والمثقفين العراقيين في تهيئة كل الإمكانات المتيسرة لديها والمتاحة لها، عبر علاقاتها مع أصدقائها ومؤازريها من الوطنيين العراقيين، للشروع بتشكيل المجلس الأعلى للثقافة وممارسة مهامه فوراً.
ونضع في أدناه تصورات أولية عن وسائل وأهداف المجلس التي تسعى مؤسسة (المدى) إلى استقطاب جميع الجهود الحية من أجل تحقيقها وإغنائها بالممارسة وبتطور الإمكانات المادية والثقافية اللازمة لذلك.
1- يقوم المجلس بتشكيل لجان فرعية منبثقة عن أمانته العامة تتولى التخطيط والتنفيذ في مختلف مجالات العمل الثقافي الفكري والإبداعي.
2- ينشئ المجلس مراكز للأبحاث والدراسات والتوثيق والأرشفة في جميع الحقول التي يغطيها عمل المجلس.
3- يباشر المجلس بوضع استراتيجية شاملة في مجالات التأليف والترجمة والطباعة.
4- يتولى المجلس عبر لجانه الفرعية مهمات إجراء المسوح الميدانية التي تغطي نقاط الضعف والوهن التي تعيق النهوض بحركة الثقافة عبر كل تمثيلاتها، كما يتولى وضع سياسات طويلة الأمد تعمل على تفادي المعوقات، ومن ثم الإنطلاق بحركة إصلاح وتثوير محددة واضحة.
5- يعمل المجلس على إعادة التحام الثقافة العراقية المعافاة بمحيطها الإقليمي والدولي، عبر مشاريع وخطط مشتركة، وتسمح بها شبكة العلاقات الواسعة التي تربط مؤسسة (المدى) بقطاع مهم وواسع من أوساط وجهات العمل الثقافية الإقليمية والدولية.
6- يعمل المجلس من أجل توفير أفضل السبل الممكنة التي من شأنها النهوض بأوضاع المثقفين العراقيين، وتيسير الإمكانات اللازمة لأعلى مستويات إنتاجهم الفكري والإبداعي.
7- يسعى المجلس إلى توفير إمكانات التمويل الذاتية من خلال إقامة مشاريع إنتاجية، وإلى توفير إمكانات الدعم النزيه وغير المشروط اللازمة لمباشرة أعماله وخططه وبرامجه.
8- يعمل المجلس من أجل توفير فرص التفرغ الإبداعي والفكري للمثقفين العراقيين.
9- يعمل المجلس على وضع دراسات عميقة وسريعة لفحص الحقول المهمشة في الثقافة العراقية، سواء في مجالات الفكر أو الإبداع، ووضع السياسات اللازمة للنهوض بالعمل في تلك الحقول.
تأمل مؤسسة (المدى) وهي تضع هذه المبادرة على طاولة المراجعة والنقاش، أن تغتني الفكرة بالملاحظات والتصويبات.
لا يطمح المجلس الأعلى للثقافة إلى احتكار العمل الثقافي والانفراد به، بل إن مثل هذا الاحتكار والانفراد هو على الضد تماماً من فكرته القائمة على تكثير مصادر وجهات العمل الثقافي وتنوعها واختلافها.
نحتاج إلى مؤازرتكم.


تشكيل لجنة تطوير مسودة مشروع المجلس الاعلى للثقافة
 

مالك المطلبي
على هامش مناقشة الورقة الخاصة بمشروع انشاء المجلس الاعلى للثقافة في العراق، التقينا الدكتور مالك المطلبي الذي تحدث الينا قائلاً:
بعد الاجراءات في اختيار رئاسة الجلسة، بدئ بمناقشة الورقة الخاصة بمشروع انشاء المجلس الاعلى للثقافة في العراق.
وتضمنت الورقة عدة نقاط، مقترحة، طرحت بعد ذلك على المؤتمر اذ تمت المناقشة الحرة، من قبل اكثر من ثلاثين مثقفا واديباً. واسهم ايضا في المناقشة العديد من المفكرين والمختصين بالقضايا القانونية والاقتصادية.
وفي ختام الجلسة، صير الى اقتراح باستمرار المناقشة بعد جلسة الظهر، لاغناء النقاط المعروضة. وقد أقر المؤتمر تشكيل لجنة لتطوير مسودة المشروع، وتوزيع الصياغة المؤقتة على جميع المدعوين الى المهرجان، لاقرار الصيغة النهائية يوم الخميس، ومن ثم انتخاب لجنة متابعة او لجنة تأسيسية لمواصلة انجاز الخطوات العملية، لكي يرى المشروع النور.


في اليوم الثاني لأسبوع المدى الثقافي .. مؤتمرالمثقفين العراقيين يواصل أعماله
 

علي المالكي-
مفيد الصافي


في مناخ من الحرية والاستقرار الأمني في أربيل ، بدأ مؤتمر المثقفين العراقيين أعماله في اليوم الثاني بقاعة الميديا وافتتح السيد فخري كريم رئيس مؤسسة المدى للثقافة والفنون أعمال المؤتمر بكلمة وجيزة حث فيها المشاركين على استثمار الوقت لبلوغ الأهداف المتوخاة من انعقاد المؤتمر وبحضور نخبة كبيرة من المثقفين العراقيين والعرب.

كلمة المثقفين العرب
ثم القى الشاعر عباس بيضون كلمة المثقفين العرب (ننشرها في عدد الغد) نقتطع منها (ها أنا الآن أطل على العراق العظيم بشماله وجنوبه وشرقه وغربه ووسطه، على بغداد الجريحة الصابرة، وعلى كل بقعة تخلصت من الطغيان.. اطأ لأول مرة تراباً عراقياً وكنت تجنبت الدخول إلى عراق مغلق مبدع بعيداً عن مبدعيه) وأضاف: (إن في هذا المهرجان فرصة اعتذار للشعب الكردي الذي واجه لوحده النار والتصفية والقتل..)، وحذر بيضون، المثقفين العرب من الاستخفاف بالقضية العراقية (ومن الكذب على النفس وعلى الله وعلى الأمة أن لا نسمي هذه المجزرة بغير اسمها الحقيقي.. والمسؤولية هائلة على من يريدون أن يكون العراق أرضاً محروقة.. وأن تدمير حاضرة كبرى كالعراق يعني أن لا تقوم حاضرة بعدها...).

كلمة اتحاد الأدباء
وأعرب السيد الفريد سمعان رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في كلمته عن سعادته بانعقاد المؤتمر في ربيع كردستان حيث تمتلئ الأرض بالزهور والنباتات، ونبه إلى ضرورة أن لا يتحول المؤتمر، إلى فرصة لقضاء وقت جميل، أو نزهة داعياً المؤتمرين إلى بذل قصارى الجهد لتطوير الحركة الثقافية وإعادة الحياة إليها، وانتقد الجهات الحكومية التي تسعى لتقييد عمل المنظمات الثقافية.
وكان السيد فخري قد تحدث عن مشروع (صندوق التنمية الثقافية) وسرد الكيفية التي تشكل فيها الصندوق حين تبرعت مؤسسة (المدى) لمثقف جزائري بمبلغ 5000 دولار، إضافة إلى تبرع السيد جلال طالباني بمبلغ 15.000 دولار، ومن هنا بدأت فكرة الصندوق ليكون وسيلة لحفظ كرامة المثقف العراقي، وحمايته، وقد بادرت شخصيات عراقية بالتبرع بمبالغ مالية عضدت رصيد الصندوق المالي وتم الحصول على دعم مالي شهري من قبل السيد رئيس الجمهورية ومن المقرر دفع مخصصات شهرية لمئة مثقف عراقي، وينتظر في إطار صندوق التنمية الثقافية إنشاء دار لاستراحة المثقفين. وأكد فخري كريم على مبدأ الشفافية في عمل الصندوق، وقال أن الشرط الوحيد هو أن لا يخصص أي مبلغ (حتى ولو كان دولاراً واحداً) للفعاليات التظاهرية لأن مشروع الصندوق مكرس لدعم حاجات المثقفين الملحة.
وأضاف إن المشمولين برعاية الصندوق ليس المثقفون العراقيون وحدهم وإنما علينا أن نسمو بأنفسنا على ما هو ذاتي وسنمد يدنا للمثقفين العرب، ويمكن أن يخصص جزء من موارد الصندوق لدعم الفعاليات الثقافية التأصيلية.

انتخاب رئاسة المؤتمر
وقد انتخب مجموعة لإدارة أعمال المؤتمر من السادة: فالح عبد الجبار، مالك المطلبي، فؤاد التكرلي، الفريد سمعان، مي شوقي، عبد الزهرة زكي، محمود عبد الوهاب، وأدار الجلسة الأولى مالك المطلبي، وقد خصصت لمناقشة مشروع (المجلس الأعلى للثقافة والفنون) وهو مبادرة أطلقتها مؤسسة (المدى) من أجل تفعيل المناخ الثقافي في البلد، وجرى تداول ورقة مشروع المجلس بين المؤتمرين الذين أبدوا حماسة كبيرة لإنجاز مثل هذا المشروع الحيوي للثقافة العراقية ثم قرأ عبد الزهرة زكي ورقة مشروع المجلس متجاوزاً قراءة الديباجة، ذاكراً الدوافع التي أفضت لأن تطرح (المدى) فكرة انبثاق هذا المجلس الثقافي ولخصها بما تعرضت له المؤسسة الثقافية العراقية (حقولاً وأفراداً ومنظمات) من تخريب على يد النظام السابق، وضرورة التشكيل المؤسساتي القادر على النهوض بالثقافة العراقية الجديدة بعيداً عن البيروقراطية والروح الحزبية الضيقة والرقابة الحكومية وقيود التمويل المالي، وأوجز الأهداف التي يراد لهذا المجلس أن ينهض بها والوسائل الكفيلة بتحقيقها:
1- السعي لاستقطاب جميع الجهود الثقافية.
2- قيام المجلس بتشكيل لجان فرعية لدعم مراكز الدراسات والأبحاث.
3- وضع ستراتيجية شاملة في ميدان التأليف والطباعة.
4- العمل على التحام الثقافة بمحيطها الإقليمي والدولي
5- العمل على توفير الإمكانات الذاتية.
ثم شارك المؤتمرون بتقديم جملة من الأفكار والمقترحات التي من شأنها أن تسهم في تشكيل المجلس الأعلى للثقافة والفنون


كاتب من المنفى .. نظام الطاغية كان السبب في انفصال كتّاب المنفى عن قرائهم في العراق .. الانظمة الدكتاتورية تزول ويبقى الادب الحقيقي
 

مفيد الصافي

التقيناه على عجل وسط الحضور الكبير في صالة شيراتون في اربيل في أسبوع المدى الثقافي وتحدثنا معه عن تجربته في الرواية والقصة ،وعن حنينه للوطن وعن آلام المنفى التي تركت بصماتها على كل شيء فيه، انه الروائي المغترب علي عبد العال:
* ما هي تجربة علي عبد ألعال في كتابة الرواية، هل لك ان تعطينا فكرة عن نتاجاتك؟
- بدايتي كانت مع القصة القصيرة ، إذ نشرت مجموعة قصصية اسمها( المشي في الحلم) عن دار الصداقة في بيروت في عام 1987، ان كاتب القصة يمكن ان ينتج عملا روائيا، اذا طور قابليته، وفعلا صدرت اول رواية لي تحمل عنوان( مقتل علي بن ظاهر ومتاهته) في عام1996 ، نشرتها في السويد عن در المنفى.وتحدثت فيها عن تجربتي في حركة الأنصار التابعة الى الحزب الشيوعي العراقي في كردستان.يومها كنت عضوا فيها منذ عام 1980 ،وهي حركة أعلنت الكفاح المسلح ضد الدكتاتورية. وكانتضام الكورد والعرب، والرواية تتحدث عن تلك الايام وعن معاناة تلك الفترة من حياتي. ثم اصدرت مجموعة (انشودة الوطن ... انشودة المنفى)عن دار الكنوز الأدبية في بيروت، ثم مجموعة (العنكبوت) القصصية في عام 1998عن دار المنفى، بعدها رواية (أقمار عراقية سوداء في السويد) عن دار المدى للثقافة والفنون في عام 2004، وهي تحكي قصة تجارب عراقيين ومهاجرين من دول اخرى ومعاناتهم والمصاعب التي يواجهونها مع مجتمع غربي جديد. وهؤلاء ليسوا مهاجرين عاديين بل هم هاربون من بلدانهم بسبب القمع والاضطهاد.
* ما هي بطاقة الروائي علي عبد العال الشخصية ؟
- انا من مواليد 1956 من مدينة الديوانية. درست القانون والسياسة منذ عام 1975. وفي عام 1979 تركت العراق. وانا متزوج من امراة كردية اعدم الطاغية أباها في عام1983 وهو عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ولدي منها ثلاثة أطفال.
* وماذا عن قراءات علي عبد العال؟
- احترم كثيرا إنتاج الأستاذ الكبير فؤاد التكرلي وأحب أعماله ونحن من جيل تاثر بهذا الكاتب الكبير.واقرا لكتاب عديدين، في العراق لدينا قاصون ممتاز ونحترم تجاربهم .
*اية صيغة تفضل في التعبير عن شخصياتك عادة ؟
- في الواقع انا استخدم كل الاتجاهات ففي ( أقمار عراقية سوداء في السويد)كان البطل الرئيس يتحدث بصيغة ألانا بل ان شخصية المتحدث تبرز ضمن نسق الشخصيات بحضور واضح من البداية فهو ليس راويا فقط، أنه هنا فاعل فهو ياكل ويشرب وينام ويرصد من موقعه في المجتمع حيوات الآخرين والناس المحيطين به.في الغالب افضل استعمال الأسلوب الحديث والجمل القصيرة لتكون سريعة ومركزة على انفعالات الشخصية و انكساراتها. فانا أجد الكتابة بصيغة (هو) قادرة على التعبير اكثر من صيغة (الانا) خاصة حينما يفهم الروائي الشخصية جيدا ليتعايش معها ، انه هنا يجد حرية أكثر.
* هل هناك محطات مغلقة في كتابة علي عبد العال عن شخوصه ، حدثنا عن تجربة المنفى،وعن بعض من الكتاب؟
قرائي في السويد يعتبرونني اكتب بجراة فانا اكتب عن الجنس والحب بحرية نوعا ما ، وامتلك أسلوبا جريئا في الطرح.وانا مختص بكتابة ادب المنفى والنقاد في السويد يدركون تجربتي واهتمامي بمعاناة اللاجئين والمهاجرين. ان ابتعادنا عن العراق بسبب النظام الدكتاتوري القمعي جعل من الصعوبة ان ننشرفي العراق وهذا يعتبر مشكلة في حد ذاته، ولكن الامل والتفاؤل يبقى لان الانظمة الدكتاتورية تزول ويبقى الادب الحقيقي.اخيرا سمعت ان بعضا من كتبي موجودة في العراق.في السويد هنالك الروائي سلام عبود والكاتب جنان الحلاوي والروائي سلام ابراهيم وهو يعيش في الدنمارك وابراهيم احمد وهو يعتبر من الرعيل الاول.
*كيف يكتب الروائي علي عبد العال، هل يخطط لعمله ؟
- عادة تكون نهاية الرواية معروفة عندي قبل رسم جميع الاحداث والتفاصيل. فانا ارسم الشخصية ولا يهمني الوقت الذي استغرقه لاكمالها . ان رواية اقمار عراقية والتياعتبرها من أهم الأعمال وانا أعول عليها كثيرا استغرقت اكثر من سنتين.
*كيف هو تعاملك مع المفردة؟
- أفضل الصيغة البسيطة وهي تعجبني أكثر لان فيها السهل الممتنع فالكتابة الحقيقية يجب ان تكون سهلة وواضحة وليست معقدة وهذا امر لا يتحقق للكاتب بسهولة .فانت عندما تكتب جملة تعتقد انها سهلة لكنها تضم زخما من المشاعر وزخما من الاحاسيس التي تنقلها بكلمات بسيطة . ان العبارات البسيطة اجدى من الجمل المعقدة.واستخدم تقنية خاصة بي ولا أحاول ان أقلد الآخرين لان لكل واحد تجربته الخاصة. *اين يمكن ان تصنف نفسك؟
- يمكن ان اقول انني أفضل الكتابة الواقعية وانا اعتبر نفسي من هذا التيار. ولكن هذا لا يعني انك تنفصل عن الخيال .ولا يعني هذا انك لا تهتم بالخيال فأنت أحيانا تكتب عن احلام شخصية في الرواية فالحلم جزء من الواقع ، او انك تكتب مثلا عن اشخاص يمتلكون رؤى غير واقعية و هم يتعرضون الى مطبات في حيواتهم بسبب ذلك. اذا انا اصنف نفسي على الواقعية.
*ما هي آخر أعمالك ؟
أخرها رواية اسمها (ميلاد حزين) في عام 2005 ثم ثلاث حكايات طويلة عنوانها(أزمان المنافي) ولدي رواية رابعة اسمها (جيسيكا) وهي على اسم بنت سويدية استوحيتها من عملي الصحفي في السويد. واكتب مقالات ادبية باللغة السويدية. ان مجموعة العنكبوت ترجمت الى اللغة السويدية وحاليا انتظر ترجمة رواية ميلاد حزين وهي تتناول جرائم الشرف التي يرتكبها المهاجرون ضد ابنائهم لانهم سلكوا طريقا يختلف عما يؤمنون به في بلدانهم، في الرواية ينهار الاب لان ابنته تزوجت رجلا غربيا وتنجب منه طفلا وقد لاقت اهتماما واضحا في السويد.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة