كاتب من
المنفى ..
نظام الطاغية كان السبب
في انفصال كتّاب المنفى عن قرائهم في العراق ..
الانظمة الدكتاتورية تزول
ويبقى الادب الحقيقي
مفيد
الصافي
التقيناه على عجل
وسط الحضور الكبير في صالة شيراتون في اربيل في أسبوع
المدى الثقافي وتحدثنا معه عن تجربته في الرواية والقصة
،وعن حنينه للوطن وعن آلام المنفى التي تركت بصماتها على
كل شيء فيه، انه الروائي المغترب علي عبد العال:
* ما هي تجربة علي عبد ألعال في كتابة الرواية، هل لك ان
تعطينا فكرة عن نتاجاتك؟
- بدايتي كانت مع القصة القصيرة ، إذ نشرت مجموعة قصصية
اسمها( المشي في الحلم) عن دار الصداقة في بيروت في عام
1987، ان كاتب القصة يمكن ان ينتج عملا روائيا، اذا طور
قابليته، وفعلا صدرت اول رواية لي تحمل عنوان( مقتل علي بن
ظاهر ومتاهته) في عام1996 ، نشرتها في السويد عن در
المنفى.وتحدثت فيها عن تجربتي في حركة الأنصار التابعة الى
الحزب الشيوعي العراقي في كردستان.يومها كنت عضوا فيها منذ
عام 1980 ،وهي حركة أعلنت الكفاح المسلح ضد الدكتاتورية.
وكانتضام الكورد والعرب، والرواية تتحدث عن تلك الايام وعن
معاناة تلك الفترة من حياتي. ثم اصدرت مجموعة (انشودة
الوطن ... انشودة المنفى)عن دار الكنوز الأدبية في بيروت،
ثم مجموعة (العنكبوت) القصصية في عام 1998عن دار المنفى،
بعدها رواية (أقمار عراقية سوداء في السويد) عن دار المدى
للثقافة والفنون في عام 2004، وهي تحكي قصة تجارب عراقيين
ومهاجرين من دول اخرى ومعاناتهم والمصاعب التي يواجهونها
مع مجتمع غربي جديد. وهؤلاء ليسوا مهاجرين عاديين بل هم
هاربون من بلدانهم بسبب القمع والاضطهاد.
* ما هي بطاقة الروائي علي عبد العال الشخصية ؟
- انا من مواليد 1956 من مدينة الديوانية. درست القانون
والسياسة منذ عام 1975. وفي عام 1979 تركت العراق. وانا
متزوج من امراة كردية اعدم الطاغية أباها في عام1983 وهو
عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ولدي منها ثلاثة
أطفال.
* وماذا عن قراءات علي عبد العال؟
- احترم كثيرا إنتاج الأستاذ الكبير فؤاد التكرلي وأحب
أعماله ونحن من جيل تاثر بهذا الكاتب الكبير.واقرا لكتاب
عديدين، في العراق لدينا قاصون ممتاز ونحترم تجاربهم .
*اية صيغة تفضل في التعبير عن شخصياتك عادة ؟
- في الواقع انا استخدم كل الاتجاهات ففي ( أقمار عراقية
سوداء في السويد)كان البطل الرئيس يتحدث بصيغة ألانا بل ان
شخصية المتحدث تبرز ضمن نسق الشخصيات بحضور واضح من
البداية فهو ليس راويا فقط، أنه هنا فاعل فهو ياكل ويشرب
وينام ويرصد من موقعه في المجتمع حيوات الآخرين والناس
المحيطين به.في الغالب افضل استعمال الأسلوب الحديث والجمل
القصيرة لتكون سريعة ومركزة على انفعالات الشخصية و
انكساراتها. فانا أجد الكتابة بصيغة (هو) قادرة على
التعبير اكثر من صيغة (الانا) خاصة حينما يفهم الروائي
الشخصية جيدا ليتعايش معها ، انه هنا يجد حرية أكثر.
* هل هناك محطات مغلقة في كتابة علي عبد العال عن شخوصه ،
حدثنا عن تجربة المنفى،وعن بعض من الكتاب؟
قرائي في السويد يعتبرونني اكتب بجراة فانا اكتب عن الجنس
والحب بحرية نوعا ما ، وامتلك أسلوبا جريئا في الطرح.وانا
مختص بكتابة ادب المنفى والنقاد في السويد يدركون تجربتي
واهتمامي بمعاناة اللاجئين والمهاجرين. ان ابتعادنا عن
العراق بسبب النظام الدكتاتوري القمعي جعل من الصعوبة ان
ننشرفي العراق وهذا يعتبر مشكلة في حد ذاته، ولكن الامل
والتفاؤل يبقى لان الانظمة الدكتاتورية تزول ويبقى الادب
الحقيقي.اخيرا سمعت ان بعضا من كتبي موجودة في العراق.في
السويد هنالك الروائي سلام عبود والكاتب جنان الحلاوي
والروائي سلام ابراهيم وهو يعيش في الدنمارك وابراهيم احمد
وهو يعتبر من الرعيل الاول.
*كيف يكتب الروائي علي عبد العال، هل يخطط لعمله ؟
- عادة تكون نهاية الرواية معروفة عندي قبل رسم جميع
الاحداث والتفاصيل. فانا ارسم الشخصية ولا يهمني الوقت
الذي استغرقه لاكمالها . ان رواية اقمار عراقية
والتياعتبرها من أهم الأعمال وانا أعول عليها كثيرا
استغرقت اكثر من سنتين.
*كيف هو تعاملك مع المفردة؟
- أفضل الصيغة البسيطة وهي تعجبني أكثر لان فيها السهل
الممتنع فالكتابة الحقيقية يجب ان تكون سهلة وواضحة وليست
معقدة وهذا امر لا يتحقق للكاتب بسهولة .فانت عندما تكتب
جملة تعتقد انها سهلة لكنها تضم زخما من المشاعر وزخما من
الاحاسيس التي تنقلها بكلمات بسيطة . ان العبارات البسيطة
اجدى من الجمل المعقدة.واستخدم تقنية خاصة بي ولا أحاول ان
أقلد الآخرين لان لكل واحد تجربته الخاصة. *اين يمكن ان
تصنف نفسك؟
- يمكن ان اقول انني أفضل الكتابة الواقعية وانا اعتبر
نفسي من هذا التيار. ولكن هذا لا يعني انك تنفصل عن الخيال
.ولا يعني هذا انك لا تهتم بالخيال فأنت أحيانا تكتب عن
احلام شخصية في الرواية فالحلم جزء من الواقع ، او انك
تكتب مثلا عن اشخاص يمتلكون رؤى غير واقعية و هم يتعرضون
الى مطبات في حيواتهم بسبب ذلك. اذا انا اصنف نفسي على
الواقعية.
*ما هي آخر أعمالك ؟
أخرها رواية اسمها (ميلاد حزين) في عام 2005 ثم ثلاث
حكايات طويلة عنوانها(أزمان المنافي) ولدي رواية رابعة
اسمها (جيسيكا) وهي على اسم بنت سويدية استوحيتها من عملي
الصحفي في السويد. واكتب مقالات ادبية باللغة السويدية. ان
مجموعة العنكبوت ترجمت الى اللغة السويدية وحاليا انتظر
ترجمة رواية ميلاد حزين وهي تتناول جرائم الشرف التي
يرتكبها المهاجرون ضد ابنائهم لانهم سلكوا طريقا يختلف عما
يؤمنون به في بلدانهم، في الرواية ينهار الاب لان ابنته
تزوجت رجلا غربيا وتنجب منه طفلا وقد لاقت اهتماما واضحا
في السويد. |