اسبوع المدى الثقافي

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

مسعود البارزاني يحتفي بضيوف اسبوع المدى الثقافي
 

لبى المشاركون في أسبوع المدى الثقافي دعوة السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان لمأدبة غداء أقامها لهم حيث احتفى بضيوفه مرحباً.
أعقب ذلك لقاء جمع سيادته بعدد من المشاركين في الأسبوع جرت خلاله حوارات ممتعة شملت العديد من المواضيع التي تهم الشأن العام سياسياً وثقافياً.


ســامـي شــورش: الـحــــريــة شــرط ازدهـــار الـثـقـــافـــــة
 

علي المالكي
مفيد الصافي

في لقائنا مع السيد سامي شورش وزير الثقافة تحدث عن موضوعات في جوهر الحياة الثقافية وعن الدعم الذي يقدم، معرباً عن استبعاد أي استعانة برقابة.

*كيف تقيمون مهرجان أسبوع المدى الثقافي؟
*الأهمية الأولى لهذا المهرجان تكمن في أنه ينعقد في ظرف عراقي عصيب، ظرف تعمل فيه بعض الأطراف على شرخ الوضع العراقي الموحد وتعمل فيه على إذكاء الصراعات والأحقاد والتوترات والتنويعات الأثنية العراقية. في مثل هذا الوقت يعقد مؤتمر عراقي يجمع كل الاتجاهات المختلفة ليجيء رداً ممتازاً على كل هذه المحاولات. لقد استقبلت حكومة إقليم كردستان هذا المهرجان بارتياح لاعتقادها بأن مثل هذه التجمعات والفعاليات لا تنشط الوحدة العراقية فقط بل تعمل أيضا على إغناء التجربة الديمقراطية في العراق.
من كل ذلك فإن للمهرجان أهمية كبيرة، وحكومة إقليم كردستان مستعدة دائماً لاستقباله حتى يتكامل مع مهرجانات أخرى كردية، تركمانية، وآشورية، تعقد في الإقليم. وكلها تشكل قوة دفع جديدة للعملية الديمقراطية على كل المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية من أجل عراق دستوري فيدرالي.
*هل لكم إعطاؤنا صورة عن الإعلام في كردستان العراق؟
- نحن شعب تعرضا إلى تدميرات متعددة، ليست جسدية فقط بل كان تدميراً ثقافياً، وروحياً أيضاً، وهو تدمير استمر لعقود طويلة، ولذلك فيما توصلنا إلى الحرية التي نعيشها اليوم، كان من الطبيعي أن نعود لإعادة بناء ثقافتنا وخصوصياتنا الذاتية وكل الأمور التي حرمنا منها، فاللغة الكردية كانت لغة محظورة ومهمشة وتعمل الحكومات العراقية المتعاقبة على تدميرها. ومن دون شك حينما تتاح الحرية يصار إلى الاهتمام بكل ما تهدم لإعادة بنائه، ثانياً إننا نعتقد بان الثقافة بكل فروعها والوانها وآدابها تلعب دوراً مهماً وكبيراً في بناء المجتمع الديمقراطي، المجتمع المتطور الإنساني، مجتمع متناغم مع أطرافه ومع العالم الذي يحيط به. وأن أية دولة ديمقراطية لا يمكن أن تقوم بدون ثقافة ديمقراطية، ونحن في إطار محاولتنا لتكريس الثقافة الديمقراطية الحقيقية في كردستان نرى لزاماً علينا أن نولي الاهتمام المناسب للثقافة بكل أطيافها. الشيء الثالث، إننا نعلم إن التجارب السياسية في العصر الراهن، من أعلام وثقافة، لها دور كبير وأساسي لأن الزمن لم يعد زمناً للسلاح، لقد تغير العالم، والشعب الذي يريد بناء بلده يجب أن يستعد في الميدان الإعلامي والثقافي. وهو ميدان ليس للدفاع فحسب وإنما لبناء المجتمع والإنسان والقيم الحديثة العصرية.
في كردستان العراق لا يوجد أي شكل من أشكال الرقابة على المطبوعات وعلى القنوات التلفزيونية، فأنت تستطيع إصدار صحيفة والذي يراقبك ويحفظ حقوقك ككاتب عليه العودة إلى قانون المطبوعات. ففي هذا اليوم هنالك محاكمات قانونية ودعاوى ترفع على صحفيين لفض النزعات وليس للحكومة تدخل فيها. لهذا تجد هذا الزخم الهائل من الصحف والكتب والمحطات التلفزيونية والإذاعية، في أربيل فقط هنالك أربع محطات (فضائية)، ونحو ست محطات أرضية عدا الإذاعات، وفي كل يوم هنالك معرض فني أو حفلة موسيقية، أو ندوة ثقافية أدبية. وهنالك اهتمام من الحكومة بهذا المجال. فحينما تتوفر الحرية للكاتب يتوفر الإبداع والفن، والشرط الأساسي في كل هذا هو الحرية.
*هل تقدم الوزارة أي شكل من أشكال الدعم للكتاب وأصحاب المشاريع؟
- الدعم الأول تم قبل ثلاث سنوات بعد أن سنت حكومة إقليم كردستان مسودة قانون وأقره البرلمان حيث ينص على منح راتب تكريمي لكل مبدع خدم الثقافة الكردية منذ عشر سنوات، راتب يستطيع أن يكفل شؤونه وحياته، وهو يشمل الشعراء والفنانين والأدباء والصحفيين والمثقفين بشكل عام، كما إننا ندعم سلسلة كبيرة من المنظمات غير الحكومية والمنظمات الثقافية لقناعتنا بأن القطاع الخاص ما زال بمستوى لا يستطيع فيه دعم الآليات الثقافية، هنالك دعم مادي ومعنوي لكل عمل ثقافي ومسرحي أو موسيقي، والشرط الوحيد لدينا أن تكون المطبوعة أو المنظمة غير الحكومية حاصلة على إجازة رسمية قانونية. وتمتلك مقراً ثابتاً واسماً ونظاماً داخلياً. وفي حدود مدينة أربيل توجــد أكثر من 45 منظمة غـير حكومية.


نحن في المدى
 

علي بدر

كم هائل من الورق، من الكتب، من النشرات، من الاعلانات، من الملصقات،من الصحف، من المجلات، كم هائل من الكلمات المطبوعة، الكلمات التي لا نجدها في كل مكان...ليست كلمات هاملت بطبيعة الأمر..وهو يتأمل ويقول :كلمات ..كلمات...كلمات...
وهنالك صور أيضا، موتيفات، سبوتات، ألوان، حركة، خط، قطع، كلاك..كلاك...كلاك:
أصوات فنانين، أصوات شعراء، أصوات مطربين، أصوات موسيقيين، أصوات رجال، أصوات نساء، أنه العالم دون شك، ونحن هنا في أربيل ..نحن وسط العالم في أربيل....وسط هذا الكم الهائل من الأصوات والألوان والصور والروائح التي تدفعها مصالح وتجذبها مصالح، أقدام تندفع إلى أمام ..أقدام تتراجع وتندحر، وجوه تتقدم ووجوه تختفي، ودورة التاريخ تسير بسرعة هائلة، عالم ينقذف بالدرجة القصوى...هل نتذكر فيريليو إنها ماكنة الأبصار، عالم سريع يندفع بقوة دون أن يستطيع أحد اللحاق به، والخشية أن ينهار من سرعته ويتهدم، هل نتذكر بورديو: عالم من الصور الافتراضية التي تجعلنا نحيا في عالم هو اللاعالم حقا وحقيقة، حيث يصبح الملموس مجردا والتجريد واقعا، هل نتذكر جاك أتالي الذي قال أننا نغادر العالم الذي نحيا فيه إلى القارة السابعة، أي إلى العالم الذي نخلقه عبر الانترنيت، ومع ذلك نحن نعود...نتراجع...نتقدم...نرتد...نسافر...نهاجر...نحلم...نستسلم...نقاوم...لكننا نقف على أرض ...نقف على أرض نسميها وطناً.
أكثر الأسماء التي عرفناها فيما مضى عبر الكتب والكلمات والمطبوعات والصحف والصور رأيناها اليوم في أربيل وتحدثنا معها وحاورناها...نحن أجيال العراق التي تقطعت وتشتت، سنوات من النفي والابتعاد ...سنوات طويلة من الاغتراب، وهي اليوم تقف وجها لوجه، جيل المهاجرين والمنفيين وأجيال الداخل، ها نحن هنا نتحاور ونتناقش ويتعرف بعضنا على البعض الآخر.
الأجيال التي تركت العراق من سنوات حضرت في أسبوع المدى في أربيل لتشاهد أخاها الضال الأصغر ضالا مثلها: إنهم يشاهدون مسرحية (حظر تجوال) لمهند هادي وسمر قحطان ورائد محسن، يشاهدون فيلم طريقة صدام إلى الجحيم، يشاهدون فيلم غير صالح لعدي رشيد، هذه الأعمال التي تعبر عن رؤية الجيل الأخير من المثقفين العراقيين: مسرحيات، وصلات راقصة، غناء، شعراً، نقاشات، محاور فكرية، طاولات حوار، نداوت مفتوحة، إن ما يجعل أسبوع المدى أسبوعا منفتحا على المدى الأوسع والأرحب هو هذا النقاش المتحمس والمنفتح...فلنشكر المدى...وأصدقاءنا في المدى الذين سهروا ليجعلونا اليوم في أربيل نتكاشف بدلا من أن يمزقنا اختلاف الرأي.


أدب الداخل.. ادب الخارج في حوار مفتوح
 

محمد درويش علي

عقدت ندوة مفتوحة لمناقشة، أدب الداخل، أدب الخارج، ساهم فيها اربعة ادباء هم (الروائي والقاص أحمد خالف، الروائي شاكر الانباري، القاص والروائي حميد المختار والشاعر والصحفي داوود يوسف)، ادار الندوة القاص جهاد مجيد. وكان اول المتحدثين القاص والروائي حميد الذي تلخص بحثه بسؤال: كيف نفهم الادب العراقي بشقيه؟ وهل يمكننا ان نلغي احدهما لحساب الاخر؟ ثم استطرد في بحثه مذكراً بانجازات الادباء العراقيين، الذين استطاعوا ان يكتبوا أدباً حقيقياً بعيداً عن التورط بأيديولوجية السلطة، التي كانت تسعى لتحجيم دور الاديب والمثقف، من خلال سحبه الى منطقتها.
واستشهد بأعمال الروائي احمد خلف وطه الشبيب وعبد الخالق الركابي وعدد آخر من الادباء الذين كتبوا بحرص وبنزاهة، وهم بمواجهة كل تلك الاشكاليات المعروفة. ثم ذكر رواياته وقصصه التي استطاعت ان تفلت من سلطة الرقيب وتخرج الى الهواء الفسيح الرحب.
ثم دعا الى ردم الهوة بين ادباء الداخل وادباء الخارج والعمل على ادامة الروح العراقية الصحيحة في كل ما نسعى اليه، بعيداً عن هذه النظرة العرجاء التي تحاول شق صف الادباء. ثم تحدث بعد ذلك الشاعر والصحفي داوود يوسف، مؤكداً هو الاخر على النظر الى الادب العراقي، بشكل موضوعي، وان نبتعد عن هذه الثنائية التي تضر حتماً بالادب الحقيقي.
وعرج على كيفية هروب عدد من الادباء الى الخارج عن طريق الصحراء، تخلصاً من موت محقق كان يطاردهم ابان الحكم السابق.
اما الروائي والقاص احمد خلف فقد ارتجل كلمة عبر فيها عن اعتزازه بأدباء الخارج، كونهم جزءاً من ادباء العراق ودعا الى ردم الهوة بين مثقفي العراق جميعاً، عند ذلك يصبح من الممكن انعاش الثقافة وخلق ظرف صحي لها.
واضاف: بأنه لا يفضل تعميق هذه الحالة التي يرى انها تتسم بالاطلاق اذ حين يصدر احد كتاب الداخل رأياً بثقافة الخارج على انها ثقافة استعلانية او انها بعيدة عن هموم الوطن فأنه يصدر رأياً موضوعياً، وقد اختصر القاص والروائي احمد خلف رأيه بالنقاط التالية:
1) عدم اجترار قضية ادب داخل ادب خارج وانما اطلاق تسمية الادب العراقي الحديث او المعاصر.
2) القيام بعمل جاد في قراءة شطري الادب العراقي الحديث، من حيث تبادل الثقافة بين الطرفين.
3) الغاء النغمة التي يهاجم فيها الادباء بعضهم البعض الآخر كالكتابة الى السلطة او الكتابة في الخارج بعيداً عن الوطن.
4) واقترح القيام بخطوات عملية وعقد ندوات مكثفة بين الاثنين.
وتحدث الروائي شاكر الانباري عن تجربته الشخصية في الخارج. ودعا الى التلاحم الفكري بين الادب الانساني والادب العراقي، واصفاً الغاء العقل بانه وسيلة للمهزومين. ثم اضاف: نريد عراقاً حضارياً منفتحاً على العالم.
ودعا اخيراً الى اعتماد فكرة الادب العراقي بعيداً عن الفوارق التي لا تخدم هذا الادب.
ثم عبر عدد من الحضور عن آرائهم في الموضوع ننقلها هنا:
الروائي طه الشبيب: الادب الحقيقي هو ادب الداخل، اما ادباء الخارج فهم (هاربون)، ونحن عشنا الجحيم خلال سنوات طوال.
المخرج عبد الهادي الروائي: لا فرق بين ادباء الداخل والخارج وعلينا ان نلغي الفوارق هذه ونؤسس لأدب عراقي جديد.
الصحفي توفيق التميمي: لا اعتقد انه كان بالامكان الافلات من سلطة الرقيب، وما يقال بخصوص هذا الموضوع مبالغة.
خضير اللامي: ادب الداخل وادب الخارج، الغاية منهما هو تقسيم الادب العراقي، ومؤامرة علينا الاحتراس منها.
كاظم الجماسي: كنا في حالة اقصاء سابقاً والان نعيش الحالة ذاتها، لا ادري هل هي فكرة المحتمل أم ماذا؟
سلمان داوود محمد: وماذا بعد؟ اعتقد ان علينا الجواب عن هذا السؤال وليس الانشغال بهذه الفرعيات، لاننا بذلك سنفقد الكثير من خصائصنا الادبية.
د. زهير كاظم عبود: علينا التفكير في دمج الثقافتين وبناء العراق الجديد.
د. فاضل السوداني: صدام حسين ارعبنا حتى في المنام ونحن في الخارج، ألا يشفع لنا ذلك؟
د. فيصل المقدادي: هذه التفرقة من صنع السياسة وعلينا الانتباه لذلك.
قيس قاسم: نحن بحاجة الى التسامح فيما بيننا وعدم الانجرار وراء التهم.
د. حازم كمال الدين: اطالب بندوة موسعة اخرى لطرح افكارنا.


من جلسات الاسبوع الصباحية: بين حرية الثقافة وسلطة السياسة
 

كاظم الواسطي

تتداخل ثنائية السياسي والثقافي في حياتنا بشكل تصعب فيه عملية الفصل بينهما، والنظر بزاوية منحازة لكل منهما. ولأن السياسة هي واحدة من فروع الثقافة المختصة بتنظيم الشأن العام حقوقاً وواجبات، فإن الثقافة تطالب السياسة بمواقف أكثر شفافية وإنسانية لا أن تبتلع جهودها الإبداعية في خرسانات الاستبداد التي تنتجها حينما تتحول إلى سلطة. وفي محور جدل الثقافي والسياسي ضمن برنامج (المدى) الثقافي ليوم الأربعاء الموافق 26/4/2006 أدار الدكتور يحيى الكبيسي طاولة الجلسة المستديرة حيث تحدث محمد سعدون سباهي عن شخصية السياسي التي تنطوي على قدر كبير من الديماغوجية والنرجسية والصبر على تلقي التوبيخ من أسياده في حين ليس في شخصية المبدع واحدة من هذه المصائب رغم انه يلوب من اجل الحصول على رغيف خبز له ولأسرته.
وأشار إلى أن السياسي يريد المثقف تابعاً له. بعدها تحدث حميد عبد المجيد مال الله عن "بانوراما المثقف والسلطة" وأشار إلى أن هناك أنماطاً من المثقفين كالمثقف الاندماجي، والتنويري، والمحايد والصامت، والعدمي، كذلك السلطة، حيث سلطة الاحتلال وسلطة المؤسسة الحاكمة التي غالباً ما تنزع للإدماج والمناورة والتصفية الفكرية، كما أن المثقف في حالة احتدام دائم بين الذاتي والموضوعي وجدلية المفارقة بين النظري والتطبيقي. ثم تناول القاص والروائي سعد محمد رحيم موضوعة "نخب سياسية.. نخب ثقافية" حيث تطرق إلى صعوبة فن الارتباط بين السياسي والمثقف، لاسيما في بلدان العالم الثالث.
فالسياسي، برأيه، هو من يكون شاغله السياسة والموقع السياسي، أما المثقف فهو من ينشغل بالهم الثقافي، بإنتاج القيم الثقافية ونشرها معتمداً وسائل التأثير في العقليات والقيم والسلوك وأشار إلى أنه في ظل الأيديولوجيات المحروسة بقوة السلاح ينهمك المثقفون كما هو حال الساسة بالتفكير بالسلطة السياسية أكثر من تفكيرهم ببناء ثقافة عصرية للمجتمع.
ثم تناول أحمد السعداوي موضوعة عزلة المثقف وأن المثبت العراقي معزول وفاقد لأي غطاء من الدعم والحماية من النخب السياسية التي تشيع خطاباً ثقافياً موالياً لها. كما أن ليس بإمكان هذا المثقف الحداثي المطالب بالتغيير ممارسة النقد.
وقد شارك عدد من الحضور في مناقشة ما طرح في البحوث المقدمة.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة