تماثيل
ماو الذهبية ..
أفراد
الطبقة الوسطى يضعون ثقتهم بتماثيل ماو تسي تونغ
كتابة/
ريتشارد سبنسر
ترجمة/ المدى
في
عصر النهضة، حول حديثو النعمة من الاوروبيين ثرواتهم الى
دوكات وهي عملة ذهبية كانت تستخدم في اوروبا وقتذاك، اما
في الصين ومع المولد الجديد للرأسمالية فان افراد الطبقات
الوسطى في بكين يحتشدون لخزن المعادل الحديث للدوكات
القديمة وذلك هو تماثيل ماوتسي تونغ الذهبية.
وقد بلغ سعر الذهب الرقم القياسي بعد سنةٍ على ارتفاعه اذ
وصل الى 600 دولار امريكي (340 جنيه استرليني) للأونصة
الواحدة في الايام القليلة الماضية.
ولم تغب هذه الحقيقة عن اذهان الصنيين الذين ما زالوا
يمنعون من الاستثمار بصورة مباشرة في اسواق الذهب حيث
قاموا بدلاً من ذلك بشراء (مواد زينة) من اقسام المجوهرات
التابعة للاسواق التي تملكها الدولة، ومن ضمن (مواد الزينة)
هذه سلسلة من تماثيل ماوتسي تونغ الصغيرة والتي هي على شكل
شارات توضع على ثنية الجاكيتة (السترة) او تكون على شكل
ميداليون وهي القطعة الصغيرة التي تزين الرقبة بعد ربطها
بسلسلة على شكل قلادة، ويبلغ سعر هذه المواد 35 جنيهاً
استرلينياً للصغيرة منها التي وزنها 5 غرامات من الذهب
ليصل السعر الى 260 جنيهاً للتي تبلغ 22 غراماً.
اما اولئك الذين حصلوا على كفايتهم من تماثيل ماو فان
بامكانهم مقابل الف وخمسمائة جنيه شراء (10 مارشالات) وهي
عبارة عن علب هدايا تحتوي الواحدة منها على عشر ميداليات
تصور كبار جنرالات الثورة الشيوعية.
اما ذوو المعتقدات التقليدية فان بامكانهم شراء تماثيل
بوذا والالهة والمجسمات التي تعرض حيوان السنة من دائرة
البروج الصينية (لكل سنة صينية حيوان فيقال سنة الكلب وسنة
السلحفاة.. الخ) ويذكر السيد لي اكسينغ الذي يعمل في قسم
متاجر كايشيكو في بكين ان المبيعات ارتفعت في الربع الاول
من هذه السنة بمقدار 35% مقارنةً بنفس الفترة من العام
الماضي، وقد بلغت مبيعات السلع اكثر من 83 مليون جنيه
استرليني مقابل 63 مليون جنيه للسنة التي سبقتها.
ومن المعروف ان فوضى النظام المالي في الصين قد جعلت
الكثيرين يخشون الاستثمار في اسواق المال الخطرة، مما
دفعهم للبحث لفعل شيء ما بمدخراتهم المالية الضخمة
المتكدسة التي جلبها لهم اقتصاد المصنع الرائج هذه الايام.
وتعلق السيدة زانج التي كانت تنظر الى نسخ غير اصلية
لتماثيل ونماذج مقلدة لسلع اخرى لغرض شرائها بمدخراتها
التي تبلغ (2000) باوند (ان وضع النقود في المصارف امر غير
مجد) وتعتبر ان الشراء يدل على النضج.
وفي المتجر الفني الفخم في شارع وابخ فوجنيغ وهو شارع
السوق المركزي الذي يقع بالقرب من ساحة تيانانمين قالت
موظفة مبيعات ان اكثر المواد شعبية هو الشارة الذهبية التي
تمثل ماوتسي تونغ والتي توضع على ثنية الجاكيتة وان (بعض
الاشخاص يشترون من 10-12 شارة في مرة واحدة) وخلفها ربما
كان التذكار الاعظم: نسخة (24) قيراطاً للصفحة الاولى من
صحيفة الشعب اليومية الصادرة بتاريخ الاول من اكتوبر (تشرين
اول) عام 1949 والتي تعلن تأسيس الجمهورية الشعبية وهذه
الصحيفة هي الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي، والتي ظلت على
مر السنين تسجل الانحرافات والتبدلات عن المعتقد الفكري
التقليدي.
وكانت (خرابيشها) الملونة في 1 حزيران عام 1966 عشية ليلة
الثورة الثقافية هي لتخفق عالياً ايها العلم الاحمر العظيم
كاوتسي تونغ ولتحمل والى الابد الثورة البروليتارية
العظيمة).
ولغرض الحصول على هذه الصفحة او اية صفحة تطبع على الذهب
فعليك ان تدفع 340 جنيهاً، وكان هناك عنوان رئيسي اخر من
اواخر عام 1966 يعلن (ان كتب الرئيس ماو ليست ذهبا، لانها
اثمن من الذهب كثيراً) ولكن خارج هذا المتجر الفني الضخم
فان باعة الشوارع يعرضون على السياح الكتاب الاحمر الصغير
مقابل 1.50 جنيهاً فالقائد في النهاية مثل الذهب.
|