اسبوع المدى الثقافي

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

من أجل أن يسد فراغاً مؤسساتياً ويدعم النشاط الثقافي توزيع مسودة مشروع المجلس الأعلى للثقافة

جلال حسن
وزعت مسودة مشروع المجلس الأعلى للثقافة (منقحة) على المؤتمرين في أسبوع المدى الثقافي لغرض الشروع في عملية تأسيسه من خلال ملء استمارة خاصة مرفقة بالاسم والتخصص والعنوان والتوقيع، تاركة حرية التسمية والتاريخ اعتماداً على الوثيقة المقترحة من هيئة رئاسة المؤتمر على أن تعنى باقتراحات وتعديلات أعضاء المؤتمر. وحصلت المدى الثقافي على نسخة جاء فيها:
"تحتاج الثقافة، مثل كائن في الخليقة إلى رئة كي تتنفس. ورئة الثقافة هي الحرية والسوق. الحرية تعني حرية الضمير، حرية التعبير، حرية النشر بلا قيود من دولة عاتية، احتكارية، أو قوى اجتماعية مستبدة. والسوق يعني في ما يعنيه القدرة الاقتصادية المستقبلية لمنتجي الثقافة ولمؤسسات إنتاج الثقافة التي تعتمد في بقائها ونمائها على إيصال منتجاتها إلى مستهلكيها أي نشوء صناعة الثقافة.
تأسيساً على هذين الشرطين ابتلت الثقافة العراقية بداءين: غياب الحرية بفعل وجود دولة توتاليتارية عابثة، وغياب السوق الاقتصادية التي تحتضن صناعة الثقافة.
والآن غابت الدولة الشمولية اللاغية للحرية، لكن السوق الاقتصادي النامي لم ينشأ بعد.. وهناك خطر النكوص إلى الوضع القديم، والثقافة العراقية أمام دولة نفطية راعية يمكن أن تجرها إلى النكوص إلى وضع القنانة التي عاشت في السابق، إذ يمكن صد أجهزتها البيروقراطية التي تنزع إلى الهيمنة الإدارية على الثقافة. من هنا تبرز الحاجة إلى مؤسسات ثقافية تكون إطاراً يحمي المنتج الفرد من ضعف السوق وتعالج تهميش الثقافة على يد القوة الاقتصادية الإدارية للدولة.
من هذا المنطلق ولدت فكرة إنشاء المجلس الأعلى للثقافة. المبادرة جاءت من مؤسسة المدى وتبناها الحاضرون في مؤتمر الثقافة العراقية في أربيل في 23 نيسان 2006.
هذا المجلس المقترح يسعى أن يسد فراغاً مؤسساتياً يدعم النشاط الثقافي الخارج لتوه من عقود الشر والداخل لتوه في فضاء سوق اجتماعي ضعيف ومهزوز وإذ نحيي الجهد المبذول في وضع الورقة الأولى التي حفزتنا إلى إنجاز هذه الوثيقة، فقد ارتأينا إضافة اقتراحات الحاضرين، وإغناء التوجهات وتعديل بعض التصورات".
وتضمنت المسودة التسمية المقترحة باختيارات عديدة منها الهيئة العليا للثقافة ومجلس الثقافة والفنون والآداب والاتحاد الوطني للثقافة والمجلس العراقي للثقافة ومجلس الثقافة والفنون في العراق والمجلس الوطني للثقافة.
أما بخصوص الهيكلية (النظام الداخلي) التي تستند في مبدئها إلى إنشاء مجلسين، يعني إحداهما بجانب التخطيط الثقافي والثاني بالتنفيذ، أما اختيار أعضائها فيكون عن طريق المؤتمر الأول. ويقوم المجلس أو الهيئة برعاية الإنتاج الثقافي والإبداعي عامة من دون أن تفرض أية وصاية (أيديولوجية) من أية جهة من خارج المجلس أو الهيئة على أن يشكل المجلس هيئة أو أمانة أو أية تسمية أخرى شرط أن تستند إلى معايير موضوعية لتقديم أي نتاج مقدم إليها. وتشجيع النتاج المشار إليه ضمن أهداف هذه الورقة بتخصيص جائزة أو جوائز تنظم بقانون واعتماد مبدأ التفرغ ضمن مواصفات تحدد لاحقاً. والعمل على إنشاء صندوق للتكافل الاجتماعي بالإضافة إلى إنشاء مراكز للأبحاث والدراسات والتوثيق والأرشفة في جميع الحقول التي يغطيها عمل المجلس المقترح.
أما بخصوص ميزانية المجلس فإنها تعتمد على التمويل الذاتي عن طريق إقامة المشاريع الاقتصادية الثقافية والتمويل الخارجي غير المشروط.


تظاهرة ثقافية ومجموعة منجزات

باسم عبد الحميد حمودي

لماذا نجح أسبوع المدى الثقافي هذا النجاح؟ سؤال لابد من طرحه فقد جمع هذا المهرجان الأجيال العراقية المتعددة في مختلف التخصصات من شعر ونقد وموسيقى وفولكلور واقتصاد وقصة ورواية وتشكيل وسينما وكانت السياسة تتغلغل وسط كل هذه التخصصات لأن مناخ المتلقي كان ثقافياً سياسياً في آن ولن يتخلى المفكر والفنان والباحث عن صوته السياسي وهو يبحث في مضامين فكره الخاص.
وقد جاء الأدباء والكتاب العرب إلى المهرجان ليكونوا جزءاً من الجسد الثقافي العراقي ولم يكن حضورهم احتفالياً ليعلقوا على جسد المتلقى كميد آليات فضية أو ذهبية مشرقة بل كانوا ضمن ذلك الجسد الثقافي العراقي يعملون معه سوية، يحاضرون ويناقشون فقد كان المهرجان جزءاً من مسؤولية الثقافة العربية برمتها.
نجح أسبوع المدى الثقافي إذن باجتماع كل هذه القدرات والكفاءات العراقية العربية الكوردية التي حضرت بحماس ملفت لتقدم للمهرجان خلاصة فكرها النير وكان من حصيلة هذه التظاهرة الثقافية المهمة إنها وجدت لتبقى كل عام وإن ينبثق عنها المجلس الثقافي العراقي أو المجلس الأعلى للثقافة، ولا يهم الاسم هنا بقدر ما يهم الإنجاز المتحقق والذي كان من ثماره مشروع رعاية المبدعين وصندوق التنمية الثقافية وذلك اللقاء الحميم بين أطراف الثقافة العراقية وهو لقاء سيستمر ما دامت النيات صادقة معقودة دوماً لإنجاحه وطيب اللقاء لكل من حضر ومن أبدع.


التشكيليون يؤكدون لـ(المدى) : واقع التشكيل العراقي واقع محاصر والفنانون ينحتون في الصخر

المدى الثقافي
تاريخ الحركة التشكيلية كان محوراً ناقشه العديد من التشكيليين العراقيين من أجيال مختلفة هيأت لهم الفرصة للتداول حول إشكالية هذا المنجز الإبداعي العراقي.
المدى الثقافي. التقت ثلاثة من الفنانين التشكيليين المشاركين في أسبوع المدى الثقافي ينتمون إلى اتجاهات ومدارس فنية مختلفة حيث قال كلاً منهم رأيه بالحركة التشكيلية بالعراق وانطباعاته عن آفاق تطور هذا الإبداع.

الفنان التشكيلي والناقد خالد خضير قال:
الفن التشكيلي العراقي شهد رحيل عدد مهم منهم طليعتهم (ضياء العزاوي، ورافع الناصري، علي طالب، فيصل لعيبي صلاح جياد، جبر علوان وأخيراً محمد مهر الدين وكذلك عدد من أبرز نقاده (سهيل سامي ناد) (فاروق يوسف)، وعزا الفنان خالد خضير السبب.. إلى واقع الفن التشكيلي العراقي، واقع محاصر ينحت فيه العاملون أمنياتهم بالحجر.. لم يبق من هؤلاء سوى الأجيال الأخيرة، فيها تجارب استثنائية، ولكن هناك انقطاع جيلي ضخم كما قال الروائي علي بدر (نحن أمة لا تجيد إلا تثنيت أجيالها).. ونحاول الآن نقاداً وفنانين أن نرتق خارطة التشكيل على نحو ما، علنا نقدر أن نعيد له جزءاً من فعل الزمن فيه.
ويضيف: حتى الجيل اللاحق للستينيين لم يبق منهم إلا القليل، لقد رحل هاشم حنون ونزار يحيى وكريم رسن، غسان غائب، سامر اسامة، كلهم طوتهم عمان بقسوتها الحجرية.. إنه فعلاً واقعاً مراً.. تقابله إرادة خارقة ينحتون أمنياتهم بالحجر الصلد بأظافرهم، ليس ثمة مستحيل، لكن الأمنيات تبدو بعيدة ربما في آخر النفق الذي لم نره بعد؟
في حين ذكر الفنان التشكيلي كامل حسين:
التشكيل العراقي يمر عبر بوتقة الوضع السياسي والاقتصادي للبلد، فيه من الحقيقة التي تحتاج إلى غربلة ليس أقل من خمس سنوات كي تظهر المواهب على حقيقتها بعد أن ينقشع الغبار عن عيونها، ومع كل هذا الوضع المعقد والمركب بين الحاضر والماضي، يبقى التشكيل العراقي علم عراقي في سماء العالم، فهو حفيد الحضارات التي مرت عبر التاريخ ترشح منها جواد سليم، فائق حسن، محمد من الدين وآخرين من الأجيال التي سبقت والأجيال اللاحقة. ويشير الفنان كامل حسين لا يوم يمر دون أن يرسم العراقيين رغم محنتهم فهم يصنعون الحياة ويؤمنون بالمستقبل.. اعتقد كلة عراق تعني الإبداع.
إن العراقيين ورغم كل الظروف الصعبة التي يعيشونها يبقون صناع للحياة الزاهرة الجديدة انطلاقاً من إيمانهم العميق بالمستقبل وبالحب، وهذه هي الحقائق المشهودة في التأريخ والتشكيل العراقي اليوم سواء كان في الخارج أو في الداخل يبقى في طليعة الفنون وهو الهاجس.
إن الفنان العراقي يعيش اليوم في بلاد الشمس والحرية ويرسم بريشته وألوانه وهواجسه الإبداعية صورة بلده وهو ينحتها في قلبه وروحه وهذه صورة الفن التشكيلي في العراق.
أما الفنان التشكيلي هادي ماهود فقال:
المدار التشكيلية في حقيقة الأمر لا يحكم التحدث عن المدارس الفنية واتجاهاتها وأبعادها بطريقة مقتضبة حيث أن الكثير من النقاد التشكيليين والمهمين بالفن قد كرسوا ربما كل وقتهم للبحث والتقصي.. ويرى الفنان الشاب هادي ماهود: إن الحركة التشكيلية في العراق اعتادت محاكاة المدارس التشكيلية والحركات التي ظهرت في أوروبا أبان عصر النهضة والفترات اللاحقة فلم نجد مدرسة أو حركة تشكيلية عراقية خالصة لأن كل ما ظهر لدينا على الساحة التشكيلية المحلية هو نتاج وإفراز كثير من الحركات الفنية في أوروبا.. ويشير
أما ما يخص الفنانين التشكيليين في الخارج قد يكونون مغيبين بعض الشيء وبسبب الكم الهائل من الأساليب والطروحات التشكيلية ما بعد الحداثوية في الدول الأوروبية مما يجعله يتيه وسط هذا الكم من أساليب الفن التشكيلي والتأثر بها. فأما أن يجد الفنان نفسه قد ضاع في دهاليز تجاربهم الفنية ويخرج من ذاته أو يذوب كلياً في تجاربهم أو يكون قد تبنى نفسه بطريقة رصينة واستطاع أن يؤسس لنفسه تجربة نابعة من تراثه وفنية التشكيل العراقي الأصيل ويثبت لفناني العالم الذي انخرط معهم جدارته وإبداعه وقدراته الفنية الجديدة المعتمدة على موروثه الإنساني والتأريخي وهذا ما حققه الكثيرون من التشكيليين العراقيين المغتربين أمثال فيصل لعيبي جبر علوان، صلاح جياد وآخرين.


امل بورتر:خطوة فاعلة نحو جمع الافكار ومناقشتها
 

المدى الثقافي
ايام تمتد ما بين 22- 28 من نيسان احتضنت بين حناياها مهرجان المدى الثقافي ،عادت بي الي ايام طفولتي وصباي المفعمة بنسمات مازالت رغم بعد الزمن والمسافات تداعب مخيلتي، واستعدت اطياف الوان قوس قزحية تدغدغ خاطري، وتضفي على ايامي انعكاسات والتماعات تزهو بها روابي كردستان، زالت محفورة في الوجدان منذ ذلك المدى البعيد.
اعود وانغمر بهذ الاجواء الثقافية، واتفاعل معها حياة كانت قد تلاشت واختفت بين طيات الزمن عادت لها حيويتها ويتسارع النبض ليلحق بما قد مضى وفات.
اصوات تتفاعل تتعالى وتهدأ، وحركة سريعة ومتداخلة ووقع اقدام عالية وضحكات مجلله ونقاشات حادة وتحايا تمتد ما بين الاكف وقبلات حائرة تستقر على الخدود، واذرع تلتف وتتشابك ، هذه هي الصور التي تقاطع نظري وتملي عيني وانا بين هذا الحشد من مثقفي العراق الذين يتشاركون الهموم والامال في مهرجان المدى الثقافي.
مهرجان المدى خطوة فاعلة وكبيرة نحو جمع الافكار ومناقشتها، او اعادة صياغتها، وطرح ما استجد. وامنيات ببلورة منعطفات جديدة ورؤى فاعلة تسهم في تفعيل واعادة خلق مناخ ثقافي تتاح الفرص فيه للجميع ،واجواء تسهم في بناء شخصية متميزة متنورة ذات تاثير ايجابي على مجريات الحياة بكل تفاعلاتها.
مهرجان المربد سار في دروب عديدة وعبر تقاطعات طرق مختلفة وخلف علامات طرق، عرض على مسارها قصائد وابحاث فلكلورية وتشكلية وغيرها، تناغمت وتنوعت وفقا لمعطيات مغمسة بالنبض العراقي.
مثل هذا المهرجان يتوقع ان يكون خلفه كادر بعدد كبير يدعمة لتنظيمه وادارته ليصل إلى طموح معين ، ولكن على ارض الواقع لم يكن خلف هذا المجهود سوى عدد محدود وصغير. ادي الى حدوث ثغراث لن ادخل في تفاصيلها في هذه العجالة ولكن اتمنى ان تسد في مهرجانات قادمة.
ما عز في نفسي هو غياب الشباب بجنسيه عن سماء هذا المهرجان وشكرا للفرقة القومية للفنون الشعبية وجماعة الرقص الدرامي ونخبة فلم (غير صالح) اذا رفدتنا بمجموعة من وجوه الشابات والشباب.
المهرجان زاد من التصاقي بتراث انتميت اليه واعادني الى صداقات انقطعت وود تاه في مسارات الزمن البعيد والمكان النائي.


د.كفاح الجواهري: المؤتمر إضاءة لباقي المثقفين العرب والعراقيين
 

جلال عتابي

الدكتور كفاح الجواهري اعتبر أسبوع المدى الثقافي تظاهرة ثقافية كبيرة ومؤشراً صحياً في المسيرة الجديدة. وقال: إن النتائج أو التوصيات التي ستتمخض عنها مقررات المؤتمر ستكون ذات أهمية إذا التزم الحاضرون بما جاءوا من أجله وما يتوخون من تحقيقه مستقبلاً. مشيراً إلى توخي الاستمرارية من الجميع والإصرار بكل جدية على التواصل الحقيقي وجعله تقليداً سنويا،ً وأوضح الجواهري: إن المؤتمر ليس للمشاركين فحسب إنما إضاءة لباقي المثقفين العرب والعراقيين الذين لم يشاركوا من كتاب وفنانين ومسرحيين وأكاديميين.
وقال: تأتي أهمية المؤتمر في بلد ينهض تواً من براثن الديكتاتورية نحو آفاق الحرية. والمح إلى عقده في كردستان لتوفر المناخ الآمن والاستقرار والحياة بسعتها الجميلة. وتساءل: ما نفع أن نعقد مؤتمراً في سويسرا أو فرنسا ونتكلم من أبراج كأننا نعيش خارج همومنا الواقعية.
وشدد على عقده سنوياً في كل محافظات العراق.
وقال لابد من أن يكون المثقف سياسياً مشيراً إلى أن الإشكالية متفاوتة بسبب أن السلطة تريد أن تحتوي المثقفين وتوظفهم لاتجاهاتها وأغراضها، متخذاً بعض البلدان الديمقراطية أنموذجاً واوضح أن السلطة في البلدان الديمقراطية لا تستطيع أن تهيمن على المثقف أو ترغمه وتستعبده، فالمثقف الذي يجاريها حر والمعارض حر.
وقال: إن المثقف في الأنظمة الشمولية مسلوب الإرادة. وأبدى عن سعادته بالتخلص من أبشع نظام استبدادي وإرهابي ودموي.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة