التشكيليون يؤكدون لـ(المدى) :
واقع
التشكيل العراقي واقع محاصر والفنانون ينحتون في الصخر
المدى
الثقافي
تاريخ الحركة التشكيلية
كان محوراً ناقشه العديد من التشكيليين العراقيين من أجيال
مختلفة هيأت لهم الفرصة للتداول حول إشكالية هذا المنجز
الإبداعي العراقي.
المدى الثقافي. التقت ثلاثة من الفنانين التشكيليين
المشاركين في أسبوع المدى الثقافي ينتمون إلى اتجاهات
ومدارس فنية مختلفة حيث قال كلاً منهم رأيه بالحركة
التشكيلية بالعراق وانطباعاته عن آفاق تطور هذا الإبداع.
الفنان التشكيلي والناقد خالد خضير قال:
الفن التشكيلي العراقي شهد رحيل عدد مهم منهم طليعتهم (ضياء
العزاوي، ورافع الناصري، علي طالب، فيصل لعيبي صلاح جياد،
جبر علوان وأخيراً محمد مهر الدين وكذلك عدد من أبرز نقاده
(سهيل سامي ناد) (فاروق يوسف)، وعزا الفنان خالد خضير
السبب.. إلى واقع الفن التشكيلي العراقي، واقع محاصر ينحت
فيه العاملون أمنياتهم بالحجر.. لم يبق من هؤلاء سوى
الأجيال الأخيرة، فيها تجارب استثنائية، ولكن هناك انقطاع
جيلي ضخم كما قال الروائي علي بدر (نحن أمة لا تجيد إلا
تثنيت أجيالها).. ونحاول الآن نقاداً وفنانين أن نرتق
خارطة التشكيل على نحو ما، علنا نقدر أن نعيد له جزءاً من
فعل الزمن فيه.
ويضيف: حتى الجيل اللاحق للستينيين لم يبق منهم إلا القليل،
لقد رحل هاشم حنون ونزار يحيى وكريم رسن، غسان غائب، سامر
اسامة، كلهم طوتهم عمان بقسوتها الحجرية.. إنه فعلاً واقعاً
مراً.. تقابله إرادة خارقة ينحتون أمنياتهم بالحجر الصلد
بأظافرهم، ليس ثمة مستحيل، لكن الأمنيات تبدو بعيدة ربما
في آخر النفق الذي لم نره بعد؟
في حين ذكر الفنان التشكيلي كامل حسين:
التشكيل العراقي يمر عبر بوتقة الوضع السياسي والاقتصادي
للبلد، فيه من الحقيقة التي تحتاج إلى غربلة ليس أقل من
خمس سنوات كي تظهر المواهب على حقيقتها بعد أن ينقشع
الغبار عن عيونها، ومع كل هذا الوضع المعقد والمركب بين
الحاضر والماضي، يبقى التشكيل العراقي علم عراقي في سماء
العالم، فهو حفيد الحضارات التي مرت عبر التاريخ ترشح منها
جواد سليم، فائق حسن، محمد من الدين وآخرين من الأجيال
التي سبقت والأجيال اللاحقة. ويشير الفنان كامل حسين لا
يوم يمر دون أن يرسم العراقيين رغم محنتهم فهم يصنعون
الحياة ويؤمنون بالمستقبل.. اعتقد كلة عراق تعني الإبداع.
إن العراقيين ورغم كل الظروف الصعبة التي يعيشونها يبقون
صناع للحياة الزاهرة الجديدة انطلاقاً من إيمانهم العميق
بالمستقبل وبالحب، وهذه هي الحقائق المشهودة في التأريخ
والتشكيل العراقي اليوم سواء كان في الخارج أو في الداخل
يبقى في طليعة الفنون وهو الهاجس.
إن الفنان العراقي يعيش اليوم في بلاد الشمس والحرية ويرسم
بريشته وألوانه وهواجسه الإبداعية صورة بلده وهو ينحتها في
قلبه وروحه وهذه صورة الفن التشكيلي في العراق.
أما الفنان التشكيلي هادي ماهود فقال:
المدار التشكيلية في حقيقة الأمر لا يحكم التحدث عن
المدارس الفنية واتجاهاتها وأبعادها بطريقة مقتضبة حيث أن
الكثير من النقاد التشكيليين والمهمين بالفن قد كرسوا ربما
كل وقتهم للبحث والتقصي.. ويرى الفنان الشاب هادي ماهود:
إن الحركة التشكيلية في العراق اعتادت محاكاة المدارس
التشكيلية والحركات التي ظهرت في أوروبا أبان عصر النهضة
والفترات اللاحقة فلم نجد مدرسة أو حركة تشكيلية عراقية
خالصة لأن كل ما ظهر لدينا على الساحة التشكيلية المحلية
هو نتاج وإفراز كثير من الحركات الفنية في أوروبا.. ويشير
أما ما يخص الفنانين التشكيليين في الخارج قد يكونون
مغيبين بعض الشيء وبسبب الكم الهائل من الأساليب والطروحات
التشكيلية ما بعد الحداثوية في الدول الأوروبية مما يجعله
يتيه وسط هذا الكم من أساليب الفن التشكيلي والتأثر بها.
فأما أن يجد الفنان نفسه قد ضاع في دهاليز تجاربهم الفنية
ويخرج من ذاته أو يذوب كلياً في تجاربهم أو يكون قد تبنى
نفسه بطريقة رصينة واستطاع أن يؤسس لنفسه تجربة نابعة من
تراثه وفنية التشكيل العراقي الأصيل ويثبت لفناني العالم
الذي انخرط معهم جدارته وإبداعه وقدراته الفنية الجديدة
المعتمدة على موروثه الإنساني والتأريخي وهذا ما حققه
الكثيرون من التشكيليين العراقيين المغتربين أمثال فيصل
لعيبي جبر علوان، صلاح جياد وآخرين.
|