رحلة إلى كواليس صالونات
التجميل
وكالات:لا يخفى
على أحد تهافت النساء على تجميل أنفسهن والظهور بمظهر
متجدد جذاب ، ولا سيما في المناسبات الاجتماعية ، فبعضهن
يتجملن من اجل إرضاء رغباتهن وحبهن للجمال وولعهن
بالأناقة، وأخريات من اجل إعجاب أزواجهن . ولكن.. كثيرات
يتجملن لإغاظة أخريات من بنات جنسهن حيث لا يهنأ لهن بال
ولا يرتحن إلا إذا تأكدن أنهن سيكن حديث المناسبات لعدة
شهور دون اكتراثهن لما يتطلبه ذلك من مقابل مادي طالما ذلك
سيؤهل كل واحدة منهن أن تكون "نجمة السهرة ".
كثيرون يشبهون
سرعة انتقال الموضة بعدوى الفيروس الذي يتفشى بسرعة كبيرة
، فقد بدأت "موضة التجميل " بالانتشار السريع والعبور عبر
القارات لتجد من صالونات التجميل بيئة خصبة لها والمكان
الذي يتفنن فيه المزينين ويبدعون صرعاتهم وموضتهم من خلال
ابتكاراتهم الخاصة في صبغ الشعر بألوان قوس قزح وتدرج تلك
الألوان بين الأخضر والأحمر والأصفر , أو صبغ أعلى الشعر
بلون في حين يكون أسفله بلون آخر , أو القصات ذات
التقليعات الغريبة من جعله مائلا , أو قصه بماكينة حلاقة
وهو ما يطلق عليه "جارسون " وهي قصة فرنسية بدأت بها
الشاذات للتعريف بأنفسهن كمثليات جنسيات قبل أن يتوغل في
مجتمعاتنا وتتشارك فيه الشاذات مع السويات ، الأمهات مع
الفتيات على حد سواء .وكما أن "البنك" مؤسسة تعطي النقود,
فإن صالونات التجميل هو المكان الذي يبتلع النقود بشراهة
وكأن الكوافير هو صاحب ومحاسب في بنكه الخاص فـ"الكوافير"
الشاطر والذائع الصيت تتهافت عليها الثريات ويقلدهن
متوسطات الحال ، وكلما كان المزين مشهورا ومقصودا ، ليس من
قبل عامة النساء ، بل من قبل أحدى نجمات الإغراء والغناء ،
نجده أكثر استقطابا لبنات حواء أينما كان ومهما تقاضى من
مبالغ لقاء "تمشيطة " شعر أو وضع مسحة احمر الشفاه على
شفاه صغيرة ليجعل منها أكثر إثارة . ومن جهتها تشكل
الأعراس والسهرات إعلانا مجانيا لهذا المزين أو ذاك ،
وكلما كانت إحدى الموجودات غريبة المظهر ، حتى لو لم يكن
جميلا ، كلما كانت عنصر جذب ولفت انتباه ، فتصوروا أن تقف
أمامكم امرأة تضع احمر شفاه ابيض وقلم الكحل ابيض وتسريحة
معقودة لخصل صغيرة كجنية خارجة للتو من أحد القبور
القريبة، وبالرغم من أن منظرها قد يبعث الرعب أكثر من
الجمال ، إلا أنه سيضج المكان بالوشوشات والهمسات والكل
يسأل عن ذلك المزين العبقري مبتكر التسريحة ، وكل واحدة من
المدعوات تحاول أن تجد أوجه الشبه بين تلك الجنية وبين
إحدى نجمات هوليود أو إحدى مغنيات التعري . فالأفراح
بالنسبة إلى المزينين إعلان مجاني, والطريقة هي الوصول إلى
النساء الثريات عبر مجموعة من سيدات الصالونات المخملية في
منطقة ما.ومن المفارقة أن الصالون الأكثر شهرة هو الذي
ينمو فيه القيل والقال فيكون بيئة جيدة لـ"النميمة",
فالمزين الشاطر في نظرهن هو الذي يجيد نقل المعلومات
والأسرار عن زبونات أخريات, وكأن الدرس الأول في مدرسة
التجميل للكوافير هو : استمع جيدا للمكالمات الهاتفية,
فربما تظفر بخبر جيد تنقلنه للزبونات المنافسات، ولكن هذا
لا يعني أن صالونات التجميل لا حاجة لها ومضرة , بل على
العكس ، فلولا وجود تلك الصالونات فمن سيمنح السيدات
إطلالة شبابية افتقدنها الأمهات من الجيل الأول؟ من سيجعل
ذات الأربعين عاما كذات العشرين ؟ فمع التجميل الحديث لا
خوف بعد اليوم من السنين ، وبالمال تشتري مقدار ما ترغبين
من الجمال ، وبه يمكن أن يكون حلم اكتساب شفاه نانسي
وأرداف هيفا وصدر أليسا سهل التحقيق .لا يخفى على أحد أن
تحقيق ذلك الحلم لا يمكن لأي كان, حيث التسعيرة تكسر
الظهر" على متوسطات الدخل, ولكن على الثريات فإنه مجال
ممتع لصرف الفائض النقدي المتوفر دائما. الغريب في صناعة
صالونات التجميل, أنه رغم كثرة محلاتها الا أن الأسعار
تبدو متقاربة, ولكنها تتضاعف عندما يكون اسم صاحبته أو
صاحبه من الأسماء المعروفة في دنيا الموضة والتجميل .
|