الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

الفوضى في العراق لا تدهشنا  والإدارة الإمريكية لم تتعلم شيئاً!
بقلم: باول كرغمان
في الحادي عشر من نيسان من العام الماضي وبعد استلام القوات الأمريكية مباشرة، جرى تحذير الإدارة الأمريكية من أنها حصلت على نصر أعقبه استخفاف مؤذٍ تماماً، وذلك ما حدث فعلاً على الساحة العراقية وإني آسف للقول أن تلك المخاوف برهنت على شرعيتها. وحسب ما يقوله (انتوني كوردسمان) من المركز العالمي للدراسات الستراتيجية فإن الإدارة الأمريكية “قد فشلت في الاستعداد لمهمات الأمن والبناء في العراق”.
وحين تنبأ الخبراء في حفظ السلام قبل الحرب فإن القوة الغازية لم تكن مهيأة لصيانة الأمن لما بعد الحرب، وهذه المعضلة ارتبطت بسلسلة من الأخطاء المربكة منها: عدم القيام بأي عمل لإيقاف عمليات السلب والنهب، وحل الجيش العراقي، وإلغاء الانتخابات المحلية، وتعيين مجلس الحكم الانتقالي بلا قاعدة سياسية، ومن ثم إقصاء بعض المجموعات المحلية المهمة.
إن الدروس المستخصلة من حوادث الفترة الأخيرة توحي بأن الاحتلال لم يفق أبداً من تلك الأخطاء التي حدثت في الأيام الأولى. فالتمرد الذي حصل في الأشهر المبكرة للاضطراب قد توسع الآن. وقوات الأمن العراقية تخلت عن واجبها وتحول قسم منها للعمل ضدنا. وتضاعفت الهجمات على دورياتنا وأغلقت الطرق الرئيسة في البلاد وإن إعادة الإعمار تسير ببطء وإن لم يتوقف فالأمن المرتبك يمنع التقدم، والنقص في التقدم يغذي خيبة الأمل لدى الفرد العادي وهذه الخيبة تغذي التمرد عموماً.
إن النصر القوي في أفغانستان كان حادثة سابقة تماماً، لكن الأخطاء الشخصية في إدارة بوش والتي أدت إلى الأزمات الحالية كانت واضحة تماماً خلال الأشهر التي أعقبت هجمات الحادي عشر من أيلول. وأصبح الأمر واضحاً جداً إن الرئيس جورج بوش كان مستعداً لصرف مبالغ طائلة على الجيش ولم يكن راغباً في صرف المبالغ التي يستحقها الجانب الأمني، وإن الحادي عشر من أيلول لم يهز تعهد الإدارة الشديد من أجل الخصخصة.
وبالتأكيد فإن الإدارة الأمريكية لم تكن مستعدة لمشاكل أمنية متوقعة في العراق ولكنها تحركت بسرعة لغرض رؤياها الاقتصادية. (جي كارنر) أول سفير أمريكي في العراق أبلغ محطة (BBC) خلال الشهر الماضي بأنه صرف من الخدمة لأنه أراد إجراء انتخابات سريعة وأراد مستشاروه خصخصة الصناعات العراقية أولاً كجزء من خطة حسب ما ذكر كارنر أنها وضعت نهاية عام 2001.
وفي الوقت نفسه منحت الإدارة الأمريكية عقود عمل دون دعوات منافسة أو حتى إشراف بسيط. وأحبطت الإدارة أيضاً وبصورة منظمة مقترحات بحضور مشرفي صرف حسابات لتلك العقود، أو معارضة المخالفات الحادة للاحتيال والخديعة.
إن الصداقة الحميمة والفساد عاملان أساسيان في حركة اللولب العراقي المتراجعة. فإن البرنامج الإذاعي هذا الشهر (مكان السوق) يقدم سلسلة حلقات تحت عنوان (مفاسد الحرب) والتي توثق مستوى الفساد في العراق بأنه أسوأ من الانتقادات الحادة والمشكوك فيها. إن صرف الأموال سدىً والذي بلغ المليارات هو أقل تلك المفاسد فتكلفة الجيش تبلغ الآن (4.7 بليون دولار) شهرياً. ويتوقع (كوردسمان) أن العراق سوف يحتاج “من 50-70 بليون دولار سنوياً خلال السنتين المقبلتين”.
أعطت (كوندا ليزارايس) في حديثها الأخير لصانعي القانون الجمهوريين ما سماه السناتور (ريك سانتورم) “تقريراً متفائلاً جداً”. تلك هي أنباء سيئة. إن الفوضى في العراق خلقت من قبل مسؤولين آمنوا بما أرادوا والإيمان به وأهملوا الحقائق الخطرة. يبدو إنهم لم يتعلموا شيئاً!
ترجمة عمران السعيدي
من نيويورك تايمز
 


مؤتمر إيطالي حول الإسلام في بروكسل وزير الخارجية الإيطالي: الإرهاب لا يهدد أوروبا فقط وإنما يهدد كل البلدان العربية
بروكسل - روما / وكالة آكي الإيطالية للانباء
نظم المركز الثقافي الإيطالي في العاصمة البلجيكية يوماً دراسياً تحت عنوان “أنوار الإسلام - ضد الأصولية” في مقر البرلمان الأوروبي، وشارك فيه كبار المسوؤلين السياسيين الإيطاليين مثل رئيس مجلس النواب بييرفريناندو كازيني ووزير الخارجية فرانكو فراتيني إضافة إلى نخبة من الدارسين مثل المستشرق الأمريكي برنارد لويس والباحث الألماني من اصل سوري بسام طيبي.
وقال وزير الخارجية فرانكو فراتيني في افتتاحه لأعمال المؤتمر “إن الواقع الحقيقي للعالم العربي والإسلامي لا يكمن في مشاهد المآسي والحقد الذي يدفع الإرهابيين إلى فرض شروطهم في المفاوضات، فهناك عالم آخر غني بالثقافة ينتمي إليه كل من يريد الحوار، هذا العالم العربي الإسلامي هو الذي يستطيع أن يقود الشباب”.
ووصف الوزير فراتيني إيطاليا بأنها “دار الحوار” مفسراً ذلك “بالثقافة المتوسطية المتجذرة عند الإيطاليين والتي تهتم بأصدقائها الموجودين في الضفة الجنوبية للمتوسط”.
وركز فراتيني على الشروط الموضوعية التي يقوم عليها الحوار الجاد بين العالم الإسلامي والغرب وعلى رأسها الاحترام المبتادل، وقال في مداخلته “ينبغي تجنب الأفكار المسبقة التي تحمل الولايات المتحدة مسؤولية كل المصائب، وليس من المعقول كذلك الاعتقاد بأن الإسلام يحارب الغرب، لا يمكن أن نتصور أن الإسلام ظاهرة ثقافية وأكاديمية فقط، فهناك آلاف من المسلمين يعيشون معنا في إيطاليا في اندماج كامل ويمارسون شعائرهم الدينية”.
وتطرق الوزير فراتيني إلى موضوع الإرهاب المنتشر في الكثير من بقاع العالم معبراً عن قناعته الراسخة في أن “مكافحة الإرهاب هو تحدٍ لجميع الديمقراطيات في العالم لأنه يمثل تهديداً مشتركاً للجميع” وأضاف الوزير الإيطالي قائلاً “اعتقد أن الإرهاب لا يشكل خطراً علينا نحن الأوروبيين فقط، وإنما يهدد كذلك البلدان العربية”.
ومن جهته ركز المستشرق الأمريكي برنار لويس على مسألة دمقرطة العالم العربي والإسلامي وعبر عن قناعته في نجاح هذا المشروع برغم الصعوبات والعوائق الموجودة، وحذر لويس من مخاطر بعض الطروحات السائدة ومفادها أن قيم الديمقراطية تتناقض مع العقلية العربية إذ قال “من يؤكد استحالة نجاح الديمقراطية في العالم العربي بسبب اختلاف الثقافات والحضور البارز للدكتاتوريين، فهو بلا شك لا يعرف تاريخ العالم العربي ويكشف عن اهتمام قليل بالمستقبل”. وأضاف لويس بأن “نجاح الديمقراطية في العراق هو تهديد للعديد من الدكتاتوريات الموجودة في المنطقة، ولهذا السبب يسعى الإرهابيون إلى إيقاف هذا المشروع، ونحن مطالبون بدعمه بكل الوسائل”.
ومن جهة أخرى اختتمت مؤخراً فعاليات الملتقى الثالث لـ ”جمعية الشباب المسلمين الإيطاليين” في منطقة لينيانو سابيادورو الواقعة في شمالي إيطاليا. وشارك في أعماله ما يربو على 350 شاباً من أصول عربية وإسلامية تتراوح أعمارها ما بين 14 و23 عاماً. وواجه الملتقى موضوعات عدة تشغل بال الجالية الإسلامية في إيطاليا والشبيبة من بينهم بالذات أولئك الذين ولدوا وترعرعوا في إيطاليا ويتعاملون يومياً مع إشكاليات من قبيل “تعزيز الحوار مع المواطنين الإيطاليين” “ومجابهة الاتهامات الموجهة للإسلام بوصفه منتجاً للإرهاب الدولي والبحث عن السبل الكفيلة بإنجاح مشروع الإندماج في المجتمع الإيطالي. وقال رئيس الجمعية خالد شوقي وهو شاب من اصل مغربي “إن أغلبية الشباب المشاركين هم أبناء الجيل الأول من المهاجرين القادمين من المغرب العربي وسوريا وفلسطين”. وعبر خالد شوقي عن الشعور السائد لدى معظم الحاضرين والمتمثل في “النزوع نحو الخوف والبلبلة بسبب الأحداث المحيطة بنا، فنحن نرى الظلم في فلسطين والعراق من جهة ونرى الأعمال الإرهابية التي لا نوافق عليها وندينها من جهة أخرى”. وأكد أن “الشباب من الأصول المسلمة ينزع إلى الحوار وترفض الاتهامات لمواقف المسبقة التي يسوقها البعض ضد العرب والمسلمين عموماً”. خالد شوقي المعروف باعتداله وقدرته على مخاطبة الإيطاليين شدد على ضرورة مناقشة المواضيع المطروحة بقوة وشجاعة كما دعا إلى رفض أطروحة من يدعو إلى تقسيم الأمور إلى أبيض وأسود.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة