الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

كيف نستقبل الكائنات من الفضاء الخارجي : الحكومة الأمريكية ترى أن الكائنات الفضائية غير قانونية!
                                                                                                       مها محسن
يظن الكثيرون أن الفضاء الخارجي يضم العديد من الحضارات بل إن البعض يعتقد أن نسبة لا بأس بها من هذه الحضارات أكثر تقدماً وتطوراً من حضارة الأرض وعليه فإن اليوم الذي تزور فيه كائنات من هذه الحضارات الأرض لن يكون بعيداً. عندها سيبرز السؤال ما الذي نعمله لاستقبال هذه الكائنات من الفضاء الخارجي؟ إن هذا السؤال ليس ضرباً من الخيال فالعديد من دول العالم ومن بينها الحكومة الأمريكية أعدت خططاً سرية لهذا الغرض.
وكانت هذه الخطط استجابة لتولد قناعة لدى العديد من العلماء بأن السؤال هو ليس في وجود حضارات ذكية في الفضاء ولكن ما مستوى ذكائها؟ مقابل ذلك هنالك علماء متشائمون يعتقدون أن الحياة الذكية محصورة في الأرض وإن الحياة الموجودة في الفضاء تقتصر على الأشكال البدائية ويستند هذا الاعتقاد إلى الخواص الفيزيائية الفريدة التي تتمتع بها الأرض بضمنها المجال المغناطيسي الذي يحرف الأشعة الكونية والقمر الذي يجذب النيازك.
إن جميع هذه الخواص تجتمع معاً لكي تجعل الأرض ميناءً أميناً مكنت الحياة من التطور من شكلها البدائي إلى كائناتها المتطورة. إلا أن هنالك قسماً من العلماء يصر على وجو د حضارات أرقى تطوراً من حضارة الأرض ويعتمد في ذلك على الحسابات الرياضية وخاصة ما يسمى (المعادلة السوداء) التي تربط احتمالية اكتشاف حضارة فضائية ذكية بالعديد من العوامل مثل حجم الكون وعدد النجوم التي تدور حولها كواكب شبيهة بالأرض ومع اكتشاف كل كوكب خارج مجموعتنا الشمسية تزداد احتمالية العثور على حياة ذكية في الفضاء الخارجي، هذا ومن المعلوم أن عدد الكواكب التي تشبه الأرض والمكتشفة حتى الآن قد وصل الـ(100) كوكب. وقد أخذت العديد من الحكومات والهيئات الدولية موضوع تزايد احتمالية العثور على حياة ذكية في الفضاء الخارجي بنظر الاعتبار وعلى الرغم من عدم وجود تصريح موثق لأي مسؤول حكومي في العالم عن صحة نظرية الأطباق الطائرة إلا أن هذه الحكومات بدأت وبشكل جدي بالتحضير لواحدة من أهم الأحداث في تاريخ البشرية ألا وهو اللقاء الأول مع المخلوقات الفضائية، وهي اللحظة التي سيكتشف فيها سكان الأرض أنهم ليسوا وحيدين في هذا الكون ومن المحتمل أن يتمكن سكان الأرض من الحصول على نوع ما من التحذير الأولي عن هذا اللقاء وهذا سيعتمد بالطبع على الجهة التي ستكتشف هذه الحضارة أولاً. إن العديد من الجهات في العالم تعتمد على التلسكوبات الراديوية للبحث عن أية إشارات ترسلها هذه الحضارات المتقدمة. هنالك من يعتقد من العلماء أن حضارة الأرض سيكون أمامها سنين أو ربما حتى عقود للتهيؤ للقاء الأول إلا أن البحث الجاري عن حضارة كونية ذكية لا يركز إلا على قطاعات محددة في الفضاء لذا فإن أية رسالة ترسلها تلك الحضارة الذكية خارج هذه القطاعات لن يعلم بها أحد على الأرض. إلا أنه يوجد احتمال آخر وهو أن العلماء سيتمكنون من رصد سفن الفضاء العائدة لتلك الحضارة عندما تنتقل بين الأرض والقمر باستخدام الرادارات الجبارة والمراصد الفلكية في العديد من المواقع في العالم إلا أن ذلك يعني أن سفن الفضاء هذه ستحتاج إلى أيام وربما ساعات قبل وصولها إلى الأرض.
إن الخطوط العريضة لرد فعل الأرض على اللقاء الأول مع المخلوقات الفضائية ور د في (الإعلان الخاص بالمبادئ المتعلقة بالفعاليات اللاحقة. لاكتشاف حضارة فضائية ذكية) وهو إعلان كتبه مجموعة من العلماء ويتضمن ما يجب أن يفعله الفلكيون وما يجب أن لا يفعلوه فور إجراء الاتصال الأول ولعل المدهش في الموضوع أن هذا الإعلان يطلب من الفلكيين عدم الإفصاح عن أخبار لحين إعلام الدول والحكومات والفلكيين الآخرين بالموضوع. ويتضمن الإعلان ضوابط محددة لحماية الترددات اللاسلكية التي يحتمل استخدامها من قبل الحضارات الفضائية الذكية للاتصال مع الأرض.
وقبل نحو الخمس سنوات خضع هذا الإعلان لأول اختبار ولمدة 12 ساعة تسلم الفلكيون إشارة لا سلكية منظمة مرسلة إلى الأرض من مسافة 1.5 مليون كيلو متر من الفضاء لقد حبس حينها العلماء أنفاسهم معتقدين أن اللحظة الذهبية قد حانت وكانت الأسبقية الأولى هي في إخطار جميع علماء المراصد الراديوية لإعادة تنظيم أجهزتهم إلا أن الإشارة سرعان ما تلاشت عندها بدأ العلماء باتصال من أحد الصحفيين الذين ينتمون إلى إحدى كبار الصحف الأمريكية يسألهم فيها عن تطورات الموضوع وعن احتمال حدوث اتصال مع كائنات ذكية من العالم الخارجي. إلا أن القصة بأكملها تبخرت خلال ساعات عندما تم تحديد الإشارة الغامضة بكونها تعود إلى أحد الأقمار الصناعية التي تدور حول الشمس ولم يتفاجأ العالم لسرعة تسرب القصة إلى الإعلام لأن الإعلان الذي وضع الضوابط على الفلكيين ليس له أي قوة قانونية.
إلا أن الحكومة الأمريكية لها أفكارها في هذا المجال وقد وضعتها منذ أكثر من أربعين عاماً وهي غير مكترثة بما يعتقده العلماء أو الفلكيون والطريقة التي يرغبون بها بالتعامل مع اللقاء الأول. إن فكرة الحكومة الأمريكية تعتمد على أن الكائنات الفضائية هي مخلوقات غير قانونية. كانت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أول من طرح الموضوع نهاية الخمسينيات من القرن الماضي وتضمن الطرح أسئلة منها الطريقة التي يجب فيها على الإنسانية التعامل مع كائنات فضائية ذكية وتعاقدت (ناسا) مع أحد مراكز الأبحاث الشهيرة في الولايات المتحدة لدراسة الموضوع وتمت الإجابة عليه من خلال وثيقة بلغت عدد صفحاتها (100) صفحة إلا أن عددا قليلاً من الصفحات تم السماح بنشره من الوثيقة وقد تضمنت الصفحات المنشورت تحذيراً صارماً (إن التاريخ يتحدث عن العديد من الأمثلة التي تعرضت فيها المجتمعات إلى التفكك على الرغم من ثقتها العالية بنفسها عندما احتكت مع مجتمعات أخرى تحمل أفكاراً وطرقاً مختلفة في الحياة أن تلك المجتمعات التي استمرت دفعت ثمناً مقابل ذلك من خلال التغيير في القيم والسلوك والاتجاهات).
وفي عام 1972 وبينما كانت وكالة الفضاء الأمريكية تتهيأ لإرسال أول قمر صناعي خارج المجموعة الشمسية قررت إهمال ما ورد من تحذيرات في التقرير وقررت توجيه دعوة للكائنات الفضائية لزيارة الأرض وقامت بتثبيت لوحة مطلية بالذهب على هيكل المسبار (بايونير - 10) يقطن خارطة تبين موقع الأرض في المجموعة الشمسية وعندما أرسلت هذه المركبة رسالتها الأخيرة في كانون الثاني 2003 كانت على مسافة 7 مليارات ميل عن الأرض.
تعتقد وكالة الطيران والفضاء الأمريكية أن المخلوقات القادمة من حضارة كونية أخرى لا بد أن تستخدم مركبات فضائية مزودة بمحركات نووية وهذا يعني أن وزارة الطاقة الأمريكية ستكون مسؤولة عن تأمين المركبة ونقلها إلى موقع معزول في صحراء نيومكسيكو قريباً من مختبرات سانديا ولوس الاموس وستكون نفس المجموعة مسؤولة عن سفينة الفضاء حتى لو هبطت خارج الأراضي الأمريكية وسيكون مكتب التحقيقات الفيدرالية مسؤولاً عن السلامة العامة والصحة العامة والمعلومات هذا في الأقل ما خططت له الحكومة الأمريكية أما ما سيحدث في الواقع فإنه أمر لا يمكن التكهن به أبداً حتى يحدث.
إن الإنسان واجه عبر تأريخه تحديات على جميع المستويات وتمكن من التعامل معها والبقاء ولن يكون اللقاء مع المخلوقات الفضائية أمراً مختلفاً عن ذلك أبداً.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة