الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

الجنسية مزدوجة.. والولاء لمن؟


سلوى زكو
جاء قانون ازدواج الجنسية ليحل مشكلة الألوف من العراقيين الذين هاجروا، اضطراراً أو طوعاً، وعاشوا سنوات عديدة في بلدان المنفى سمحت لهم باكتساب جنسية تلك البلدان. أجاز القانون لهم الاحتفاظ بجنسية بلدهم الأم حلاً لإشكالات عديدة تتعلق بحقوق الإقامة والتملك والإرث وغيرها. هي إذن مسألة إنسانية خالصة جاءت تعبيراً عن اعتزاز هذا الوطن بأبنائه أينما كانوا وكيفما اصبحت جنسياتهم. هكذا عاد إلى الوطن عدد كبير من أبنائه، يزورون الأهل والأصدقاء بعد طول انقطاع، يمرون على مراتع الطفولة والصبا يستذكرون الماضي الجميل ثم يعودون إلى بلد المنفى بعد انتهاء الإجازة، فلقد استقروا هناك منذ زمن بعيد تركوا فيها أعمالهم ومصالحهم وبيوتهم وأبناءهم. قليل منهم اختار أن يعاود السكن في العراق ليواجه صعوبات التأقلم من جديد، لكنني لم أسمع حتى اليوم -وقد أكون مخطئة- بمن قرر التخلي طوعاً عن جنسية البلد الذي استضافه. وهذا مفهوم إلى حد ما، إذ كيف لك أن تطالب أحداً بالتخلي عن (ميزة) اكتسبها بعد صراع طويل مع الزمن ودوائر الهجرة والقوانين والتعليمات، وهو مكسب ينفعه في يوم ما؟
لكن إشكالية قانونية واضحة سوف تبرز هنا ونحن على أعتاب حكومة انتقالية وانتخابات ودستور ثم حكومة كاملة السيادة. هل سيكون ممكناً لمن يحمل جنسيتين أن يحتل منصباً رفيعاً في الدولة؟ هل يمكن أن يكون رئيس الجمهورية بريطانياً ورئيس الوزراء أمريكياً وممثل العراق في الأمم المتحدة ألمانياً والبرلمان تختلط فيه كل جنسيات الأرض؟ يمكن أن تتخيل هنا سفير العراق في الولايات المتحدة حاملاً للجنسية الأمريكية وهو يقدم أوراق اعتماده للحكومة الأمريكية بعد أن أدى قسم الجنسية أمام قضاة أمريكيين بالولاء التام للعلم الأمريكي. ماذا يفعل هذا الذي يمثل مصالح العراق عندما تتضارب المصالح وتقوم الأزمات؟ مع أية جهة سيكون اصطفافه؟ كيف سيفسر للجانب الأمريكي وقوفه مع مصالح العراق من المصالح الأمريكية وهو الأمريكي؟ هذه ليست مسألة شكلية، ولا دخل لها قط بالعواطف والحنين إلى الماضي، أيام كان شارع الرشيد قلب العاصمة النابض والدينار العراقي يكتسح المنطقة بقوته وشارع (أبو نؤاس) شعلة من الأضواء وقبلة لعشاق السهر. لقد اصبح هذا جزءاً من الماضي بعد أن حرثت الأرض العراقية لينقلب عاليها سافلها. نحن أزاء إشكالية قانونية واضحة للعيان. فالدولة التي منحت جنسيتها لأجنبي فأصبح واحداً من رعاياها من حقها أن تطالبه بالولاء لقوانينها وتشريعاتها وسياساتها وخياراتها ومنها العسكرية. والجنسية المكتسبة تتقدم قانوناً على جنسية البلد الأم لأن الاحتفاظ بهذه الأخيرة يظل مسألة اعتبارية لا تلغي التزام الشخص تجاه البلد الذي اكتسب جنسيته طوعاً وبشق الأنفس. حتى في الرياضة، لا يسمح في المباريات العالمية أن يرفع الرياضي علم بلده الأم بل يتنافس في ظل علم البلد الذي اكتسب جنسيته. فكيف بمن يقود دولة ويقرر مصير شعب؟
الحل بسيط وواضح.. على من يريد أن يحكم هذا البلد أو يدخل برلمانه أو يقود مفصلاً مهماً من مفاصل دولته، أن يحسم ولاءه فيتخلى عن جنسيته الأجنبية. وهذا يتطلب إصدار قانون ملزم لجميع الأطراف.
هل هذا كثير على العراق؟
 



الفنان التشكيلي عمر الحسك
نحن بحاجة الى فن له صلة بحياتنا العراقية


بعقوبة: المدى
تأثر الفنان التشكيلي عمر الحسك منذ بداياته في عالم الفن بالمدرسة السوريالية، واستمر في الرسم على وفق الاسلوب السوريالي الذي يطرح الواقع برؤية حديثة يفهمها الانسان البسيط والمثقف- كما يقول- على عكس الاسلوب التجريدي الذي لا يفهمه الا التجريديون والمختصون.
ولد الفنان الحسك في بعقوبة في العام 1961، وفي العام 1972 رسم اول لوحة زيتية. ومنذ العام 1977 اشترك في معارض عديدة منها معرض للشباب في جامعة بغداد في العام 1981. وكان معرضه الشخصي الاول في العام 1986 في بعقوبة. وكذلك معرضه الثاني في العام 1987، وفي العام 1989 اقام معرضه الشخصي الثالث ببغداد على قاعة المتحف الوطني (النصر). وفي العام 1993 اقام معرضاً شاملاً لأعماله كافة بمدينة بعقوبة. كما اشترك في معرض للشباب العربي بموسكو في العام 1986.
وعن جماعة الشباب للفن التشكيلي التي اسسها مع آخرين يقول:
- اسسنا هذه الجماعة في محافظة ديالى في العام 1987 لتعوضنا عن نقابة الفنانين، وفي السنة نفسها اقمنا معرضاً للجماعة في كركوك. وخططنا لإقامة معرضين في السنة الواحدة لعرض اعمال البوستر السياسي والتخطيط والرسم بالفحم فضلاً عن معارض خاصة باللوحات الزيتية،وحتى العام 1989 كان مجموع انجازنا اثني عشر معرضاً، لكن الجماعة تفتت في العام 1990 بسبب الظروف السياسية. وجاء الحصار ليفاقم ازمتنا حيث اثر على عطائنا كثيراً. وعلى الرغم من ذلك بقيت وفياً للفن، ولم انقطع قط عن عالمه.. رسمتُ واشتركت بمعرض في العام 2000 اقيم في مبنى نقابة الفنانين ببعقوبة.
- وماذا عن الآن؟
- بعد سقوط النظام السابق حاولنا لملمة الفنانين التشكيليين في ديالى وعقدنا مؤتمراً انتخابياً لجميعة الفنون التشكيلية في المحافظة بحضور 79 فناناً. وقد فزت برئاسة الجمعية لكننا نعاني الآن من مشكلة عدم توفر مكان لنتخذه مقراً لنا. وقد وعدونا ببناية نقابة الفنانين التي تشغلها ثلاث عوائل في الوقت الحاضر.
اشتركنا بمعرض اورداد الذي اقامته وزارة الثقافة ببغداد قبل شهر بالتنسيق مع منظمة اليونسكو. وفي الجمعية نفكر بإقامة معارض تعبوية ضد الجريمة، او ذات طابع تربوي لأجل بناء عراق جديد برؤية جديدة، ولم نحصل حتى هذه الساعة على اي دعم من المحافظة او الوزارة على الرغم من تقديمنا ورقة عمل لهما.
ويعلّق الفنان الحسك على طبيعة هذا التوجه قائلاً:
- لسنا بحاجة اليوم الى شعار الفن للفن، او الى الفن التجريدي، او طرح الوجدانيات، بل نحن بحاجة الى فن له صلة بحياتنا العراقية نطرح من خلاله افكاراً ومفاهيم تدعو الى السلام والحرية والديمقراطية والمحبة والتعاون من اجل خلق انسان جديد. وهذه هي مسؤوليتنا، ان نرسم للناس وليس للفنانين الآخرين والمختصين.



 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة