الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

اما زال الحلاق ثرثاراً؟! سكتة قلبية تحت يد الحلاق  تحقيق عبد الحسين بريسم 

تصوير نهاد العزاوي
يتهم الحلاق دائماً بالثرثرة ، هذا الحلاق الذي قالت ابنته في التراث العربي بأن اباها هو الرجل الوحيد الذي تنحني تحت يده الرؤوس.
وتحصل حالات كثيرة اثناء الحلاقة، وفي صالوناتها، بعضها طريف، وبعضها يصعب عليك وضعه في خانة معينة، المهم هو ان عالم الحلاقة، عالم مفعم بالحيوية، والكلام الزائد، والقيل والقال الذي لا جدوى منه.
في هذا التحقيق طرحنا الموضوع على عدد من الحلاقين وزبائنهم، وحصلنا على اجوبة متباينة.
كلام الحلاق من مكملات المهنة
في صالون اطلس كانت لنا وقفة مع الاخوين رسول منصور وعلي منصور في حي الامين الثانية حيث دارت هذه الدردشة حول موضوع الحلاق والثرثرة. فقال الاخ الاكبر ان مهنة الحلاق لا تكتمل الا بالحديث لقضاء الوقت ولا سيما عندما يكون هناك ازدحام، والكلام يساعد الزبائن على الانتظار ولو اصبح السكون هو السائد في صالونات الحلاقة فأنا لا اتصوره وسوف اترك هذه المهنة اذا اصبحت صامتة!
اما الاخ الاصغر فقال: لماذا يتهم الحلاق فقط بالثرثرة ولا يتهم الزبون بها؟ فهناك زبائن يتكلمون اضعاف ما يتكلم الحلاق ولا تنسى ان من يفتح الحديث دائماً هو الزبون، حينما يسأل عن آخر اخبار السياسة ومن فاز في الدوري واين وصل حال الوضع الامني وكم سعر الدولار.
موت تحت موسى الحلاق
ومن المواقف التي لا تنسى في سنوات عمله في عالم الحلاقة التي استمرت اكثر من ربع قرن حدثنا الحاج ابو حسين منصور: ان هذا الموقف الصعب والذي لا يتكرر الا نادراً جعلني اعتزل الحلاقة الى الابد واخذها عني اولادي واليك الحكاية.
بينما كنت كنت مسترسلاً بالحديث والمقص يعمل في يدي وفي الاخرى المشط وانا اتحد\ث بأمور مختلفة والزبون صامت تماماً على غير عادته وحينما انتهيت من حلاقة رأسه قلت له كلمة الحلاق الشهيرة: نعيماً - لم يرد عليّ كررتها عدة مرات والزبون صامت..
وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها احد هي انه قد فارق الحياة بالسكتة القلبية.
وترك هذا الحادث اثراً سيئاً في نفسي، تركت بسببه المهنة!
بين الحلاقة والسياسة
في صالون حلاقة حسين في حي النواب حيث يزدحم الصالون برواد من مختلف الاعمار طرحنا سؤالنا هذه المرة على الزبائن حول ثرثرة الحلاق رغم امتعاض صاحب الصالون فكانت هذه الآراء.
- نعم الحلاق يتكلم كثيراً ودائماً ما يكون كلامه غير مترابطٍ فتارة يتكلم في السياسة وفجأة ينتقل الى اسعار السيارات واخبار الدوري بعدها يعود الى الاحتلال والازدحام المروري. هذا ما قاله السيد غسان كاظم هادي، اما السيد عطا ثابت وهورجل تجاوز الستين من العمر فله رأي آخر اذ قال: الحلاق يبقى دائماً بين جدران محله من الصباح الى الليل وهذا ما يجعله يهوى الكلام فضلاً عن ارتباطه بالراديو والتلفزيون الموجود في محله يضاف الى ذلك تعدد الرؤوس تحت يديه ولكل رأس قصة وحديث وقضية. كانت هذه الاحاديث بين قفشات وتندر بعض رواد الصالون الدائميين.
الحلاق انيق دائماً
وفي ختام هذا الهجوم الكاسح على الحلاق المسكين لابد من الاشارة الى ان الحلاق يكون انيقاً دائماً وهذه الصفة ميزته عن اصحاب باقي المهن، بحيث لم نجد حلاقاً غير مكتمل الاناقة، بدءاً بحلاقة رأسه وانتهاء بحذائه الانيق.
 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة