الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

Text Box: ح حسن                        العدد 116                  شكراً لرجال الشرطة                                ص6
 
 
 
 
 
ن                        العدد 
 
ح حسن                        العدد 116                  شكراً لرجال الشرطة                                ص6
 
 
 
 
 
ن                        العدد 
 
ح حسن                        العدد 116                  شكراً لرجال الشرطة                               
 ص6
 
 
 
 
 
ن                        العدد 
 
ح حسن                        العدد 116                  شكراً لرجال الشرطة                                ص6
 
 
 
 
 
ن                        العدد

 إشارة

شكراً لرجال الشرطة

قبل أيام وأثناء ذهابي المستمر إلى وزارة العدل لتغطية الأنشطة التابعة لمؤسساتها استوقفني مشهد في التقاطع القريب من الوزارة، إذ تصادمت سيارتان من نوع (كيا) وبرغم أن الأضرار التي لحقت بالسيارتين كانت طفيفة للغاية، إلا أن السائقين اندفعا إلى بعضهما مثل ثورين هائجين أبدآا بالصراخ والشتائم وراح كل واحد منهما يكيل للآخر مالا يمكن ذكره من التهم والكلام البذيء حتى كاد يصل صراع الكلمات الصارخة إلى عراك بالأيدي.

هنا توقفت سيارة لرجال الشرطة.. وترجل منها شرطيان بملابسهما الأنيقة وراحا يستفهمان الأمر من السائقين. وبين (أخذ وعطاء) استطاع الشرطيان فض النزاع، ولم يتركا السائقين حتى قبل أحدهما الآخر، ثم ذهبا لكنهما لم ينسيا أن يقبلا الشرطيين اللذين تدخلا لفك نزاعهما الذي كاد يتطور باتجاه لا تحمد عقباه.

هذه الحادثة ربما هي من بديهيات الخلق التي يجب أن يتوفر عليه رجال الشرطة. ولكننا في هذه المرحلة قد نندهش ويصيبنا العجب أن يكون رجال الشرطة على هذه الطبيعة الشفافة في التعامل مع ما يعتري المواطنين من إشكالات ربما لا تستدعي إجراءات قانونية وغير ذلك، وسبب دهشتنا وذكرنا لتصرف الشرطيين في تلك الحادثة، هو ما حملته الذاكرة، ذاكرة العراقيين من صور مستهجنة وربما وحشية عن عمل رجال الشرطة أبان الحكم المباد، وكيف كانوا يصنعون من (الحبة قبة) كما يقول المثل، فبدلاً من تقليل شأن المشكل الذي يعترض المواطنين والمحاولة في إيجاد حل يتلافون من خلاله توسيع نطاق النزاع يقومون بإحالته إلى إجراءات روتينية قذرة من اجل الاستفادة مادياً من طرفي النزاع بعد أن يعدوا كل طرف بأنهم سيظهرون له الحق، حتى يتوسع الأمر ويتحول إلى حال من الحقد والانتقام هذه ربما عينة بسيطة لتصرفات رجال الشرطة اللاأخلاقية أبان حكم النظام السابق وهو ما يختلف مع الحالة التي استوقفتني في تصرفات رجال الشرطة الحالية والتي أتمنى أن تكون دائمة بشفافيتها وأن تكون شعاراً لمبدأ الحرية الذي يسعى له العراق الجديد فشكراً لرجال الشرطة على خلقهم الرفيع وإلى الأمام من أجل عراق حر ديمقراطي ينعم بالأمن والسلام.

المحرر


في معهد الطب العدلي: جسد الضحية يبرئ المتهم

خالد جمعة

الطب العدلي حجة علمية لتكريس العدالة بين الناس، الطب العدلي لا يتعامل بالحدس، ولا يتهم، أنه أما يدين أو يبرئ، ليس هنالك مساحة للخيال في الدليل الذي يقدم، أدلة الطب العدلية مادية، محسوسة، لأنه لا يتعامل مع فكرة الجسد الذي هو عبارة عن تصورات ذهنية لا يمكن تلمسها باليد، أنه يتعامل مع خصائص الجسد العضوية، التي هي عبارة عن تفاعلات كيميائية يمكن تلمسها باليد.

للجسد لغات غير منطوقة عدة، الطب العدلي يتعامل بمهارة مع لغة الجسد في مسرح الجريمة تلك اللغة التي تختلف عن بقيتها بكونها لغة ترى ولا تتصور، لغة الجسد في مسرح الجريمة لغة واحدة في كل أجساد العالم المختلفة، فطعنة سكين في جسد أفريقي هي طعنة السكين ذاتها في جسد الروسي، إن كانت الطعنتان بنفس الآلة ونفس المكان في الجسد، في كلا التقريرين العدليين هكذا ستقرأ الطعنة، جرح طعني بعرض (...)سم وعمق (...)سم، الذي أريد قوله: أن لغة الجسد في كتاب الطب العدلي، هي لغة عالمية، إنها حوار جسد الضحية الدامي نفسه في بقاع الأرض كلها، ذلك الحوار الذي يعترف فيه الجسد الميت على القاتل، أو هو ذلك الحوار الذي يبرئ فيه الجسد الميت المتهم.

الذي دفعني لسوق هذه المقدمة، تلك الواقعة التي تكررت بنسختين في موقعين بعيدين عن بعضهما بآلاف الكيلومترات، واقعة شهدتها بغداد وكانت توأمها في القاهرة، في تلك الواقعة كان لجسد الضحية دوران، الأول تبرئة المتهم، والثاني كان سبباً في إدانة آخر ارتكب جرماً.


(اغتصاب)

أب لخمسة أبناء وزوجة، لديه أخ يصغره بخمس سنوات يعيش معه في البيت، الأب سائق تاكسي، وهو تكفل بإعالة أسرته، أما أخوه وزوجته فتكفلا بإدارة شؤون البيت والاهتمام بأمور أولاده الخمسة، في كل يوم يخرج الأب بسيارته التاكسي صباحاً ليعود في المساء، الأب في طريقه إلى عمله سيقل جارته الفتاة الجامعية، لإيصالها إلى أقرب نقطة بعيدة عن الزحام، ذات مساء طرق باب بيته بقوة فخرج، فإذا بمجموعة من رجال الشرطة ومعهم أمر إلقاء القبض عليه، في الطريق إلى مركز الشرطة عرف أنه متهم بقتل واغتصاب تلك الفتاة الجامعية، في معهد الطب العدلي أخذوا من الأب عينة من سائله المنوي لمطابقته مع السائل المنوي الموجود على جسد الضحية، فوجد مختصو الطب العدلي عدم مطابقة السائلين كاد الأب يتنفس الصعداء لهذه النتيجة التي ستنقذه حتماً من حبل المشنقة، لولا معلومة أضافها المختصون إليه كادت تقطع أنفاسه، أنه مصاب بعقم مزمن، والمريض بالعقم المزمن ليس له قدرة على الانجاب أنه يعاني من هذا العقم المزمن قبل زواجه، منذ ولادته، هنا تناسلت أسئلة الشك في رأس الأب الذي كاد ينفجر، فكر بزوجته وبأولاده فكر بأخيه وبعلاقته الحنونة معهم، وحين كاشف زوجته تحت تهديد السلاح بشكوكه، اعترفت زوجته بعلاقتها الزانية بأخيه، قتل الأب زوجته وأخيه وأبناءه، ثم انتحر.


 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة