|
في بداية
الامر، شكلت برامج تلفزيون الواقع صدمة للبعض، وارتفعت
الاصوات تحذر من تأثيراتها السلبية على قيم المجتمع وتقاليده
وتوجهات شبابه وسرعان ما خفت الصدمة وتأثيراتها بعد ما اتضح
انها مجرد برامج منوعات عرفها العالم قبلنا بعشرات السنين
وانها اخذت تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، حتى من قبل الذين
صدموا في البداية.
تقوم فكرة
تلفزيون الواقع على متابعة الكاميرا لنشاط مجموعة بشرية
اجتمعت لهدف فني او اجتماعي محدد. شباب وشابات تلتقط
الكاميرا مفردات حياتهم اليومية لتعرضها حية على الجمهور
الذي يقرر مستوى اداء كل فرد من افراد المجموعة عن طريق
التصويت. وفي نهاية البرنامج يختار الجمهور فائزاً او فائزة
يتوج على رأس المجموعة بوصفه الافضل.
فيما يلي
عرض سريع لأهم برامج تلفزيون الواقع
ستار
اكاديمي/
LBC
هذا
برنامج يضم مجموعة من الشباب والشابات يعيشون في مبنى مستقل
ويتلقون اثناء فترة البرامج دروساً في الغناء والموسيقى
واللياقة البدنية والرقص الاستعراضي والهدف بطبيعة الحال هو
انتقاء الافضل ليكون نجم البرنامج في نهاية المطاف. ويقدم
المشاركون في البرنامج افضل مالديهم في حفل اسبوعي ساهر
يحضره جمهور غفير من المشاهدين ويتسم بالابهار والبذخ في
الانفاق على الديكورات والانارة والصوت وغيرها من مستلزمات
العمل الفني المسرحي. وتبدأ التصفيات طبقاً لتصويت الجمهور
ليغادر كل اسبوع عدد من المتنافسين حتى استقر المطاف بثلاثة
فقط تنافسوا على المركز الاول الذي فاز به المصري محمد عطية.
واصبح هذا الفائز نجماً ساطعاً استقبل في بلاده بمظاهرات
شبابية حاشدة وانهالت عليه العروض من شركات الانتاج الغنائي
والسينمائي. ويعكس اختيار محمد عطية هدف البرنامج الذي لا
يركز على خامة الصوت لإستكشاف اصوات غنائية جديدة، بل يسعى
الى اكتشاف مواهب استعراضية تعتمد على الصوت والحركة والرقص
والحضور على المسرح وخفة الدم، وكان محمد عطية يمتلكها
جميعاً. وها ان نواة فرقة استعراضية قد تشكلت من ابرز
المشاركين في البرنامج الذين وصلوا مرحلة التصفيات النهائية
وبدأت جولة في عدد من البلدان العربية لتقديم عروضها
الاستعراضية.
تميزت
مفردات الحياة اليومية التي رصدتها الكاميرا طوال فترة عرض
البرنامج بالحيوية الفائضة لمجموعة الشباب والشابات وتلقائية
التعامل فيما بينهم، والتي فسرها بعض معارضي البرنامج بأنها
خرق للتقاليد والقيم. وسواء اكان ذلك صحيحاً ام لا فإن
البرنامج حقق هدفه المنشود وحظي بجماهيرية واسعة حتى ان قناة
LBC
اعلنت قبل ايام ان عدد المشاركين في التصويت لبرنامج ستار
اكاديمي قد بلغ 80 مليوناً !!
سوبر
ستار/ قناة المستقبل
على خلاف
برنامج ستار اكاديمي، فإن كاميرا سوبر ستار لاتلاحق
المشاركين ليل نهار، انما تعرض لقطات يومية لفترة استعدادهم
للمنافسة، وهي فترة تتسم بالتركيز على التدريبات الموسيقية
والغنائية، والفحوصات الطبية للحنجرة والحبال الصوتية،
وتدريبات على اللياقة البدنية ولقطات لتجمعاتهم المرحة
ولقاءات بخبراء التجميل والملابس وغيرها. يمر المشاركون على
لجنة فنية ثلاثية برئاسة الفنان الياس الرحباني لتستمع الى
كل منهم لإختيار من يصلح لدخول المنافسة، بعد ذلك تبدأ مرحلة
التصفيات التي تعتمد على تصويت الجمهور في اختيار الفائز او
الفائزة.
حققت
الدورة الاولى من سوبر ستار نجاحاً لم يكن متوقعاً، اذ خرج
من هذه الدورة اربعة احترفوا الغناء واصدروا البوماتهم
الغنائية الاولى وهم كل من ديانا كرزون وملحم زين ورويدا
عطية وسعود السلطان.
قبل بضعة
اسابيع، بدأت الدورة الثانية لهذا البرنامج التي تشهد
تنافساً اكثر حدة بين الاصوات من مختلف البلدان العربية، حتى
ان لجنة التحكيم كانت تجد صعوبة في انتقاء وعدد محدود من
المتقدمين ليصعد الى مرحلة التنافس وتقدم للمشاركة اكثر من
ثمانية آلاف صوت تم اختيار ثماني منهم للمنافسة على اصوات
الجمهور. وبدأت مرحلة التصفيات الاولى والثانية صعوداً الى
المرحلة النهائية. كانت هناك خامات صوتية واعدة خذلها تصويت
الجمهور واخرى واعدة ايضاً انتقلت الى مرحلة التنافس
التالية، وما زالت المنافسة مستمرة لإختيار سوبر ستار الدورة
الثانية.
عالهوا
سوا/ الاوائل
خصصت شبكة
الاوائل، وهي جزء من
ART،
قناة خاصة لهذا البرنامج تحمل اسم (عالهوا سوا) . برغم ان
هذا البرنامج حظي الآخر بمتابعة جماهيرية واسعة، الا انه من
حيث النتائج كان الاضعف بين برامج تلفزيون الواقع.
تقوم فكرة
البرنامج على انتقاء ثماني فتيات يعشن معاً لمدة ثلاثة شهور
تحت عين الكاميرا لا يسمح لهن في اثنائها بالمغادرة او
الالتقاء بأحد عدا ضيوف البرنامج الذين اختارتهم ادارة
القناة التلفزيونية. والهدف من المشاركة هو انتقاء عريس من
بين من يتقدم لخطبة كل منهن. وكما في بقية برامج تلفزيون
الواقع، يكون تصويت الجمهور هو الحكم الذي يختار (عروس الهوا
سوا) والجائزة مغرية للعروسين، سكن مؤقت وشهر عسل ومبلغ من
المال في البنك ليبدآ حياتهما معاًُ اضافة الى حفل الزفاف
الذي ينقل على الهواء مباشرة ويتكفل البرنامج بنفقاته.
شاركت في
البرنامج فتيات من لبنان والمغرب وتونس والجزائر ومصر
وسوريا. اكتسب البرنامج شعبيته من طرافة المواقف التي نشأت
بين الفتيات ومعاركهن اليومية الصغيرة والخلافات ونوبات
البكاء والمصالحة على مدار الساعة. ودارت منافسة طريفة بين
جمهور المصوتين وتشكلت عبر الانترنيت مجموعات مساندة لكل
فتاة تتحاور فيما بينها وتحث بعضها على تكثيف التصويت.
بدأ
البرنامج بالتراجع مع انسحاب فتاتين منه بعد اقل من شهر على
الشروع به. ومع تصاعد عملية التصويت، يبدأ العد التنازلي
فتغادر كل اسبوع الفتاة التي كانت اقلهن حظوة لدى
المشاهدين، ولم تبق سوى ثلاث فتيات للتنافس على اللقب. وبدأت
عملية اختيار العرسان عن طريق عرض اشرطة فيديو للمتقدمين
للزواج كي تنتقي الفتاة احدهم ليكون زوج المستقبل. وارتبك
البرنامج ثانية حين اعلنت احداهن انسحابها لأنها لم تقتنع
بأي من المتقدمين لزواجها. بقيت فتاتان اختارت كل منهما
عريساً لها، وظل التصويت مستمراً حتى الليلة الاخيرة التي
يفترض ان تعلن فيها الخطوبة الرسمية بحضور الاهل وينتهي
البرنامج بإعلان اسم الفائزة. وقبل الاعلان عنها في خمس
دقائق فجرت احدى الفتاتين مفاجأتها للجمهور ولادارة البرنامج
معاًُ برفضها الزواج من الشاب الذي اختارته والذي كان حاضراً
ينظر بذهول الى ما يحدث.
وتم اختتام
البرنامج بسرعة خاطفة بإعلان المتبارية الوحيدة المتبقية
بوصفها الفائزة، وهذه بطبيعة الحال نتيجة ضعيفة لبرنامج
استمر ثلاثةاشهر على مدى الساعة وصرفت عليه الملايين وحظي
بمتابعة جماهيرية كبيرة.
اخذ البعض
على هذا البرنامج انه حول المرأة الى سلعة تعرض ليأتي
الخاطبون للزواج منها فيما رأى آخرون انها استنساخ معاصر
لطريقة الزواج التقليدية وهي شبيهة بفكرة الخاطبة التي تدور
على العوائل تعرض صور الفتيات الراغبات بالزواج وتعدد
مزاياهن، والبرنامج لم يفعل اكثر من ذلك،اذ غرض بالصورة
والصوت مجموعة من الفتيات في انتظار من يتقدم لخطبتهن. تجري
حالياً الاستعدادات لإطلاق الدورة الثانية من هذا البرنامج،
ولا شك في ان القائمين عليه سيدرسون نقاط الضعف التي اربكت
البرنامج ويسعون الى تلافيها وفي مقدمتها وضع ضوابط تمنع
انسحاب الفتيات من البرنامج بعد الموافقة على المشاركة فيه.
ملكة جمال
لبنان/
LBC
آخر انماط
تلفزيون الواقع هو برنامج انتخاب ملكة جمال لبنان 2004، حيث
دخلت قبل بضعة اسابيع المرشحات لنيل اللقب حلبة المنافسة
داخل نفس المبنى الذي ضم (ستار اكاديمي) بعد تغيير ديكوره
بالكامل. وكما هي العادة، ترافق كاميرا التلفزيون حياة
المتباريات وتنقل لقطات من الدروس المقدمة في الحركة
والاستعراض على المسرح ولباقة الحديث وحسن اختيار الالفاظ.
تشارك في المسابقة 16 فتاة تتراوح اعمارهن بين 19و 25 سنة
وجميعهن طالبات جامعيات، ويستمر البرنامج فترة ستة اسابيع
وفي كل اسبوع هناك حفل جماهيري يجري فيه استعراض الفتيات من
قبل لجنة التحكيم، ويتم التصفيح بناء على تصويت الجمهور
وصولاً الى الفائزة باللقب. وما زالت الطريق الى العرش في
بدايتها.
|
