الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

الفنانة التشكيلية ليلى سليم: لوحاتي ترسم نفسها

هناء عقيل

كان للبصرة وبيئتها، التأثير الواضح على تجربة الفنانة ليلى سليم . الشناشيل، ومياه شط العرب، والخشابة، ومنظر السفن الراسية، لقد ترسخت هذه المفردات التي تعبر عن حالات بصرية متميزة، في ذاكرة ليلى سليم، ولم تبارحها وهي في لندن الجميلة منذ العام 1977 ولغاية العام 1990 عندما أصبحت رئيسة قسم التصميم في المعهد ذاته.

انها تعشق الطبيعة وتتفاعل معها، وما زالت تحلم بلوحتها المنتظرة التي تفكر فيها، والتي تجسد فيها عوالم كثيرة من العشق للطبيعة.

في هذا اللقاء طرحنا عليها عدداً من الأسئلة وأجابتنا مشكورةً.

* كيف تتجسد اللوحة عندكٍ؟

ـ لوحاتي ترسم نفسها، لا اخطط، وانما الفكرة هي التي تفرض نفسها، وتتبلور في مخيلتي، قبل ان أضعها على القماش، ولا تنسي ان الحالة النفسية لها تأثير على الفنان في لحظة البدء في الرسم.

* هناك تأكيد على الطبيعة في لوحاتك؟

ـ منذ طفولتي انا مولعة بالطبيعة، لأنها الملاذ الوحيد حينما تضيق بنا دروب الحياة. ففيها اجد شفافية الحياة والرومانسية التي احلم بها، لذلك اقترب من الطبيعة هرباً من المنغصات التي تطوقنا.

* وهل تجسدين الطبيعة كما هي، ام تحاولين خلق طبيعة أخرى تكون ضمن حلمك؟

ـ لا أجسد الطبيعة كما هي في لوحاتي، وانما اعكسها في حلم يراودني منذ الطفولة، وهو ان ارسم ملامح للمدينة الفاضلة، هذه اليوتوبيا الخالية من العنف والدمار الصراعات والحروب وكل الانعكاسات التي من شأنها ان تخدش روح الإنسان، وشفافية تطلعاته.

* المرأة اين تضعينها في لوحاتك؟

ـ لا أريد ان اجعل من المرأة كائناً ضعيفاً، فأركز عليها من ناحية واترك لها نواحي أخرى. اريدها ان تكون متكاملة انساناً له صفاته الحقيقية فلذلك احاول ان ارسمها.

ولكن في معرضك الأخير، كانت هنالك صور كثيرة للمرأة؟

ـ لم ارسم المرأة مثلما تتخيلين، وانما رسمت مشاعري تجاه المرأة، وهي تتعرض لحالات الخطف والتجاوز عليها، ولا سيما بعد سقوط النظام. في هذه اللوحات كنت متعاطفة مع المرأة، أرسم تحملها ومعاناتها وصبرها في هذا الظرف الصعب.

* هل هنالك توجهات تشكيلية قريبة إلى توجهاتك؟

ـ نعم احب التناغم ومزج الالوان لدى الفنان نوري الراوي ورسم البيئة والشخصيات البغدادية لدى الفنان خضير الشكرجي.

* آخر نشاطاتك؟

ـ شاركت في معرف مشترك مع الفنانة رؤيا رؤوف في قاعة الشعب التابعة لنقابة الفنانين السوريين.

وكذلك في معرض وزارة الثقافة الذي أقيم مؤخراً.

* ماذا تتمنى الفنانة ليلى سليم؟

ـ اتمنى ان يبقى الفن ضمن التوجه السليم الذي اختاره لنفسه، بعيداً عن التكتلات والتوجهات غير الفنية.


ابن المعلمة

عبد الكريم العبيدي

كلنا يعرف ابن قتيبة وابن الجوزي وابن بطوطة.. ويعرف أيضاً ابن عربي وابن كثير وابن النديم وابن خردا ذابه، وإذا ما نسي احد منا اسماً من المشاهير أو العامة، فسيتذكر اسم ابيه وعندها يكتفى بذكره، طالما ان المرء، عُرفا، هو ابن ابيه.

غير ان الكثير منا لم يعرف بعد مزايا شخصية معاصرة وطريفة، ختمت قافلة (الأبناء) هؤلاء، بعدما ذكرتنا بهم عنوة، وشوهت أيقونة بنيتهمُ في انساق الفخر، بسبب (تراثية) اسمها المركب والطارئ!. وربما لا نختلف، بعد اتضاح مشهدها، على ان آخر العنقود  هذا لا يساوي وزن (الابناء الكبار) ولكنه يعاكسهم في الاتجاه والقصد.

ان ابن المعلمة.. الاسم الطارئ فعلاً.. ما كنا نتداوله، إلى ما قبل عقدين ونيف، ولم يكن للمتندرين منا نصيب في (وخزه ولكزه)!.. حاءت الحروب، فجاء مع قذائفها وصواريخها، وبات اسماً وقضية، وصارت له قصص وطرائف، ثم غدا مثلا يضرب في الاحاديث والحكايات. هل عرفتم الآن هذه الضحية الجديدة وسر (نجاحها) السريع؟.. وهل ادركتم ما تحمله من اسى ومن ندب سود في خريطة الوعي والتحضر؟

انه الكسلان الأول في مدرسته بسبب (مهنة أمه)!!، والمشاكس الوقح الذي لا يقف بوجهه تلميذ أو تلميذة.. وهو لا يُوبخ ولا يُضرب بالعصا أو يُصفع على وجهه، ولا يطرد من المدرسة، وهو لا يدفع الرشاوى (أعني الهدايا المعاصرة) إلى المدير والمعلمات والفراشات، ولا يشارك في التبرعات اليومية والاسبوعية والشهرية، ولا يدفع اجود تنظيم السجلات الجديدة والكارتات والصور وصبغ السبورات والطباشير والمصابيح والمكانس والمراوح والسفرات الترويحية والنقل ذهاباً واياباً.

وهو لا يُقدم طبعاً (الهدايا الاجبارية) في اعياد الطالب والمعلم و(الميلاد سابقاً)، ولا يشارك في حملات (اعمار ما خربه الاشرار) الشهرية والموسمية الدائمة!. والغريب انه لا يفارق الشوارع ولا يدرس ولا يتابع وسائل الايضاح في شارع المتنبي.. ولكنه الناجح الأول على أية حال!، والمعفو من امتحانات العلوم والاخلاقية والفنية والرياضة والنشيد، والمعفو (طبعاً) من الامتحانات الشفوية في نصف وراس السنة الدراسية! اما امتحانات الدروس الثقيلة فعلى أمه ان تضع له اعلى الدرجات، وعلى خالاته المعلمات ان يجلبن له أفضل الاجوبة من اشطر التلاميذ، ويصححن اخطاءه، ليحصل على درجة كاملة غير منقوصة، وليتفوق على غريمه الشاطر، فيصبح الأول، وغريمه الشاطر: الأول مكرر!!

هل ثمة ما هو اسوأ من ذلك، واكثر خيانة وجرما في حق النشء الجديد؟

وهل هناك ما هو اقبح من صنع غد اسود، كان من المفروض ان يكون ابيض من كل سوء!؟.. كيف سنداوي، نحن الآباء المبتلين بمحنة ابنائنا في ذاكراتهم التي امتلأت قبل الأوان بالظلم والجهل والاستبداد؟ايتها المعلمة الأم والمربية.. لقد دخلت الأرهاب من (ابن لادنة) وزرعت في فلذاتنا البريئة عُقداً لا تنسى، اشهرها: عقدة ابن المعلمة!!

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة