الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

التغطية الاعلامية للاحتلال الامريكي

جوناثان دارمان

ان كل وسائل الاعلام العربي، كما قد يتصور بعض المعلقين في الولايات المتحدة، تؤجج مراجل الغضب ضد الامريكيين ويمكن ان تكون ادارة بوش عاجزة عن تعزيز الامن (دعك من الديمقراطية) في العراق، والبعض يعتقد بانها تنجح، ما دام الناس في العالم العربي والاسلامي يتغذون على حكايات غير مؤكدة عن وجود تآمر صهيوني دولي، وينغمرون بصور ملفقة لجنود امريكيين يقتلون الابرياء في شوارع العراق. والصعوبة التي واجهتها القوات الامريكية فيما حصل في الفلوجة، كما يقول البعض، قد بالغت بها وسائل اعلامية عربية مضادّة للامريكيين بقصد اظهار القوات الامريكية في أسوأ أحوالها واكثرها دموية.

ولكن، مثل أي شيء يحيط بالتدخل الامريكي في العراق، فإن التغطية العربية للاحتلال الامريكي تتحدى التصميمات. وللتأكيد على ذلك، فان الجزيرة، وهي قناة اخبارية مشهورة (وغير مشهورة لدى الكثيرين من مسؤولي ادارة بوش)، تفشل أحياناً في تلبية معايير التقديم الموضوعي. غير ان مؤسسات اخبارية أخرى تتناول قوة احتلال امريكية وتصورها احياناً منغمسة في تكتيكات خرقاء وسطحية- من دون ان تكون مدفوعة بالضرورة بسوء النية مع هذا.

وعليه، فإن التغطية الاعلامية في العالم الاسلامي للاحتلال الامريكي للعراق يوجه سلسلة كاملة من التشكك الى الادانة. والاقتباسات التالية، والمتضاربة احياناً، التي تنشر وتذاع من مختلف وسائل الاعلام العربية والاسلامية في مختلف انحاء العالم.

ففي افتتاحية لوكالة جدة العربية للانباء في العربية السعودية يوم 23 نيسان، ينتقد المحرر المهاجمين الانتحاريين في الرياض والفلوجة، قائلاً:

((ها هم، إذن، اعداؤنا. فهم لا يستحقون لحظة من التعاطف، ولا جزءاً من بليون من الاحترام. انهم، وهم الذين تلتهمهم الكراهية، طرشان تجاه العقل وعميان عن الخطأ العظيم الذي يرتكبونه. انهم يدنسون قضية الاسلام. انهم يدنسون التراب الذي يمشون عليه)).

وفي مقالة افتتاحية حول الهجمات الانتحارية ايضاً نشرتها صحيفة (الرأي) الاردنية يوم 22 نيسان، نقرأ التالي:

((ليس كافياً اصدار بيانات الادانة. وبدلاً من ذلك، ينبغي ان يحل محلها الآليات والطرق العملية الجادة على الفور بحيث يمكن اجتثاث الارهاب مرة واحدة والى الابد)).

وتصف افتتاحية (الوطن) العمانية ليوم 28 نيسان، اقتراح مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي لنقل السيادة العراقية يوم 30 حزيران، قائلة:

((ان بيان الابراهيمي واضح.. وهو يحمل تضمينات قصيرة وطويلة المدى. وقد كشف الدبلوماسي الجزائري البارز ان المؤامرة ضد العراق قد دبرتها اسرائيل وتقوم بتنفيذها الولايات المتحدة)).

وجاء في مقتطف لعالم سياسي ايراني اذاعته شبكة الاخبار الايرانية في طهران:

 

 

((ان واقع الوضع في العراق يؤدي بالواحد لان يستنتج ان المرء لا يستطيع ان يؤثر في توزيع السلطة في العراق من دون ان يأخذ في اعتباره

 

مطالب الشعب العراقي، وفي الحقيقة، فان الصوت الواحد ينسجم مع المبادئ الديمقراطية السائدة اليوم في العالم)).

وورد في افتتاحية (الوفاق) الايرانية المنشورة يوم 28 نيسان:

((بقدر ما يتعلق الامر بالعراق، فان الولايات المتحدة الامريكية تصبح المشكلة، وليس الحل!))

وقالت صحيفة  (الجزيرة) القومية الاتجاه الصادرة في العربية السعودية في افتتاحية لها:

((ان الولايات المتحدة الامريكية تدفع نفسها أعمق فأعمق في المستنقع العراقي بطريقة يصبح من الصعب عليها معها الخروج منه في المستقبل.... ويصبح من الملح الان وضع جميع القضايا العراقية في أيدي الامم المتحدة)).

وجاء في افتتاحية لشبكة الانترنيت الاعلامية العربية يوم 28 نيسان، وهي موقع اخباري فلسطيني باللغتين العربية والانكليزية:

((ليس فقط الولايات المتحدة، الداعم المالي للقمع الوحشي الاسرائيلي للفلسطينيين، بما مقداره من 14-15 بليون دولار كل عام، إذ لم تعد الولايات المتحدة تعترف بأحد عدا اسرائيل كشريك في هذه التمثيلية المحيرة. ان لا معقولية هذا الوضع يمكن ان تُجفل العقل، لكنها كما هم واضح تعكس التفكير بجورج بوش منفذا لما يمليه عليه رئيس وزراء اسرائيل أرييل شارون)).

وذكرت مقالة في ((الاهرام الاسبوعي)) الصادرة في القاهرة يوم 28 نيسان:

((ان الهجمات المتواصلة بهذا القدر الهائل تثير اسئلة حول فشل قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة لاستعادة الامن للعراق بعد عام من الغزو)).

ونقتطف هنا ايضاً قول أياد السامرائي، نائب قائد الحزب الاسلامي في العراق، في مقابلة بثتها قناة (الجزيرة) يوم 28 نيسان:

((باسم الله الرحمن الرحيم... اننا نعلم 600 شخص قتلوا في الفلوجة خلال الاصطدامات المبكرة. وكان هناك العديد  من النساء والاطفال من الضحايا. وكان واجبنا الديني والقومي ان نوفر على سكان المدينة كارثة انسانية كان من الممكن ان تحدث. ونحن مشتركون في هذه المفاوضات ونتوسط لحل هذه المشكلة. وقد افلحنا في مهمتنا)).

ترجمة- عادل صادق العامل


ماذا بعد اعتقال الطاغية؟

ايفان توماس ورودنوردلاند

((لا تطلقوا النار!)) هذا ما قاله الرجل الملتحي المذعن للجنود الامريكيين. كان هذا صدام حسين المختبئ في حفرة، والرجل الذي دعاه البنتاغون بـ((الهدف العالي القيمة رقم واحد)). انها قصة القاء القبض عليه، مرة اخرى، وما يعقب ذلك.

في هذا الجزء من العالم حيث تعني الكبرياء والكرامة كل شيء، كانت الصور التي بثت مدعاه للشعور بالخزي، على نحو واضح. فقد شوهد تقني طبي او طبيب، يرتدي القفازين المطاطيين، وهو يفحص عن قرب شعر الرجل، وربما كان يبحث عن حشرات ضارة هناك، ثم نسخه الطبيب بأداة لتنحية اللسان، ففتح فمه، وراح يحدق في لحم حلقه القرنفلي اللون وكشط بضع خلايا لمطابقة الحامض النووي. وعندئذ شاهد العالم وجه الرجل. كان مهزولاً، مهزوماً، مشمئزاً قليلاً. انه من دون شك صدام حسين، الطاغية الارهابي، السفاح السادي، وهدف احدى اعظم المطاردات في التاريخ.

وقد اخبر قائد القوات الامريكية الجنرال ريكاردو سانشيز المراسلين الصحفيين بان صدام وجد مختبئاً في حفرة طينية. وقد ذهبت منه الى الابد قوافل سيارات المرسيدس، وفصائل الحماية من الشرطة السرية والقصور المطعمة بالذهب. فلم يبادر للمقاومة، ولا حاول انهاء حياته (برغم انه كان يمتلك مسدساً). كان هو السيد الرئيس، والقائد المجيد، والسليل المباشر وأسد بابل، وأبا الشبلين، وحفيد نبوخذ نصر، وصلاح الدين الاسلامي الحديث، وقد أتي به ذليلاً، وارغم على الركوع، ونقل بعيداً الى ((موقع غير معلن)) ليتأمل مصيره منتظراً محاكمته على جرائمه الهائلة ضد الانسانية.

وقد بـدأ بول بريمر، المدير الاداري الامريكي في بغداد، وهو يبتسم منتصراً، قائلاً: ((أيتها السيدات ايها السادة، لقد امسكنا به!)) وفي العاصمة العراقية، هبط الصمت على المدينة،  وقد راحت الاشاعات تطير عبر شوارعها بان صدام قد اصبح رهن الاعتقال. كان الجميع تقريباً، كما يبدو، متجمعين حول اجهزة التلفزيون او الراديو بانتظار البيان الرسمي.

وعندما تحدث بول بريمر عند الساعة 3.13 من بعد ظهر يوم الاحد (14 كانون الاول 2003)، انفجرت المدينة باطلاق النار احتفالاً بالمناسبة. وبدأ أصحاب الحوانيت يغلقون ابوابها، خوفاً من ان يتمادى المبتهجون بذلك. (فعندما حوصر ولدا صدام وقتلا في الصيف الماضي، قتل اكثر من ستة اشخاص بسبب الرصاص المتساقط). وراحت الكاميرات تصور الجنود الامريكيين وهم ينفخون دخان لفائف السيجار.

 

 

وسوف يستمر التمرد المسلح، ويموت المزيد من الجنود الامريكيين والعراقيين. غير ان اعتقال صدام كان من دون شك تقدماً كبيراً في عملية تحرير العراق. فالكثير من العراقيين ما كانوا يعتقدون ابداً بان صدام قد ذهب فعلاً، وبأنه لن يعود للظهور مرة اخرى ككابوس سيء. وبعرضهم لصور صدام في الاسر، لا مأسوراً فقط بل ومنخوساً ومجزوز الشعر ايضا، كان الامريكيون يبعثون رسالة واضحة الى العراقيين مفادها ان معذبهم طوال عقود قد ولى الى الابد.

 

والان تأتي ام محاكمات جرائم الحرب أجمع.

وهناك جبل من الشواهد على غرائب صدام- إهلاك قرى بكاملها بالغازات السامة، تعذيب السجناء السياسيين، الذبح بالجملة لاعدائه- سيتم تقديمه وتحليله. ويمكن ان تكون المحاكمة كابوساً أمنياً، بالطبع، هدفاً للارهابيين. وقد ذكر بعض مسؤولي الاستخبارات الامريكية لمجلة نيوزويك ان اعتقال صدام ربما أدى بالفعل الى زيادة في الهجمات على القوات الامريكية وحلفائها من العراقيين- فورة حقيقية اخيرة من العنف. لكن  اعتقال صدام يمكن ان يكون ايضاً فرصة للمصالحة، خطوة نحو جمع شمل امة قسمتها الطائفة والقبيلة، ولمدة طويلة، الخوف.

لقد كانت مطاردة صدام شاغلاً منهكاً للقوات العسكرية ولادارة بوش. وكان القاء القبض عليه انهاءً سعيداً لسعي مثير للغضب وعقيم على نحو مربك وراء رجل مهم خصصت جائزة بخمسة وعشرين مليون دولار لرأسه.

فعندما تلاشى صدام مع سقوط بغداد، كان مسؤولو المخابرات الامريكية واثقين بشكل معقول من انه لم يفر من البلاد وخمنوا انه قد اختبأ في جحر ما في مكان قرب موطنه القديم، مدينة تكريت الواقعة شمالي العاصمة العراقية.

لكن اين؟ لقد قيل ان صدام قد اتخذ اشباهاً له وانه ولا بد قد خضع لجراحة تقويمية من اجل تغيير ملامحه جذرياً. ظلت طاحونة الاشاعات تسحن المزيد من ذلك. وفي حزيران الماضي، نشرت صحيفة بغدادية تقريراً يقول ان الرئيس السابق شوهد آنذاك يسوق تاكسي باجيرو في انحاء من بغداد، وهو ملتح، ويضع نظارات ويرتدي لباساً تقليدياً طويلاً يصل الى الرسغ!

ترجمة- عادل صادق


الولايات المتحدة تواجه مخاوف  فشل متزايدة

بقلم- روبن رايت

توماس ركس

تكافح ادارة بوش في مقاومة الاحساس النامي- في اوساط المشرعين الامريكيين، والعراقيين وحتى بعض موظفي البيت الابيض- بأن احتلال العراق على حافة الفشل، مرغماً أعلى مسؤول في البنتاغون في التسليم بارتكاب اخطاء خطيرة خلال السنة الماضية.

تحت استجواب قاسٍ من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، اعترف نائب وزير الدفاع بول وولفوفيتس، المدافع الاول للادارة عن التدخل في العراق، بخطأ التقدير بان العراقيين سيتحملون احتلالاً طويل الاجل، وبأن الافتراض المسبق بأن القوات الامريكية سوف تخلق سلاماً لا ان تخوض حرباً بعد الاطاحة بصدام حسين، هو خلل مركزي في التخطيط. وقال وولفوفيتس أمام مجلس الشيوخ ((كانت لدينا خطة افترضت ان بامكاننا الشروع بنظام احتلال لوقت اطول مما تبين ان العراقيين يحتملون، كانت لدينا خطة افترضت ان لدينا ظروفاً أمنية اكثر استقراراً مما لاقينا)).

جلسة الاستماع النزقة عكست القلق المتنامي قبل ستة اسابيع من تسليم السلطة السياسية الى العراقيين. ان الولايات المتحدة تغطس الان عميقاً في خلل السيطرة- مشاكل الصراع الامني والاتهامات الناتجة عن فضيحة سجن ابي غريب والقيام بالمحاولة الثالثة لتشكيل حكومة انتقالية في بغداد- مما دعا المشرعين وآخرين الى القول ان العراق يواجه شكوكاً حول مستقبله اعظم مما كانت عليه الحال  عندما بدأ الاحتلال بآمال عظام قبل عام. وحذر السناتور كريستوفر وود مردداً تعليقات عديد من اعضاء اللجنة ((هنالك الكثير من الناس في هذه البلاد يشعرون بالقلق الشديد إزاء احراز تقدم في العراق وما هي النهاية، او ان كنا سنحقق ولو جزء من اهدافنا والخوف المتزايد من اننا في  الواقع سنجد انفسنا في نهاية الامر في وضع أسوأ ان لم نتوخ الحذر)).

أقر الرئيس بوش بان الولايات المتحدة تواجه ((عملاً شاقاً)) في العراق ((يقترب من لحظة عصيبة)) لكنه قال انه لن يحيد عن الهدف في مساعدة العراق حتى يصبح ((شعباً حراً وديمقراطياً في قلب الشرق الاوسط)). وقال في خطاب امام لجنة الشؤون العامة الاسرائيلية الامريكية (إيباك) ((انها لحظة تاريخية، العالم يراقب ضعفنا في تصميمنا. لن يروا ضعفاً. سنواجه أي تحد)). لكن المشرعين جابهوا وولفوفيتس بمخاوفهم بأن التحالف بقيادة الولايات المتحدة ليس لديه خطة قابلة للتطبيق حتى الان بديلة من انتقال السلطة - وهذا الاخفاق قد يكون مكلفاً. قال السناتور رتشارد لوغر رئيس اللجنة ((من الضروري ان تكون لدينا خطة مفصلة لنثبت لحلفائنا وللعراقيين بان لدينا ستراتيجية وباننا ملزمون بانجاحها.

 

 

ان لم يكن بمقدورنا ان نكون بهذا الوضوح فأننا نخاطر بخسارة دعم الشعب الامريكي، وبخسارة المساهمة الكامنة من حلفائنا وبخيبة أمل العراقيين)).

 

لقد تم ((تقزيم)) نجاحات الولايات المتحدة في العراق نتيجة عجزين خلقتهم الادارة- ((العجز الامني والعجز الشرعي) كما قال السناتور جوزيف بيدين. النقد العام الموجه للبيت الابيض يعكس الانذار بالخطر المتزايد الذي عُبر عنه سراً من خلال جماعة السياسة الخارجية الامريكية وفي أوساط العراقيين حول نقل السيادة السياسية والتدهور الامني. لقد خفض التحالف بقيادة الولايات المتحدة من مستوى اهدافه، كما يقولون، من عهده الاول بخلق دولة مستقرة ديمقرطية تكون نموذجاً في تشكيل الشرق الاوسط الكبير الى التدافع من اجل تكوين حكومة انتقالية بصورة خرقاء بحلول 30 حزيران لن تكون لها سوى سلطة سياسية محدودة وتعتمد على اكثر من 130.000 جندي اجنبي.

قال مسؤول له شأن في السياسة العراقية ((لقد تحولنا من امل في حكومة قوية ذات سيادة الى حكومة بالكاد تستطيع البقاء حتى كتابة دستور جديد، لقد ضحينا بالافضل الى ما هو نفعي اكثر)).

بتزايد عدم الاستقرار، من اغتيال سياسي عراقي كبير الى عمليات الاختطاف من اجل فدية لكبار الاساتذة وابنائهم، يحذر العراقيون القريبون من المحادثات مع مبعوث الامم المتحدة الخاص الاخضر الابراهيمي من ان السياسيين أو التكنوقراط الموثوق بهم قد لا يقبلون المناصب في الحكومة العراقية الانتقالية.

قال احد المستشارين العراقين لعضو في مجلس الحكم العراقي ((أي شخص قويم الرأي سيقول: ان ما تمنحني هو مهمة مستحيلة، وضعاً لا نجاح فيه)).

الازمة الناشبة عن اساءة معاملة معتقلي ابي غريب عقدت أيضاً عملية انتقال السيادة السياسية نتيجة مخاوف العراقيين من ان أي ارتباط بحكومة انتقالية يعينها دبلوماسيو الولايات المتحدة والامم المتحدة سوف يضعف من طموحاتهم السياسية.

بعض المسؤولين العسكريين الامريكيين يساورهم القلق ايضاً من ان واشنطن ((تشذب) من هدفها الاصلي باهمالها النقاط الوامضة الكبرى في العراق قبل 30 حزيران. يقولون ان الولايات المتحدة انسحبت من الفلوجة لتسلم زمام السيطرة في المدينة الى جنرال عراقي سابق والذي يقود الان بعض المتمردين الذين قاتلتهم القوات الامريكية- ثانية بأسم ((المنفعة)). قال مسؤول امريكي كبير على اطلاع بالستراتيجية الامريكية ((ان ما نحاول فعله هو تخليص انفسنا من الفلوجة. هنالك ضغط هائل من سلطة الائتلاف المؤقتة والبيت الابيض على تقديم انتقال ناجح للسلطة الى العراقيين، وقد ثبت ان العراقيين غير متعاونين)).

في افادته، عبر وولفوفينس عن تفاؤله حول الاتجاهات العامة في العراق ((لن نحاول الادعاء بان هذا السيناريو وردي، لكننا نعتقد ان العراق يسير قدماً نحو الحكم الذاتي والدفاع الذاتي، وهذا هو مفتاح الانتصار)). لكن في ردة عن الاسئلة المتواصلة قال وولفوقيتس ان الولايات المتحدة كانت ((بطيئة)) في خلق قوات امن عراقية، وكانت قاسية جداً في سياستها في اجتثاث البعث، او حرمان عشرات الآلاف من العراقيين من الوظائف الحكومية والحياة السياسية كونهم اعضاء في حزب البعث.

كما ادرج مواطن ضعف أخرى في التخطيط، من ضمنها الاستخفاف بمرونة صدام واتباعه، قدراتهم العملياتية بعد الحرب ومصادرهم المالية. قال ولووفيتس أيضاً أنه لا يعلم عدد القوات الامريكية التي ستبقى في العراق في الـ18 شهر القادمة ((قد تكون اكثر، قد تكون أقل)) من القوات التي خططت وزارة الدفاع الاحتفاظ بها في العراق في العام 2005 هي 135 الف جندي. كما اعترف بأن السؤال كيف سيدار العراق بعد 30 حزيران لم يبت فيه بعد، مضيفاً بان المسؤولين ستكون لديهم فكرة افضل عن كيفية العمل السيادي العراقي ((عندما نعلم من سيكون نظيرنا)).

في بريطانيا، الحليف الاقوى للولايات المتحدة في العراق، اعترف جاك سترو وزير الخارجية بان الوضع في العراق اكثر سوءاً مما تنبأت به قوات التحالف. وقال في مقابلة مع BBC ((ان الصعوبات التي واجهناها كانت اكثر شمولية مما افترضناه قبل  تسعة أشهر)).

ترجمة- زهير رضوان

 

 
 
 
 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة