إنحناءة
أمام التواضع العلمي
أ.د
محمد يونس
نتمنى المبادرة
السريعة بتعلميات جديدة تتلاءم وواقعنا الحاضر وظروفنا
القاسية وتوجيه الملاك الإداري في الجامعات العراقية
لتجاوز الروتين المقيت والتخوف والتوجس من المبادرة التي
تكمن فيها مصلحة المؤسسة الجامعية والاستاذ!
لم
يتعود المواطن العراقي على خروج (الوزير) على التقليد الذي
(يحنط) السادة الوزراء وكأنهم من عالم آخر، فيكتب في
المشكلة العويصة ويطرح النداءات ويطالب الجمهور بالمساعدة
في حلها وايجاد الصيغ المناسبة للقضاء عليها ووزير التعليم
العالي بما عهدنا فيه من شجاعة علمية وثقة عالية بالنفس
وتواضع مبدئي واخرها مطالبة الجماهير والمنظمات بحماية
الأستاذ الجامعي المهدد بالاخطار من كل جانب.
"فالاستاذ" لقب علمي رفيع لا تحصل عليه الا القلة المتميزة
من التدريسيين والباحثين، الذين يفنون زهرة العمر في
التدريس والبحث والتأليف ويقدمون عصارة مجهوداتهم الفكرية
لعقود من السنين. ونجد ان الجامعات المتقدمة لا تفرط
بالاستاذ الجامعي، بغض النظر عن العمر، مادام قادراً على
العطاء، واعتادت على تكريس رعيلها الاول والتأليف والاشراف
على الدراسات العليا، في حين تكلف العناصر الشابة بالتدريس
لطلبة الدراسات والمسؤوليات الإدارية، وبذلك تتم المعادلة
العلمية بشكلها النشيط والشفاف ويتحقق التفاعل الشامل بين
الرعيل الاول من الاساتذة البارزين بتجربتهم الثرة
ونتاجاتهم المؤثرة وبين الجيل الجديد المتعطش للعلم
والخبرة، ويتمخض عن ذلك التألق والتفوق والابداع!
يتعرض الآن البعض من الرعيل الاول من الاساتذة الجامعيين
العراقيين للذبح والاغتيال والاختطاف والابتزاز، ويضطر
البعض الاخر الى مغادرة البلد تحت سوط التهديد بالموت
البشع، والغريب في الأمر والذي يستعصي على الفهم ان بعض
الدوائر الجامعية مكبلة الايدي بروتين متخلف لا يمت الى
الواقع القائم بصلة، مما يتسبب دون قصد بحرمان البلد من
الطاقات الجامعية القادمة من الخارج والمتطوعة لخدمة الوطن
والمتعرضة لابشع أنواع المخاطر.
اننا نناشد الأستاذ الدكتور سامي المظفر واركان وزارته
وملاكها المتميز ان تبث روحية التعامل الايجابي مع هذه
القضية بواقعية صادقة، وتسهيل مهمة عودة الطاقات الجامعية
وتجاوز الروتين المتخلف بجميع السبل والمبادرة الى الخطوات
الخلاقة المتطورة مادام الهدف هو مصلحة البلد والمؤسسات
الجامعية.
نتمنى المبادرة السريعة بتعلميات جديدة تتلاءم وواقعنا
الحاضر وظروفنا القاسية وتوجيه الملاك الإداري في الجامعات
العراقية لتجاوز الروتين المقيت والتخوف والتوجس من
المبادرة التي تكمن فيها مصلحة المؤسسة الجامعية والاستاذ!
|