ثقافة كوردية

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

المناضلة (صوفيا شول) وأيامها الأخيرة

متابعة جودت جالي

يعيد المخرج الألماني (مارك روتيموند) في فيلمه (صوفيا شول.. الأيام الأخيرة) الى الذاكرة الأيام الستة الأخيرة من حياة الشابة صوفيا شول بطلة المقاومة الألمانية التي كانت تنتمي الى شبكة (الوردة البيضاء) الداعية الى إسقاط الرايخ الثالث. كانت التنظيمات المعارضة قد تشكلت منذ بداية الثلاثينيات في ألمانيا على المستوى المحلي والمناطقي بشكل سري وسلمي دون وجود قيادة مركزية موحدة وذلك لما تتمتع به أجهزة السلطة النازية من قوة وسيطرة، ولكن كانت توجد تنظيمات توفر لها الانتشار النسبي كتنظيم الوردة البيضاء وأكثر عناصره من الشباب والطلبة، ولم يكن المنتمون له من فئة أو طبقة واحدة فقد كان فيهم الكاثوليك والبروتستانت والشيوعيون والاشتراكيون والمستقلون والبرجوازيون والعمال وغيرهم. تدور أحداث الفيلم مابين يومي 17 و22 شباط من عام 1943 منذ التحضير لعملية توزيع المنشورات المعادية للنازية في جامعة ميونخ وحتى اعتقال صوفيا والتحقيق معها ومحاكمتها والحكم عليها بالموت وتنفيذ هذا الحكم. مثلت دور صوفيا الممثلة (يوليا ينتيش) التي حازت عن هذا الدور على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي. تقول يوليا أنها لم تكن تعرف عن صوفيا غير ما مذكور عنها في الكتب المدرسية لكنها منحت هذه الشخصية بعد التعرف عليها من الحيوية والشجاعة والأيمان ما نفخ الروح فيها فكان تمثيلها مقنعا غاية الإقناع في تجسيد الفتاة التي انتمت لهذه الحركة السلمية المكافحة من خلال المنشورات والشعارات ضد النازية وأظهرت كيف أن صوفيا نثرت مئات المنشورات في الهواء من الطابق الثاني لجامعة ميونخ ومعها شقيقها الذي كان يحمل لها الحقيبة. ألقى الجهاز البوليسي القبض عليهما وصفاهما.
كانت وسيلة يوليا للتعرف على شخصية صوفيا (سمي طابق الجامعة الثاني باسمها بعد سقوط النازية) وتقمص شخصيتها هي قراءة يومياتها التي دأبت على كتابتها في السنوات الأربع الأخيرة من حياتها. تقول يوليا ((فتنني حبها للحياة الذي كان يتدفق من كل كلمة. رأيت صورا لها وعلي أن أعترف أني لا أشبهها. الذي منحني الإلهام هو كتاباتها وقد عكفت على استطلاع تفاصيل حياتها العائلية. كان أبوها دائم الانتقاد للنازية وقد سجن لهذا السبب، وكانت أمها شديدة التدين ولكنهما كانا يتبعان الأسلوب العصري في التعليم والتثقيف وقد منحا أولادهما كامل حرية الاختيار، وهكذا أنتمى هانز وشقيقته صوفيا لبعض الوقت عام 1933 الى الشبيبة النازية قبل أن يدركا أنهما ينتميان الى تنظيم تعبئة منحرف)). وقد سهل ليوليا الاقتراب كثيرا من فهم الأحداث محاضر التحقيق ((هذه الوثائق كانت محجورة في ألمانيا الشرقية وأصبحت ميسرة منذ التسعينيات أذ لا يكلف -الأطلاع عليها الآن أكثر من يورو واحد! لقد صورها (مارك روتيموند) وقد نفعت كاتب السيناريو (فريد برينرسدورف) وهو كاتب ومحام أيضا معتمدا على وثائق لم يسبق نشرها. لقد أبدع في رسم المواجهة بين عميل الغستابو (روبيرت مور) وصوفيا. كان الرجل الذي يمتلك خبرة 26 سنة من العمل في سلك البوليس ما أهله ليكون من أبرز الاختصاصيين النازيين في التحقيقات على وشك الاقتناع، رغم ذكائه وخبرته، بادعاءات صوفيا وإنكارها صلاتها التنظيمية لولا تعرف بواب القسم الجامعي عليها وعلى شقيقها وتخاذل هذا الشقيق. هذا التطور جعلها تواجه الموقف بجرأة وتصرح بفخر أنها تكافح من أجل الحرية وضد السلطة البربرية. عرض عليها مور فرصة لإنقاذ حياتها مقابل إفشاء أسماء أعضاء مجموعتها ولكنها رفضت ولم تتنكر لمبادئها أبدا. هكذا أعدمت صوفيا وشقيقها ورفيق لهما هو (كريستوف بروبست) الأب لثلاثة أطفال. كان عمرها 21 عاما عندما أعدمت بعد محاكمة سريعة أمام القاضي الدموي (رولاند فريسلر) الذي كان يأمر حتى بقلع أسنان المتهمين في التحقيق. تقول يوليا ((شاهدت أفلاما دعائية كثيرة يظهر فيها هذا القاضي وهو يحاكم ويدين، وأستطيع أن أقول رغم أجادة الممثل الذي مثل دوره لكنه لم يصل إلى التعبير عن القسوة التي كان المشاهد لرولاند الحقيقي يحس بها، لكن صوفيا كانت رابطة الجأش وعنيدة لأنها، ربما، كانت في سن الشباب الذي يرى فيه المرء الخير والشر ويتصف بالشجاعة والأقدام بعكس المرء الأكبر سنا حين تبدأ الشكوك تساوره في قناعاته والتردد يتحكم في تصرفاته كلما تقدم في السن)).
أن يوليا البالغة من العمر 28 عاما عضوة في فرقة (كامرشبيله) في ميونخ ومثلت في مسرحيات أنتيجون ودزدمونه وألكتره ولولو وهي لم تتخل عن نشاطها المسرحي رغم نجاحها في السينما.


(اشياء تركتها في هافانا) ومأزق المهاجرين في أسبانيا الآن
 

ترجمة واعداد
عادل العامل

تعد حياة المهاجرين الاجانب في اسبانيا، وخاصةً من افريقيا وأمريكا اللاتينية، واحدة من اهم الموضوعات التي تشغل بال السينمائيين التقدميين الأسبان الذين يعتبرون ما يلاقيه هؤلاء المهاجرون من قسوةٍ وإزدراء هناك امراً مخجلاً ويحاولون معالجته سينمائياً على النحو الذي يقلل من وطأته، في الأقل.
وهناك أفلام كثيرة في هذا الاطار خلال السنوات الاخيرة مثل "رسائل الو"، "تاكسي"، و"أشياء تركتها في هافانا".
والفلم الأخير من إخراج مانويل غوتيريز أراغون، الذي كتبه ايضاً بالتعاون مع الكاتب الكوبي سينيل باز، وقد حقق نجاحاً تجارياً في اسبانيا، ويعد كوميديا من النوع الحلو تركز على مأزق المهاجرين الكوبيين غير الشرعيين في مدريد. وتقدم أسبانيا هنا كبلد مضيف يستغل المهاجرين الذين ينتفعون بدورهم من الذين على شاكلتهم من المهاجرين.
ويظهر لنا هؤلاء مصطفين في مطار مدريد، في مشهدٍ تبدو فيه اسبانيا بلاداً أبوية التعامل تستقبل المهاجرين بطريقة تحسد عليها. وعندما تقوم نينا، وروزا، ولودميلا، وهن ثلاث أخوات جئن إلى اسبانيا من أجل حياة افضل، بتقديم وثائقهن مبتسمات للشرطي، يحذرهن بان تتقدم واحدة فقط في كل مرة، متمتماً مع نفسه: "هؤلاء الكوبيات العاهرات"! وفي تبادلٍ ما بين إيغور، وهو شاب كوبي يعيش في مدريد، والصديق القادم للتو والذي جاء للقائه في المطار، يجري تذكير المشاهد بان اخلاص اسبانيا لمستعمراتها الامريكية اللاتينية السابقة قد تراجع لفسح المجال لميثاق جديد مع اوروبا.
فيقول الصديق: "هذه ليست بلاداً أجنبية، هذه وطننا"، فيرد عليه إيغور قائلاً: "الوطن الآن عاهرة!".
وتظهر موضوعة عدم تقبل الأسبان للمهاجرين الامريكيين إلى السطح عندما تقوم عمة بطلات الفلم، وهي لاجئة رسمية، بوضع خطة للحصول على وضع قانوني لواحدة من بنات أخيها هؤلاء، وهي ان تجعل نينا تتزوج من أسباني أسمه خافيير. ويمكن لرغبة ام خافيير هذا ان تؤدي بالمرء للتفكير بأنها تتقبل الكوبيين، إلا ان هذا الظن سرعان ما يتلاشى عندما توضع شروط اتفاق ما قبل الزواج من طرف ابنة الأخ. فتصر الام على ان تتخلى نينا عن حقوقها لملكية الابن، اضافة إلى ان الأم أرادت من الزواج ان يضفي على أبنها الشاذ جنسياً محترمية عائلية اجتماعية.
ويتكرر هذا الموقف العنصري في علاقة الشاب الكوبي إيغور بمستخدمه، وهو مزور جوازات أسمه ادولفو، الذي لا يخاطب إيغور إلا بـ "الكويبي". كما يبدو اتباع أدولفو هذا، من رجال الشرطة الفاسدين الذين يحققون أرباحاً من بيع الجوازات غير القانونية، على نفس المستوى من الرغبة في اشعار ايغور بانه أجنبي. ولإسم أدولفو هذا دلالته المشيرة إلى ماضي اوروبا الفاشي، وفي الوقت نفسه إلى هويةٍ متخطية للحدود القومية، ومرغوب فيها لدى الاسبان - اوروبا الجديدة التي تتراصف بسرعة كدرع، لا ضد جيران تساكنوا معهم بسلام لقرون عدة فقط، بل وضد مهاجرين أتراك وأفارقة وعرب وغيرهم.
وهي على كل حال اسطورة أو موضع تنظر إليه العمة الكوبية على ان الاوروبيين الوحيدين فيه هم الابقار والغنم والدجاج، فالناس ما زالوا من البلاد التي ولدوا فيها، إنكليزاً وفرنسيين وألماناً وأسباناً وبلجيكيين - بلجيكيين بالذات، وهو الرمز الشفوي للهوية المتخطية للقوميات التي يتبناها الأسبان، كما يظن.


محاضرة في البصرة حول السيناريو السينمائي
 

البصرة / عبد الحسين الغراوي
ضمن النشاط الثقافي والادبي الاسبوعي لاتحاد ادباء البصرة القى يوم الجمعة 17 / 3 / 2006 الكاتب والاديب قاسم علوان محاضرة بعنوان (السيناريو السينمائي). قدمه للمثقفين والادباء والحاضرين الناقد المسرحي المعروف حميد عبد المجيد مال الله. الذي تحدث عن عالم السينما موضحاً: ان لعالم السينما نظماً دلالية اساسية واخرى مكملة واضافية تضع الباحث امام العديد من تلك النظم، وابرز ما ترجم كتاب (السيناريو) لمؤلفه سد فيلد ترجمة الراحل سامي محمد، وكتب المخرج صلاح ابو سيف مؤلفه (كيف تكتب السيناريو) كما نشرت مجلات سينمائية العديد من السيناريوهات ابرزها العصر الحديث لشارلي شابلن و(الاضراب) لسيرجي ازنشتاين، وكلب اندلسي لبونويل وسلفادور دالي ويوم (طفا السمك ميتاً) لميشيل كاكو بانيين. واشار الناقد حميد مجيد مال الله متسائلاً:
ما هو السيناريو؟ اهو دليل الفيلم ام خطوطه العريضة؟
-اهو الخطة ام مخطط العمل؟ أم سلسلة مشاهد حوارية؟ أم توصيف؟ أم صور على الورق؟ أم مجموعة افكار؟ أم حلم في افق كامل. ما السيناريو اذاً؟ يقول سيد فيلد
-(انه مثل الاسم في علم النحو يطلق على شخص أو اشخاص في مكان أو مكتبة وهو يؤدي دوره، وكل السيناريوهات تتقيد بهذا المبدأ الاساسي).
ثم قدم زميله قاسم علوان - لعله يجد في محاضرته ما هو جديد في قراءة للسيناريو وهو يعبر الالفية الثانية بثوراتها التقنية المتسارعة وفوضاها الاجتماعية الغرائبية.
ثم تحدث الكاتب قاسم علوان - عن اشكالية السيناريو معرفاً انه النص السينمائي في المسرح يقارب - السكربت المسرحي أي المخطط الفني - مبيناً - ان المعالجات السينمائية اطلقوا عليها سيناريوهات - وهي تشبه مراحل السكربت امام اللقطات وحركة الكاميرا - والفيلم يمر بعدة مراحل إلى ان يستكمل العمل، موضحاً: ان المقارنة بين السينما والمسرح، وان النص المسرحي هو جنس ادبي متأثر بالمسرح منذ المسرح الاغريقي الذي يكتب للعرض فقط، في حين يرى قاسم علوان في محاضرته - ان النص السينمائي ليس جنساً ادبياً - وان كاتب السيناريو يبدأ بوصف المشاهد، ومنذ العشرينيات السينما تعكزت على الروايات التي تم تحويلها إلى اعمال سينمائية، معطياً مثلاً لعدد من الافلام منها (الآمال الكبيرة) و(دكتور زيفاكو) و(الحرب والسلام) التي التزمت بالنصوص الادبية - حيث تبلورت لغة سينمائية مستقلة كما وصفها الكاتب قاسم علوان عن آليات الادب بهدف التخلص من الاساليب الادبية في السينما.
موضوع السيناريو السينمائي الذي جاء في محاضرة الكاتب قاسم علوان اثار جدلاً واسعاً ومداخلات كثيرة من قبل الحاضرين الذي استمعوا إلى محاضرته - فالشاعر كاظم الحجاج - وجد ان تركيز النص المسرحي على الحوار والمسرح يحتاج إلى السكربت باعتباره المخطط الاساسي للعمل المسرحي وهو الذي يضبط الحركة ويحرك آليات العمل المسرحي.
في حين رأى القاص محمود عبد الوهاب - ان السكربت والسينما والمشاهد يمكن ان يكون الكتابة في الصورة. وتساءل - ان السكربت لا يعني المشهدية الاشكالية في العلاقة بين المؤلف والمخرج والسياسي وكيف يتحول النص الادبي إلى نص سينمائي.
اما القاص مجيد جاسم العلي رئيس اتحاد ادباء البصرة فقال:
-السيناريو السينمائي خاضع لعملية الصناعة والتقنيات الحديثة كما ان السيناريو الادبي يعتمد على الورقة والذات. وان السيناريو السينمائي تترجمه التقنيات الحديثة والسيناريو هو جنس جديد... وقد شارك العديد من ادباء ومثقفي البصرة في مداخلاتهم النقاشية حول موضوع السيناريو السينمائي الذي يؤدي وظيفة فنية مهمة في الاعمال السينمائية والمسرحية على حد سواء.


أحمد مختار في مهرجان الافلام الوثائقية العراقي
 

في يوم افتتاح مهرجان الافلام الوثائقية العراقي وعلى القاعة الكبيرة لمركز الدراسات الشرقية و الافريقية جامعة لندن سيحيي الموسيقار احمد مختار امسية على العود المنفرد يقدم خلالها اهم مقطوعاته و بعضاً من مؤلفاته الموسيقية التي وضعها للأفلام و المسرحيات و منها الاعمال الموسيقية لمسرحية حكاية جندي العراقية البريطانية التي لاقت شهرة كبيرة. يعد مختار من ابرز العازفين على العود ويولي اهتماماً كبيراً للتأليف السينمائي و المسرحي الذي ظهر في اعماله الموسيقية بشكل متميز في السنوات الاخيرة.
اما مؤسسة مريا المنظمة للمهرجان و التي تأسست في منتصف عام 2005 فهي تحاول ومن خلال هذا المهرجان ان تعكس الصورة الثقافية العراقية و الواقع العراقي السينمائي، خصوصا في ظل الاوضاع و المتغيرات التي يشهدها العراق اليوم. سيشترك العديد من المخرجين العراقيين في هذا المهرجان منهم هادي ماهود و حيدر ظافر، و كذلك مخرجون لهم تجربتهم الطويلة خارج العراق و منهم ميسون الباججي، وقاسم عبد و قتيبة الجنابي و محمد توفيق و ليث عبد الامير.
ما يميز هذا المهرجان انه الاول من نوعه للأفلام العراقية و الوثائقية في لندن و ان معظم الافلام التي ستعرض هي افلام حديثة تم تصويرها مؤخراً، وتحمل وصفا وسردا لفترة ما بعد سقوط النظام و سيشهد هذه المهرجان الكثير من الافلام التي تعرض لاول مرة.
سيبدأ المهرجان في 6/5 و الى غاية 10/5 و سيعرض اكثر من 10 افلام، كما سيحظى بحضور و مشاركة نقاد و مخرجين من بريطانيا و اوربا ومنهم البريطاني اندرو ستيغل مخرج مسرحية حكاية جندي الذي زار العراق مرات عديدة و اطلع على الكثيرمن التجارب السينمائية و المسرحية العراقية، والمخرجة العراقية البريطانية ميسون الباججي التي قدمت العديد من الاعمال السينمائية البريطانية.
وفي يوم الافتتاح ايضا سيعرض فيلم (أغاني الرجال المفقودين) للمخرج ليث عبد الامير، و هو اخر أعماله التي انتجها في فرنسا يتحدث عن النزعة الاجتماعية في العراق من خلال رحلة تمتد من اهوار العراق في الجنوب الى جباله في كردستان، و هو فيلم رائع التصوير دقيق التفاصيل كما وصفه بعض النقاد.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة