روسيا
تلعب دورا مزدوجا بين ايران واسرائيل ..
غيوم
الحرب
بقلم/ روزا برووكز
ترجمة/ مروة وضاء
عن/ لوس انجلس تايمز
يمكن
للعبة روسيا المزدوجة مع ايران واسرائيل ان تفجر النزاع في
الشرق الاوسط, بسهولة، وذلك له عواقبه الوخيمة على
الولايات المتحدة
دعوني اخبركم عن
الحرب القادمة.
سوف تبدا اسرع مما تظنون - في وقت بين اليوم وايلول القادم.
وسوف تسرعها صفقة ال700 مليون دولار الروسية لبيع أنظمة
صواريخ دفاع جوية لايران.
ستبدأ هذه الحرب بين ايران واسرائيل. ومع ذلك فقبل ان
تنتهي ستجر الشرق الاوسط باكمله الى الهاوية مع انسحاب
الولايات المتحدة تاركة ميراثا من عدم الاستقرار سيستمر
لاجيال قادمة وسيقضي على قرن السيادة الامريكية نهائيا.
ومع كل هذه المخاطر يبدو ان الولايات المتحدة بالكاد تلاحظ
الخطر الذي تجلبه صفقة الصواريخ الروسية رغم وضوح المؤشرات
لمن يريد قراءتها.
وفي حين يتصاعد الضغط الدولي حول برنامج ايران النووي،
يتزايد العداء الايراني ضد الولايات المتحدة واسرائيل بشكل
كبير. فقد صرح الرئيس الايراني محمد احمدىنجاد " ان
اسرائيل نظام زائف ولا يمكن استمراره" وحذر زعيم ايران
الأعلى اية اللة علي خامنئي الاربعاء " اذا ما خاطرت
الولايات المتحدة بأي عدوان ضد ايران، فان ايران ستدمر
مصالح الولايات المتحدة حول العالم".
وبدورها صعدت اسرائيل من حدة المواقف الكلامية. حيث كرر
رئيس الوزراء ايهود اولمرت تصميم اسرائيل على " ضمان عدم
حصول احد على القابلية او القوة لارتكاب اي عدوان ضدنا".
هذا وحده يجب ان يجعل اي مراقب ان يصاب بالذعر. ففي حزيران
1981 قامت اسرائيل بضربة جوية من طرف واحد ضد المفاعل
النووي قرب بغداد . الا ان مراكز ايران النووية متفرقة
ومخفية بصورة جيدة. مما يجعل من الضربة الاسرائيلية
الوقائية اصعب بكثير هذه المرة. لكن ما من سبب يدعونا للشك
في رغبة اسرائيل في المحاولة.
بالطبع ليس هناك دليل قوي على ان ايران تمتلك قابليات
نووية هجومية. وحتى الضربة العسكرية الناجحة على ايران
ستعتبر خطوة تحمل مقداراً من الخطورة على اسرائيل. وستشعل
فتيل عدم الاستقرار في المنطقة باسرها. ومع غياب التدخل
الخارجي فاسرائيل لديها الحافز الكبير لتنتظر وترى ما إذا
يمكن ايجاد حل دبلوماسي.
لكن الصفقة الروسية على وشك ان تنهي الحافز الاسرائيلي
لمتابعة الحل السلمي الدبلوماسي.
يستمر القادة الروس بتكرار البديهيات المعتادة حول
الديمقراطية والتعاون الدولي. لكن روسيا في الحقيقة تلعب
دورا مزدوجا معقدا. فقد اطلقت قمرا صناعيا ليتجسس على
مراكز ايران النووية لحساب اسرائيل. وفي اليوم نفسة اكد
الزعماء الروس معارضتهم لجهود مجلس الامن بفرض العقوبات ضد
ايران ونيتهم في الاستمرار بالبيع المربح لانظمة صواريخ
الدفاع الجوي من نوع 29 تور ام. 1 .
اعلن نيقولاي سباسكي نائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي "لايمكن
لاي ظروف ان تقف في طريق التزامنا بالتعاون العسكري مع
ايران".
ان حيازة ايران صواريخ تور بالاضافة الى مواقعها النووية
يغير حسابات التفاضل والتكامل في الشرق الاوسط بشكل مأساوي،
ويزيد من خطورة الحرب في المنطقة بشكل صريح. فحال وصول
الصواريخ الجوية ستصبح القوة الدفاعية الجوية الايرانية
متمكنة بشكل كبير، وستفقد اسرائيل اية قدرة تمتلكها اليوم
لتدمير القدرات النووية الايرانية.
فالساعة تدق بالنسبة لاسرائيل. فأي امل بنجاح الضربة
الاسرائيلية ضد ايران يجب ان يحدث قبل ايلول القادم. وذلك
قبل اكتمال صفقة الصواريخ.
وفي احسن الاحوال ان النزاع بين اسرائيل وايران (الذي
ستنتج عنه اصابات في صفوف المدنين) سيزيد العداء ضد
اسرائيل في العالم الاسلامي مع عواقب زيادة الارهاب ضد
اسرائيل والولايات المتحدة، مساعد اسرائيل الرئيس. وفي
اسوأ الاحوال، اذا ما جرت الولايات المتحدة الى النزاع
بصورة مباشرة، فيمكن للشرق الاوسط باكملة ان ينفجر وستزداد
الهجمات الارهابية حول العالم وستدمر القوات الامريكية
المرهقة اصلا بشدة وسيختفي تاثير الولايات المتحدة العالمي
ربما الى الابد.
اذن ماالذي على روسيا فعله ؟ يعتقد المحلل السياسي الروسي
اندري بوينتكوفيسكي أن مسؤولي النفط والغاز الروسي لن
يذرفوا دمعة واحدة على حرب تقع في الشرق الاوسط خاصة اذا
كانت حرب تتورط فيها الولايات المتحدة وتبقي اسعار النفط
مرتفعة.
رغم ذلك قد لايكون الوقت قد فات لتفادي حرب جديدة في الشرق
الاوسط. فتهديد هادئ لكنه صارم بمقاطعة قمة الثماني في
تموز في سانبترسبيرغ قد يلهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
بتجميد نقل الصواريخ. ووعد بتسهيل دخول روسيا الى منظمات
التجارة العالمية قد يكسب رضا مسؤولي النفط والغاز الروسي.
فتجميد صفقة الصواريخ سيوفر وقتا ضروريا لايجاد حل
دبلوماسي لمأزق البرنامج النووي الايراني.
لسوء الحظ تبدو ادارة بوش غافلة عن ذلك كله ومشغولة جدا
بالعراق وبأرتفاع اسعار النفط صارفة النظر عن الاصوات
المطالبة بتكريس الانتياه الى اذى روسيا الكارثي المحدق.
في هذه الأثناء الساعة تَدق.
|