صيادون في
بحيرة الثرثار:
أزلام صدام أغرقوا زوارقنا وقتلوا بعضنا ومنعونا من الصيد
..
طائرة هليكوبتر تحمل
اثنين من الصيادين وترميهما وسط البحيرة وهما مقيدان
ليختنقا إلى الأبد!
محمود علوان
هي أكبر بحيرة صناعية في
العراق استغلت منخفض الثرثاء ليستغلها زبانية النظام
المباد وعائلته لبناء المنتجعات والاستراحات الخاصة ودعوها
ارض الأحلام. لقد حرم على الصيادين من اصحاب المهنة الصيد
في هذه البحيرة تحت طائلة القتل وقد راح عدد من الصيادين
ضحايا رصاص طائرات الهليكوبتر التي كانت تحوم فوق البحيرة
لمراقبة اولئك الصيادين.
لكن ذلك لم يمنع حرس
البحيرة التابعين للنظام المباد من عقد اتفاقات مع عدد من
الطارئين على الصيد وعلى المهنة والسماح لهم بالصيد في
مناطق محددة قريبة من ارض الاحلام التي حرم الصيد فيها وهي
المنطقة التي تكثر فيها الاسماك ويكبر حجمها بسبب كثرة
العلف الذي يرمى فيها وتتم قسمة عائد الصيد بين الحراس
وهؤلاء الصيادين. .
في احدى المرات زار صدام البحيرة فشاهد زوارق هؤلاء مركونة
على احدى الضفاف، فاصدر اوامره باطلاق الرصاص عليهم واغراق
زوارقهم. وبعد دقائق كما يقول الصياد رماح شادي داهمتنا
طائرات الهيلوكوبتر وافواج الطوارئ لتقتل من تقتل وتغرق
الزوارق ولتحرق كرفانات الاقامة وتدمر ادوات الصيد والشباك.
ويضيف رماح انه على الرغم من عملي على بعد 65 كيلو متراً
من ارض الاحلام فقد احرقوا لي شباكي ودمروا عدة صيدي التي
كانت قيمتها يومها حوالي 56 مليون دينار وكذلك عدة شقيقي
هاشم وتزيد قيمتها على 50 مليون دينار.
ويقول فاضل السامرائي ان اكثر من 20 صياداً راح ضحية
عمليات المداهمة وحراسة ارض الاحلام برغم انهم كانوا
بعيدين عنها، ولم نستطع العودة الى العمل إلا بعد مفاوضات
عقدتها الجمعيات التعاونية التي نؤجر (كاراتنا) منها بعد
ان تعهد جميع الصيادين بعدم الاقتراب من ارض الاحلام وعلى
اساس تلك الوعود عدنا لمزاولة اعمالنا ولكننا فوجئنا بعلي
الكيمياوي وقد عاد لمداهمتنا قبيل انبلاج فجر اليوم التالي
بالطائرات وافواج الطوارئ وشرطة محافظة صلاح الدين وبعد ان
سرقوا معدات صيدنا واثاثنا افرغوا وقود محركات زوارقنا على
الزوارق والساحبات والاثاث والمعدات واحرقوها امامنا ثم
اعتقلونا.
ويقول الصياد رماح شاوي انهم اعتقلوا اشقاءه واحرقوا له
ثلاث ساحبات وزورق فايبر كلاس سعره يقرب من مليون دينار.
ويقول احد الصيادين ان عدة الصيد غالية جدا ولم تقل خسائر
الكاز الواحد عن 50 مليون دينار في كل مداهمة ويضيف انه
يتذكر ذهاب 20 صيادا ضحية المداهمة بالطائرات التي اغرقت
زوارقهم في عرض البحيرة وعلى ضفافها دون ان يتمكن احد من
مساعدتهم على النجاة.
ويضيف صياد آخر، ثم عدنا الى عملنا بموجب الكتاب المرقم
5241 الصادر عن ديوان الرئاسة ووزارة الزراعة لتداهمنا
مفارز الشرطة والطوارئ واعضاء الحزب وفي الوقت نفسه هاجمت
الطائرات السمتية السيارة المرقمة 2226 صلاح الدين وقتل
سائقها وبعد ان اعتقلوا العشرات ووضعوهم في السمتية القوا
باثنين منهم في البحيرة من ارتفاع عال ولم تسمح لنا قوة
الطوارئ بانقاذهما برغم كل توسلاتنا.
ويضيف صياد آخر قصة احد الصيادين وكان يقف على قطعة فلين
في البحيرة ليعالج احدى شباكه عندما جرت مداهمة جديدة
واخذوا يطلقون الرصاص فوق رأس هذا الصياد ثم امروه ان يعبر
اليهم سباحة والا قتلوه واخبرهم انه لا يجيد السباحة
وعندها استمروا باطلاق النار عليه عندها نزل الى الماء
وغرق فعلا فلم يكن يجيد السباحة.
وبعد سقوط النظام استولى الصيادون على ارض الاحلام
واستوطنها بعضهم ومع ذلك يقول بعضهم انهم مازالوا خائفين
من المجهول وان عدة مسلحين غامضين حاولوا التصدي لهم
ومنعهم من الصيد في هذه المنطقة التي هي فعلاً ارض الاحلام
كما يسميها الصيادون بسبب القصور والمنتجعات والاستراحات
والشاليهات التي بنيت فيها.
ويقول الدليل السياحي في المنطقة ان صدام بنى لنفسه واحة
في اجواء بدوية زودها بخيمة صناعية لا يقضي فيها سوى
سويعات قليلة، هذا فضلا عن حقول تربية الغزلان التي تغطي
الاف الهكتارات من الارض المجاورة لحدائق ارض الاحلام وهنا
اثار ورش صناعية للصيانة ومعمل للثلج فضلا عن عشرات القصور
ومئات الشاليهات والشقق السكنية للتبع والحاشية.
ويقول الصيادون انهم بحاجة الى ان يعاد تنظيم وضعهم فقد
كانت وزارة الزراعة توفر لهم معدات الصيد باسعار مدعومة
عبر جمعياتهم التعاونية ولم يعد هذا قائما كما انهم كانوا
يتقاضون راتباً شهريا مقداره 100 الف دينار في موسم تكاثر
الاسماك ومنع صيدها وقد توقف هذا الدعم عام 1993 وارتبكت
احوال الصيادين منذ ذلك الحين فقد تحولوا الى دافعي اتاوات
في اعياد ميلاد الرئيس المخلوع لتبليط الشوارع والانارة
ورسم الجداريات، ويقول بعض الصيادين انهم عادوا الى
الاساليب البدائية في الصيد بعد ان خسروا عدة صيدهم وهم
بانتظار ان تنظر وزارة الزراعة في امرهم وان تساعدهم على
اجتياز محنتهم وان تنظم اوضاع الصيد في البحيرة على اسس
موضوعية تكفل للجميع حقوقهم وتضمن لهم الرزق الحلال المباح.
|