مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

جورج بوش و توني بلير- محور الضعف .. الشراكة التي شغلت العالم هي الان في طريقها الى الافول

ترجمة :فاروق السعد

عن: الايكونومست

لقد كانا رفاق درب استثنائيين، المحامي البريطاني ذو اللسان الفضي و المتشدق الجمهوري ابن تكساس. و لكن الشراكة بين توني بلير و جورج بوش شكلت احداث العالم منذ هجمات 11 ايلول. و خلال العام الماضي، على اية حال، حولت، الكوارث في العراق و المشاكل في الداخل كلا القائدين من صقور محلقة الى بطتين كسيحتين. فلقد انخفضت شعبية السيد بوش هذا الاسبوع الى 31% حسب استطلاعات الراي؛ ويواجه حزبه هزيمة واحتمال خسارة احد مجلسي الكونجرس او كليهما في انتخابات تشرين الثاني النصفية . وفي نفس الوقت، في داخل بريطانيا، يريد الكثير من حزب العمال، الذي اعاد صياغته السيد بلير وقاده خلال ثلاثة انتصارات انتخابية متلاحقة، من قام بانقاذه ان يحزم امتعته ويستقيل واستبداله بغورن براون. لن يغادر اي منهما حالا. فالسيد بلير قد يمكث لعام اخر. ورغم انه بطة عرجاء و فاقد للشعبية، فان السيد بوش سيبقى في المنصب لغاية كانون الثاني 2009. كما قد لا يكون المسار كله متعثرا: ان اخفاقات الديمقراطيين قد تسمح للجمهوريين بالتقدم بتثاقل الى المجلس في الانتخابات النصفية. و لكنه من الواضح بان مرحلة المشاركة اقتربت من نهايتها. و مهما طالت فترة بقائهما في السلطة، الا ان الثقة بالنفس و الشراكة السياسية التي غالبا ما يعتقدان بانها متفوقة على غيرها و التي قامت بتشكيل الرد العسكري الغربي على القاعدة و ادت الى اجتياح افغانستان و العراق هي الان في حالة ترنح. فماذ ا يعني هذا بالنسبة الى العالم الاوسع؟ لنتذكر اولا بان تلك المشاركة ليست تزاوجا بين نظيرين متساويين. فمساهمة بريطانيا في الحرب على الارهاب المادية اصغر مما هي في الجانب الرمزي. و بعد 11 ايلول لم يكن السيد بوش بحاجة الى السيد بلير لغرض حشد التاييد الداخلي و القوة العسكرية التي كان بحاجة اليها لغزو افغانستان والعراق. و لكن الرئيس وجد في السيد بلير مسوقا سياسيا رفيعا وحليفا يعتمد عليه وذا صوت محترم في داخل مجلس الامن و الاتحاد الاوربي. و الاهم من ذلك، كان السيد بلير مصدقا بحق، ينضح ايمانا. لقد ربط نفسه بالسيد بوش استنادا الى المبادئ، و ليس استنادا الى غريزة بعض البريطانيين القائمة على التمسك بجلابيب القوة العظمى. ومنذ البدء، كان يؤمن برد قوي على الارهاب و بالحاجة الى تخليص العراق من صدام حسين . و كسياسي"تقدمي" من يسار الوسط، الذي ساير بل كلنتون بشكل جيد ايضا، وصل السيد بلير الى مستمعين في اجزاء من العالم، و في امريكا، لم يتمكن السيد بوش من الوصول اليهم. وبما ان بريطانيا شريك صغير الى هذا الحد، فلا ضعف السيد بلير الحديث و لا احتمال اخراجه من الداوونغ ستريت سيكون له اي اثر مباشر على سلوك امريكا في العالم. لم يبد السيد براون لغاية هذه اللحظة الا القليل من الدلائل على اعتقاده بسياسة خارجية بعيدة عن حقيقة كونه كثير الشك باوربا كثيرالميل لامريكا. وسوف تستمر بريطانيا في عهده بتقييم علاقاتها بالتحالف مع ما وراء الاطلسي، ليس اقلها لان الاتحاد الاوربي هو في حالة من الارباك منذ رفض الناخبين الدستور الجديد و لم يعد يسلط الكثير من الشد في الاتجاه المعاكس. ان الجدول الزمني لسحب القوة البريطانية الصغيرة من جنوب العراق، والتزام بريطانيا بقوات حفظ السلام و معارضتها برنامج ايران النووي سوف وبحكم المؤكد لا تتغير. وحتى عند فقدان السيد بلير السلطة في الداخل- وعند تركه المنصب في النهاية- سيشعر السيد بوش بخسارة ليست خسارة حليف قوي فحسب بفقدان شخص ذي ميول مشابهة. ان تزايد فقدان الصداقات في الداخل سيواكبه وحدة تدريجية في الخارج. و اخيرا وجد الرئيس صديقا اوربيا جديدا في انجيلا ميركل. ان مستشارة المانيا هي اقرب الى طريقة بوش في التفكير مما كان عليه سلفها، غيرهارد شرويدر. فقد كانت جديرة بالثناء، على سبيل المثال، حول برنامج ايران النووي و تهديداتها ضد اسرائيل( رغم انها كانت واهنة في موقفها تجاه فلاديمير بوتن الذي اصبح متسلطا بشكل متزايد على روسيا). و لكن العديد من حلفاء السيد بوش الاجانب، مثل خوزيه ماريا اثنار في اسبانيا و سلفيو برلسكوني في ايطاليا، قد فقدوا مناصبهم. و لم يعقد اي من اولئك الحلفاء راوبط على هذه الدرجة من القوة كتلك التي اقامها السيد بلير. وعندما يحين الوقت بالنسبة الى السيد بوش ليكافح بدون شقيقه الفريد و مؤتمن اسراره، فقد لا تكون القوات البريطانية، والنصح الاستخباراتي او اصوات مجلس الامن هي ما يفقده بشكل ابرز بل النمط السيكولوجي للتشجيع المتبادل: فكل واحد منهما كان يشكل تعزيزا لمعتقد الاخر بسلامة قناعاته.
شبح الثلاثينيات الطويل
ان حقيقة كون رئيس الوزراء والرئيس قد قدما من نهايات متضادة للسياسة قد جعلت من هذا النموذج اكثر منعة. ان ما يشتركان به قد كان ردود الفعل الغريزية على الهجوم على برجي التجارة وكل ما اعقبه. وكلاهما يمتلكان اخلاقا مسيحية قوية. وكلاهما ينظران الى الارهاب الجهادي والانتشار النووي باعتبارهما مخاطر مشابهة لتلك التي كان يمثلها هتلر في الثلاثينيات. و كلاهما يعتبران بان من واجبهما ان ينهضا مثل تشرشل امام التحدي. و لكن جزءاً من وجهات نظر بلير حول العالم هي ان الازمنة البائسة تتطلب اجراءات بائسة. وحتى قبل 11 ايلول، كان السيد بلير يستشهد برواندا و كوسوفو كتبرير لعقيدة التدخل الليبرالي حيث تمتلك القوى العظمى طبقا لهذه العقيدة واجبا في استخدام القوة لغرض تحقيق غايات نبيلة بدون موافقة الامم المتحدة. في 12 ايلول ارسل رئيس الوزراء مذكرة من خمس صفحات تعد بالمساعدة في غزو افغانستان. ان رئيس الوزراء هذا هو قريب من اي قائد بريطاني لحزب العمال يمكن ان ياتي ليصبح من محافظي امريكا الجدد. وبما ان السيد بلير قد وهن راسماله السياسي واصبح هزيلا، فان السيد بوش سيجد من الصعب الثقة بمواهبه الذاتية، ناهيك عن الوقفة التشرشلية لمواجهة التحديات في السنتين والنصف المتبقية من فترته الرئاسية. ان نقاد الشراكة الاستثنائية- اولئك الذين يعتقدون بان السيد بوش والسيد بلير قد بالغا في رد فعليهما على 11 ايلول، وفي غزو العراق، وداسا باقدامهم على القانون والحريات واشعلا ذات الصراع الديني الذي كان اسامة بن لادن حريصا جدا على اثارته- سوف يبتهجون. في عالم ذات قوة عظمى وحيدة، كما يقول البعض، يكون الناس اكثر امنا عندما يكون الرئيس اضعف من ان يقوم بمغامرات خارجية. انهم مخطئون. ليس من شك بان السيد بوش قد ارتكب اخطاء كبيرة في السياسة الخارجية. لقد تلاعب بالمعلومات الاستخبارية قبيل الحرب حول العراق، و فشل في انجاز الواجب بعدها، وخان مبادئ امريكا ذاتها في غوانتانامو وابو غريب، تجاهل طلبات السيد بلير في استئناف دبلوماسية احلال السلام في فلسطين. ولكن امريكا غير قادرة على اصلاح اي من تلك الاخطاء عن طريق طي خيمها والانكماش في عزلة داخلية. بل على العكس، كان السيد بوش محقا بصورة عامة. تنبع حالات فشله الرئيسة من التنفيذ غير الكفوء. وما هو مطلوب عندما تنتهي فترة رئاسة بوش هو رئيس ليس اقل التزاما بممارسة قوة امريكا عندما يكون الامر ضروريا، و ليس اقل منه رغبة في مواجهة التهديدات الخارجية. ربما سيكون هذا جون مكاين او هيلاري كلنتون. و لكن في نفس الوقت، لن ينتظر العالم. فمهما بلغ ضعفه في الداخل، الا ان السيد بوش مازال امامه واجبات في الخارج. فيجب عليه ان يضمن بان امريكا لن تخرج من العراق قبل ان تكون امام الحكومة المنتخبة فرصة لتقف على رجليها. و يجب عليه ان يتمسك بموقفه ضد امتلاك ايران السلاح النووي. و هو بحاجة الى ان يدفع بقوة اكبر باتجاه بناء دولة فلسطينية مستقلة، الاستمرار في محاربة القاعدة، مقاومة محاولات روسيا تخويف جاراتها و مساعدة امريكا في التوصل الى تفاهم مع الصين الصاعدة. و ان كان حكيما، سيعمل اصعب من ذي قبل لتجنيد حلفاء لهذه الاهداف، حتى و ان توجب على امريكا احيانا ان تتصرف بمفردها. و لكنها ستكون اشد صعوبة و اشد عزلة بدون توني بلير الموثوق بجانبه.


العراق مهد الكلمة المكتوبة

*بقلم : نيكولاس أ. باسبينس .
ترجمة : هاجر العاني .

عن:الكريستيان ساينس مونيتور


*نيكولاس أ. باسبينس هو مؤلف خمسة كتب عن الكتب ، وأحدثها " لكل كتاب قارئه .. قوة الكلمة المطبوعة في تحريض العالم " ، وهو يخطط للتوجه في رحلة يعود فيها الى العراق في وقت لاحق من هذا العام لزيارة مواقع آثارية أخرى .

عندما أطل ألآثاري البريطاني ليونارد وولي على هذا الامتداد الكالح من الصحراء قرب نهر الفرات في عام 1921 ، حكم على المنظر الطبيعي بأنه " قفر من رمال عديمة الجدوى " ، لكن ذلك كان قبل أن يبدأ سلسلة تنقيبات كشفت خلال 13 عاماً النقاب عن (1850) قبراً حيث العشرات منها هي عبارة عن حجرات ملكية تحتوي على ثروة من النتاج البشري الذي يعود إلى خمسة آلاف سنة أي أقدم بآلاف السنين من الأدوات التي وجدت في قبر توت عنخ آمون في مصر .
وفيما كان المستر وولي يعمل وفق حس باطني فيما يتعلق بموقع المدينة أسفل مجموعة روابي في المنطقة الجنوبية من بلاد ما بين النهرين قرب مدينة الناصرية
وفيما ألهمته قصة النبي ابراهيم (ع) الذي قيل عنه أنه ولد في مكان يسمى أور الكلدانيين - كشفت جهود المستر وولي عن أبنية كانت قد مكثت في الخفاء منذ حوالي عام 500 ق.م. حينما هـُـجـِـر سهل الطوفان الذي كان خصباً قبل ذلك الحين .
وأبرز ميزة هنا اليوم هي هرم ذو مصاطب من الآجر الطيني يـُـعرَ ف بالزقورة ، تم بناؤها اجلالاً لإله القمر نانا حوالي عام 2100 ق.م. وهي أفضل الزقورات احتفاظاً بقوامها في الشرق الأدنى وكانت أول المعالم التي لاحظتها أثناء طيراني الى قاعدة طليطلة الجوية .
وسبب رحلتي الى هذه البقعة الأسطورية هو زيارة كنت قد قمت بها في اليوم السابق لذلك اليوم الى معسكر أناكودا في بلد ، وهو مستودع ضخم للذخيرة والمعدات العسكرية وقاعدة جوية شمال بغداد يشكل أهمية للجهد العسكري في العراق .
لقد كتبت بشكل واسع حول أوجه متنوعة من ثقافة الكتاب وكنت قد دعيت لإلقاء كلمة بمناسبة إهداء مكتبة مجهزة بكتب جمعتها وتبرعت بها مجموعة من المحاربين القدامى في الجيش الأمريكي الذين أدّوا خدمة مماثلة في ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وثمة سبب وحيد جعلني أوافق على إلقاء الكلمة وهو أنهم كانوا سيسمحون لي بزيارة أور والتي يقول عنها بعض العلماء أنها أول مدينة في العالم، وحيث بدأ تطور الكتابة كما نعلم ، ومن الجائز أنه قد تم هنا أيضاً نظم أول نص أدبي للجنس البشري وهو " ملحمة جلجامش " ، وأقدم نص باق لهذا الاثر الادبي قد عـُـثر عليه في أور وربما كان هنا كذلك موقع أول مكتبات العالم، وهنا كانت ثمة فرصة للمس الماضي بطرق كنت قد ظننتها مستحيلة في عالم اليوم سريع الاستثارة.
وعلى الرغم من كل تأريخ أور فأنها تمثل موقعاً آثارياً واحداً فقط من بين ( 10000) موقع آخر تقدّر الأمم المتحدة وجودها في عموم العراق والمعرضة لخطر جسيم من تخريبات الحرب والنهب، ولأن أور تقع ضمن محيط قاعدة عسكرية محمية حماية كثيفة فأنها تخلو بشكل لافت للنظر من الفوضى والقتل الذي استحوذ على بقية أرجاء العراق ، غير أن الوصول الى هناك ما زال صعبا، فقد كنت المدني الوحيد في الموقع في يوم زيارتي والمرتاد الوحيد الذي لا يحمل سلاحاً
وهي عوامل التذكير اللطيفة التي تذكرنا بأننا في منطقة معارك .
أما بعض أروع مواقع المجمـَّـع البالغة مساحته (480000) متر مربع
وأبرزها منحدر طويل الى قبر الملكة بوابي حيث دُفـِـن الجنود والمرافقون أحياء مع سيدتهم عام 2500 ق.م. تقريباً والبيت ذو الـ 24 حجرة المسمى بحزن بيت ابراهيم فقد لفت نظري اليها ضيف محسن ، وهو وكيل مشرف من الجيل الثالث المتوارثين لهذا العمل، والذي أصبح الى حد ما من المشاهير بين الصحفيين الزائرين للمنطقة .
ومدى روعة النتاجات البشرية التي عثر عليها وولي كان قد تم إظهاره في " كنوز من القبور الملكية في أور " وهو معرض أقامته جامعة بنسلفانيا عام 1998 والذي طاف في 11 متحفاً في الولايات المتحدة ، ومن بين المعروضات كان هناك ذهب وفضة وأواني كالسيت* منقوشة ، بالإضافة الى أسلحة وأدوات ومجوهرات ومجموعة تماثيل وآلات موسيقية وألعاب أطفال وألواح مسمارية .
ورغم أنه لم يبق أي من هذه المواد في أور اليوم ، إلا أنه قد تم اكتشاف (20%) من المنطقة بالكامل ، مما حث المستر محسن على القول أن عدة آلاف من مواد أخرى ، بضمنها نصوص هامة من العصور السحيقة في القدم ، تبقى غير مكتـَـشـَـفة ، وفي الواقع بعد 11 يوماً من زيارتي أوردت مجموعة آثاريين إيطاليين في تقرير لهم العثور على بعض الألواح المنقوشة بالكتابة ومن الجائز أنها من مكتبة قديمة على الأرض المجاورة .
ولم يقع اكتشاف كهذا لي ، رغم أن محسن أشار الي وسمح لي بلمس بضعة آجرات تحمل علامات أبجديات قديمة
مما كان أمراً مثيراً بما فيه الكفاية ، ووسط إعجابي بهذه الكتابات الموجودة في مواقعها الأصلية ذ ُ كـِّـرت بتعليق أبداه المؤرخ الاسكتلندي جون هيل بورتون في القرن التاسع عشر ومفاده أن المكتبة الكبيرة لا يمكن بناؤها بل انها نتاج العصور .
ولا يسع المرء الا أن يأمل في أن ما نجا لمدة آلاف السنين في مهد الحضارة هذا سيـُـلهم أجيالاً من المعجبين لم يولدوا بعد


بين خطاب الضمان الايراني والعربي

*بقلم: جيوف دي. بورتر
ترجمة: مروة وضاء

عن: نيويورك تايمز

*جيف دي . بورتر مدير وكالة قسمِ مجموعةِ يورواسيا للشرق الأوسطِ وأفريقيا.

في نفس اللحظة التي تحث فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار بفرض طوق على إيران، دفعت سياساتهم تجاه قيادة السلطة الفلسطينية حماس، طهران ورام الله للتقرب من بعضيهما.. إن فرصة حدوث ذلك تثير القلق خصوصا في ظل القيادتين الفلسطينية والإيرانية الحاليتين.
في الماضي منعت الاختلافات الاثنية والطائفية الفلسطينيين والإيرانيين من تكوين علاقة فعالة. اما اليوم ومع تهديدات الرئيس الايراني محمد احمدي نجاد باستئصال شأفة إسرائيل من خلال عقيدة حماس التي تنكر حقها بالوجود. كلما تقربت ايران اكثر من السلطة الفلسطينية ازداد احتمال قيام ايران بالانتقام من أي عمل عسكري امريكي ضدها بتشجيع حماس على مهاجمة اسرائيل. ستكون الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة سعيدة بمواجهة التأثير الايراني على حماس لكنهم يواجهون عواقب هامة.
بعد فترة قصيرة من استلام حماس السلطة في اذار قامت الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي بقطع المساعدات عنها من منطلق انها الان تحكم من قبل منظمة ارهابية. مما ترك الحكومة غير قادرة على دفع رواتب 165.000موظف،مما ساهم في خلق ازمة اقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
قام مسؤولو حماس بالتوجه الى العالم العربي فورا طالبين تزويدهم بالتمويل. قدمت دول النفط والغاز كالجزائر وقطر والسعودية التزامات ووعدت الجامعة العربية في اجتماعها في اذار بالدعم المالي ايضا، لكن لم يصل الفلسطينيين أي تمويل في الواقع. وذلك لتخوف المصارف التي تتعامل مع تلك المساهمات من معارضة القانون الامريكي الذي يحذر من التورط في التعامل في تمويل المنظمات الارهابية.
كما تعهدت ايران ايضا بارسال الاموال الى الحكومة الفلسطينية بعد اجتماع عالي المستوى مع قادة حماس في سوريا. ان الالتزام الايراني يختلف عن الالتزام العربي. بالرغم من ان احمدي نجاد لا يقود سياسة إيران الخارجية إلا إن خطاباته السياسية في المناقشات يمكن إن ترغم مجلس وصاية إيران لإعطاء حماس مال اكثر بكثير من الذي ترغب الدول العربية بالمساهمة فيه.
علاوة على ذلك ان فإيران لا تأبه بالقيود الأمريكية في تمويل المنظمات الإرهابية، وتمتلك فرصة كبيرة لايصال أموالها فعلا إلى السلطة الفلسطينية, لكن العائق الوحيد هو إن المصارف الإيرانية ليس لديها مكاتب في الاراضي الفلسطينية، ولا تمتلك المصارف الفلسطينية أي تمثيل في إيران أيضا. يعتبر ذلك عائقاً تقنياً يمكن اجتيازه بسهولة من خلال استعمال المصارف الوسيطة التي يمكنها تولي إيصال الأموال الإيرانية للسلطة الفلسطينية.
صادقت الولايات المتحدة على اقتراح اوربي بتأسيس صندوق لتحويل المساعدات الى الضفة الغربية وقطاع غزة. ستمنح تلك المساعدات السلطة الفلسطينية تنفيسا مؤقتا. لكن بتجنب حكومة حماس والتعامل فقط مع الرئيس محمود عباس تدفع هذه الصفقة رئيس الوزراء ووزاراته الى البحث عن اموال من مصادرهم الخاصة.
لا تزال نافذة الحوار مع حماس لتغيير موقفها نحو الاعتدال مفتوحة. اذا ما استطاعت الحكومات العربية ايصال اموالها الى السلطة الفلسطينية ستكون لديهم فرصة جيدة لارغام حماس على اعتناق مبادرة 2002 العربية للسلام بالتخلي عن عقائدها والاعتراف بأسرائيل. لكن اذا ما تمكنت ايران من ايصال اموالها للفلسطينيين قبل الدول العربية ستكون حماس في موقف لايسمح لها بالرفض. وبالتاكيد فأن ايران... لن تحثها على الاعتراف باسرائيل.

 
 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة