مجتمع مدني

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

قصات الشعر والأزياء والمتغيرات السياسية .. الحلاقون والشباب والمرأة بين انفتاح "ستار اكاديمي" والتقاليد!

  • صاحب محل ازياء: بعد سقوط النظام بدأ الشباب يتحررون في خياراتهم، وموديلات الفنانين والسياسيين هي الاكثر رواجاً
     
بغداد/ صافي الياسري

المجتمع العراقي وشريحة الشباب منه بالاخص تتأثر بالواقع السياسي بشكل مباشر ويظهر تأثرها هذا على طبيعة ما ترتدي او هيئتها العامة.
ففي الحلاقة مثلاً وهي مهنة حالها حال اية مهنة اخرى، تغير اسلوبها وتعددت ادواتها بعد ان كانت تقتصر على المشط والمقص وتوسعت الى المكائن الحديثة واجهزة تسريح الشعر وتنعيمه وتصفيفه فضلاً على المساج والحمام الزيتي والصبغ.

 

يقول السيد حاتم السعدي صاحب محل حلاقة: في السابق كانت هناك قصات شعر لا يستطيع الكثيرون من الذين يرغبون فيها ان يحققوها لان اجهزة النظام المباد كانت تحاسب وبشدة على عدد من قصات الشعر وبخاصة لدى الشباب، من حيث اطالة الشعر الى مستويات طويلة او جعل الزلف مسمارياً او كتابة الحروف الانكليزية على مؤخرة الرأس فوق الرقبة، وهناك قصات خفيفة تسمى بالمودة الامريكية كانت ممنوعة اما الآن فالشباب يستطيع ان يفعل ما يشاء. والاسباب واضحة منها عدم وجود المحاسبة، ووجود الستلايت الذي ينشر موضات القصات وكثير من الشباب يطلبون القصة الخفيفة.
وهناك من يجاري الموضة ومواكبة روح العصر خوفاً من الشذوذ.
يقول السيد علي السوداني صاحب محل حلاقة في شارع السعدون: بعد ان ذهب الخوف من الشرطة ومن المحاسبة الحكومية بدأ الشبان العراقيون يحاكون في قصات شعرهم القصات العالمية وانتشرت قصة الحروف حيث يكتب الحلاق الحرف الذي يريده الزبون على مؤخرة رأسه فوق الرقبة وقد يكون اول حرف من اسمه او اسم حبيبته، وهذا يحدث لاول مرة في العراق، كذلك انتشر صبغ الشعر واللحية باللون الاشقر، وانتشرت ايضاً عمليات المساج للوجه واخذ بعضهم بوضع مواد التجميل كالفتيات، اضافة الى الطلب المتزايد على الحمام الزيتي الذي لم يكن معروفاً في عالم الحلاقة في العراق.
ويقول شهاب سلمان صاحب محل حلاقة في الكاظمية: انا لا استطيع ان افرض ذوقي على الزبون فهو من يتحكم حسب ذوقه والزبون كما يقول المثل دائماً على حق.
* والسياسة ما هو تأثيرها؟
- للسياسة والشخصيات السياسية تأثيرها الهام في رغبات الشباب فهم يقلدون هذه الشخصية او تلك في قصة الشعر او الزي.
ويتحدث جمال عبد الكريم صاحب محل حلاقة في منطقة الوثبة عن تأثير برنامج ستار اكاديمي وموديلات المطربين فيه، واشار الى: ان الفنان موضع تقليد من الشباب، فحين قص كاظم الساهر شعره قصة خفيفة طلب الشباب مني قص شعرهم مثله تماماً، هذا هو السر الذي يجعلني اعلق صور عدد من المطربين من سوبر ستار و ستار اكاديمي وبعض الشخصيات السياسية على جدران محلي.
كنا حين نذهب الى الحلاق نجلس على كرسيه ونترك له حرية قص شعرنا وفق المألوف ولم يكن احد منا يجرؤ على مخالفة المعتاد او تقليد هذه الشخصية او تلك سواء من الفنانين أم من السياسيين.
عالم الازياء
عاد عالم الازياء الى الوراء كثيراً فالسياسيون الذين يرتدون اليوم ازياء الخمسينيات اثروا كثيراً في عالم الازياء فعادت قمصان وبنطلونات الخمسينيات من القرن الماضي الى الظهور من جديد وعاد الطلب عليها ولم يقتصر هذا الطلب على الشباب العراقي بل يمكن ملاحظته من خلال الافلام السينمائية والبرامج التلفزيونية، ويقول احد خبراء الازياء كريم عبد الستار: ان الزمن لا علاقة له بالزي فالازياء تدور حول نفسها ويكفي ان احد السياسيين او المطربين او الفنانين يرتدي زياً ما ليعيده الى الساحة مجدداً.
البنطلون الفضائي
في منظقة الكرادة داخل يتحدث السيد ابراهيم جابر صاحب محل ازياء رجالي فيقول: في السابق كانت القوة الشرائية للفرد ضعيفة، اما الآن فهي على خير ما يرام ولذلك بدأ الشباب يطلبون البنطلون بدون كسرات والبنطلون الفضائي، اما القمصان والتيشيرتات فهم يطلبونها مجسمة لتبرز عضلات الجسد كما انهم يختارون الاولوان الصارخة.
* وما هو تأثير سقوط النظام السابق على الازياء؟
- نعم اثر ذهاب النظام السابق كثيراً، فقد بدأ الشباب يتحررون في خياراتهم مثل طلبهم قمصاناً وتيشيرتات بلا ردن او طلبهم قمصاناً بياخة كبيرة جداً وكذلك البنطلون (المرقط).
البوشي والقفاز يعودان من جديد بتأثير الحركات و الاحزاب الدينية وتعود ظاهرة ارتداء الايشارب والربطة الى الشيوع بين الفتيات على جميع المستويات وجميع الاعمار، وفي المحافظات الجنوبية من العراق يسود التشدد وتمنع المرأة من ارتداء الازياء الحديثة بينما تتمتع المرأة في السليمانية واربيل ودهوك بحرية ارتداء الزي الذي تريد ومن يزور السليمانية يشعر انه يزور مدينة اوربية، هكذا تؤثر السياسة في حياة المجتمع المدني.
المرأة والسياسة
المرأة هي اول المتأثرين بالموضة وبخاصة في عالمي الازياء والحلاقة وهي فريسة سهلة لصرعات دور الازياء العالمية التي تساهم في نشرها الاعلانات والبرامج التفزيونية التي اصبح (الستلايت) اكبر مروج لها.
يقول السيد صباح الزبيدي صاحب محل في شارع فلسطين: لو عدنا الى الوراء لشاهدنا كيف كانت النساء يرتدين الاحزمة العريضة جداً والفساتين التي تسمى (الكشكش) والتنورة المقطوعة والربطات التي توضع على الرأس وفيها الالوان المختلفة البراقة، وكن يقلدن ازياء الفنانات في الافلام المصرية بينما هن الآن يقلدن الفنانات الامريكيات والاوربيات في ارتداء التيشيرت القصير والبودي الضيق والبنطلون (الستريج).
اما من ناحية الشعر فقد انتشرت في السابق قصات معينة وتسميات طريفة منها (الكذلة القاتلة) وصبغ الميش لشعر الرأس والقصات الولادية.
ومع ذلك بقيت اعداد من النساء تطلب ازياء معينة للحفلات العائلية الخاصة، والوضع الامني فرض انواعاً من الازياء ومنع اخرى الامر الذي جعل المرأة لا تفكر في ارتدائها بالرغم من رغبتها فيها وبعضها لا يتفق والعادات العراقية.


الكهرباء والمحروقات في العاصمة  ..الكهرباء متوفرة في التصريحات والوقود فائض على الأرصفة

  • ساعة الى خمس ساعات انقطاع - كهرباء بغداد.
  • كهرباء السليمانية تضيء حتى الاشجار.

     

بغداد/ المدى

معاناة العاصمة أشد
الكهرباء في العاصمة بغداد تأتي ساعة وتنقطع خمس ساعات، بينما هي في عدد من محافظات العراق لا تنقطع ومنها المحافظات الشمالية ففي السليمانية اثناء حضورنا مؤتمر تجمعات المجتمع المدني لم نشاهد أي انقطاع في التيار الكهربائي بل شهدنا الاشجار في شوارع المدينة ملفوفة بالمصابيح.
الكهرباء
هل نعيد حديثاً مكرراً قيل وكتب الكثير عن موضوعه، الكهرباء؟ ام نضيف شيئاً جديداً؟
نحن هنا نبحث عن سبب محدد لتفرد بغداد بدرجة عالية من المعاناة في هذه الدائرة مقارنة بسواها من محافظات العراق ولهذا يمكن ان نكرر ما قيل سابقاً على سبيل التذكير وصولاً الى النتيجة التي نبغي.
ساعة الى خمس ساعات من القطع هذا ما توصلت اليه الكهرباء في العاصمة بغداد بعد ثلاث سنوات من سقوط النظام المباد الذي كان يصدر الكهرباء الى الاردن ويحرم بلده منها وخاصة العاصمة والمحير اننا نجد التيار الكهربائي في البصرة وحتى آخر قرية في شمال العراق مستمراً بما يكفيها ويزيد وحين تسأل عن السبب تأتيك الاجابة جاهزة انها عمليات التخريب كما ان بغداد مدينة كبيرة جداً قياساً بالمحافظات، كما ان عمليات التخريب التي تمنع وصول امدادات النفط الى محطات الطاقة لها تأثيرها الفعال كذلك العمليات التي دمرت ابراج الضغط العالي وقطعت اسلاك نقل الطاقة، كما ان شبكة المدينة من الاسلاك بالية ولم تعد صالحة، ويتحدث بعض الاختصاصيين عن الاجهزة الكهربائية الحديثة التي تم استيرادها دون تخطيط او دراسة، فهي كثيرة العدد، عالية الاستهلاك ولا يمكن للطاقة المجهزة للعاصمة استيعابها.
وتعترف الكهرباء بكل هذا وسواه وتقدم عدداً من العمال كبش فداء بتهمة تقاضي رشوة عن التمييز في التجهيز ولا احد يتحدث عن الرؤوس القديمة التي عادت الى مواقعها ذات المسؤولية المتحكمة باهم عمليتين في دائرة الكهرباء، التجهيز والصيانة ولسنا بحاجة الى ذكر الاسماء فهي معروفة وبمجرد عودتها تردت الامور اكثر فأكثر واغفل الحديث عن محطة كهرباء اليوسفية التي توقف العمل لانشائها في حرب الخليج الاولى، ثم انسحبت الشركة الروسية التي تكفلت باتمامها بعد اختطاف خبرائها، والاساليب الملتوية التي يتم بها تعطيل عمل هذه الشركة وكذلك المحطة الصينية في ديالى التي ما زالت مهملة وهي ليست بحاجة الى الكثير لاتمامها ويقول المهندس ماجد عبد الكريم انها يمكن ان تسد جزءاً كبيراً واساسياً من حاجة بغداد بالاضافة الى محافظة ديالى، اليس في وزارة الكهرباء من الخبراء من يعلم بذلك فلم لا يتحدث احد عن هذه المحطات؟ واين هو دور شركة سيمنس الالمانية التي كان من المفترض ان تتولى عقود اصلاح وصيانة محطات الكهرباء الخاصة ببغداد وانشاء محطات جديدة صغيرة او متوسطة الحجم كما نشرت وسائل الاعلام العام الماضي؟ والسؤال الاكثر حيرة هو لماذا لا يتوفر لبغداد نصف ما هو متوفر الآن لمحافظة البصرة او العمارة او الموصل او السليمانية؟ علماً ان محطة الهارثة في البصرة لا تعمل ولا تزال معطلة وحين تكتمل وتعود للعمل سيكون لدى البصرة ما يكفي لتغذية المنطقة الجنوبية باكملها.
المحروقات
وتكاد الصورة لا تختلف كثيراً بالنسبة للمحروقات ففي الوقت الذي ترى فيه طوابير السيارات تمتد عدة كيلومترات امام محطات التعبئة ويرتفع سعر قنينة الغاز في الصيف المبكر الى 13 ألف دينار في بغداد لا تقف السيارة امام اية محطة من محطات التعبئة في العمارة والبصرة الا دقائق قليلة، ويتوفر البنزين الايراني في المحافظات الكردستانية، فلماذا تختلف الصورة في بغداد؟
ازمة المحروقات هذه افرزت ازمة نقل فقد ارتفعت اجور النقل اضعافاً مضاعفة وبالتالي تضاعفت اسعار المواد الغذائية الطازجة والمستوردة واصبح فارق الاسعار بين بغداد والحلة على سبيل المثال وهي اقرب المحافظات الى بغداد جداراً عالياً من الارقام المتزايدة في ظل اجر متدن ومستوى بطالة مخيف. في الموصل نجحت المحافظة في تطويق ازمة المحروقات بالتعاون مع وزارة النفط وشركة سومو بعقد اتفاقات مع سوريا لتوريد مليونين ونصف المليون لتر من البنزين مقابل كمية محددة من النفط الخام ويتم النقل بواسطة 150 صهريجاً تحت الحماية وبذلك افلتت الموصل من الازمة واصبح لديها فائض احتياط.
وفي العمارة تم تشغيل المصفى الصغير في المحافظة باقصى طاقته بعد ان تم اصلاحه كما تمت تلبية ما تبقى من حاجة المحافظة من مصافي البصرة واكتفت البصرة بما لديها وقدمت الفائض لجوارها من المحافظات الجنوبية و.. بغداد التي تقول وزارة النفط انها تتلقى خمسة ملايين لتر من البنزين يومياً تتكدس الطوابير فيها على المحطات فاين تذهب هذه الملايين الخمسة؟ هل هي السوق السوداء؟ كم هو الحجم الحقيقي لهذه السوق؟ ولماذا تنتعش في بغداد وتخمل في البصرة؟ ولماذا تستمر هذه السوق في نشاطها دون ان تفلح الاجراءات المعلنة لمكافحتها؟ كل هذه الاسئلة يمكن الاجابة عنها اجابة واحدة تتلخص في انهاعمليات مقصودة الهدف منها تعطيل حركة الحياة في العاصمة وقطع اهم شرايينها ويشترك في تنفيذها عدد من العاطلين عن العمل والطامحين الى تكوين ثروات عبر افتعال الازمات واستغلالها وبعض اصحاب النوايا السياسية ومافيا النفط القديمة حتى داخل وزارة النفط وشركة توزيع المنتجات النفطية والمصافي، وهي خبيرة بالاساليب البيروقراطية والالتفاف والاحتيال على القرارات وسبل تنفيذها وتسريب المعلومات عنها اضافة الى قدرتها على تدوير الحصص المقررة بطريقة تجعلها تذهب الى اماكن اخرى غير الاماكن المطلوبة او تختفي عن الانظار الى جهة مجهولة بعيداً عن بغداد.
وثمة امر لا يقل اهمية، هو انابيب النفط التي لا تزال تتعرض للتفجير لمنع تدفق النفط ومشتقاته الى بغداد كما تتعرض الصهاريج الناقلة من مصفى بيجي على سبيل المثال الى التدمير، وأحد أهم اسباب تدمير انابيب النفط هو طريقة توزيع عقود حمايتها بين العشائر التي تمر في اراضيها فقد كرر هؤلاء استياءهم من وجود وسيط بهوية امنية يتولى توزيع هذه العقود عليهم، وفي لقاء سابق لـ(المدى) مع مدير شرطة بيجي اشار الى ان عدداً من هؤلاء الشيوخ لم توقع معهم مثل هذه العقود.. الامر الذي ترك الانابيب المارة في اراضيهم دون حماية، كما ان شرطة حماية المنشآت النفطية رغم زيادة اعدادها في بيجي وحدها، غير قادرة على توفير الحماية اللازمة بسبب عدم توفر المستلزمات الضرورية للمراقبة 24 ساعة يومياً على رقعة جغرافية يزيد طولها على 300 كيلومتر وتمتد من كركوك الى بيجي ومنها الى بغداد والموصل.
وما لم يذكره مدير شرطة بيجي هو ان شرطة الحماية هذه يديرها ضباط من الحرس الجمهوري وجهاز الامن الخاص السابق وهم لا يكتمون تعاطفهم وتعاونهم مع من يدعونهم (بالمجاهدين) ولأن اعداداً كبيرة من هؤلاء عادت الى المدينة بعد حل تشكيلاتهم انخرط بعضهم في جهاز الشرطة حديث التكوين ولم يجد من يعترض عليه في مدينته، للخلاص من البطالة وانخرط البعض الآخر لتوفير غطاء لعمليات التخريب.
توفير الحماية لمصافي بيجي وانابيب النفط الخارجة والداخلة اليها وصولاً الى بغداد وتلافي الثغرات في خط الحماية لهذه المنشآت ضرورة لابد منها لايصال امدادات الوقود الى بغداد، كذلك تأمين محيط العاصمة حيث تنشط بؤر مناهضة تحتضن العناصر التي تقوم بعمليات التخريب والتعطيل والارهاب الوافد، ولا يمكن عزل المنظومة الامنية بكل جوانبها في البلاد عن العملية السياسية الجارية لاستعادة السيادة الوطنية وبناء مؤسسات الدستور واعمار عراق حر ديمقراطي تعددي.

 
 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة