اراء وافكار

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

الإرهــاب النـــووي

-العنوان:الارهاب النووي
-تأليف :
كراهام اليسون
-
عرض: نيكولاس شكسبير
-ترجمة:
نعم فؤاد
 عن/ الديللي تلغراف

ابدأ أولا بالأخبار السيئة، في شهر ايار 1997 اعترف الجنرال الكسندر ليبيد، المستشار الأمني للرئيس يالتسن، بأن 84 حقيبة من مجموع 130 (حقيبة) خاصة تحفظ فيها القنابل النووية قد فقدت. هذه القنابل يمكن ان يستعملها اي شخص ولاتحتاج الا لنحو 20 دقيقة لتهيئتها. إن هذه القنابل المفقودة قد سرقت او بيعت بكل تأكيد، فبعد سقوط الاتحاد السوفيتي اقتصرت الاجراءات الامنية في أغلب المنشآت على مجرد حراس اجورهم منخفضة وموجودين داخل سياج من السلاسل. إن سرقة أسلحة من هذا المستوى لايمكن ان تكون افتراضا بعد ان أدين أميرال الأسطول الروسي في المحيط الهادي ببيع 64 سفينة حربية من ضمنها اثنتان من حاملات الطائرات. ومما يثير الاهتمام اكثر ان الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، تباهى في عام 2001 قائلا (لقد اشترينا بعض القنابل المحمولة من مصدر في اوزبكستان) الان فقط بدأنا نستوعب فداحة الانذار الخاطيء الذي اورده كراهام اليسون في كتابه. فبعد شهر واحد من احداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 ابلغ مدير المخابرات المركزية الرئيس بوش ان لدى القاعدة عشر قنابل سرقت من ترسانة الاتحاد السوفيتي، جاهزة لتفجيرها في مدينة نيويورك، تبلغ القوة التفجيرية لكل واحدة منها عشرة كيلو طن. إن تفجير قنبلة كهذه في ساحة التايمز في مدينة نيويورك، ستحرق مليون ومئة الف شخص،علاوة على قتل الالاف من الذين سيفرون خوفا من إشعاعاتها. وأضاف كراهام اليسون ان تدمير منطقة كهذه سيجعلها غير قابلة للسكن لسنوات عديدة مسببة كذلك دماراً نفسياً لايمكن تصوره. ولان القاعدة ليس لها عنوان او مكان معلوم فهي لاتخشى من اي انتقام ويضيف اليسون (وحتى لو اراد الرئيس ان يتفاوض معها فاين هو رقم هاتفها). وبعد أسابيع من الذعر الذي رافق هذا التقرير غادر نائب الرئيس دك تشيني واشنطن الى جهة غير معلومة ليتحول بعدها تقرير المخابرات الامريكية الى خطأ فاضح وذلك فيما يخص امتلاك العراق أسلحة نووية، ومع ذلك فان احتمالية زرع سلاح نووي في احدى المدن الكبرى يبقى قويا والاكثر من ذلك ان هذا قد حدث فعلا : ففي 23 من شهر تشرين الثاني سنة 1995 وضع الانفصاليون الشيشان قنبلة قذرة (تحتوي سبيسيوم – 137) في متنزه اسماعيلوف في موسكو، ثم قاموا بأبلاغ الصحفيين بمكان وجودها. ولقد اجمع الخبراء كما يقول اليسون على ان القنبلة القذرة قد فات أوانها، وان المستجدات الحالية تشيرالى حتمية الارهاب النووي . واستشهد بقول الجنرال اوجين هايكر المسؤول عن الاسلحة الذرية الاستراتيجية حتى سنة 1998 حين قال (ان المسألة لم تعد تخضع للاحتمالات انماهي مسألة متى ستحدث) ويمتلك اليسون اتصالات مكثفة مع المؤسسات السياسية، وقد أبقاه كلينتون كمساعد لوزير الدفاع بعد ان خدم اليسون في حكومة ريغان. ولكونه أول عميد لمدرسة كينيدي التابعة لجامعة هارفرد الذي جعله واسع الاطلاع، علاوة على انه ليس من اولئك الذين يروجون للرعب الذي يجعل من تحليلاته متزنه وواقعية . وقد حدد اليسون بلغة واضحة وعميقة امكانية الحصول على سلاح نووي وتصميم جماعات مثل القاعدة على استعماله، كما أوضح أيضا الخطوات الواجب اتخاذها لمنع حدوث ذلك، إذ علاوة على 22 الف سلاح نووي موجود في الاتحاد السوفيتي السابق تستطيع القاعدة ايضا التوجه الى باكستان و كوريا الشمالية للحصول على مواد قابلة للانشطار. وباستطاعتهم أيضا حتى صنع قنبلة بانفسهم من هذا النوع. وعندما سئل تيودور تايلور مصمم القنابل الذرية الامريكية الصغيرة والكبيرة عن هذا الموضوع، أجاب إن إمكانية حدوث ذلك سهل جدا، واضعا خطين تحت عبارة (سهل جدا) للتأكيد عليها. ففي الواقع ان الخبرة المتعلقة بهذا الموضوع متوفرة على شبكة الانترنت باسم (los Alamos primer and atomic energy for military purposes) اما عن كيفية ايصال قنبلة كهذه الى ارض الولايات المتحدة فهي اسهل خطوة في العملية كلها . في سنة 2003 قام مراسل شبكة اي بي سي الاخبارية وبقصد التجربة بنقل 15 ليبرا من عنصر اليورانيوم المستنفد من مدينة جاكارتا في اندونيسيا الى لوس انجلوس داخل حقيبة دبلوماسية وصلت الى اميركا بدون ان تخضع الى اي تفتيش، في واحدة من 20 الف حاوية بحرية تدخل موانيء الولايات المتحدة يوميا، وكتب اليسون يقول ان الابسط من ذلك هو ان نضع في اذهاننا ان 95% من البضائع البحرية لاتخضع للتفتيش وبهذه الطريقة يمكنك صنع قنبلتك الذرية. لقد وجه اليسون سلسلة من الاتهامات ضد حكومته ليس فقط لتشتيتها موارد الولايات المتحدة ولكن ايضا لتشتيتها للارادة الخيرة للمجتمع الدولي عندما سعت حثيثا لملاحقة صدام حسين. وبعد أحداث الحادي عشر من ايلول صار الإرهاب النووي يلهب افكارنا ومع ذلك لم تظهر لحد الان اية استراتيجية مناسبة لمواجهة هذا الارهاب . لقد شخصت ادارة بوش الخطر بصورة صحيحة ولكن بدلا من ذلك اقتصت من الرجل الخطأ، فعوضا عن ان تكون الحرب ضد الارهاب تحولت الى حرب ضد العراق والذي لم يكن يشكل اي خطر نووي وكانت النتيجة ان الموقف الامريكي قد سقط الى ادنى مستوى له في تاريخها الحديث. وبدلا عن ذلك اعطيت الفرصة الى كوريا الشمالية و ايران لتطوير طموحاتهما النووية. ويضيف اليسون ان موقفا كهذا هو اكبر فشل في تاريخ السياسة الخارجية الامريكية منذ 230 عاما. ولكن ماهي الاخبار الجيدة؟ يعتقد اليسون ان من الممكن تجنب الكارثة لكن فقط عندما نضغط على حكومتنا لتتخذ اجراء سريعا ومنظما. فبعد 20 عاما من حادثة تشيرنوبل والتي تزامنت مع نفس الشهر الذي ادعت فيه ايران بكونها القوة النووية التاسعة، اصبحت لدينا رسالة فيها الكثير من الابعاد المروعة وهنا تظهر قيمة كتاب اليسون كما عبر عنها جون لي كارلي واصفا اياه بقوله (انه شفاف وهاديء ومقنع ويزخر بالمعلومات بصورة مهيبة. ان كتاب اليسون عن الارهاب النووي بحاجة الى ان يقرأه كل سياسي وصحفي وكل من له صلة بمكافحة التجسس) ويمكن ان اشير الى ابعد من ذلك و اقول بان يقرأه كل شخص .


كشف الأوراق النووية: كوريا الشمالية تقبل تحدي العالم

-العنوان:كشف الاوراق النووية
-تأليف :
جوردن جي .جانغ
-
عرض: جوزيف كاهن
-ترجمة:
عبد علي سلمان
عن: النيويورك تايمز

ان الحرب الكورية اشهر من أن تنسى. لقد كانت أمراً مجنوناً اقحم بين الانتصار الكبير في الحرب العالمية الثانية وبين مستنقع فيتنام.
لكن الولايات المتحدة التي قادت قوات الائتلاف في الحرب الكورية وقدمت خسائر بشرية كبيرة وقاتلت ثلاث سنوات من اجل استرداد خط طول (جغرافي) يفصل بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية كانت قد اجلت تصفية الحساب الى يوم آخر.
ولقد أدعى ستالين ان امريكا المقتدرة لن تتمكن من مهر (كوريا الصغيرة) في حين اقتنع منتقدو الرئيس ترومان من الجمهوريين بادعاءات الجنرال دوغلاس ماك آرثر الذي كان رأيه ان الجمود يشكل خطراً على الحرية في كل مكان.
وبعد مرور خمسين عاماً فان هناك أزمة كورية جديدة تتمحور حول الأسلحة النووية، والمراهنة جد خطرة حتى لبعض ذوي البصيرة النافذة والخبراء ومنهم جوردن. جي. يانغ والذين حذروا من ان امريكا تسمح لخطر متقيح ان يهدد مركزها القيادي وحياة مواطنيها، ذلك ان كيم يونغ إيل ذا الشعر الاجعد سليل الاسرة الشيوعية الحاكمة التي اوجدت الحرب الكورية قد بات يمتلك اسلحة نووية وفقاً لاغلب المراقبين العارفين.
وهو كذلك يمتلك الصورايخ البالستية القادرة أو التي ستكون قادرة على حمل الرؤوس النووية الحربية، ولقد دامت المفاوضات لاكثر من عقد واثمرت عن اتفاقين لنزع اسلحة كوريا الشمالية النووية. اسفر الاتفاق الاول عن تهدئة الوضعية لعدة سنوات قبل ان يقوم الطرفان بخرقه، اما الاتفاق الآخر فكان اعلان مبادئ وصل الى سقوطه الاخير إذ يبدو انه تبخر قبل ان يجف حبره.
ويسمى السيد يانغ والذي كان محامياً في الصين لفترة طويلة ويعمل الان استاذاً جامعياً يسمى " المكاشفة النووية" بـ " أزمة القرن النووية" وكذلك "لعبة فرخة الدجاج الشرسة على هذا الكوكب" وهو يصرح بان مستقبل قيادة العالم بات معلقاً على الميزان.
وقد كتب "كل شيء بات مكشوفاً في كوريا الشمالية" وكما يقول فان هناك القليل من الأسئلة عن ان كانت كوريا الشمالية تشكل خطراً ضخماً، فانتشار الأسلحة النووية اصبح هو التهديد الذي حل محل الإرهاب. واذا استمرت ايران بمنهجها الحالي فانها ستصبح اكبر مشكلة ضاغطة تواجه السياسية الخارجية لواشنطن، وكما فعل السيد يانغ في كتابه السابق " انهيار الصين الوشيك" فانه يعالج موضوعاً هاماً بهمة وبروح استفزازية، لكن مبالغته وسوقه الافكار المتداولة يطغيان على ملاحظاته الذكية، وغالباً ما يكون تصنيفه للحقائق مقنعاً ولكنه نادراً ما يكون الهامياً. واشاراته للنظريات واقوال الاخرين كانت عشوائية. فاقتباساته من (هوميروس وميكافيلي وصامويل هنتنغتن ومالكوم كلادويل وفيديل كاسترو وتوم ستوبارد) تقرأ وكأنها تباهٍ مثقف ويستمر السيد يانغ بعرض كيف ان الولايات المتحدة، ولاعبين اساسيين هما الصين وكوريا الجنوبية، سمحت لامةٍ خارجة على الطاعة تستطيع بالكاد صناعة دراجة هوائية ان تصبح قوة نووية. وهي قصة ليس من السهولة سرد تفاصيلها، ويوضح السيد يانغ كيف تم استنبات الازمة في خمسينيات القرن الماضي وكيف تجذرت اثناء الحرب الباردة ووصلت الى قمة نضجها في التسعينيات حين اكتشفت كوريا الشمالية انها يتيمة التاريخ. وهو يتهم ادارتي كلينتون وبوش بالعجز عن احتواء الخطر الكوري. وهو يرى، وقوله معقول ان التحفظات تحدت الحل لان كيم يونغ إيل عمل بطريقة مؤسساتية على تصوير ان الاقتصاد الكوري الشمالي الذي كان على شفا الهاوية لن ينتعش بسبب انهيار الاتحاد السوفيتي، وهكذا حصل كيم على مليارات الدولارات من الصين وكوريا الجنوبية التي كانت مساعدات لاطعام شعبه وقام بتقوية قواته العسكرية بها. لقد وصل الى الضفة عندما بلغت المخاوف الخارجية من اهتماماته النووية الى درجة الحمى.
ويكشف كتاب "كشف الأوراق النووية" كيف استثمر كيم التصدعات السياسية والعاطفية وعن ذلك يقول السيد يانغ ان كوريا الجنوبية اصبحت بالضد من امريكا أكثر مما هي بالضد من التسلح النووي. ويرى ان الكوريين الجنوبيين قد يسلمون أنفسهم الى قيادة كيم لانهم ترعرعوا على عدم الثقة بواشنطن، وبأي مستوى فان الولايات المتحدة ستجد صعوبة في ايجاد الدعم الكافي لتشكيل ائتلاف ضد الشمال لحين قيامها باصلاح تحالفها مع الجنوب.
وتطرح الصين المشكلات على انها مشكلاتها. إذ يرى السيد يانغ مستنداً جزئياً على افتراضات ان الصين اما ان تكون قد ساعدت كوريا الشمالية على بناء قوتها النووية أو كانت على معرفة تامة بجهود العالم الباكستاني عبد القدير خان لمساعدة بيونغ يانغ، وكتب المؤلف ان هناك احتمالاً ان تكون الصين قد لعبت دوراً مزدوجاً، إذ رتبت محادثات الدول الست حول القضية النووية، فيما كانت نستخدم وتساعد على انتشار الأسلحة النووية لغرض اضعاف المصالح الأمريكية عالمياً. وبرغم كل هذه الشكوك فانه يوافق ادارة بوش من ان أي حل يتطلب مشاركة صينية كاملة، ولكن المؤلف لايقدم سوى اشارات ضبابية حول كيفية قيام ادارة بوش باقناع الصين باتخاذ موقف متشدد. هل يتطلب ذلك تبادل التهديدات ؟ ام التحدث اليها بلهجة صارمة؟
ان الفشل الاكبر ربما هو عدم تمكن الكاتب من تناول الخيارات المتوفرة بصورة جدية لقد سخر من المدخل السلس الذي تفضله الصين وكوريا الجنوبية ولم يوضح سبب انعدام الاول من تطور سلمي في الشمال. فهو يقترح ان تقوم الولايات المتحدة من جانب واحد بتخفيف ترسانتها النووية من اجل تسليط ضغط اخلاقي على كوريا الشمالية، وبعدها وان لم ينجح هذا الحل فعليها ان تقوم بمهاجمة هذا البلد، ويبدو ان هذه السياقات لن تحظى بدعم من البنتاغون.
واذا كانت كوريا الشمالية قد برهنت على عنادها الذي استمر لخمسين سنة فان ذلك ليس بسبب ان احداً لم يفهم المخاطر، بل لان لا احد وجد الطريق الصحيح لمواجهتها بمن فيهم مؤلف الكتاب السيد يانغ نفسه.


في ذكرى ميلاده الـ(150): كتب عديدة تغوص في أعماق فرويد الإنسان

  • علاقات حميمة مع النساء، وعودة متأخرة الى الدين..

بقلم/ كليمنس بولوك
ترجمة/ عدوية الهلالي

عن: لوفيغاروا

بمناسبة الذكرى الخمسين بعد المئة لميلاد صاحب نظريات التحليل لنفسي الأشهر سيغموند فرويد، صدرت أعمال عديدة عن حياته محاولة كشف الجانب الشخصي الخاص جداً من شخصية فرويد..
كان التحليل النفسي لدى فرويد يشبه اختراق بنايات لا ترى منها الا واجهاتها فقد لخص تعريفه لابنته آنا حين سألته عن التحليل النفسي ذات يوم بقوله: "هل ترين هذه المنازل بواجهاتها المختلفة، انها تشبه الكائنات البشرية والتحليل النفسي هو الذي يغوص في اعماق هذه الكائنات
كما يخترق المرء البنايات لاكتشاف دواخلها!!.
في ما يخص فرويد، فقد حاولت كتب عديدة اختراق واجهة شخصيته وصولاً الى دواخله والى كشف الجانب الخاص من حياته، ومع النساء خصوصاً.. في البدء، لم يتمكنوا من الافلات من حقيقة تأثر فرويد بعقدة النقص لدى المرأة ومعاملته بعض النساء عل اساس الدونية مشيداً بتفوق الرجل على المرأة، مع ذلك فقد كشفت مراسلاته مع زوجته مارثا عن جانب أكثر حميمية في شخصيته..، وكانت الأكثر تميزاً بين صديقاته ومن بينهن ماري بونابرت ولو اندرياس سالومي إضافة الى ابنته آنا التي سرعان ما احتلت مكانها الى جانب والدها متأثرة به وبنظرياته ومعتبرة نفسها وريثة روحية له، كما قالت عنها اليزابيث يونغ في كتابها الذي تناول حياتها واعمالها.. كانت لـ(آنا) نظرياتها الخاصة في مجال التحليل النفسي للطفل واصدرت في عام 1936، كتاب "الأنا وميكانيكية الدفاع" لتقدمه لوالدها في عيد ميلادها الرابع والعشرين فينظر إليها والدها والعالم نظرة مختلفة..
وفي كتابين آخرين تناولا سيرة فرويد احدهما لجيرار بادو وآخر يستند على وثائق هامة لكاتجا بيلنغ، ظهرت محاولات لرسم صورة زوجته مارثا المولودة في بيرنايس؟؟
والتي وقع فرويد في حبها وكان عمره آنذاك 26 عاماً، ورأى فيها ملامح زوجة المستقبل الملائمة لطموحاته وامنياته ونماذج عصره.. ولم يكن من السهل استمالة قلب مارثا، كما اعترف فرويد في واحدة من آلاف الرسائل التي مثلت تلك المراسلات الشهيرة بينهما طوال اربع سنوات هي فترة خطوبتهما فقد قال لها "كان عليَّ ان ادرك انك وحدك من احببت وان مقاومتك لي زداتني تشبثاً بك".. ولدت مارثا في 1861 من عائلة يهودية ارثوذكسية في هامبورغ وواجهت معارضة شديدة من قبل والدتها لهذا الزواج لان فرويد كان ملحداً بنظر عائلة زوجته وحتى عائلته...
وبعد زواجهما، خضعت مارثا تماماً لسلطة فرويد الذي منعها من ممارسة أية طقوس دينية في منزله ومع ذلك ظلت تحرس بيته وعائلته دون شكوى ولم تعارض تكريسه كل وقته لعمله، كما جاء في حديث ابنه الاصغر انتون عنه في مقدمة كتاب كاتيا بيلنغ.. الكاتبة ايفا ويسويلر تعرضت بدورها في كتابها لعلاقة فرويد المميزة والحميمة مع شقيقة زوجته مينا التي كانت لفترة طويلة موضع اسراره ورفيقة رحلاته رغم انها عاشت مع شقيقتها التي استقبلتها في بيت فرويد ومع افراد عائلته كبيرة العدد، الغريب ان العلاقة بين الشقيقتين لم تشِ بأي خلاف واضح..
أمر آخر تناولته كتب السيرة وهو عودة فرويد في آخر مؤلفاته للحديث عن الدين وتوحيد الاله بعد ان منع زوجته طويلاً من ممارسة الطقوس الدينية.. فقد ذكر هنري راي فرويد في كتابه "وصية فرويد) شيئاً عن انهاء علاقة فرويد قبل وفاته باعمال التحليل النفسي وتحوله الى دراسة التاريخ وتناول القصص الدينية ومنها قصة النبي موسى.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة