معركة
الرئاسة التركية ..
حجاب الزوجات.. وفرص
الأزواج
انطلق النقاش في
تركيا حول الانتخابات الرئاسية قبل سنة من انتهاء ولاية
الرئيس احمد نجدت سيزر المدافع عن العلمانية والذي غالبا
ما يدخل في اختبارات قوة مع الحكومة ذات التوجه الاسلامي
المحافظ.
وستكون لحزب العدالة والتنمية (المنبثق عن التيار
الاسلامي) الحاكم منذ الانتخابات التشريعية في 2002 مبدئيا
كلمة الفصل في اختيار الرئيس المقبل للجمهورية في نيسان
2007 لانه يملك الغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية.
وفي ظل النظام البرلماني المعتمد في تركيا، ينتخب رئيس
الدولة من قبل الجمعية الوطنية لولاية من سبع سنوات.
ويتولى الرئيس التركي منصبا فخريا ولا يتدخل في شؤون
السلطة التنفيذية.
وتنظر الاوساط السياسية إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب
اردوغان ورئيس البرلمان بولند ارينج على انهما بين الافضل
حظا للفوز بالرئاسة. والرئيس المقبل سيكون الرئيس الحادي
عشر لتركيا. لكن اردوغان وارينج، الشخصيتين البارزتين في
حزب العدالة والتنمية، اصبحا اعتبارا من الان موضع جدل لدى
الاوساط السياسية وفي الصحافة.
وتقول وسائل الاعلام المؤيدة للعلمانية ان هذين الرجلين لا
يمكنهما الوصول إلى سدة الرئاسة في البلاد لان زوجتيهما،
وعلى غرار زوجات عدد من نواب ووزراء حزب العدالة والتنمية،
تضعان الحجاب.
وتعتبر وسائل الاعلام ان وصول سيدة اولى ترتدي الحجاب في
تركيا امر غير مقبول خصوصا ان تركيا دولة علمانية الطابع
تريد الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي.
ومثل هذا الاحتمال سيؤدي ايضا إلى مصاعب عدة على مستوى
المراسم بسبب منع ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة
والجامعات.
وتعتبر الاوساط المؤيدة للعلمانية وبينها الجيش الذي يعتبر
نفسه حامي مبادىء الجمهورية، ارتداء الحجاب على انه اشارة
واضحة لدعم الاسلام السياسي.
وكان حزب العدالة والتنمية وعد بالغاء هذا الحظر عند وصوله
إلى السلطة لكنه لم يتمكن من مواجهة الاوساط المؤيدة
للعلمانية التي تدافع عن المبادىء التي ارساها مؤسس تركيا
الحديثة مصطفى كمال اتاتورك (1881-1938).
وبدأ الجدل منذ سنوات حول هذه المسالة ووصل إلى حد التساؤل
هل ان القصر الرئاسي في انقرة يعتبر "مكانا عاما" وبالتالي
يحظر دخول النساء المحجبات اليه ام لا.؟
وبالنسبة لسيزر فان القصر الرئاسي هو مكان عام وبالتالي،
وفي بادرة رمزية، رفض على الدوام دعوة الزوجات المحجبات
لقادة حزب العدالة والتنمية إلى حفل الاستقبال الرسمي في
مناسبة تاسيس تركيا في 29 تشرين الاول.
وسيزر المعروف لدى وسائل الاعلام بطريقة عيشه المتواضعة
ونزاهته، يثير ايضا استياء الحكومة عبر وسائل اخرى لا سيما
معارضته بشدة لقوانين حول المدارس القرآنية. وكان سيزر،
الرئيس السابق للمحكمة الدستورية الذي يحظى باحترام كبير،
اعلن ايضا عام 1998 ان الحركة الاسلامية التي انبثق منها
حزب العدالة والتنمية غير شرعية.
واردوغان، الاسلامي السابق الذي عدل مواقفه، لم يدل حتى
الان باي تعليق حول طموحات رئاسية محتملة.
وفي المقابل فان ارينج الذي دعا الدولة عدة مرات إلى
"تحديد" مبادىء العلمانية التي يعتبرها صارمة جدا، يبدو
اكثر ميلا لتقديم ترشيحه. وقد اثار دنيز بايكال رئيس حزب
الشعب الجمهوري (اشتراكي-ديموقراطي)، ابرز تنظيم معارض في
البرلمان، مفاجأة الاسبوع الماضي عبر دعمه ضمنا ترشيح نائب
رئيس الوزراء الحالي عبد اللطيف سينير، الشخصية المعتدلة
في حزب العدالة والتنمية.
والسيناريو المحتمل الاخر بالنسبة لحزب العدالة والتنمية،
بحسب المراقبين، سيكون دعم ترشيح "مستقل"، اي شخصية غير
منبثقة من الطبقة السياسية مقربة إلى حد ما من عقيدة حزب
العدالة والتنمية، ولا يعارضها الجيش.
|