مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

كسب الحرب الكلامية في الحملة ضد الإرهاب
 

بقلم: جون هوكز
ترجمة: المدى

عن :كرستيان ساينزمونيتر

ان الحرب ضد الارهاب هي ايضا حرب كلامية- كلمات بامكانها اسر مثل ومعتقدات الاطراف المتحاربة. ان حقيقة كون الارهابيين يفهمون ذلك لم يتضح اكثر مما ورد في الرسالة التي كتبت من قبل مساعد اسامة بن لادن ايمن الظواهري، العام الماضي إلى ابو مصعب الزرقاوي، "فاكثر من نصف الحرب يدور في ميدان المعركة لوسائل الاعلام" كما كتب السيد الظواهري." نحن في سباق لوسائل الاعلام من اجل كسب القلوب والعقول". وجاءت الاسبوع الماضي رسالة تتكون من 18 صفحة من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد إلى الرئيس بوش، وهي الاولى من رئيس ايراني إلى رئيس للولايات المتحدة خلال 27 عاماً. من الواضح انها تمثل هجوما كبيرا على الولايات المتحدة، مؤكدة فشل نمط الديمقراطية الغربي وتفوق الاسلام. يقر الرئيس الايراني بان صدام حسين (الذي دخل مع ايران في حرب طويلة ومكلفة) كان " دكتاتوراً سفاحاً". ولكنه يشير إلى ان السيد بوش لا يمكنه ان يكون من اتباع السيد المسيح" لانه دخل في حرب في العراق على حساب الخسائر البشرية الرهيبة. كما قال السيد احمدي نجاد كلمات قاسية عن اسرائيل، التي يقول عنها بانها لا تمتلك الحق في الوجود. ان "النظام الاسرائيلي، لم يبد رحمة " حتى مع الاطفال، يدمر البيوت على ساكنيها، يخطط لاغتيال الشخصيات الفلسطينية ويحتفظ بآلاف الفلسطينيين في السجن." فهل ان دعم هذا النظام الاسرائيلي يتطابق مع تعاليم السيد المسيح؟ كما يتساءل. يقول الرئيس الايراني بان حماس تمثل الناخبين الفلسطينيين ويشير إلى ان محاولات دفع حماس إلى الاعتراف باسرائيل هي امور"لا تصدق". ويقول بان هجمات 11/9 على الولايات المتحدة كانت رهيبة وان قتل الابرياء كان مرعبا. ولكنه لم يشر إلى دور الارهابيين الاسلاميين في الهجمات وبدلا من ذلك ينظم إلى دعاة نظرية المؤامرة الذين يقولون بان تنظيمها لم يكن "بالعملية البسيطة" ولم يكن بالامكان التخطيط لها وتنفيذها " بدون وكالات المخابرات واجهزتها". ان اطروحته الرئيسية، التي خاطبت بوضوح العالم الاسلامي، هي ان الديمقراطية على النمط الغربي قد فشلت وان " من لديهم بصيرة يتمكنون الان من سماع تكسر وانهيار ايديولوجيا وافكار النظم الديمقراطية الليبرالية". لمجابهة تلك المحاججات الوهمية من جانب العالم الاسلامي، كانت حكومة الولايات المتحدة تعزز ردها. فلقد عين بوش كبير مستشاريه لوسائل الاعلام، السيدة كارين هوكز، كوكيل وزارة للدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية. وتم نصب محطة راديو للحكومة الامريكية للبث لمنطقة العالم الاسلامي، خصوصا ايران. ولكن سنوات من التدهور والاهمال منذ نهاية الحرب الباردة كانت لها ضريبتها على النظام الحكومي لادارة الدبلوماسية العامة التي كانت في يوم ما فعالة في انحاء العالم كافة. يشير تقرير جديد من مكتب المساءلة الحكومية GAO حول مستوى الجهود الحكومية الرامية إلى مخاطبة المستمعين المسلمين في الخارج إلى حالة نقص خطيرة. فما يقارب 30% من مختصي الدبلوماسية العامة في المناصب الدبلوماسية في العالم الاسلامي يفتقدون إلى المهارات اللغوية التي تمكنهم من الاتصال بالجمهور الذي يستهدفونه. والتهديدات الامنية الخطيرة في الكثير من تلك البلدان تعيق محاولات الوصول اليهم. ورحلات العمل اقصر مما هي في الكثير من البلدان الامنة، مما ينتج عنها الكثير من الانفاق وحالات نقص في الكادر. وربما ان اهم نقطة نقدية في تقرير مكتب المساءلة الحكومية هو ان هنالك نقصاً عاماً في التنسيق حيث يتعلق الامر بالرسائل الاساسية، استراتيجيات، التكتيكات، والبحث العميق والتحليل- خطة اتصالات التي يمكن ان "تجمعها سوية". يشير التقرير إلى ان الحكومة يمكن ان تاخذ بعض النصائح من القطاع الخاص في التكامل النبه لعملية تخطيط العلاقات العامة. واحدى النقاط اللامعة هو برنامج قام بجلب 600 طالب من المدارس الاعدادية من العالم الاسلامي للدراسة في الولايات المتحدة، و170 طالباً جامعياً لمدة عامين من الدراسة الاكاديمية في الكليات الامريكية او الجامعات. رغم ان هذه الارقام صغيرة نسبيا، الا ان برامج كهذه، تدار من قبل كل من الحكومة والقطاع الخاص، يكون مؤثراً في زرع وجهات نظر صديقة عن امريكا والامريكان بين شريحة من المجتمعات الاسلامية. وفي الاسبوع الماضي حضرت اجتماعاً لمجلس الادارة هنا للمركز الدولي للصحفيين وهو مؤسسة غير ربحية والذي يختص في برامج التدريب، في المواقع وفي الولايات المتحدة، للصحفيين من البلدان الاقل تطورا. خلال السنين الماضية قام ببناء شبكة صحفية مؤثرة على امتداد العالم متعمقة في تقاليد الصحافة الحرة. وهم صناع محتملون للراي في بلدانهم وهم الان افضل استعدادا لاكتشاف ما هو حقيقة وما هو خيال في حرب الكلمات التي تستنزف العديد من بلدانهم. وان المزيد من برامج التبادل تلك هي مسالة مهمة.


الديمقراطية في الشرق الاوسط بحاجة إلى دعم

*بقلم: دانيل بليتكا
ترجمة فاروق السعد

عن: واشنطن بوست

*دانيل بليتكا: نائب رئيس قسم دراسات سياسة الدفاع والخارجية في معهد المشروع الامريكي.

بعد الانتخابات الديمقراطية، اصبحت السلطة الفلسطينية مدينة بمبلغ 1.3 مليار دولار وجالسة على حافة كارثة مالية. لقد جعل قادتها المنتخبون الارهاب اداة للدولة. وكل ذلك يطرح مسالة ان كانت الولايات المتحدة تقوم بارتكاب خطأ قاتل في الدفع من اجل الاصلاح الديمقراطي في الشرق الاوسط. ان الاجابة هي كلا، ولكن يجب على واشنطن ان تدفع بشكل اقوى- ليس فقط ضد الانظمة الارهابية فحسب، بل من اجل بناء مؤسسات المجتمع الحر. وبالتاكيد، كان نجاح حماس حكاية تحذيرية. فبدلا من ان تقوم باتخاذ مواقف اكثر اعتدالا للتكيف مع اعباء القيادة، اتخذت حماس مبدا متشددا واستخدمت سلطة الدولة لدعمه. بالرغم من الضغوط من الغرب ومن حكومات عربية اخرى لنبذ العنف، قامت حماس بتعيين مطلوبين في المناصب المهمة واطرت على الاعمال الارهابية ضد المدنيين في اسرائيل. تمسك الرئيس بوش بموقفه، مصرا على ان الانتخابات الفلسطينية كانت" صحية للمجتمع". في الحقيقة، اوضح بوش بان اشباه حماس غير كافين لثنيه عن فضائل الديمقراطية. والرئيس على حق، إلى حد ما. اولئك الذين في القيادة يستحقون ان يختبروا. فان كانت حماس قادرة على القيادة، وعلى تحقيق احلام الفلسطينيين، ستكون هنالك نداءات من اجل اعادة التقييم. ان المؤشرات المبكرة تدل على ان الشعب الفلسطيني- الذي، طبقا لاستطلاعات الراي، صوت إلى حماس احتجاجا على فساد فتح وسوء الادارة- ستخيب آماله إلى حد بعيد. فهل يمكن فعل المزيد للمساعدة في تشكيل اللوحة السياسية المتنوعة في الشرق الاوسط؟ يعتمد الجواب بشكل كبير على مسألة ان كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون يعتقدون بان هنالك في الواقع اكثر من بعدين للسياسة في العالم الاسلامي. فان كان هنالك، مثل الغرب، عماليون واشتراكيون وراسماليون وليبراليون، وعليه يوجد مجال للنمو. ان مفاتيح النجاح هي الصحافة الحرة، التسجيل غير المقيد للاحزاب السياسية، تمويل عام للاحزاب الشرعية ونهاية للاكراه السياسي المدعوم من قبل الدولة. تمتلك الولايات المتحدة النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي للمساعدة في خلق المجال للديمقراطية الحقة في الشرق الاوسط. فليس جميع الناخبين في المنطقة يؤمنون بالطغيان، سواء كان علمانيا او اسلاميا. لكن زرع بذور الشك هو بضاعة المتاجرة للقادة الاقليميين، طريقة مؤكدة لاخافة امريكا من مسيرتها العقيمة من اجل الحرية. فالرئيس المصري حسني مبارك، الذي هو في السلطة منذ 1981، احدث مصيبة في انتخاباته العامة العام الماضي. ورغم ان الحزب نفسه غير شرعي، نجح مرشحو (الاخوان المسلمون) في الانتخابات. لقد استفاد الاخوان المسلمون جزئيا من مؤسسة رفيعة من جهة ومن جهة اخرى من سجن مبارك لقادة معتدلين واكراه صفيق للناخبين. واستخدمت العائلة المالكة في السعودية نفس اللعبة في انتخاباتها التي جرت عام 2005. فقد كان المرشحون المعتدلون(الذين يدعون إلى سياسة نظام معتدلة) قد حجبوا بشكل درامي من قبل المرشحين الاسلاميين المتطرفين، والكثيرون من أفراد العائلة المالكة لم يزعجوا انفسهم بالتصويت، سامحين للمتشددين بتحقيق فوز سهل. كان رد فعل الولايات المتحدة على هذه الخدع السياسية متضاربا. فقد عملت واشنطن ضجة حول اعتقال ومطاردة سياسيين معتدلين في مصر. وعندما قام مبارك بشكل مفاجىء بتاجيل الانتخابات البلدية، أوقفت واشنطن مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع مصر. وفي اماكن اخرى، على اية حال، كان رد الفعل اخرس. ولم يبذل الا القليل جدا من الجهد على تشجيع الاحزاب المعتدلة في الشرق الاوسط. ففي مصر هنالك تنوع واسع في وجهات النظر وما لا يقل عن حزب معارض واحد جدي، علماني. ومن بين الفلسطينيين، كان هنالك ما لا يقل عن خمسة احزاب سياسية فيما بين القطبين فتح وحماس. ونفس الشيء هو صحيح في النظم الاسلامية السياسية للمغرب ولبنان. ففي مناطق حيث يكون هنالك قطبان فقط، يكون هذا لان الحكومة تعمل على التاكد من انه لا يوجد هنالك من اوكسجين لاي شخص اخر. واذا ما ارادت الولايات المتحدة وحلفاؤها ان تحل المشكلة، فالعتلة بحاجة إلى ان توضع في المكان الوسط لتتم عملية الرفع. فلقد كانت المنطقة مهدا للابتكارات والافكار في الماضي؛ والشعوب بحاجة إلى مجال لالتقاط الانفاس كي تتمكن من الحصول عليها مرة اخرى.


الضجة على إعادة تأميمِ بوليفيا النفط والصمت عن التشاد

بقلم: جورج مونبويت
ترجمة: مروة وضاء

عن: الغارديان

تواجه الحضارة عدوا جديدا وهو مزارع مخدرات سابق يدعى ايفو موراليس رئيس بوليفيا الحالي. فقد وقف امام البرلمان الاوربي ليشرح سبب ارساله قوات لاستعادة السيطرة على حقول غاز ونفط بلاده موضحا ان "الشركات الاجنبية تنهب مصادر بلاده" وهو يستردها من اجل مصلحة شعبه. وفي الاسبوع الماضي وخلال قمة اللغة اللاتينية في فيينا، أخبر الزعماء الامريكيين والاوربيين بانه لن يعوض الشركات التي كانت تستخرج وقود بلاده عن ذلك الفعل.
يمكنك ان تتوقع كم كان ذلك محبطا. حيث حثه توني بلير على استعمال قوته بمسؤولية. واتهمته كونداليزا رايس بال"ديماغوجية".
اعلنت صحيفة الايكونومست ان بوليفيا "تتراجع للوراء" ودعت التايمز موراليس في نص متعالي بشكل لايصدق بال(وقح) و(الجبان) و(النزوي) وصنفت سيطرته على حقول الغاز بال"بادرة الطفولية " غير مبالين ان خصخصة غاز ونفط بوليفيا في التسعينات كانت غير شرعية، حيث تم العمل بها من دون اخذ موافقة الكونغرس.وغير مبالين انه - إلى حد الان- لم تسهم ثروات البلاد الطبيعية الا بافقار شعبه. وغير مبالين ان مواراليس كان قد وعد شعبه باستعادة السيطرة على مصادر بلاده الطبيعية، وهي السياسة التي يدعمها البوليفيون بشكل هائل.ولن يطول الامر اكثر حتى نرى دونالد رامسفيلد يدعوه بهتلر الجديد، ونسمع بوش يتحدث في خطاباته عن تعرض الحرية والديمقراطية للتهديد من الحرية والديمقراطية!!.
وتصور كل تلك الضجة على انها قلق على الشعب البوليفي. حيث صرحت صحيفة الفاينانشيال تايمز عن قلقها من "سوء الادارة والفساد" المحتمل. وحذرت الايكونومست من"انه بينما ستزداد الحكومة ثراءا سيزداد الشعب فقرا" ورثت التايمز ان موراليس "اخر من تطوير بوليفيا بحوالي 10سنوات ---وستجد المجموعات الاكثر عرضة للخطر خط الحياة الاقتصادي بعيدا عن متناولها قريبا ".
كل ذلك هراء. فقبل اربعة ايام من قيام موراليس بالسيطرة على حقول النفط في الاول من ايار، حدث انتزاع اكبر للملكية في بلاد اكثر فقرا وهي جمهورية التشاد الافريقية. عندما قامت حكومة التشاد باعادة السيطرة على ايراداتها النفطية، لم تؤكد استحالة وصول الفقراء إلى خط الحياة المقرر لهم فحسب، وانما دفعت ادعاءات البنك الدولي في استخدام النفط كممول لبرنامج الاصلاح الاجتماعي للانهيار.
كيف كانت ردة فعل كل منتقدين موراليس الوقحين؟
لم تكن لديهم اي ردة فعل. فقد صب الحشد المنافق باكمله اهتمامه في الاتجاه الاخر.
كان البنك الدولي قد قرر تمويل مخطط نفط هائل في تشاد في عام 2000 بعد الحصول على وعد من حكومة ادريس ديبي
والتي لها سجل فضيع في حقوق الانسان على ان تستعمل الفوائد لمصلحة الشعب. وضعت ادارة ديبي قانونا يخصص 85% من ايرادات البلد النفطية لتطوير التعليم والصحة و10% "لرعاية الاجيال القادمة". وذكر المصرف ان ذلك "نظام وقاية لم يسبق له مثيل لضمان استعمال تلك العائدات لتمويل التطوير في تشاد".
لم يكن للمشروع ان يمضي قدما من غير البنك الدولي، الذي طلبت منه شركة ايكسون، الشريك الاساسي في المشروع، الاشتراك لتأمين الضمان ضد الخطر السياسي. ووفرت سبل دفع المصرف المختلفة مبلغ 333 مليون دولار، وساهم مصرف الاستثمار الاوربي ب120مليون دولار اخرى. بدأت شركات النفط (ايكسون وبيتروناس وشيفرون) بحفر 300 بئر في جنوب البلاد، وبناء خط انابيب إلى ميناء الكاميرون والذي افتتح في عام 2003. توقع مختصو البيئة ان خط الانابيب هذا سيتلف الغابات الاستوائية في الكاميرون ويهجر سكان المنطقة الاصليين الذين يعيشون هناك، كما وتستهلك شركات النفط معظم ماء تشاد النادر، وان تدفق عمال النفط يصاحبه تدفق مرض الايدز.
كما جادلوا ايضا ان دعم شركات النفط بأسم الرفاهية الاجتماعية هو اعادة تفسير جذرية لانتداب البنك.فمنذ عام 1997 حذر صندوق الدفاع البيئي بان حكومة التشاد لن تلتزم بوعودها باستخدام الاموال لخفض مستوى الفقر. وفي عام1999 قام باحثون من كلية هارفارد بتفحص القوانين التي سنتها الحكومة ذاكرين ان " ليس لدى السلطات نية بممارسة تلك القوانين فعلا".
وفي عام2000 اعطت شركات النفط حكومة التشاد علاوة وقدرها 4.5 مليون دولار والتي صرفت فورا على شراء الاسلحة. وفي بدايةعام 2006 قامت الحكومة ببساطة بخرق كل القوانين التي اصدرتها في عام 1998. فلقد اعادت تعريف ميزانية التطوير لتشمل الامن واستولت على التمويلات المخصصة لاجيال المستقبل وحولت 30% من الايرادات الاجمالية إلى "الانفاق العام" والذي يعتبر في تشاد تعبيرا اخر عن التسلح.
احرج المصرف الدولي بتحقق كل توقعات منتقديه. فجمد كل العائدات التي اودعتها الحكومة في لندن وعلق باقي قروضها. كان رد حكومة التشاد ببساطة انها ستغلق ابار النفط. فأسرعت المؤسسات إلى الأب الأكبر (الحكومة الامريكية) وفي السابع والعشرين من نيسان تراجع المصرف عن موقفه،عقدت اتفاقية جديدة مع تشاد تؤهل حكومة التشاد للاحتفاظ بكل شيء اخذته اصلا.
كانت محاولات البنك الدولي لحفظ ماء وجهه مضحكة. فلقد صرح العام الماضي بان الخطة كانت "جهود رائدة ومتعاونة....تظهر ان مشاريع النفط الواسعة النطاق يمكن ان تحسن فرص التطوير الطويل المدى بشكل ملحوظ. وبتعبير اخر لقد كان نموذجا يمكن لبلدان النفط الاخرى اتباعه. واليوم يخبرنا ان المشروع في تشاد كان نموذجا فريدا وضع ليوفر حلا لتحديا فريدا " لكن مهما كانت ذرائعه لايستطيع ان ينكر حقيقة ان اعادة فرض الحكومة لسيطرتها هو كارثة للمصرف وللشعب الفقير الذي تدعي مساعدته.
منذ ان بدأ المشروع انحدرت التشاد من 167 إلى 173 في قائمة الامم المتحدة للتطوير وتهاوى مستوى متوسط الاعمار من 44،7 إلى 43،6 سنة. فاذا فعل موراليس العكس واستعمل العائدات النفطية من حقول بلاده بالطريقة نفسها التي استخدمها هيوغو شافيز في فنزويلا فالنتيجة يمكن ان تكون تحسنا ملحوظا في رفاهية شعبه.
فلديك من جهة رجل حافظ على وعده باستعادة السيطرة على اموال الصناعة الهيدروكربونية لكي يستعملها لمساعدة فقراء بلاده، ومن جهة اخرى رجل نكث وعوده باستعادة سيطرته على اموال الصناعة الهيدروكربونية لشراء الاسلحة. فالرجل الاول يذم ويوصف باللامسؤولية والصبيانية واللامبالاة اما الرجل الثاني فيترك للاستمرار باعماله. لماذا؟
حسنا. ان افعال ديبي لم تؤثر على شركات النفط، لكن افعال موراليس قد اثرت. فعندما يقول بلير ورايز والتايمز وكل اولئك المدافعين عن القوى غير الديمقراطية: "الشعب"، فهم يعنون المؤسسات. وسبب كرههم لموراليس انه عندما يقول "الشعب " فهو يعني الشعب.

 
 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة