كاظم
اسماعيل الكاطع ..
من لاعب
كرة قدم الى شاعر شعبي
- تطويع اللغة شيء
مهم من اجل مستقبل للشعر الشعبي
بغداد/محمد شفيق
تصوير/ نهاد العزاوي
كاظم اسماعيل الكاطع، اكد
حضوره الشعري من خلال عشرة دواوين، بدأها بديوانه الاول
قصائد دامعة في عام 1968 مروراً بعيد ابو هلالين ونعش
النهر، وصولاً الى هلال ليل المعرسين. بدأ مشواره مع الشعر
بالمصادفة حينما كان لاعباً لكرة القدم في فريق القوة
السيارة، الآليات حالياً عام 1967 ويشرف على تدريبه نجيب
كابان، فكتب بضغط من علاقة عاطفية عابرة قصيدة "انتهينا"
وحينما اسمعها لزملائه، ساد الهمس واللغط بينهم على اعتبار
ان كاظم ليس بكاتبها. من يومها طلق كرة القدم نهائياً،
وتزوج من الشعر بعد ان اختار مقهى ابو جاسم في مدينة
الثورة، اذ كان يلتقي فيه عريان السيد خلف، وشاكر السماوي
وجمعة الحلفي، وكتب قصيدة رسالة ام تتحدث عن ام سجين تواجه
ولدها في سجن نقرة السلمان، واستمر بعدها شاعراً يحسب له
الف حساب في الشعر الشعبي العراقي.
يقول كاظم اسماعيل الكاطع: قصيدة انتهينا تركت عندي
انطباعاً جميلاً، وجعلتني اشعر بالاستمرار في الشعر، وترك
كرة القدم، وعندما كتبت قصيدتي الثانية رسالة ام وقرأها
اصدقائي الشعراء، نسبها قسم منهم الى النواب لتشابه
العنوان مع قصيدته الام والبراءة، المهم استهواني الشعر
وكوني من عائلة سياسية، تعمق الاحساس عندي بذلك، برغم عدم
وجود خلفية شعرية عندي.
ويسترسل الكاطع في حديثه: شهرتي الحقيقية بدأت مع ديوان
شمس بالليل وسجنني ناظم كزار لمدة شهرين بسبب قصيدة وردت
في الديوان قلت فيها:
وطلعنا بظهر مو ليل نشري قماش من السوك
للرايات قطار الموت الاسود مات
ذب نيرون نفسة بنار روما ومات!
وبعد سنوات عندما قتل ناظم كزار، وكنا مجموعة شعراء في
بيوت الشباب في السماوة، ضحكنا، وكان هنالك عدد آخر من
الشعراء يتباكون عليه. عن الفرق بين كتابة قصيدة، وكتابة
اغنية قال: القصيدة عالم كبير فيه الكثير من التنويع
والصور الشعرية المكثفة. اما الاغنية فهي التقاطة سريعة
مثلما يفعل رسام الكاريكاتير، وكلتاهما تحتاجان الى جهد.
ثم تطرق الشاعر اسماعيل الكاطع الى موضوعة التجديد في
الشعر الشعبي ايضاً، وكتب قصائد نثر في الشعر الشعبي ومنها
قصيدة ابو الطيب التي غناها المطرب كريم منصور.
عن حالة الجفاء بين المتلقي والشعر الشعبي، كونه كرس في
الزمن السابق لغاية معروفة قال: مثلما نحتاج لوقتٍ من اجل
تشكيل حكومة قوية، نحتاج لوقت اكثر لإعادة ترميم الشعر
الشعبي وجعله كأنبوبة الاوكسجين بالنسبة للغواص.
ثم انسحب الحديث الى المطربين الذين تعامل معهم، والاغنيات
التي كتبها، فاتضح بانه كتب اكثر من خمسمئة اغنية، منها
مئة اغنية لكريم منصور لوحده، ابرزها ابو الطيب، وسعدون
جابر، اللي مضيع ذهب، وكاظم الساهر، اريد ابجي على صدرك،
وياس خضر الندامة، وقحطان العطار الفرح جنحانة عشرة، وحسين
نعمة خسارة يا زمن.
عن الاغنيات والمطربين قال: التجأت الى كتابة الاغنية، في
منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بسبب الحاجة المادية، وبقيت
اتعامل مع المطربين حتى عام 2000، وكنت اعيل عائلتي من
المردود الذي يأتيني من هذه الاغنيات، ولا اخفيك انني احب
التعامل مع كريم منصور لانني احس بقربه مني، واخلاصه في
اداء اغنياتي. اما التعامل مع كاظم الساهر، فهو تعامل متعب،
يمنحك مالاً وفيراً ويتلاعب بالاغنية، وهذا ما لا ارضاه.
فيما يخص سعدون جابر، فالمعروف عنه انه بخيل ويجمع
الملايين، ولكن عندما أُصبت بالجلطة الدماغية، وكنت راقداً
في مستشفى الكندي، اخبر ولدي وسام، بانه يتحمل نفقات
العلاج، وهذه نقطة تسجل لصالحه!
وابدى اعجابه بعدد من الشعراء الشباب، وقال بانهم يمتلكون
مقومات الشاعر الحقيقي مثل هاشم العربي، ومحمد الغريب،
ونائل مظفر، وعماد المطاريحي، وسمير صبيح.
عن مستقبل الشعر الشعبي قال: اذا ما بقينا متمسكين
بالمفردات الشعبية القديمة، فاننا نقتل الشعر، ولكن علينا
البحث عن مفردات يعرفها الجميع لنمنح الشعر هذا مستقبله.
وانا شخصياً استخدم لغة بسيطة خالية من تلك المفردات
المعقدة غير المفهومة. لذلك تطويع اللغة شيء مهم، لانها
عالم حي، يتنفس من خلالنا. وقبل ان نودعه قال: جاءتني دعوة
من هولندا للعلاج، شرط ان اتحمل تكاليف السفر والاقامة
وحتى العلاج، ولا اقوى على ذلك، لذلك اناشد من خلالكم
السيد رئيس الجمهورية لتدارك وضعي، وتوفير مبالغ العلاج
والسفر والاقامة، لاعود الى وضعي الطبيعي، وانا واثق من
اهتمامه بكل المبدعين العراقيين! نضم صوتنا الى صوت الشاعر
الكبير كاظم اسماعيل الكاطع، لانه يستحق ان يعالج، وهو اسم
متميز في الشعر الشعبي العراقي.
|