عباءة لكل
عروس ..
الفقيرات
من النساء يقلبن العباءة على وجهها الثاني لاستخدامها مرة
أخرى
بابل / مكتب المدى -
محمد هادي
تصوير/ نهاد العزاوي
عباءات امهاتنا التي كانت ملاذنا الذي نحتمي به مطمئنين
وتلف المرأة العراقية بها جسدها حال خروجها من البيت
وتعتبر من الازياء الشعبية حيث تتفنن المصانع الاجنبية
بانتاج افخر انواع الاقمشة كي ترضي ذوق المرأة وباسعار
مختلفة حيث تزدحم محال بيع العبي النسائية باصناف لا حصر
لها من اجل كسب ود الزبونة.
وتضيف
العباءة جمالاً وحشمة واناقة للمرأة ونشاهد الفلاحة
والمرأة العاملة تقوم بلف عباءتها حول خصرها بطريقة مميزة
حتى لا تضايقها اثناء العمل.
يقول الحاج جعفر سعيد صاحب محل لبيع (العبي) وهو يمارس هذه
المهنة منذ اكثر من نصف قرن في البداية كانت العباءة مجرد
قماش اسود منه الاجنبي ومنه الوطني وكانت المرأة ترتدي
عباءتين السفلى منهما حرير والعليا بريسم حياكة وهنالك
عباءة جرجيت اما الكريب فهي مخصصة للعمل والعباءة راس
واطراف ونسميها (فجة فوك وفجة جوة) واحيانا يستخدم جزء من
العباءة يغطى به الوجه (بوشيه).
عروس بغداد وعروس شمر
السيد احمد سعيد صاحب محل الكوثر في سوق الحلة الكبير
اجابنا حول اشهر انواع (العبي) ومناشئها:
(( ان اشهر صناعة هي اليابانية بانواعها (كوثر نخلتين،
وكوثر طيرين، والجوادين، والتاج) اما العباءة الكورية فان
هناك عشرات الانواع منها (ليزر، كوثرة بهبهان، روح وريحان،
عطر محمدي، الزبدة، الجرجيت، كوثر الزهراء، الذهب، السهلة،
الميراج، الشبح اضافة الى عروس بغداد وعروس شمر وعروس
الكويت وعروس دبي وعروس ايران وكما ترى فان طريق الفرح يمر
من محلاتنا اما (العبي) الفرنسية والكلام لاحمد فاهمها
الفرنسي تترون 901 وابو الباون وبرج ايفل وسموكن خشن
والاخير لامهاتنا والفلاحات ايضا.
اما الاسعار فالعباءة الجوادين سعرها (85) الف دينار اما
الكوثر نخلتان ياباني (60) الف دينار في حين تتراوح اسعار
العباءة الكورية من (20-25) الف دينار والاقل سعراً
العباءة الصينية كونها ليست بالمستوى المطلوب.
خياطو العباءات
يقوم الرجال بخياطة العبي النسائية وهم الابرز والاكثر
تقنية واتقاناً وتتراوح اسعار الخياطة بين (15) الف دينار
وتسمى شد الورد او (10) الاف دينار درازه شيرازي اما
النساء من الخياطات فتتراوح الاجرة بين (5-10) الاف دينار
غير ان النسوة يشتكين دائما من عدم الالتزام بالمواعيد
وخاصة ايام الاعياد والاعراس اذ ان العروس لا تكتمل زينتها
إلا بالعباءة التي اختارت وبالذات اذا كانت مطعمة
بالكلبدون والبلابل والزينة.
الفقيرة والوجه
الثاني
سلام عبد الاله، صاحب محل لبيع (العبي) اكد ان الاقمشة
الغالية تصرف اكثر بسبب تحسن الوضع الاقتصادي للمواطن عكس
ما كان في السابق حيث كانت المرأة وبسبب ضيق الحال تضطر
الى قلب العباءة الى الوجه الثاني بعد ان يتغير لونها او
تقوم بصبغها اما الان فالوضع تغير والحمد لله.
الجبة ليس منافساً
ويضيف سلام ان (الجبة) لم تنافس العباءة بل ان الاقبال على
ارتداء العباءة ازداد وخاصة بعد السقوط. وقد شاهدنا في بعض
المحال عباءات جاهزة وباسعار مناسبة وبمختلف القياسات
كبيرة وحتى للاطفال باعمار عدة سنوات.
الحاج ابو احمد
بزاز تحول الى بيع (العبي) منذ عشرات السنين، اكد ان
المحال التي كانت تبيع العباءة بعدد الاصابع اما اليوم
فاصبحت بالعشرات وكنا نبيع المواطن بالتقسيط وخاصة
الفلاحين حتى بيعهم لانتاج الموسم او الحصاد وكانوا صادقين
معنا في التعامل وما زال الاحترام متبادلا بيننا.
قالت الحاجة ام
وسن
شاهدت العباءة السعودية وفيها مجال فقط للرؤيا حيث تتوشح
المرأة بالكامل وطبعاً هنالك العباءة الخليجية
والمغربيةواليمنية والمصرية التي توضع على الاكتاف وتنفرد
العراقية بهذا الشكل وتقوم المراة باخذ (البروفة) للتأكد
من الطول وقياس الكتفين وتذهب للخياطة اكثر من مرة لزيادة
التأكد وتمثل العباءة سترا للمرأة وفي العشائر العراقية
يحاسب من يسقط عن المرأة عباءتها.
لقد احتلت العباءة حيزاً من الفولكلور والتراث الشعبي
العراقي فكتبت الاشعار والفت الاغاني والرقصات ومن الاغاني
المشهورة (يا أم العباية حلوة عباتج واغنية ذبي العباية)
اضافة الى عشرات الاعمال التي تغزلت بها وبمن ترتديها .
|