المدى الثقافي

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

مسرحية نساء لوركا .. خطوة على طريق مسرح عراقي جاد

فاضل ثامر
تبدأ (نهارات المدى) نشاطاتها الثقافية المتنوعة اعتباراً من يوم الجمعة 26/ 5 في قاعة المسرح الوطني، من خلال افتتاح يتضمن في منهاجه عرض مسرحية (نساء لوركا) تأليف واخراج د. عواطف نعيم.. ونقدم هنا قراءة للمسرحية يقدمها الناقد فاضل ثامر.
اللعبة المسرحية والتاليفية التي خاضتها الفنانة د. عواطف نعيم، مؤلفة ومخرجة، في عرضها المسرحي الجديد "نساء لوركا" والذي قدمه "محترف بغداد المسرحي" الذي اسسه الفنان عزيز خيون على قاعة المسرح الوطني في 14/ 5/ 2006 تنطوي على مغامرة كبيرة: فهي في الجوهر، تنهض على افتراض تخييلي تجتمع فيه شخصيات مسرحية مختلفة ومن فنون درامية مستقلة، تحت سقف واحد.
فقد شاءت د. عواطف نعيم ان تدعو بطلات مسرحيات لوركا الأربع "ماريانا بنيدا" و"برناردا ألبا" و"عرس الدم" و "يرما" الى وليمة دموية فاجعة تحت سقف بيت برناردا البا الكئيب المغلق والعصي على الفرح، والذي تخيم عليه ، بصورة أزلية، طقوس حدادٍ دائم ليس فقط بسبب وفاة الاب، وتهيمن عليه ارادة فردية مستبدة هي ارادة الام والارملة والطاغية برناردا ألبا، التي تحيل حياة بناتها الخمس في مسرحية لوركا الاصلية: أو غسطينا وماجدلينا، واميليا ومارتيريو واديلا الى سجن مظلم، فالنوافذ موصدة والستائر مسدلة والهواء راكد واللون الاسود هو لون الحداد الابدي المفروض على الجميع.
ولم يكن اختيار د. عواطف نعيم لاعمال الشاعر المسرحي الاسباني الشهيد فيدريكو غارسيا لوركا الذي اعدمته العصابات الفاشية الفرانكوية في وضع شبيه بالمشهد العراقي اعتباطياً، فقد عرف عن هذا الشاعر المسرحي تعاطفه العميق مع قضية المرأة الاسبانية في عصره حتى لتبدو مسرحياته موقوفة بشكل كلي على تحليل هموم المراة ومعاناتها واوجه القمع والاحباط والتعسف الذي تتعرض له من قبل المؤسسة الاجتماعية، بل ان دور البطولة في مسرحياته يكاد يكون مقتصراً حصرياً على العناصر النسوية فمسرحية "بيت برناردا البا" مثلاً تقتصر على العناصر النسوية وتخلو كلياً من العناصر الرجالية، وهو امر ينطبق على معظم اعماله المسرحية الشعرية بنسب متفاوتة والتي تحمل عنوانات بطلاتها مثل "يرما" و "ماريانا بنيدا" و "الاسكافية العجيبة" إضافة الى "بيت برناردا ألبا".
وقد كنت اتوقع ان تعمد المؤلفة الى افتراض أو اجتراح بنية درامية جديدة تتحرك من خلالها شخصيات لوركا النسوية الخمس، ولكنها وللاسف اختزلت ذلك بعملية "تصرف" محدودة من خلال الاتكاء على بنية درامية جديدة مأخوذة كلياً عن مسرحية "بيت برناردا ألبا" في سلسلة من النتاجات بل والمقتبسات المباشرة، بين برنادرا البا وبناتها الخمس في مسرحية لوركا ، تعمد المؤلفة الى استعارة ثلاث شخصيات مسرحية من مسرحيات لوركا الاخرى والاحتفاظ بحضور شخصية مسرحية واحدة فقط من بنات برناردا البا هي الابنة الصغرى "اديلا" وهكذا انتصرت المسرحية على شخصية الام المتسلطة واربع من نساء لوركا، وهي نفس البنية الدرامية والمكانية لمسرحية لوركا الاصلية "بيت برناردا ألبا".
تقوم البنية الدرامية على تضاد حاد ضمن ثنائية السيد / العبد، أو الحاكم المستبد/ المواطن المضطهد، حيث تمثل شخصية برنادا المحور المركزي للصراع الدرامي، فهي رمز للاستبداد والهيمنة المطلقة المتحكمة في حركة الشخصيات الاربع، فهي الام، والحاكم المستبد في الوقت ذاته. ويمثل الصراع بين ارادتين: ارادة السلطة الحاكمة الغاشمة، وارادة التمرد والحرية مركزاً محورياً في نمو الحدث الدرامي وتفجره في نهاية العرض المسرحي عندما تتنصر ارادة الحرية التي تمثلها الشخصيات النسوية الاربع بقتل رمز الاستبداد والسلطة الطاغية برناردا البا، وقد ادت الدور الرئيس لشخصية برناردا الفنانة الكبيرة فاطمة الربيعي التي تقمصت الدور بنجاح كبير، حتى بدا حضورها على المسرح طاغياً ومؤثراً، وقد اعتمدت في حركاتها على انموذج للعسكري المتغطرس، وكان الحذاء العسكري الثقيل الذي ترتديه علامة سيميائية على حضور السلطة العسكرية.
وكنا نأمل ان توفق المؤلفة في إعادة نسيج الحدث الدرامي الجديد وحوارات الشخصيات المسرحية بطريقة تهدف الى تصعيد الصراع، لكن الكثير من خصوصيات نساء لوركا تضيع تماماً، وتبدو بعض الشخصيات وكأنها تتحدث مع نفسها في مونولوغات طويلة شبيهة بحوارات مسرح العبث وبشكل خاص في مسرح صموئيل بيكيت "في انتظار غودو".
فشخصية يرما التي قدمتها الفنانة اقبال نعيم كادت تضيع في زحمة الحوارات غير المترابطة، وبات من العسير على المشاهد العادي ان يدرك كنه الازمة الصراعية التي تعيشها يرما المتمثلة في توقها الى الأطفال والتي تصطدم بلا مبالاة الزوج أو عقمه، وهو ما دفعها في مسرحية لوركا الاصلية الى قتل زوجها الذي حرمها من الأطفال وهي تصرخ : "لقد قتلت ولدي".
كما ان شخصية "العروس" التي ادتها الفنانة عواطف نعيم ضاعت هي الاخرى وهي شخصية مركزية في مسرحية لوركا المشهورة "عرس الدم" حيث تعمد هذه الشخصية الرومانسية الى الهرب في ليلة عرسها مع حبيبها (ليوناردو) مفجرة بذلك نهراً من الدم ينتهي بمقتل شابين جميلين : ليورناردو الحبيب من جهة والزوج المفجوع بكبريائه من جهة أخرى. لقد بدت لنا شخصية "العروس" في العرض المسرحي الحالي باهتة وعرضية ولم تستطع ان تستقطب انتباه المشاهدين.
لكننا نعترف من الجانب الاخر، بنجاح المؤلفة في خلق شخصيتي (ماريانا) و (اديلا) اللتين هيمنتا على الفعل الدرامي. وماريانا هي في الاصل بطلة مسرحية لوركا الموسومة "ماريانا بنيدا" وتدور احداتها حول امرأة عاشقة وثورية في آن واحد تطرز من اجل حبيبها الثوري علماً لثورة قادمة، لكن خيوط الثورة تنكشف قبيل التنفيذ ويهرب قادة الثورة بينما تسقط البطلة (ماريانا) بايدي رجال السلطة لانها قامت بتطريز كلمة الحرية على راية الثوار وعلى الرغم من التعذيب الوحشي ترفض ماريانا الادلاء باسماء الثوار وتفضل ان تعتلي المشنقة دفاعاً عن قيم الثورة. ومن الجدير بالذكر ان مسرحية لوركا هذه كانت قد قدمت على المسرح لاول مرة عام 1927 حيث قام الفنان السريالي الكبير سلفادور دالي بتصميم ديكور المسرحية. لقد نجحت الفنانة (سمر محمد) في اداء دور ماريانا بحرارة واستطاعت ان تنتزع اعجابنا بحضورها المؤثر، كما كان اصرارها على الصمود والتحدي ملهماً لبقية شخصيات المسرحية للتمرد والانتفاض على برناردا البا رمز السلطة الغاشمة في نهاية العرض المسرحي الجديد.
وربما وبالدرجة ذاتها، نجحت المؤلفة في تطوير شخصية (اديلا) التي قدمتها بصورة باهرة ومتألقة الفنانة الشابة (شعاع ضياء) وهي بالاصل الابنة الصغرى للام برناردا ألبا في مسرحية لوركا الاصلية. كانت (أديلا) في العشرين من عمرها، وكانت تبحث عن حقها في البحث متحدية طقوس الحداد والموت والعقم التي تفرضها الام المستبدة على المناخ الاسري، فتقيم علاقة مع حبيبها (بيب آل رومانو) وتقرر الهرب معه في مشهد شبيه بهرب العروس مع حبيبها ليوناردوا في مسرحية "عرس الدم" لكن الام المستبدة تسد الطريق بوجهها وترديها قتيلة لتتحول الى ضحية أخرى من ضحايا الاستبداد والقمع.
ومن هنا نرى ان الفنانة د. عواطف نعيم قد تخلت الى حد كبير عن دور المؤلفة، خالقة النص الجديد الى مجرد معدة بتصرف لنصوص لوركا المسرحية بسبب اتكائها على على تناصات حوارية ولفظية وشعرية مفرطة والتزامها بنية درامية ومكانية وزمانية واحدة مستقاة من مسرحية "بيت برناردا ألبا" لكننا مع ذلك لا نقلل من اهمية العنصر التأليفي الجريء للفنانة عواطف نعيم، وهو جهد يذكرني بمنحى مهم في كتابات مؤلفينا المسرحيين في استلهام الاعمال المسرحية الكلاسيكية وتقديمه عبر منظومات جديدة، ولاشك في ان الإضافات التي قدمتها الفنانة للنص الأصلي مهمة، ومنها تمرد الشخصيات اللوركوية النسوية في نهاية المسرحية وقتلها شخصية برناردا رمز التسلط والطغيان، وفي إضافة ثيمة جديدة، قد لا تبدو مبررة عندما تظهر سلطة الاستبداد في نهاية العرض المسرحي ثانية ممثلة هذه المرة بشخصية يرما التي تعيد تقمص شخصية الحاكم المستبد لتكرر ما اعلنته برناردا ألبا في بداية المسرحية.
"اعلمن جميعاً ان الحداد لدينا طويل ، ينبغي ان لا يدخل خلاله
من ابواب هذا المكان، ولا من منافذه حتى هواء الطريق نفسه
ولتعتبرن منافذ هذا المكان ، كما لو كانت مسدودة لا مخرج منها ولا مدخل اليها".
وكانما لتأكيد دورة الاستبداد الازلية وتواصل ثنائية الجلاد/ الضحية عبر التاريخ الانساني.
وفقت المؤلفة المخرجة في اضفاء مسحة تراجيدية قاتمه على الجو المسرحي تقترب الى حد كبير من اجواء مسرح القسوة عند ارتو، وتذكرنا بشكل خاص باجواء مسرحية "الخادمتان" للمسرحي الفرنسي جان جينيه حيث البطولة النسوية مطلقة، وحيث تهيمن القسوة على كل تفاصيل العمل المسرحي، وكانت الفنانة عواطف نعيم كما اتذكر البطلة الرئيسة لمسرحية جينيه تلك.
هذا وكانت عناصر السينوغرافيا التي صممها الفنان سهيل البياتي مختزلة وتعبيرية الى حد كبير، وافادت الى حد من بعض مقومات مسرح الصورة عند الفنان صلاح القصب وبشكل خاص في توظيف دلالة القماش الابيض والستائر التي استحدثت لتؤدي وظائف مختلفة، فقد استخدمت تارة كقماط متخيل للأطفال وكمشنقة تارة أخرى.
ولا يسعنا في النهاية الا ان نشد على ايدي فريق العمل والفنيين وبشكل خاص الفنان سنان العزاوي الذي نظم الاضاءة المسرحية والفنان المغترب معتز عبد الكريم الذي اعد الموسيقى التصويرية والمؤثرات والفنان عماد غفوري الذي اختار وصمم الازياء المسرحية، والفنان بهاء خيون الذي اشرف على الادارة المسرحية.
ومما لاشك فيه ان نجاح "محترف بغداد المسرحي" في تقديم مثل هذا العرض المسرحي المبتكر وفي هذا الظرف بالذات تأكيد آخر على حيوية المسرح العراقي الجاد وتطلعه لتجاوز كل العقبات والتحديات وهو ايضاً تأكيد على تمسك الفرد العراقي ببناء حياة مدنية سلمية آمنة بعيداً عن اصوات المفخخات وانهار الدم التي يغرق بها التكفيريون والارهابيون ارض العراق الطاهرة.
تظل مسرحية "نساء لوركا" خطوة مهمة على طريق خلق مسرح عراقي جاد.


الحياة التي تتكرر كل مساء .. دوريس ليسنغ في الرابعة والثمانين وتكتب "الحلم الشهي"
 

ترجمة/ نبأ حيدر

صدور روايتها الاخيرة (الحلم الشهي) هو بمثابة حدث ادبي وانساني بحد ذاته فالكاتبة الانكليزية دوريس ليسنغ نشرت مؤخراً روايتها هذه في الوقت الذي تجاوزت فيه سن الرابعة والثمانين.
وهي وان كانت تسخر من ماضيها اليساري. الا ان ذلك لا يمنعها من انتقاد طوني بلير وجورج دبليو بوش وبأقسى التعابير.
جرى الحوار مع الكاتبة الانكليزية التي ولدت في ايران وترعرت في روسيا والمستقرة الان في ضباب لندن.
* شوارع لندن الجميلة حيث تقيمين تحمل اسماء ابطال ملاحم واساطير وكأنك ترتاحين للعيش في الماضي بعيداً عن الحداثة؟
- هذه مجرد صدفة بالتأكيد. وان كنت لا اخفي اعجابي بهذا الحي وباسماء شوارعه بصورة خاصة.
* ماذا عن روايتك الجديدة "الحلم الشهي"؟
- تدور احداثها في الستينيات، ومحورها معاناة ربة عائلة.
* لماذا اخترت الستينيات، هل من باب الصدفة ايضاً؟
- لا، يومها كان الزمن مختلفاً. كانت العلاقات بين الناس أكثر عفوية وحرارة كان بامكانك ان تزور شخصاً بالكاد تعرفه، لقد ضيفت الكثيرين في منزلي، وكان بعضهم يبقى مقيماً عندي لعدة أسابيع. اشياء صغيرة حميمية، يستحيل مجرد التفكير فيها الان ..
* هل كان الزمن الماضي مشرقاً كله ؟
- لا، بل كان يحتوي ايضاً على الكثير من الشوائب كان عليك ان تتكلم بالعبارات المناسبة للموقف وبالطريقة المناسبة وان تأكل وتمشي بالطريقة المناسبة. الحاضر أفضل كثيراً من الماضي من هذه الناحية، اللغة كانت خشبية والانفعالات مصطنعة، ولم يكن ذلك مقتصراً على المجتمع الانكليزي بل على سائر المجتمعات الغربية تقريباً، مع إننا كنا نعيش في اتون الحرب الباردة جيل الشباب كان بدا يتجه نحو الميوعة والانحلال. وكان في اعماقه رفض شديد لمجرد فكرة الحرب.
* وانت كواحد من جيل الشباب في تلك المرحلة كيف كنت ؟
- كاتبة وفقيرة ومطلقة مرتين واذكر إنني كنت اعيش في روديسيا وعندما أردت العودة الى انكلتر بعد انتهاء الحرب لم تكن بواخر السفن متوفرة وكيف ان زوجي الثاني غو تفريد ليسنغ الذي كان المانياً وشيوعياً اراد الحصول على الجنسية الانكليزية مما جعلني أؤخر معاملات الطلاق ريثما يحصل عليها، ليس اصعب على المرأة، أي امرأة من ان تعيش مع رجل هي في حكم الطالق منه.
* وكيف خرجت من تلك المشكلة؟
- ذهبنا لاتمام معاملات الطلاق فور خروجنا من الدائرة الحكومية التي منحته الجنسية ولكن مشكلتنا الوجودية هي افكارنا الغبية وشبابنا المجنون. كان زوجي الثاني غوتفريد ليسنغ شيوعياً ناشطاً مثل جوني لبنوكس بطل الرواية. وانا ايضاً كنت مثله كنا شباباً مجانين مفتونين بالشيوعية. كنا نؤمن فعلاً بان اللاعدالة والعنصرية والفقر سوف نزول في خلال عشر سنوات بواسطة الشيوعية، ولاشك في ان تلك الافكار الغبية كانت ردة فعل لدى الانكليزي والغربي عموماً وغيره. للتغلب على اهوال الحرب التي كانت تضغط بقوة من الداخل على ذواتنا، ومازلت اتذكر ان الرجل الذي تولى الترجمة لي خلال ذهابي الى باريس للمشاركة في اجتماع للحزب الشيوعي، كان (كريستان تزارا) الذي اشتهر لاحقاً كواحد من كبار فلاسفة السريالية.
* هل هذه سيرة ذاتية ام احداث روائية؟
- انها الاثنان معاً، الروائي يكتب عن حياة الاخرين، واعتقد ان من حقه ان يكتب عن حياته هو، وخصوصاً عندما يقترب من نهاية الشوط.
* هل تخافين الموت؟
- لم افكر بذلك بعد .. (ضاحكة) مازال التفكير بالموت مبكراً، فعمري لم يتجاوز الرابعة والثمانين بعد.
* ماذا عن الاشياء والذكريات الجميلة في ماضيك؟
- وصلت الى لندن عام 1949 رأيتها غارقة في عتمة الرمادي والكآبة، جدران المدينة لم تطل بدهان جديد منذ الحرب. وكان الركام والانقاض لاتزال منتشرة في معظم احيائها، والمتاجر تغلق والشوارع تقفر من المارة مع بدايات المساء لكن مع نهاية الخمسينيات كان كل ذلك قد تغير والبلد عاد ليقف على قدميه والاقتصاد نهض من جديد وبدأ يزدهر بقوة واستعادت لندن وغيرها من مدن انكلترا حياتها الليلية، لقد سارت أوروبا نحو الأفضل لكن باستثناء المانيا.
* ولدت في ايران، وعشت في روديسيا (زيمبابوي الان) هل تشعرين الان بحنين الى اماكن ماضيك؟
- انا لا اعيش في الماضي وان كنت لا اتنكر له. يحزنني كثيراً البؤس الذي تعيش فيه زيمبابوي بعد الازدهار الذي كانت عليه أيام روديسيا. انهم يأكلون حيواناتهم الان لكي لا يموتوا جوعاً ويفتكون باشجار غاباتهم لكي يعتاشوا من ثمن الخشب والسبب الفقر والجوع. نزحت نسبة كبيرة من الزيمبابويين الى الخارج وخصوصاً الى استراليا ونيوزلندا ومليون منهم نزحوا الى جنوب أفريقيا. قبل ثلاثين أو أربعين سنة لم يكن احد يتصور ان تصل زيمبابوي الى هذه الحالة. انه ذلك الرجل الغبي (موغابي) وجماعة الفساد المحيطون به والجيش الذي يحميه.
* ما تفسيرك لظاهرة الانتشار الهستيري لقصة هاري بوتر؟
- انها شيء مدهش. يكفي انها جعلت الأطفال يقبلون مجدداً على القراءة.
* انت كاتبة ممتازة لكن هل انت قارئة ممتازة ايضاً؟
- كنت لاازال في العشرين من عمري عندما انهيت قراءة كافة روايات كبار الكتاب الروس واكتشفت ايضاً عظمة فيرجينا وولف وبروست وستاندال. كانت القراءة بالنسبة لي المهرب من كوابيس المجتمع الروديسي واذا كنت قد احببت بصورة خاصة تولستوي ودستيوفسكي فلأنني رأيت في كتاباتهما ما يمكن استخدامه كأداة لتحرير روديسيا من حكم وطغيان الاقلية البيضاء. في رواية (انا كارنينا) يعتقد البطل ليفين ان بساطة وعفوية الفلاحين تجعلهم اقدر على فهم الحياة.
* مع اقترابك من منتصف عمرك هل تشعرين بان الحياة قد مرت بسرعة؟
- فعلاً اعتقد ان قطار العمر أصبح اسرع مما كان، عندما نكون اطفالاً تكون الايام لا متناهية ولا معدودة. الطفولة هي العيش خارج الزمن، لكن عندما نكبر يتغير كل شيء واصعب ما في ذلك إننا لا نعود نهتم بكم مر علينا من سنين، بل بكم بقي لنا .
* هل تؤمنين باستمرارية الحياة بطريقة ما بعد الموت؟
- لا اعرف، اخاف فعلاً من التفكير باشياء كهذه. لقد عالجت جميع الاديان هذه المسألة واعتقد انه يمكن الاطمئنان الى التفسيرات الدينية.
* كيف يمكن ان تختصري معنى الحياة بإيجاز؟
- صراع ازلي ابدي بين الخير والشر ومن ينتصر؟! لاهذا ولا ذاك. سيبقى دائماً الخير والشر وسيبقى الصراع دائراً بينهما كانها مسرحية تتكرر كل مساء.


الببلوغرافية الوطنية العراقية 1996-2000 .. اصدار: دار الكتب والوثائق- المكتبة الوطنية
 

عرض: المدى الثقافي
اصدرت المكتبة الوطنية (دار الكتب والوثائق) القسم الاول من الببلوغرافية الوطنية العراقية بين عامي 1996-2000 بعد توقف اصدارها عام 1996 وهذا العمل الحيوي جهد محمود للذوات الذين عملوا على انجاز هذا العمل وفي مقدمتهم الذوات د.سعد بشير اسكندر وجمال عبد المجيد ونضال محمود وابراهيم قادر ولجنة العمل المشكلة في المكتبة، وقد جاء هذا العمل حاوياً على ما خطط له منفذوه وفق تصنيف ديوي العشري (الذي يضم المعارف العامة، الفلسفة، الديانات، العلوم الاجتماعية، اللغات، العلوم البحتة، العلوم التطبيقية، الفنون، الادب، الجغرافية، التراجم، التاريخ) وقد فات معدو الببلوغرافية ان هذا التقسيم عام وان لكل قسم فروعه المتعددة التي لم يلتزم بها دوماً فقد التزمت الببلوغرافية بقسم (المعارف العامة) بالتقسيمات الفرعية وكانت غير دقيقة في تقسيم قسم (اللغة) حيث حددته بـ(علم اللغة- اللغة العربية- اللغات الاخرى) وجمعت في حقل (اللغة العربية) كل اصناف الشعر والقصة والرواية والنقد الادبي والدراسات اللغوية والصحافة بتداخل مخل وفيما يلي الملاحظات الاخرى التي نجدها مهمة على هذه الببلوغرافية.
1-في حقل الديانات- الدين الاسلامي وتحت رقم (224) ورد كتاب السيد حامد كاظم عباس (الدلالة القرآنية عند الشريف الرضي- دراسة لغوية) اذ يعد الكتاب دراسة في اللغة لا في الديانات.
2-ورد في حقل العادات والتقاليد، اداب السلوك، الفولكلور الكتب التالية التي لا تدخل في هذا الحقل:
أ-تحت رقم 849 كتاب (منهاج الفعاليات الثقافية والفنية) اصدار وزارة الثقافة والاعلام لعام 1997.
ب-تحت رقم 842 كتاب (منهاج فعاليات الذكرى الخامسة.. الخ).
جـ-تحت رقم 843 كتاب ثناء بهاء الدين التكريتي (اضطرابات السلوك عند الاطفال).
د-تحت رقم 844 ورد اسم كتاب (سحر الحقيقة) سر الحقيقة ولعله خطأ طباعي
هـ-تحت رقم (847) ورد اسم مؤلف كتاب (جوانب مشرقة من التراث الشعبي العراقي) شكر حاجم الصالحي والصحيح ان الصالحي كان معداً للكتاب الذي الفه الكاتب الراحل جبريل الحمد
و-تحت رقم 851 ورد اسم كتاب باسم عبد الحميد حمودي (التراث الشعبي والرواية) والصحيح هو (التراث الشعبي والرواية العربية الحديثة) وقد صدر عن سلسلة الموسوعة الصغيرة
دار الشؤون الثقافية العامة لسنة 1998 وليس من الجهة المدونة خطأ.
ز-تحت رقم 852 ورد اسم كتاب السيد عبد العزيز ابراهيم (الرواية الثانية) والصحيح انه كتاب في التحقيق اللغوي لا في الفولكلور او العادات والتقاليد.
ح-تحت رقم 855 ورد اسم كتاب د.جعفر عباس حميدي (وثائق انتفاضة العراق عام 1956) وهو كتاب في التاريخ السياسي الحديث لا في الفولكلور.
3-في حقل اللغة الذي حوى على اقسام (علم اللغة- اللغة العربية- اللغات الاخرى) نجد الملاحظات التالية.
أ-تحت رقم 865 ورد موضوع (الخط العربي) باعتباره كتاباً صادراً عن (المجمع العلمي العراقي) والصحيح انه الجزء الخامس من مجلة (لغة الضاد) التي تكرر ذكرها تحت رقمي 870-871 وهي مجلة ينبغي ذكرها في الدوريات.
ب- تحت رقم 877 ورد ذكر كتاب عبد اللطيف ثنيان (صفحات من قاموس العوام في دار السلام) وهو كتاب اعده السيد عامر رشيد السامرائي (لم تذكر الببلوغرافية اسمه) وهو في الفولكلور واللغة العامية.
4-في حقل (علوم الارض) وتحت رقم 979 ورد اسم كتاب السيد محمد احمد السامرائي (البحر المتوسط صراع ام تعاون) وهو كتاب في السياسة في علوم الارض.
5-تحت رقم 986 ورد اسم كتاب السيد كاظم فالح حسين ال حمد (الازهار في معرفة الاحجار) وهو كتاب في الاحجار الكريمة والفولكلور.
6-في حقل (الزراعة) وتحت الارقام 1110-1111-1112 حتى 1117 وردت عدة كتب في الطب البيطري وتغذية الدواجن.
7-في حقل (الموسيقى) تحت الارقام 1231-1232-1233 كتب (مجموعة في الاغاني العامية العراقية)- (الابوذية ومراحل تطويرها)- (الاغاني الشعبية الموصلية) وهذه الكتب تندرج في حقل الفولكلور ايضاً.
8-تحت رقم 1318 ورد كتاب داود سلمان الشويلي (الذئب والخراف المهضومة) في حقل (الادب العربي) والصحيح أن يكون في حقل الفولكلور.
9-لا يصح وضع كتب غزل القوافي 1362 وعشك كلبين 1363 ومحطات مضيئة في شعر سوق الشيوخ 1364 وتل الورد 1365 في حقل (الادب العربي) بل في حقل الشعر الشعبي.
هذه الملاحظات جزء من ملاحظات اوسع على الببلوغرافية الوطنية العراقية الذي كان من الضروري للاخوة معديها ان يضعوا فهارس الاسماء والموضوعات في نهاية الاصدار ولهم اطيب التحايا.


سعد هادي في تجريد شرقي

عبد العليم البناء

تدور رواية (تجريد شرقي ،دار نينوى- دمشق 2006وهي الرواية الثانية للكاتب سعد هادي بعد روايته الاولى (ليلى والقرد دار نينوى -2005) في جو حلمي وعبر رحلة يقوم بها البطل في الصحراء خلال زمن غير محدد حيث لاوضوح للأحداث وللتتابع الزمني او ملامح الشخصيات. بل ان الحوارات في الرواية تبدو كأنها مونولوجات متعارضة تخاطب بها الشخصية الرئيسية ذاتها، اما الدفتر الصغير الذي تعثر عليه هذه الشخصية فيبدو كأنه يكرر الأحداث او ان ما يجري في حقيقة الامر هو اعادة تمثيل للأحداث الواردة فيه.
الرواية بشكل ما عبارة عن متاهة متصلة نتذكر من خلال المرور فيها او محاولة كشف اسرارها مقاطع نثرية متعاقبة تبدو للوهلة الاولى بلا ترابط وحكايات عن شخصيات تاريخية معروفة ولوحات لرسامين مشهورين واعمال نحتية من مختلف العصور والاتجاهات الفنية، والطريف ان الرواية مهداة الى الرسام والناقد العراقي الراحل شاكر حسن آل سعيد والى متاهاته المعرفية وذلك ما قد يفسر للقارئ غرابة احداثها وطريقة بنائها لمبتكرة.
وسعد هادي من مواليد بغداد -
محلة الفضل عام 1956 ويعمل في الصحافة منذ عام 1975 وحاصل على ماجستير في النحت من كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد وسبق له ان نشر العديد من الدراسات والبحوث عن الفن التشكيلي في مختلف المجلات العراقية والعربية كما صدر له كتابان في القصة : (طبيعة صامتة - دار الخريف - بغداد 1990) و (الاسلاف في مكان ما دار الشؤون الثقافية بغداد 2004) ...

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة