اقتصاديون
واكاديميون في جامعة البصرة:الركود
الاقتصادي وزيادة التضخم في اسواق البصرة سببهما غياب
الخطط الاستثمارية والوضع الامني
البصرة /عبد الحسين الغراوي
تشهد محافظة البصرة حالة
من الركود الاقتصادي وزيادة حالات التضخم في اسواقها
التجارية الكبيرة بالرغم من زيادة شراء المولدات
الكهربائية الصغيرة من قبل المواطنين البصريين الذين
يعانون انقطاعاً دائماً للكهرباء او شراء اجهزة التبريد
التي صارت بلا فائدة في الغياب المزمن للكهرباء.
ولمتابعة اسباب حالة الركود الاقتصادي او زيادة التضخم في
اسواق البصرة استطلعت (المدى) آراء عدد من الباحثين
الاكاديميين الاقتصاديين في مركز دراسات الخليج العربي
بجامعة البصرة لمعرفة فيما اذا كان لهذا الركود علاقة
بالاستقرار الامني وهل في استكمال تشكيل الحكومة انفراج في
الجانب الاقتصادي وعودة الاستقرار لحركة السوق بهدف رسم
سياسة اقتصادية واستثمارية واستقرار حركة الاسواق التجارية.؟
الدكتور عبد الجبار الحلفي الباحث الاقتصادي ورئيس قسم
الاقتصاد في مركز دراسات الخليج العربي في جامعة البصرة
قال عن ظاهرة الركود الاقتصادي في البصرة:
عاصمة تجارية
ان الكساد الاقتصادي في محافظة البصرة هو جزء من الكساد
الاقتصادي في العراق، لكن الظاهرة الغريبة هي ان البصرة
ميناء العراق الوحيد وهي العاصمة التجارية للعراق.. ثم
تساءل الدكتور الحلفي ولكن لماذا هذا الكساد؟
واجاب: اعتقد ان هناك اسباباً كثيرة منها:
1-انعدام المشاريع في هذه المحافظة.
2-غياب خطة استثمارية دقيقة بالمعنى الاقتصادي.
3-اهمال الحكومة المركزية إعمار مدينة البصرة.
4-تخلخل الوضع الامني وتقلباته.. ويمكن ان يكون لتشكيل
الحكومة اثر على تفعيل الحركة الاقتصادية، وهذا تابع
لسياسة الدول في المجال الاقتصادي.. ويكون له اثر عندما
تعلن الحكومة في برنامجها تخصيص مشروعات تنموية وخدمية
لمحافظة البصرة وتعلن عن مواعيد لتنفيذها دون تلكؤ.
ثم يرى الدكتور عبد الجبار الحلفي ان الحكومة الجديدة اذا
سارت على نهج الحكومات السابقة فان الوضع الاقتصادي سيزداد
سوءا مما يؤثر في زيادة تدهو الوضع الامني.
في حين اشار الباحث امجد صباح من قسم الدراسات الاقتصادية
في مركز دراسات الخليج العربي:
ان الحالة العراقية نجد فيها الوضع الامني يفرض نفسه بقوة
كأحد العوامل المهمة والمؤثرة على الاسواق العراقية مبينا:
لا يبدو ان تشكيل الحكومة له اثر كبير في تنشيط الاسواق
بقدر استقرار الوضع الامني الذي سيكون له اثر كبير في
تحفيز الاسواق والمستثمرين على حد سواء.. والباحث في القسم
الاقتصادي في المركز يحيى حمود حسن له رأي بهذا الخصوص قال
عنه:
يعاني الاقتصاد العراقي حالة الركود التضخمي.. وهذه الحالة
من اشد المشكلات الاقتصادية التي عانت منها الكثير من
الدول النامية لان هناك ارتفاعا مستمرا في الاسعار وفي
الوقت نفسه تشهد الاسواق حالة ركود.. ويعزو الباحث الى
السبب بقوله:
-في الواقع هناك العديد من الاسباب الاقتصادية والسياسية
لهذه الظاهرة فارتفاع دخول بعض موظفي الدولة والنقص في بعض
حوائج الاسر العراقية يدفع نحو ارتفاع الاسعار يقابلها
ارتفاع مستمر في ايجارات المحال التجارية كما ان سوء
الاوضاع السياسية وفقدان الامن وعدم الاستقرار الامني يدفع
بكثير من المواطنين واصحاب رؤوس الاموال والمستثمرين الى
عدم الاستثمار بسبب الظروف التي اشرت اليها..
اما الباحث الاقتصادي في مركز دراسات الخليج العربي في
جامعة البصرة احمد صدام عبد الصاحب فقد اشار:
تبينت حالة الكساد الاقتصادي بشكل لافت للنظر في اسواق
البصرة في الاونة الاخيرة، اذ يمكن ارجاع اثر ذلك الى
انخفاض مستوى الطلب من قبل المستهلكين من قيام التجار
بزيادة العرض من مختلف السلع بسبب زيادة الطلب بشكل كبير
كنتيجة للزيادة النسبية في رواتب موظفي الدولة، اذ كانت
هناك قوة شرائية لا بأس بها نسبة الى شرائح المجتمع الاخرى..
واوضح الباحث قائلا:
وبعد ان حصلت حالة الاشباع النسبي لهذه الشريحة من السلع
والخدمات والاجهزة المنزلية الاساسية، انخفض الطلب عليها
مقابل استمرار الزيادة في العرض ولا ننس ان هناك عوامل
اخرى مؤثرة في الكساد مثل ارتفاع مستوى الاسعار قياسا
بالسنة الاولى بعد الحرب فضلا عن تغيير الانماط
الاستهلاكية لدى الجميع واثر ذلك في اضعاف القوة الشرائية..
وعن رأيه بتشكيل الحكومة واثرها علىالجانب الاقتصادي.. اكد
الباحث: من المؤكد ان تشكيل الحكومة مع تحسن في الوضع
الامني سيخلفان حالة من التفاؤل لدى المستهلكين تدفعهم
بشكل غير مباشر الى زيادة تحسين نظرتهم وحساباتهم
المستقبلية.
|