في يوم
التخرج ..
فرح التخلص من
الامتحانات.. والقلق من المستقبل
مها
عادل العزي
في
هذا اليوم يوم التخرج يجتمع الطلاب احتفاءً بيومهم، فتضع
الطالبات أكاليل الورد الطبيعي ويرتدي الطلبة أربطة تناسب
بدلاتهم الأنيقة ويستعد الجميع لالتقاط صورة خالدة.. صورة
التخرج التي ستؤطر في ما بعد ضمن الصور التي تعلق في أهم
أركان البيت أنه يوم التخرج، فمن من طلبة الجامعات
والمعاهد لا يذكر هذا اليوم؟!
في أروقة جامعة بغداد كانت كليات عديدة تحتفل بتخرج طلبتها،
استوقفنا عدداً من الطلبة كانوا يقطعون كيكة التخرج،
الطالب سمير محمد يقول:
- إنه يوم سعيد، نغادر فيه وللأبد الكتب والمناهج الدراسية،
لن يكون هناك جدول امتحانات أو خوف من الرسوب أو الحصول
على درجات قليلة، التخلص من كل ذلك سيكون رائعاً، أحد
الطلاب يقاطعه ويقول:
- الأخ متفائل فهو يتصور أن الطريق سيكون مزروعاً أمامه
بالزهور.
إحدى الطالبات وبالرغم من أنها كانت الأجمل بين الطالبات
وأكثرهن تعبيراً عن فرحها لم تستطع إلا أن تمسح دموعها وهي
تتحدث:
- جميلة هي حياة الطلبة، فيها الكثير من البراءة والمرح
والبساطة، كما إننا بعيدون عن تحمل المسؤولية، عندما نغادر
مقاعد الدراسة ستكون لنا حياة أخرى.. حياة تبتدئ برحلة
المسؤولية.
زميلتها تشاركها الرأي وتضيف:
- سنغادر زميلاتنا وزملاءنا، كانت لنا معهم الكثير من
الطقوس الجميلة وأكثر منها الأحلام.. كل ركن في هذه
الجامعة يعرفنا، ترى ماذا سيتحقق لنا؟
أخشى أن نصطدم بالواقع، فحياة الطلبة هي غير الحياة
العملية المعقدة، لقد عانينا طوال هذه الفترة بسبب سوء
الوضع الأمني وارتباك الظروف السياسية، كنا نتمنى أن نشعر
إننا في جو طبيعي وفي ظرف طبيعي كبقية خلق الله في الأرض،
كان كل شيء صعباً، الوصول إلى الكلية، ومراجعة الدروس،
وتوفير الجو المناسب، ومع هذا فإننا وصلنا إلى تحقيق حلمنا.
في إحدى الكليات كان هناك حفل مزدوج، فقد قرر أحد الطلاب
أن يكون يوم تخرجه يوم خطوبته على إحدى زميلاته في الكلية،
كان الخطيبان فرحين وهما يلتقطان مزيداً من الصور، يقول
مهند بعد ان أهدى خطيبته هدية طريفة هي كتاب القراءة للصف
الأول الابتدائي:
- اخترت هذا اليوم بالذات لكي يكون ذكرى جميلة نحتفظ بها
في ذاكرتنا، تعرفت على هند في المرحلة الأولى، ما شدني
إليها طيبتها ورقتها ومع السنوات الأربع تأكدت من انها
ستكون شريكة مناسبة لمسيرة حياتي، تضحك هند وتقول:
- كان تعارفنا بسبب حرف (الميم)، فكان كلانا مسجلاً في
سجلات الأساتذة باسم هند، ليس ذلك فحسب وإنما في السجلات
الرئيسة، ومن هنا كانت بداية حكايتنا.
وقبل أن نختتم نهاية استطلاعنا القصير هذا، نقول نتمنى أن
تكون نهاية هذا العام سعيدة على جميع طلبتنا الأعزاء وأن
تتحقق جميع أمنياتهم.
|