الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

إرتفاع أسعار النفط .. هل كان مفاجأة حقاً

عبد الجبار عبود الحلفي

جامعة البصرة

اثبت الارتفاع المفاجئ لاسعار النفط والمقترن بارتفاع الطلب، حقيقة اللا يقين في توقعات الاسعار والطلب على هذا المصدر الطاقوي الساحر. وان كانت الدلائل، الاقتصادية والسياسية والامنية المتسارعة تعطي انطباعاً علىاحتقان اسواق النفط. وانها حبلى بالمفاجآت.ان ارتفاع الاسعار وتجاوزها 40 دولاراً في النصف الثاني من ايار 2004 له عدة اسباب أهمها ما يلي:

1-ان المصافي في الولايات المتحدة، اصبحت تستخدم تكنولوجيا انتاج عالية المستوى في التصفية وواجهت طلباً مباغتاً عالياً جداً هذا الصيف. على غير عادتها. وبخاصة على المشتقات النفطية التي تحسنت نوعيتها كثيراً بشكل مثل حافزاً لزيادة الاستهلاك، بخاصة البنزين وزيت الغاز (GASOIL). علماً ان معظم نفوط الخليج العربي هي من نوع النفوط الثقيلة. وعلى خلاف القاعدة، فان خلال موسم الصيف في الولايات المتحدة واوروبا يزداد الطلب على البنزين وكذلك زيت الغاز. لاغراض الاصطياف حيث يبدأ موسم السياحة هناك والذي حلَّ مبكراً هذا العام بفعل تحسن الطقس هناك، حيث خلت الاقاليم في تلك المناطق من العالم من العواصف الثلجية. خاصة اذا علمنا ان هناك في كاليفورنيا وحدها 7 ملايين مركبة او واسطة نقل.

2- زيادة الطلب هذا العام بصورة مفاجئة، باغتت الجميع من المتابعين والخبراء في شؤون النفط من قبل الصيف التي حققت نسبة نمو اقتصادي للعام الماضي بلغت 7% وكذلك زيادة الطلب في آسيا والباسفيكي. خاصة جنوب شرق آسيا (التي حققت نسبة نمو اقتصادي بلغت 9% للعام الماضي 2003). والتي استعادت اقتصاداتها عافيتها بعد العاصفة المالية التي هزّت اقتصاداتها ومجتمعاتها صيف العام 1997. وعبثت بقطاعاتها الصناعية والمصرفية. وتشير البيانات المتاحة والفورية شرق آسيا بحدود مليون طن كذلك. فيكون المجموعات مليوني طن علماً ان استيراد الصين من النفط قد ارتفع للفترة من ايار 2003 ايار 2004 بنسبة تجاوزت 65% فيما ارتفعت نسبة الاستيراد من الامارات بحوالي 75% على سبيل المثال. اما الاسيويون الآخرون فقد تجاوزت استيراداتهم 111% من نفوط الخليج العربي للحدث نفسها ولا ننسى ان اسعار الخام الامريكي الخفيف قد وصلت الى 36.28دولاراً للبرميل للعقود الاجلة في نيسان 2004.

 3- التخوف في اسواق النفط وبورصتها من حدوث هجمات ارهابية تستهدف المصافي وخطوط الانابيب وعموم المنشآت الصناعية في بلدان الخليج العربي. وبخاصة بلدان مجلس التعاون الخليجي فصل الكلمتين حدث في المملكة العربية السعودية في اوائل ايار وادى الحادث الى مقتل عدد من الاجانب خاصة وان الارهابيين اخذوا ينشطون في السعودية وهددوا بتعطيل تدفق النفط. والسعوديون لا يتمكنون الان من زيادة الانتاج بسبب عدم قدرة الطاقة الانتاجية على ذلك لنقص التحويل. كما ان السعودية بدأت بتطوير بعض الحقول منذ فترة قصيرة وان زيادة الطاقة الانتاجية يستغرق اكثر من سنتين. فضلاً عن ذلك فأن العراق قد خيّب آمال المتعاملين في الاسواق المالية بعدم قدرته على تجاوز المليوني برميل يومياً. لاسباب ذكرناها في مقالنا المنشور على هذه الصفحة من المدى بتاريخ 17 / 3 / 2004 ومنها ضعف الطاقة الانتاجية وحاجتها لرؤوس الاموال للتطوير. وكان من المؤمل للعراق ان ينتج ثلاثة ملايين برميل  يومياً بعد عام من سقوط النظام السابق. يضاف الى ذلك استمرار عمليات تخريب خطوط انابيب النفط في العراق. مما يؤدي الى توقف الصادرات.

وهناك اسباب اخرى مساندة لما ذكرناه في اعلاه ومنها الهلع الذي يصيب الشركات داخل الولايات المتحدة بسبب زيادة اعتمادها على استيراد النفط. فالولايات المتحدة التي كانت تنتج 9.2 مليون ب/ي وتستورد 3.2 مليون ب/ي من النفط الخام في العام 1973 تراجع انتاجها في العام 2003 الى خمسة ملايين ب/ي.وراحت تستورد 9.5 مليون ب/ي من خارج حدودها أي تستورد اكثر من 75% من احتياجاتها النفطية كذلك تراجع الاحتياطي النفطي الامريكي من (60) مليار يرميل الى 25 مليار للمدة نفسها. وقد صدرت تقارير جديدة حول هذا الموضوع أجّجت من حمى تقلبات الاسواق والذعر النفطي.

وترتفع اصوات الاعلام النفطي في الغرب. ونجاحه في الولايات المتحدة من ان هذا الارتفاع وهو في حقيقته انتعاش وتصحيح لاسعار النفط يضر ويعرقل النمو الاقتصادي للبلدان المتقدمة صناعياً. ومن ثم ينعكس سلباً على نمو الاقتصاد العالمي.وحقيقة ان هذه الذريعة غير صحيحة. ذلك ان طبيعة الاقتصاد الامريكي تتناقص مع سلوك الاسعار  للنفط الخام اذ ان 80% من الدخل القومي الامريكي لا يعتمد على الصناعات التي تستهلك النفط، كثيراً، بل تعتمد على السلع التكنولوجية العالية الجودة والكفاءة والمنافسة في الاسواق العالمية مثل مايكروسوفت وغيرها.ان لارتفاع الاسعار تأثيره المحدود جدً في عرقلة النمو الاقتصادي وهذا واضح جداً في الصين وجنوب شرق آسيا.ولقد اشرنا في اكثر من مقالة عن النفط ان انتعاش اسعار النفط بمرور السنوات هو تعبير عن القيمة الحقيقية لبرميل النفط الخام. قياساً لاسعار  السلع المصنعة. فهناك بعض التقارير العلمية تؤكد على ان ما يعادل برميل واحد من زيت السمسم تساوي قوته الشرائية 100 برميل من النفط الخام. وما يعادل برميل واحد من الشامبو تساوي قوته الشرائية 62 برميلاً من النفط (جريدة الشرق- قطر- العدد 4135 في 9/ 4/ 2000. وبصورة عامة ما زال النفط في قيمته الحقيقية يحقق مفاجآت في انتعاش اسعاره. وتشير التوقعات المبينه على المرجعية التاريخية. ان استيرادات الولايات المتحدة من النفط سترتفع من 9.5 مليون ب/ي في العام 2003 و 2004 الى 16 مليون ب/ي سنة 2010 (حسب مجلة تايم في تشرين اول 2003، ويقترن ذلك بتراجع كبير في احتياطاتها. من هنا يأتي النفط في مركز الاهتمام الامريكي خاصة. والعالمي عامة. وما الوجود الامريكي في الخليج العربي. ومنه العراق الا دليل على هذا التوجه فأن الامن بالنسبة للولايات المتحدة هو في أمن النفط الذي يعني أمن الخليج وابعاد الارهاب عنه. وان كان الارهاب هو الذريعة المختلقة للاستعمار الجديد.


ارتفاع اسعار النفط   في اسيا اثر اعتداءات الخبر بالسعودية

بقلم برنيس هان

سنغافورة (اف ب) سجلت اسعار النفط ارتفاعا اواسط الاسبوع الماضي في الاسواق الاسيوية جراء الخشية من ارباك الامدادات النفطية العالمية اثر الاعتداءات التي وقعت في السعودية يومي السبت والاحد الماضيين.

   وارتفع سعر برميل النفط الخام، تسليم تموز ، 75 سنتا تقريبا، بلغ سعر البرميل 40.62 دولارا مقابل 39.88 دولارا عند الاقفال في الولايات المتحدة.

واوضح متعاملون في سوق الوساطة ان ارتفاع الاسعار يعود الى الخشية من بقاء المنشآت النفطية في السعودية، اول منتج للنفط في العالم، هدفا للارهابيين.

   وقال عبد الله خرما المسؤول النفطي في  تشاينا للطيران  ان  السوق قلقة من أبعاد هذا النوع من الحوادث، حتى ولو انها لا تصيب البنية النفطية مباشرة. انه امر سيكولوجي اكثر من كونه شيئا اخر .

   وقتل 22 شخصا، بينهم اربعة مواطنين غربيين، في نهاية الاسبوع الماضي في مدينة الخبر، شرق السعودية، في اعتداءات تلتها عملية احتجاز رهائن اعلن تنظيم القاعدة الارهابي مسؤوليته عنها. ونجح ثلاثة من المهاجمين في الفرار بينما اصيب رابع بجروح وتم اعتقاله.

   وفي خلال شهر، قتل 11 مواطنا غربيا في السعودية وحذرت بريطانيا واستراليا من خطر وقوع اعتداءات اخرى في المملكة.

   واعتبر محللون في قطاع النفط ان الخوف من الارهاب اضاف ما بين سبعة الى عشرة دولارات على سعر البرميل الذي ارتفع سعره 30% اكثر من معدله في العام الماضي عندما كان 28.90 دولارا.

   وياتي ارتفاع سعر برميل النفط الذي سجل اليوم الثلاثاء في الاسواق الاسيوية على الرغم من التطمينات التي اصدرتها السعودية ومفادها ان شحناتها لن تتأثر بالاعتداءات.

   واعلن السفير السعودي في الولايات المتحدة الامير  بندر بن سلطان بن عبد العزيز لشبكة  فوكس  التلفزيونية الاميركية  ان السعودية تعهدت (بزيادة انتاجها) امام العالم واصدقائنا في الولايات المتحدة، وسنحترم هذا التعهد على الرغم من الذين يعترضون عليه .

   وتنتج السعودية حاليا قرابة تسعة ملايين برميل في اليوم وستكون قادرة على رفع انتاجها الى ما بين 10.5 او 11 مليون برميل يوميا بما انها تملك اكبر هامش انتاجي في العالم.

   واعطت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التي تنتمي اليها السعودية، الضمانة بانها ستزود السوق النفطية بما تحتاج اليه من النفط لتلبية الطلب.

واعتبر محللون ان سعر البرميل سيواصل الارتفاع ليتخطى الاربعين دولارا بسبب المخاوف من اعتداءات في السعودية.

   وقال اونغ انغ تونغ المستشار المستقل في شؤون الطاقة في سنغافورة  ما يحصل سببه المشكلة السعودية ، واضاف هذا الخبير  بالفعل لا يوجد نقص (في مادة النفط) حاليا. انه عامل خوف .

   ولفت المتخصصون ايضا الى ان الانتعاش الاقتصادي الدولي بقيادة الولايات المتحدة والصين والهند، يشد الاسعار الى الارتفاع.

   واثر اعتداءات الخبر، نصحت بريطانيا وفرنسا واسبانيا وكندا واستراليا رعاياها بعدم التوجه الى السعودية في حين دعت الولايات المتحدة حوالي 30 الفا من رعاياها الى مغادرة هذا البلد.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة