الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

 شوارع العمارة سنوات من الإهمال وحاجة ماسة إلى التبليط

ميسان / محمد الحمراني

اغلب شوارع مدينة العمارة وخاصة الأحياء الفقيرة تعاني من إهمال كبير ومر عليها موسم الشتاء وشهدت اغلب الأحياء ما يشبه البحيرات الصغيرة ولم يكن أمام العوائل إلا أن تقوم بربط الأطفال خوفاً من الغرق والذهاب حفاة.. خوفاً من استهلاك الأحذية وارتدائها بعد تجاوز منطقة الخطر... هذه الشوارع تحتوي على فتحات تشبه أفواه جائعة ولكن من بامكانه أن يطعم هذه الأفواه؟

- كلمات سريعة ومختصرة -

احمد عبد الرزاق من محلة (الماجدية) حين سألته عن أوضاع الشوارع في محلتهم اجاب: إننا نعاني من اهمال كبير من هذه الناحية فأغلب الشوارع غير مبلطة بعضها ترابي وهناك شوارع تعاني من وجود حفر ولم يصل إليها أي مسؤول في عهد الدكتاتور او بعد سقوطه ثم أضاف: لقد انتهى فصل الشتاء وذهبت معه الأوحال والمستنقعات الكبيرة التي كانت تعيق عمل وسير الكثير من الناس ويجب أن نتهيأ من الآن للشتاء القادم.. حتى لا تعود المأساة مرة أخرى، مواطن آخر اسمه (سمير عبود) احاط كلامه بصبغة سياسية عندما سألته عن الأهمال الكبير الذي تعانيه شوارع العمارة فقال: حكومة صدام كانت لديها خطة ترتكز على عدم البناء والاعمار في المناطق الجنوبية لمعرفة صدام التامة بان اغلب سكان الجنوب.. كانوا لا يرغبون في ان يبقى هو على رأس الحكم وسياسة الاهمال التي طالت الكثير من نواحي الحياة في مدينة العمارة تسببت في موت العديد من المواطنين الابرياء.. كل ما كان يريده صدام هو أن نعيش في فقر مدقع وتعزز ذلك أكثر بعد انتفاضة عام 1991... مواطن آخر اسمه: (أمير محسن) اجاب عن سؤالنا بخصوص الدوافع.. التي كانت وراء اهمال شوارع مدينة العمارة بطريقة من يطرح الأسئلة ومنها: لدينا كوادر فنية جيدة ولكن لماذا لا تستغل؟. وما هو مصير معمل الأسفلت الموجود في العمارة؟. ولماذا لحد هذه اللحظة لا توجد حملات لتبليط الشوارع اليست هذه المدينة من اغنى مدن العراق؟ هل نعيش مرة أخرى على الوعود.؟ (أمير محسن) اضاف: يجب أن تنفذ حملة سريعة ولتبليط شوارع احياء العمارة وتنطلق من الاحياء الفقيرة، التي كانت مهملة في زمن الدكتاتور.

-حديث على الطاولة-

اعلن المهندس حافظ فريح بداي مدير طرق وجسور ميسان برنامج عمل دائرته للفترة الماضية ومخطط عمله للفترة المقبلة وكانت حصة الطرق الخارجة هي الأكثر من ناحية الادامة والأهتمام ولم تكن في الورقة التي اطلعت عليها (المدى) خطة لاصلاح وتبليط شوارع احياء العمارة وهذا ما جعلنا نتوجه إلى المهندس (س.ع) من دائرة طرق وجسور ميسان علق حول هذا الموضوع قائلاً: منذ فترة طويلة لم تدم اغلب الطرق الفرعية في احياء المحافظة ولكن جرت حملات تبليطية على طريق العمارة/ الكوت ما يقارب (18) كم وأكساء (20) كم على طريق (الميمونة - هدام) وهناك الكثير من الطرق (السبيسية) ثم اضاف: لدينا كوادر غاية في الاهمية ولكننا نحتاج إلى الآليات الجديدة وكذلك نحتاج إلى اعمال صيانة في معمل الأسفلت في العمارة وأضافة لهذه المعوقات فالوضع الامني غير جيد وهذا ما يجعل العمال في الأغلب في وضع قلق.. فبين طريق وآخر تشاهد رجلاً يحمل قاذفة أو بندقية.. فكيف بأمكانك أن تقوم بعملك وانت تتحسس بتهديدات كبيرة حولك.. هكذا انهى المهندس (س.ع) كلامه، الذي لم يكن فيه الكثير من الأقناع فهناك احياء جديدة تحتاج شوارعها إلى تسوية وهذا ما يطلبه المواطن في بعض الاحيان.. وهو طلب غير معقد ولا يحتاج إلى تكاليف ومبالغ كبيرة.

-الوضع الأمني-

كلما التقينا بمسؤول وطلبنا منه ان يشرح لنا أسباب تقصير دائرته.. يعلل ذلك بسوء الأوضاع الأمنية وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه.. لا بد أن يطالب الكثير من المواطنين بوقف عمل اغلب دوائر الدولة.. ما دامت غير فاعلة ولكن ألا توجد مقترحات مثل تعزيز كادر العمل بمفرزة من الشرطة ومعهم جهاز اتصال.. خوفاً من التجاوزات واغلب المواطنين الذين تكلمت معهم على هامش هذا الموضوع.. أكدوا إنهم لديهم الاستعداد لتأمين الاماكن التي تعمل بها مفارز دائرة الطرق والجسور ولكن والاهم أن لا يتركونا نواجه الشتاء القادم بشوارع طينية وطلاب صغار يخافون الغرق في حفر الشوارع.. إن مديرية طرق وجسور محافظة ميسان والمشرفين على حملات الاعمار في محافظة ميسان يجب أن يذهبوا إلى احياء (ابو رمانه) أو (الرسالة) أو (الثورة) أو (حي المعلمين القديم).. الخ ليشاهدوا الشوارع الأثرية ويسعون لبدء حملة لتبليط شوارع وازقة العمارة وإلا فالمسؤولية ستكون اشبه بطوق في اعناقهم.. ولو بدأت الحملة الآن ربما لا تنتهي في منتصف الشتاء. والمواطنون في مدينة العمارة لا يريدون أن يحافظوا على احذيتهم ولكن على اللحظات الثمينة من اجل بناء عراق جديد خال من المصالح والزيف.


من يقف وراء أزمة البنزين؟ مواطنون يحملون وزارة الكهرباء المسؤولية.. وآخرون يتهمون محطات التعبئة بالتلاعب بالكميات المجهزة

بغداد / رحمن الجواري

يبدو إن مشكلة تكرار أزمة وقود السيارات في العراق اخذت منحى غير اعتيادي وبدأت تتفاقم يوماً بعد آخر والسبب في ذلك يعود لأكثر من جهة ووزارة.. (فطوابير) السيارات تجدها عند مدخل كل محطة وكثيراً ما تسبب الاختناقات المرورية وخاصة في تلك المحطات المتواجدة في الشوارع المزدحمة وسط العاصمة بغداد.

الكهرباء وراء الازمة

المدى حاولت أن تقف على اسباب هذه الازمة والحلول المقترحة لتذليلها فزارت اكثر من محطة والتقت بأكثر من مسؤول فيها إلا أنهم اجمعوا أن لا تذكر أسماؤهم لأنهم غير مخولين بالتصريح حسب توجيه وزارة النفط.. وكانت أحاديثهم على أن أسباب الازمة هي ليس شحة وقود السيارات وأن الكميات المخصصة لمحطاتهم هي نفس الكميات في السابق قبل ألازمة وأن خزانات المحطات مملوءة إلا أن انقطاعات التيار الكهربائي في بغداد ولساعات طويلة جعل المواطنون يستخدمون المولدات الكهربائية بشكل أكثر من ذي قبل وهذا ضاعف الطلب على مادة البنزين وكلنا نعلم بفضل وزارة الكهرباء اصبح في كل بيت مولد كهربائي تحسباً للانقطاعات المتكررة وخاصة في هذه الأيام اللاهبة وامتحانات طلاب المدارس الذين يطالعون مناهجهم صباحاً ومساءً استعداداً لتأدية الامتحانات النهائية.

وهذا أدى إلى أن اصحاب السيارات الخاصة والاجرة وغيرهم من تجار الازمات إلى استغلال هذه الظاهرة للمتاجرة من خلال عودتهم للمحطة لأكثر من مرة بعد تفريغ خزانات سياراتهم وتخويل من يبيعها لهم باضعاف السعر المحدد مما يدر عليهم ارباحاً كبيرة تجعلهم يمتهنون هذه الطريقة غير المشروعة ولا يستطيع صاحب المحطة أن يمنعهملأنهم يأتون حسب (السرة) وبدون تجاوز على صفوف الغير.

عمال المحطات

وبين لنا عدد من عمال المحطات إنهم يتعرضون لمشاكل التهديد والوعيد من المواطنين الذين يجلبون العلب البلاستيكية (والجلكانات) لغرض ملأها بالبنزين خلافاً للتعليمات وعند رفض ذلك يتعرضون إلى الالفاظ النابية والكلمات البذيئة (وعنتريات) مختلفة الاشكال واستعراضات للقوة بحركات بهلوانية على مرأى ومسمع رجال الشرطة في المحطات الذين لا يستطيعون عمل أي شيء يذكر.

خزن غير صحيح

أما ظاهرة خزن البنزين في البيوت فقد تجاوزت المعقول من قبل بعض العوائل التي لا تعير اهتماماً لمخاطر هذا الخزن غير المبرر في هذا الجو الحار والذي قد يؤدي إلى حرائق تودي بحياة العائلة بأكملها.

تعطل بعض المحطات

ولكن هل هذه هي كل الاسباب التي ادت إلى خلق الازمة اعني خزن البنزين وتكرار التزود بالوقود لأكثر من مرة والمولدات الكهربائية التي تعمل ليلاً ونهاراً؟ اجابني أحدهم لا بل هناك اسباب أخرى منها توقف العمل في بعض المحطات مثل محطة منطقة الـ (55) في مدينة الصدر والتي كانت تغذي اكثر من عشرين الف سيارة يومياً بحجة عدم وجود حماية لها ومحطة الـ (77) في نفس المدينة لكونها عاطلة ومحطة باب المعظم بحجة الترميم والاعمار مما أدى إلى زخم كبير على المحطات العاملة في تلك المناطق.

إضافة إلى تحويل 7 محطات أخرى إلى بيع البنزين المحسن فقط وهي الكيلاني والادريسي والشعب والمستنصرية والاعظمية والمنصور والخالصة في الوقت الذي يمكن أن تعمل هذه المحطات بخطين للعادي والمحسن وباكثر من وجبة عمل.

مطلوب زيادة المحطات

أما المعالجات كما يرى بعض العاملين في محطات الوقود فهي زيادة عدد المحطات هو الحل الاجدى نفعاً وخاصة إن المحطات الموجودة لا تستوعب هذا الكم الهائل من السيارات الداخلة إلى القطر والتي بلغت عشرات اضعاف ما كانت عليه في الوقت الذي بقيت محطات الوقود بنفس عددها وأن تكون الزيادة ليس في بغداد بل تشمل جميع محافظات العراق.

ودعا عامل آخر في محطة وقود أخرى إلى ضرورة زيادة عدد المحطات المسموح لها بيع الوقود إلى اصحاب (الجلكانات) إضافة إلى المحطات الثلاث هي السبع ابكار والرسالة والوزيرية ليتسنى للمواطنين الحصول على هذه المادة لمولدات الكهرباء وتخفيف الزخم الحاصل على المحطات الاخرى وتلافي الاشكالات بين المواطن وعمال المحطة.

بنزين مستورد

وعلمنا إن البنزين الذي يوزع حالياً هو مستورد من دول الجوار هي سوريا والاردن وتركيا والسعودية بسبب توقف مصفيا بيجي والدورة عن العمل وعدم تمكنها من سد حاجة السوق المحلية! يا للعجب دولة تمتلك ثاني احتياطي نفطي في العالم تستورد مشتقاته من دول تستورد النفط الخام منها..!

وحملنا العديد من عمال هذه المحطات ضرورة دعوة المواطنين للتعاون معهم والابتعاد عن التصرفات اللا مسؤولة وها نحن ندعو المواطنين إلى ذلك كما ندعو وزارة الداخلية إلى ضرورة اتخاذ اجراءات رادعة بحق المسيئين والمتجاوزين على النظام والحق العام.

مشكلة بسيطة وحلولها متوفرة

وبعد ذلك استطلعنا آراء المواطنين الذين ينتظرون وصول سياراتهم إلى مدخل المحطة بعد أن امضوا ساعات طوال تحت اشعة الشمس للحصول على حصتهم من البنزين (وتفويل) سياراتهم لغرض استخدامها في عملهم اليومي.. فمنهم من القى اللوم على وزارة النفط ومنهم من قال إن وزارة الكهرباء وتصريحاتها الرنانة هي السبب ومنهم من القى باللائمة على بعض ضعاف النفوس الذين يخزنون البنزين ويبيعونه في السوق السوداء على حساب الآخرين.

وقال البعض منهم إن مشكلة الوقود بالنسبة للعراق تعد مشكلة بسيطة لما يمتلك البلد من امكانات في توفير هذه المادة إذا ما ارادت وزارة النفط أن تكلف نفسها وتحل هذه المشكلة.. ولكن التقاعس واللامبالاة وغياب الرقابة وعدم الاهتمام بأمور المواطنين جعلت هذه المشكلة وغيرها تكبر يوماً بعد يوم والمسؤولون والموظفون في هذا القطاع الحيوي ينظرون تحت اقدامهم وليس لهم نظرة ابعد من ذلك

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة