الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

العراقيون وحق مقاضاة قوات الائتلاف عن جرائم الحرب

الاوبزرفر - المحرر السياسي كمال احمد

ترجمة: سهيل نجم

ستحصل القوات الأمريكية والبريطانية على ضمان بالعفو من المقاضاة في العراق بعد 30 حزيران التاريخ النهائي لتسليم السلطة، وهذا ما سيقوض الادعاءات بأن الحكومة العراقية سيكون لها.. كامل السيادة.. على الدولة.وبالرغم من انتشار الرفض للاساءة والتعذيب للسجناء اللذين قامت بهما القوات الأمريكية والبريطانية، فستكون هذه القوات محمية من اية اجراءات قانونية، وسيكونون خاضعين فسحب للقانون المحلي في بلدانهم. وقد اخبرت مصادر عسكرية صحيفة الأوبزرفر أن مسألة الاعفاء كانت مركزية من اجل الحصول على موافقة عسكرية في قرار جديد يصدر من الأمم المتحدة عن العراق في منتصف الشهر القادم.علماً ان القرار الذي سيصدر سوف يرفع الحصار عن العراق ويسمح للبلاد في اعادة تسليح جيشها المتكون من 80000 عسكري استعداداً لتحمل مسؤولية امن البلاد بعد مغادرة قوات الائتلاف.لكن الحالة القانونية في العراق ستكون في موقف صعب جداً بعد 30 حزيران بسبب الفوضى القضائية. هذا ما قاله احد موظفي الحكومة البريطانية وأضاف، كنا نريد التأكد من حصول القوات البريطانية على الاعفاء الذي هو من حقها من قبل ذلك على وفق المادة 17.وتشير تلك المادة إلى اتفاق وقعته سلطة الائتلاف ينص على حماية القوات الأمريكية والبريطانية من الملاحقات القانونية. ولسوف تشمل هذه المادة القوات المتعددة الجنسيات الجديدة المتكونة في الغالب من القوات الأمريكية والبريطانية وهي التي ستبقى في العراق بدعوة من الحكومة المؤقتة.في الليلة الماضية (22 مايس) طلبت قوات الشرطة العسكرية ان يكون للمواطنين العراقيين شكل معين من التعويض القانوني فيما يخص الدعاوى بموت اناس من دون سبب خلال التراشق الناري مع القوات الاجنبية.

وصرح آدم برايس، من الشرطة العسكرية في كارمارثن إيست، الذي نسب إليه الكشف عن الكثير من الدعاوى ضد القوات البريطانية، كيف يتوقع لأي احد في العراق رفع دعوى قضائية في المحاكم البريطانية؟ لقد جاءت فكرة الاعفاء الدبلوماسي لتطبق على 120.000 من القوات العسكرية.وظهر على السطح خطر انك في الواقع تستند على الاعفاء لتتمكن من الافلات من العقوبة. وأضاف برايس (بدلاً من ان يكون في العراق رجل قضاء عسكري يهتم بالتحقيق بأية دعاوى ضد قوات التحالف ويطالب باتخاذ اجراءات إزائها).وكان الجيش البريطاني قد واجه الحرج عندما نشر الجنرال القضائي لورد غولد سمث مقالة يقر فيها بتلك الادعاءات ضد جندي بريطاني يواجه الآن تهمة القتل بسبب مقتل مدني عراقي خلال الاحتجاز بينما كانت القوات العسكرية قد رفضت هذه التهمة.وقال غولد سمث (تعد إدارة الادعاء الملكي اتهامات بالقتل ضد الجندي البريطاني فيما يخص الحادثة ذاتها). والقضية التي هي حالياً تحت رعاية قوات الائتلاف قد احيلت إلى الجنرال القضائي بعد ان رفضت من قبل الضابط الأعلى للجندي المذكور. الأمر الجدير بالذكر ان في مثل هذه الحالات لا يمكن للقضية ان تعرض على محكمة حربية.وفي وقت مبكر من هذا الشهر صرح جيوف هون من وزارة الدفاع ان كل دعاوى التعذيب التي اتهمت بها القوات البريطانية قد نوقشت باستفاضة من فرع الشرطة العسكرية الملكي للتحقيقات الخاصة.

وقال ان قضية الجندي، هي واحدة من اثنتين، قد وصلت الآن إلى مرحلة متقدمة للقرار بإقامة محتملة للدعوى ـ ان الصورة الاولى حول الكيفية التي سيتعامل بها العراق الجديد عند تسلم السلطة بدأت تظهر الآن.وقالت مصادر  دبلوماسية للأوبزرفر ان قرار الأمم المتحدة الجديد الذي سوف يمنح الاساس القانوني لحكومة عراقية مؤقتة سوف يصدر في منتصف الشهر القادم.ومن المحتمل ان هذه الحكومة ستكون قادرة على ان تقوم بـ(إدارة استراتيجية) للقوات المتعددة الجنسيات، على الرغم من انها لن تكون لها السيادة الكاملة، وهو ما رفضته الجيوش الأمريكية والبريطانية.فضلاً عن ذلك سيكون للوزراء العراقيين الجدد السيطرة على السجون، بضمنها سجن أبو غريب السيء السمعة الذي اخذت فيه الصور الفوتوغرافية والفلمية للأمريكيين وهم يعذبون المساجين.وسوف يسمح أيضاً للعراق بأن يجهز جيشه بالمعدات ويدير قوات الشرطة وكل مرافق الدولة.

وقال مصدر قريب من المفاوضات. سوف نعيد السيادة كاملة.ولابد ان تكون هناك شراكة بين الحكومة العراقية والقوة المتعددة الجنسيات. ولن تكون هناك تبعية أو خضوع به.كما سوف يُسمح للعراق بالتحكم بعائداته النفطية التي سوف ترتفع إلى 48 مليار دولار سنوياً خلال السنوات القادمة. رغم ان عليه ان يدفع.  10 مليارات كتعويضات عن حرب الخليج. فبعد غزو واحتلال الكويت والحرب التي تلت ذلك أقرت الامم المتحدة برنامج تعويضات يذهب اغلبه إلى الحكومة الكويتية. وقد دفع العراق حتى الآن 18 مليار دولار اعتمدت من مدخراته النفطية. واوضحت مصادر دبلوماسية ان بعد تسليم السلطة ثمة الكثير من العمل من اجل اعادة تأهيل مناطق البلاد وخصوصاً ما حول بغداد حيث المستويات العالية من الفقر.


حرب قبلية في العراق

وليام سافير

ترجمة: جودت جالي

الزمر الثلاث التي تسيطر على العراق والتي لا تثق منذ زمن طويل ببعضها البعض هي الآن على شفير حرب قبلية مفتوحة. لا أقصد السنة والشيعة والكرد بل البنتاغون ووزارة الخارجية والسي آي أي. الشرارة التي اشعلت حريق الولايات المتحدة البيروقراطي هو المنفي العراقي السابق احمد الجلبي وهو مدني نظم القاومة ضد الطاغية صدام حسين قبل ان تتسع وتصبح شعبية. منذ عام 1996 والسي آي أي تمقته غاية المقت. في تلك السنة جند عملاؤنا السريون ضباطا عراقيين لإسقاط صدام حسين.

يدعي الجلبي انه قد حذر من ان المتآمرين قد اخترقوا وحين فشل الانقلاب واعدم مئة متآمر تجرأ على أن يلوم الوكالة على حماقة دموية اقترفتها. هذا في الأصل من مقت تينيت وجماعته له وسبب نبذ الوكالة اللاحق لمعظم مصادر الاستخبارات العراقية المقدمة من قبل جماعة الجلبي. اما الكره له في وزارة الخارجية فأقل في طابعه الشخصي، ففي (فوغي بوتوم) كانت دائماً سياسة الحق في الأسبقية والفضل في تغيير النظام التي يلح عليها الجلبي تزدرى دائماً وحين سقطت بغداد كان (العربيون) في الوزارة واقعين تحت تأثير تفضيل القادة السنة في السعودية ومصر والأردن لفكرة ان ينصب رجل بعثي قوي مكان صدام حسين من اجل (الاستقرار) الإقليمي رغم إرادة الأغلبية الشيعية والأكراد في العراق.

البنتاغون كما نعرف له رأي مختلف تماما في مهمتنا. وزارة الدفاع ارادات إقامة عراق ديمقراطي لقطع مصادر الأرهاب في الشرق الاوسط. لقد وجدت في الكثير من معلومات الجلبي مثلما في صلاته المحتملة في إيران المهتمة بتطور الأوضاع في العراق فائدة لها، وحقاً كما أشار مؤخراً في الأسبوع الماضي رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز إلى ان المعلومات الاستخبارية التي زودها بها (قد انقذت حياة الجنود).

في هذا التناوش الداخلي زرق روبرت بلاكويل وهو اكاديمي دبلوماسي طويل اصبح بمثابة كولونيل بيت ويلسني للرئيس بوش مهمته هي: ان نخرج من القضية كقوة محتلة مع بداية الصيف ونسلم مهمة تنظيم التحول إلى مرحلة الانتخابات إلى مبعوث الأمم المتحدة الاخضر الابراهيمي، ولأنجاز هذا اعتمد بلا كويل سياسة تدليلية (ما يريده الأبراهيمي يحصل عليه).رجل الأمم المتحدة الجزائري الذي كان مسؤولاً رفيع المستوى في الجامعة العربية أراد اولا حماية السنة الفئة التي استفادت أكثر من غيرها خلال حكم صدام، ولتسهيل مهمة الابراهيمي أبلغ بول بريمر ان يرحب بالمزيد من البعثيين إلى السلطة واقنع قادة الولايات المتحدة العسكريين بالتراجع عن الهجوم على الفلوجة المدججة بالأسلحة وقلب التمرد في فترة ما بعد صدام.للأبراهيمي مطلب آخر وهو التخلص من الجلبي الذي لم يكن يتذمر صراحة من نهاية عملية اجتثاث البعث فقط بل قاد مجلس الحكم إلى تكليف شركة حسابات واستخدام محامين للتحقيق في تورط الأمم المتحدة في رشاوى الخمسة بلايين دولار من النفط مقابل الغذاء، وبناء على أوامر صدرت له افشل بريمر المحاولة العراقية لاستعادة الأموال المسروقةـ واستؤجر محاسبون أكثر مداهنة للأمم المتحدة.

ثم ذهب بريمر إلى نهاية الشوط. سمح للشرطة العراقية بأن تقتحم وتحطم مقرات الجلبي السياسية وداره كذلك وتستولي على أجهزة الحاسوب والأضابير وهذه هي طريقتنا في التعبير عن شكرنا له على مساعدته لنا في الحمايات العراقية المحترفة الأساسية. رجال مباحث السي آي أي السريون المبتهجون الذين رافقوا الغارة نشروا اشاعات مفادها ان العراقي مثير المشاكل كان جاسوساً لإيران ومبتز أموال من متلقي هبات النفط. هل هذا صحيح؟ من يدري؟ ولكن صورته المحطمة جعلت غلاف النيوزويك معلقاً عليه بفظاظة بعبارة (رجلنا المعتمد في العراق).رغم ان وزارة الدفاع كانت محبطة جداً بفضيحة السجن لدرجة انها لا تقوى على مناصرة احد فأن الجلبي مضى مبادرا إلى هجوم مضاد في عرض تلفزيوني ليوم الأحد ليطلب مواجهة مع مدير السي آي أي جورج تينيت أمام الكونغرس وتحت القسم. هذا السياسي الذكي يرى كيف يمكن لكثرة أخطاء الثلاثي الإبراهيمي ـ بلا كويل ـ بريمر ان تكسبه شعبية عند المعادين للأمريكيين في العراق.

يعمل الابراهيمي وهو راض عما حصل على وضع اللمسات الأخيرة للمجموعة المعينة لتولي السيادة (مثل البطاطا الحارة) حتى موعد الانتخابات في وقت مبكر من العام القادم وعسى ان لا يتجمد حلفاؤنا العراقيون المخلصون الأكراد. بوب بلاكويل حدث بلباقة قبل اثني عشر عاماً سؤالاً سأله المحافظون حول الصين قبل خمسين عاماً وهو يخبرني قائلاً هنالك مشكلة (من فقد روسيا)؟ ولكي أتجنب السؤال نفسه حول العراق في المستقبل سأكون مصغيا إلى ملاحظة ثبات قوية في خطاب الرئيس هذه الليلة.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة