الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

بعض التطبيقات الصناعية للإشعاع

أصبحت الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية من سمات فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ولا شك أنه لمجرد سماعنا كلمة "إشعاع ذرى" ينتابنا الخوف والفزع لأن هذه الكلمة تتسم لدى العامة بمفاهيم خاطئة من حيث خطورة الإشعاع الذرى لارتباطه فى أذهانهم بالهلاك والدمار الذى أحدثته القنبلتان الذريتان اللتان ألقاهما الأمريكان على مدينتى هيروشيما وناجازاكى باليابان، وما تتحدث به وسائل الإعلام من وقت لآخر من مخاطر الترسانات الذرية لدى بعض الدول النووية ، وما يتردد من وقت لآخر عن الانفجارات النووية وما يصاحبها من إشعاعات.

ورغم العواقب الوخيمة التى تسببها الأشعة المؤينة إذا أسئ استخدامها أو فقد الإنسان التحكم فيها فإن لها استخدامات عديدة وتطبيقات متعددة فى شتى مجالات التنمية الحيوية وخدمة المجتمع كالطب والصناعة والزراعة وغيرها. واستخدام تكنولوجيا الإشعاع والمعالجة الإشعاعية يساهم بدور كبير ومؤثر فى الحفاظ على البيئة نظيفة فضلاً عن خدمة البشرية والارتقاء والتقدم. 

تتضمن كلمة إشعاع كل من الأشعة المؤينة (أشعة جاما، الأشعة السينية، أشعة بيتا، أشعة ألفا …… الخ) ، وكذلك الأشعة غير المؤينة (الأشعة فوق البنفسجية، الضوء المرئى، الأشعة تحت الحمراء، موجات الراديو والميكروويف).

توجد ثلاثة أنواع من الأشعة المستخدمة على نطاق واسع فى التطبيقات المختلفة التى تخدم المجتمع والبيئة هى أشعة جاما وأشعة بيتا وأشعة اكس , وتجدر الإشارة إلى أن أكثر المصادر الإشعاعية استخداماً فى مجالات التنمية الطبية والصناعية والزراعية هى أشعة جاما .

 حفظ الأغذية بالتشعيع أو معالجة الأغذية بالإشعاع :

لا يخفى على أحد أن الغذاء هو عماد الحياة، وهو المقوم الأساسى لاستمرار حياة الإنسان على كوكب الأرض، من أجل ذلك يجب أن يكون هذا الغذاء متوافر، ليس ذلك فحسب، وإنما متوافر بصورة سليمة ومأمونة، وخالى من جميع الملوثات التى تضر بصحة الإنسان.

وتقدر نسبة الفاقد فى الأغذية بسبب الفساد الذى تلحقه بها الميكروبات والإصابة بالحشرات والآفات بحوالى 25-30% أو أكثر فى بعض الأغذية. كما أن الأمراض المنقولة إلى الإنسان عن طريق الطعام والتسمم الغذائى الذى يحدثه الطعام الملوث تمثل تهديداً حقيقياً للصحة العامة، وتمثل عبئاً كبيراً على الاقتصاد الوطني .

ان تشعيع الاغذية يجب ان يهدف الى :

1- تقليل الفاقد إلى أقصى حد عن طريق قتل الحشرات والآفات الضارة التى تصيب الحبوب ومنع التزريع فى محاصيل البطاطس والبصل والثوم.

2- القضاء على الميكروبات الممرضة وميكروبات التسمم الغذائى والفطريات المفرزة للسموم الفطرية لجعل الغذاء مأمون.

3- إطالة فترة الحفظ والتسويق عن طريق القضاء على الميكروبات المفسدة مع ضمان الجودة العالية دون استخدام المبيدات أو المواد الحافظة الكيماوية الضارة مما يشجع على التصدير، فضلا عن ان ذلك له دور إيجابى على البيئة.

      وتجدر الإشارة إلى أن حفظ الأغذية بالتشعيع أصبح الآن من الأمور الثابتة علمياً وعملياً بعد أن تعدى مرحلة البحث العلمى والبحث التجريبى ونصف التطبيقى على امتداد خمسين عاماً، وأضحى فى مرحلة صالحة تماماً للتطبيق الصناعى والتجارى، وقد أقرت هذه التقنية الحديثة المتطورة وأجازتها العديد من المنظمات العالمية المسئولة عن الغذاء وسلامته مثل منظمة الأغذية والزراعة(FAO) ، ومنظمة الصحة العالمية (WHO) ، ومنظمة التجارة الدولية (GAT) وغيرها.

  دور الإشعاع فى مجال البيئة:

تلعب المعالجات والتطبيقات الإشعاعية دوراً بالغ الأهمية فى جميع المجالات المرتبطة بالبيئة، وتساهم بدور فعال ومؤثر فى الحفاظ على البيئة نظيفة، فجميع التطبيقات التى ذكرت آنفا تندرج تحت ما يعرف بالتكنولوجيا النظيفة التى لا ينتج عنها مخاطر للإنسان وبيئته خلاف ما يحدث فى الوسائل التقليدية التى تلوث البيئة. ويتضح دور الإشعاع الإيجابى فى مجال البيئة من خلال ما يلى :

1- المعالجة الإشعاعية لتنقية الغازات المنبعثة من المحطات الحرارية لتوليد الكهرباء. حيث تستخدم هذه التقنية النظيفة فى إزالة ثانى أكسيد الكبريتSO2 ، وأكاسيد النيتروجينNO الضارة من الغازات المنبعثة .

2- معالجة النفايات الدولية فى المطارات والموانى لمنع انتقال كوارث العدوى بالفيروسات والميكروبات الوبائية.

3- الاستخدام الإشعاعى لإزالة الكبريت من الغاز الطبيعى قبل نقله عبر خطوط الأنابيب لأن سلفات الكبريت الموجودة فى الغاز الطبيعى تسبب تآكل خطوط الأنابيب وتسرب الغاز.

4- تنقية الغازات الناتجة من حرق سيل النفايات حيث يحتوى الغاز المتولد من حرق النفايات على غازات حمضية مثل ثانى أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين وغاز كلوريد الهيدروجين الضارة، ويمكن معالجة هذه المركبات بواسطة الحزم الإلكترونية ومعادلتها بإضافة الجير.

5- التخلص من المركبات العضوية المتطايرة الملوثة للهواء حيث تستخدم هذه التكنولوجيا فى تنظيف هواء أنفاق السيارات من الغازات والمركبات العضوية المتطايرة الضارة، والتى تؤثر فى المناطق السكنية القريبة.

6- تطهير وتعقيم نفايات المستشفيات، وهى عبارة عن نفايات طبية حيوية شديدة التلوث تمثل تهديداً خطيراً للبيئة، وتسبب مخاطر جسيمة.

7- فى معالجة مياه الصرف الصحى: يمثل التخلص من مياه الصرف الصحى مشكلة بيئية بالغة الخطورة بسبب كمياته الهائلة، والتى تصل فى المدن الكبرى إلى بلايين الأطنان وتلوثه بما تحتويه من ميكروبات ممرضة وطفيليات ضارة بصحة الإنسان فضلاً عن بعض المواد الضارة الأخرى مثل المعادن الثقيلة، وقد جرت العادة على التخلص من هذه المياه (سوائل ومواد صلبة) عن طريق غمر بعض الأراضى بها فى مواقع معينة أو عن طريق إلقائها فى المحيطات أو البحار أو الأنهار أو الترع، وبينما كانت هذه الوسائل مقبولة فى الماضى، إلا أنها تعتبر حالياً ممارسات ذات مضار بالغة وبالأخص بالنسبة لانعكاساتها السلبية على البيئة. وتستخدم تكنولوجيا التشعيع فى الوقت الحالى لحل هذه المشكلة بالغة الخطورة. حيث يتم فصل السوائل عن المواد الصلبة ثم تشعيع كل من المياه والفضلات الصلبة كل على حدة للقضاء على الميكروبات المرضية والطفيليات الضارة. وبالتالى يمكن إعادة استخدام السوائل المعالجة بالإشعاع فى عمليات الرى الزراعية، وفى الاستزراع السمكى، كما يمكن إعادة استخدام الحمأة (المواد الصلبة المترسبة) كأسمدة ومنشطات للتربة.

8- استحداث طفرات ميكروبية ذات قدرة تخمريه عالية لاستخدامها فى التخلص من الفضلات الزراعية التى تلوث البيئة وتحويلها إلى مركبات ذات أهمية اقتصادية. مثل التخلص من مخلفات الأرز وحطب القطن وغيرها، ومن خلال هذه الطفرات نستطيع أيضاً التخلص من المواد البترولية التى تلوث مياه البحار والمحيطات نتيجة لحوادث شاحنات البترول العملاقة التى لها اثر بالغ الخطورة على البيئة المائية. 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة