بقلم: داريل فيرس
ترجمة
زهير رضوان
عن:
الواشنطن برست
عندما وصل
جثمان السرجنت إزيلا روبالكافا إلى مطار إلباسو من العراق،
كانت والدتها تنحب مثل طفل، وصرخت ماريا روبالكافا
بالاسبانية: (لا أريد رؤيتها هكذا) لكن بعد القداس الجنائزي
في الأسبوع الماضي تقبلت ماريا حقيقة رحيل ابنتها التي توفيت
بعد اصابتها بجروح بالغة بعد تفجير اطلاقات هاون خلال هجوم
في الموصل في 8/ أيار، قبل ثلاثة ايام من عيد ميلادها السادس
والعشرين.
إزيلا
روبالكافا واحدة من 20 مجندة امريكية قتلت حتى الآن في عملية
تحرير العراق ـ وهو أعلى رقم للمجندات الامريكيات اللاتي
قتلن في ساحة المعارك منذ الحرب العاليمة الثانية، طبقاً
لمؤرخ عكسري. هذا الرقم يشمل لوري بيستيفا (23 عاماً) التي
قتلت في هجوم في الايام الاولى للغزو، وليزلي جاكسون (18
عاماً) التي قتلت يوم الخميس الماضي عندما اصابت عربتها عبوة
ناسفة. الاخريات قتلن في عمليات اسقاط طائرات هيليكوبتر،
حوادث طرق، أو عندما تنطلق البنادق بصورة عرضية أو بينما كن
يحاولن ابطال قنابل.
بالإضافة
إلى ذلك، جرحت 162 إمرأة في العراق، من بينهن 99 مجندة
جروحهن بالغة تمنعهن من العودة إلى الخدمة، طبقاً لوزارة
الدفاع. من بين الوجوه البارزة في هذه الحرب، ضابط البحرية
جيسيكاينش، التي اسرت وانقذت في أيام الحرب الأولى، وضابط
البحرية ليندي انجلاند، التي ظهرت مؤخراً في الصور التي توثق
إساءة معاملة اسرى سجن أبي غريب.
لعقود
طويلة، ابعدت قوانين وزارة الدفاع المجندات من المعارك
المباشرة، مخافة ان يردد الجمهور الأمريكي صراخ ماريا
روبالكافا ـ لا أريد رؤيتها هكذا ـ عندما تقبتل النساء في
المعارك. لكن عندما تغيرت هذه القوانين في اواسط التسعينيات
لم يندمر سوى القلة. الآن، ومع زيادة عدد النسوة اللاتي
يخدمن في ما يطلق عليه عسكرياً (أعمالاً خطرة) في العراق،
وسقوط الكثير منهن فأن اغلب الجمهور لم يزل صامتاً.
تقول إيلين
دونيللي، رئيسة مركز الاستعداد العكسري، وهو مركز فكري في
مشيغان، ان استمر مقتل المجندات فأن النقاش سيكون بالتأكيد
أكثر حدة. (لم يسبق لنا أن رأينا استخدام مثيل لهذا في
الجيش) وتضيف ان أكثر ما يقلقها هو مقتل الامهات، بيستيفا
على سبيل المثال، تركت طفلين وراءها.
(نحن نطالب
بأعادة تقييم هذه السياسة).
قد يعود
موقع النساء الحالي في الجيش إلى التغيرات القانونية التي
بدأت في العام 1948، عندما اجاز الكونجرس مرسوم دمج القوات
المسلحة، والذي منح النساء منزلة في الجيش النظامي والاحتياط
وكذلك في البحرية وقوات المارينز. في الوقت نفسه حدد القانون
وجود النساء في تلك الاقسام إلى 2% من القوات واشترط عدم
خدمة النساء في السفن التي يمكن ان يخدمن فيها لكن التقييدات
الأخرى بقيت. في العام 1992 ألغت الولايات المتحدة القانون
الذي يحظر على النساء العمل في الطائرات المقاتلة. بعد سنتين
الغى وزير الدفاع ليس أسبن قانون المخاطرة في وزارة الدفاع.
لقد تغير تعريف المعركة الارضية المباشرة، وقوانين جديدة
سمحت للسناء بالخدمة في جميع الوحدات عدا تلك التي تشتبك
بشكل مباشر في القتال مثل كتائب المدرعات والمشاة والمدنية.
في عام
1991 كانت النساء تشكل 11% من الجيش، لكن النسبة الآن وصلت
إلى 15%، طبقاً لوزارة الدفاع. هنالك امرأة من بين كل سبع
رجال في العراق. والنساء هناك خدمن في بطاريات صواريخ
باتريوت، في الدوريات العسكرية، وبعض الادوار المساندة التي
تضعهن بصورة خطرة امام العدو.
في العراق
تضاعفت المخاطر نتيجة طبيعة حرب العصابات للهجمات التي اعقبت
الحرب.
آباء
وأمهات النساء اللاتي قتلن في العراق يتحدثون بفخر عن
بناتهم. تقول ليزا فراي، والدة نيكول فراي التي قتلت في شباط
الماضي عن عمر ينهاز الـ19 عاما بعد اصابة قافلتها بقذيفة
هاون (اعتقد ان بعضهن أفضل من الرجال، لقد كانت نيكول تستعمل
البندقية كمحترفة، بل انها أفضل من خطيبها الذي يخدم الآن في
الحرب الوطني). تقول الام (ان مقتلها مزق قلبي، لكننا فخورون
بها وبما انجزته).
لكن ليس كل
المجندات أحسن عملهن، فصورة انجلاند وهي تمسك الرسن المربوط
في عنق سجين عراقي مروعة. تقول الكابتن المتقاعد لوري ماننغ،
رئيسة قسم النساء في المشروع العسكري ان هذا الصور ليست لها
علاقة بجنس العسكري، انها تظهر فقط ان النساء قادرات على
ارتكاب ذات الأخطاء التي يرتكبها الرجال. (لقد رأينا نساءاً
أسيرات حرب، نساء قطعت أرجلهن، نساء قمن بأعمال بطولية،
ولكننا أيضاً نشاهد الجزء المظلم من الموضوع).
معارضو
ومساندو وضع النساء في اعمال خطرة يتفقون على شيء واحد على
الاقل: ان هنالك مكاناً للنساء للتطوع في الجيش، وحيثما يذهب
الرجال إلى الحرب فالنساء تتبع.
تياناً
إرفي كانت تخشى الذهاب إلى العراق، لكنها صلبت نفسها كما
يقول والدها راي افري. لقد بدت في وضع آمن في الخطوط الخلفية
وهي تعمل كطباخة ومساعدة في قاعدة الطعام. لكن قافلتها تعرضت
إلى عبوة ناسفة في 7 نيسان الماضي وقتلت وهي في الـ22 من
العمر. يقول والدها (لم استطع ان اصدق، لقد قتلت قبل تسعة
أيام من موعد عودتها، ويضيف بصوت منكسر (بعض الاحيان اشعر
بأن النساء يجب ان لا يكن في موقف كهذا ليس في خضم المعارك،
ان الناس لا يعملون كم هو مؤمل ان تفقد شخصاً عزيزاً، إبناً
كان اوبنتاً). |