الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

ماذا يريد الناس من الرئيس الجديد؟

استطلاع عبد اللطيف الراشد

اعترف سلفاً ان الذي دفعني للنزول الى الميدان (ميدان حياتنا) وليس (ميدان حروب الطاغية) وكتابة هذا التحقيق الميداني الذي لا يخلو من الطرافة والمرارة وضحايا القائد! هو عمود لأحد زملائي.

تمهيد

واعترف ايضاً ان يوم الثلاثاء الماضي شهد ترحيباً واسعاً من كل الاطياف العراقية على اختلاف مذاهبها وعقائدها وقومياتها بإختيار رئيس للعراق، خلفاً للطاغية صدام في تلك اللحظة كنا مجموعة من اصدقاء مهنة المتاعب نجلس في مقهى عندما عرض تلفزيون العراق على شاشته مراسيم انتخاب غازي عجيل الياور وهو محاط بوزرائه المدنيين فدوى المقهى بالتصفيق حتى كاد المترجم صادق باخان لا يتحمل صعقة الفرحة فنهض بكل قامته ورفع يديه ملوحا يحيي الرئيس الجديد وهو يهتف:

عاش العراق الحر الديمقراطي الجديد عاش الياور لقد انتصرنا والله وذهبت الجنرالات الجحيم ذهبنا انا زميلي نهاد الغراوي نجوب الشوارع ونبحث عن اولئك الذين انهكتهم الحياة. نماذج مسحوقة ومهمشة بعضهم قادةً حظه العاثر الى مزاولة اعمال شاقة ومنهم الذي توسد الشارع ونام وحيداً بلا وسادة محاذاة الرصيف وآخر اتخذ اساليب ومهناً مشينة. ربما تعبيراً عن رفضه المسالم لزمن العهد ذهبنا ونحن نحمل في جعبتنا هذا السؤال:

ماذا يريد الناس من الرئيس العراقي الجديد؟

احسست بكاميرا نهاد تجيب على هذا السؤال ببلاغة متناهية وهو يصور هذه النماذج احمد كاظم الرويعي وهو رجل كاسب يعمل في سوق الهرج قال لي مبارك للعراقيين بهذا الرجل اعتقد انه سيوفر لنا ولكل العراقيين كل ما نريده ونطمح اليه لأن غازي الياور معروف بوطنيته.

خضير لفته خلف وهو احد الابطال السابقين في الملاكمة يعيش حياة لا تليق بالبشر ابداً يقول اريد من الرئيس العراقي الجديد ان يهتم بنا نحن الذي كتب علينا ان نعيش عيشة البهائم ولم نلمس في زمن الطاغية مصداقية الشعارات التي كان يرفعها ولا نريدان يصرف ملايين الدولارات لطبع صوره وبناء قصوره وتشييد معتقلات سرية لسلخ جلود البشر. نريده ان يكون صورة للزعيم عبد الكريم قاسم. ما ذنبي خدمت في الجيش 35 عاماً، ولم احصل على راتب تقاعدي.

امير موسى بائع سكائر يقول:

- نريده ان يحكم كقاضٍ عادل لا يقرب القريب منه ويهمل الغريب عنه والا سوف نشتمه.

ضحكت بصوت عال وقلت لأمير:

- اعتقد ان رئيسنا المدني الجديد يؤمن بالديمقراطية ولن يقطع ذراعيك كما قطع ذراع جاسم الذي كان يقف الى جواري.

علق جاسم: قطع صدام ذراعي. لأني مزقت صورته.

الرئيس الجديد بين حانة ومانة

علي ابو الكبة مواطن كردي يتكلم العربية بلكنة كردية (اني اريد من الياور ان يعطيني عربة جديدة ! علق كاظم ابو شيبة ولك اطلب شيء احسن! بابا كول نريد امان، كهرباء، ماء.)

ذهبنا الى مجموعة من المساكين الذين اتخذوا من مظلة مصلحة نقل الركاب المخلوعة فندقاً لهم ونادياً يعمل  من الصباح  الى الصباح فقالوا لنا:

- والله الياور راح يعيش بين حانة ومانة.

تحركنا قليلاً بإتجاه رجل (هلكان) يطلقون عليه لقب مؤيد كيا. قال لنا:

- يا اخوان مظلوم. لا املك ثمن اجرة الكيا الناس تتصدق عليّ ومع ذلك يتهمونني اريد من الرئيس الجديد سيارة كيا ولو انني رجل لا اجيد سياقة السيارات لكن ذلك لا يهم.

على امتداد شارع السعدون  من جهة البتاويين ثمة اناس ومن بينهم فتيات يبعن المرطبات الباردة توجهنا الى احداهن بالسؤال:

* ماذا تريدين من الياور؟

- من هو الياور؟!

* رئيس الجمهورية الجديد.

ويبدو ان الفتاة انتبهت الى مهمتنا. وتفهمت لها واجابت على سؤالنا دون ان تذكر اسمها:

- قتل صدام كل عائلتي ونجوت بإعجوبة فلجأت الى هذه المنطقة البتاويين ابيع المرطبات في الشارع العام نتمنى ان يكون عادلاً ويوفر لنا الامن والامان.

زياد انور يعمل حارساً في احدى البنايات وهو شاب كردي من مواليد 1984 يقول: اطالب الرئيس العراقي ان لا يدع العراقيين يهربون من الظلم وان يكون عادلاً وينصف المظلومين ويوفر السكن والراتب والصحة لكل مواطن ونحن بلد ثري بخيراته ومصادر ثرواته.

كريم حسين الدراجي رجل التقينا به مصادفة مشلول اليدين والساقين يسير بصعوبة مشهده

يثير الشفقة توقفنا امامه وصافحنا بحرارة وروى لنا حكايته المأساوية:

- قد لا تصدقون انني وعائلتي نعيش داخل هيكل (خرابة) ونعيش على الحصة التموينية. مع ذلك فإنا مسرور جداً وانا اشاهد مراسيم انتخاب الياور رئيساً جديداً للجمهورية العراقية. واسمع تصريحاته فهو رجل عربي اصيل ومثقف ويعرف معاناة العراقيين ومتفهم لمطالبهم اكيد يعرف ما نريده ولا اريد ان اتحدث بشكل فردي اريد اتحدث نيابه عن كل العراقيين انهم عاشوا مرارة الحروب وقسوة الجوع وهجرة الادمغة.. وقتل العقول.. كل ما نريده ان يركز على الجانب الامني اولاً وبعدها سنعيش كما تعيش الشعوب المتحضرة لو تخلصنا من عقدة الطائفية والقتلة والسفلة وانصاف المواطنين والمزعومين والباحثين عن الجاه والكرسي.


سعفة لأزمر ..

السليمانية تضيّف سبعة تشكيليين من البصرة

سبعة فنانين تشكيليين من البصرة حملوا حب البصرة وروح الجنوب ونسمات ريحه ودفء اهله وجمال طبيعته مثلما حملوا ابداعهم الفني وتعدد مدارسهم التشكيلية وحلقوا فوق قمم كردستان الحبيبة التي ابعدنا عنها النظام السابق فجاء هذا المعرض لقاءً للمحبة قبل ان يكون لقاءً فنياً كما صرح بذلك الفنان ياسين وامي احد المشاركين في المعرض واضاف سمينا المعرض (سعفة لأزمر) وقد ضم تجارب سبعة فنانين من البصرة هم الفنان الرائد محمد راضي عبد الله / جنان محمد/ عدنان عبد سلمان هاشم تايه/ سمير البدران ياسين وامي/ صدام الجميلي.

كان هدفنا من هذه الزيارة الى ربوع كردستان هو لتوطيد العلاقة مع الفنانين الكرد.

ويضيف الفنان ياسين وامي – ذهبنا الى كردستان ونحن نحلم بمشاهد الجمال وروعة الطبيعة لكنها اكبر من حلمنا فقد وجدنا طيبة اهلنا الكرد وصفاء سريرتهم.

اقيم المعرض الشهر الماضي في قاعة (زاموا) وضم 20 لوحة تميزت جميعها بالتوجه التشكيلي الحديث في التقنية واستلهام الموضوع وشكلت اللوحات خطاباً حضارياً احتضن الجميع ضمن التوجه الابداعي.

حقق المعرض حضوراً واضحاً، من خلال متابعة الفنانين والصحفيين، وجمهور واسع من رواد الفن التشكيلي في كردستان.

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة