الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

وقفة.. وداعاً مجلس الحكم

أحمد السعداوي

على الرغم من أن المتابعين لم يحصلوا على معلومات كافية لما جرى في كواليس مجلس الحكم في نقاشاته مع سلطة الاحتلال ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن قضية اختيار رئيس الدولة، ولكن التسريبات وبعض تصريحات أعضاء مجلس الحكم كشفت في اليومين اللذين سبقا الإعلان عن الاتفاق على اسم الرئيس والإعلان النهائي لتشكيلة الحكومة الانتقالية وبما لا يقبل الشك... أن هناك ما يشبه (الإرادة) الموحدة في الاختيار الذي أصر عليه مجلس الحكم بوجه رغبة سلطة الاحتلال حتى النهاية.

هذه الإرادة، ولحسن الحظ، هي من انتصرت في النهاية، ضمن فضاء يمكننا أن نسميه فضاء ديمقراطياً، وإن كان في حدود مجلس الحكم، ولا أرى إن الأمر يختلف كثيراً، فيما لو أصر الـ(22) عضواً في مجلس الحكم على اختيار الباججي.. أو اية شخصية أخرى، لمنصب رئيس الجمهورية، فالميزة هنا لا تتعلق بالمفاضلة بين الشخصيات المرشحة، وإنما في القدرة على اتخاذ قرار شبه جماعي يحمل صفة الأغلبية، ولكن هذه الصفة ليست ذات صبغة طائفية أو عرقية أو جهوية أو مناطقية.

لا أريد أن أمنح الموضوع مساحة أكبر مما تستحق. ولكن ضمن مقياس صغير بدت قضية اختيار الرئيس وما رافقها من تفاصيل انموذجاً عن (الحسن) و(الجيد) الذي نريده أن يستمر. فإن تنتزع شيئاً من سلطة الاحتلال دون رغبتها يحمل قيمة رمزية تدفع للتفاؤل، خصوصاً وأنه آخر شيء يمكن أن ينتزعه مجلس الحكم، وربما هو آخر شيء يمكن أن يجادل حوله الاحتلال ويعتمد فيه سلطته.

اختيار الشيخ غازي عجيل الياور لمنصب رئيس الجمهورية لا يقدح أبداً في منافسه الدكتور عدنان الباجه جي، والتجربة السياسية والكفاءة التي يتميز بها الباجه جي لا يمكن تجاوزها في حلبة اختبار واحدة. وسأعتمد هنا على تصريحين للياور والباجه جي في تأطير القضية، فعقب اختيار الياور رئيساً للجمهورية، أفاد الباجه جي في تصريح صحفي.. بأنه سعيد أن هنالك الكثير من المواطنين كانوا يؤيدونه للترشيح للمنصب. وأن رأي الشعب هو الذي يهمه في النهاية.

وفي تصريح للياور عقب استلامه مهام رئاسة مجلس الحكم الدورية، قال أن المنصب هذا تكليف وليس تشريفاً. واعتقد أنه ما زال على قناعاته السابقة وهو يتولى الآن منصب رئيس الدولة.

لقد ودعنا (بتسكين العين أو فتحها) مجلس الحكم باحتفال مهيب، ولا أعتقد أن هناك شخصاً اشتهى أن يودعه باللعنات، فبعد انتهاء مهامه وزوال عهده، يمكننا الآن أن ننظر بواقعية ودون انفعال إلى المهام الجسيمة التي كان على المجلس أن يقوم بها دون أن يكون لديه ما يساعده في هذا الصدد. بل أن الصورة كانت في كثير من الأحيان.. أن المجلس تحمل جريرة ما تقوم به سلطة الاحتلال.

أخيراً... لا يمكننا أن نحكم على كفاءات أعضاء مجلس الحكم بالقياس إلى الأدوار المحدودة التي منحت لهم ضمن ظرف كانت فيه لسلطة الاحتلال اليد العليا في كل شيء تقريباً.

(ماذا سيكون حالنا.. لو خرجت القوات الأمريكية)؟ يقول البعض، وهم يفكرون بقضية محددة... صورة المواطن العراقي.. وقد استفردت به سلطة عراقية. خصوصاً وأنا في الأعم الأغلب غير متكيفين مع الصورة الجديدة للسلطة، والصورة الجديدة المفترضة للتعامل مع هذه السلطة أو طبيعة العلاقة معها.

ولكن هذا هاجس عارض من آثار مرحلة الاستبداد، ليس بذي بال أمام الرغبة العامة باستعادة السلطة والسيادة والاستقلال التام. باقة من التفاؤل للحكومة الجديدة و.. وداعاً مجلس الحكم.


الناس يريدون... كهرباء... كهرباء!

عبد الحسين بريسم

تناولنا في هذا الاستطلاع، موضوعة انقطاع التيار الكهربائي، وأخذنا آراء عدد من الناس، ومن شرائح مختلفة، للوقوف على حقيقة ما قالوا بخصوص هذا الموضوع المهم والضروري، ولاسيما أن الصيف قد جاءنا حاملاً معه حرارة الدنيا، وكأنه يريد أن يضيف إلى متاعبنا شيئاً جديداً، لتكتمل دورة العذاب.

ربات البيوت والكهرباء

جارتي أم علي تجاوزت الخمسين عاماً وهي حينما تراني أحمل أوراقي وإخرج من البيت تعيد علي سؤالها الأزلي: متى تكتبون عن الكهرباء؟ هذه المرة أنا طرحت عليها السؤال: أم علي ماذا تقولين عن الكهرباء في هذه الأيام؟ فقالت: ماذا أقول وأصبحت الكهرباء مثل هلال العيد ينتظره الجميع. والطامة الكبرى إنها تأتي لمدة ساعتين وتنقطع اربع ساعات وهذا ما يسبب لنا مشاكل نحن ربات البيوت، حيث يتلف كل شيء داخل، المجمدة والثلاجة.

أما جارتها أم نمير فقالت: بعد تحسن وضع راتب زوجي اشترينا فرنا - كهربائياً ومنذ اليوم الأول وإلى حد الآن لم نستعمله بسبب انقطاع الكهرباء الدائم.

العودة إلى العصر الحجري

في مكتب الزقورة للتنضيد الالكتروني والاستنساخ كانت هذه الدردشة حول الكهرباء وانقطاعاتها التي لا تحتمل. تحدثت الينا أولاً الآنسة أحلام وهي مترجمة ومنضدة فقالت: بعدما وصل العالم إلى التقنيات الحديثة والحاسوب والانترنت نحن نعود إلى العصر الحجري نعيش في ظلام دائم منذ عقدين من الزمن والأعذار دائماً موجودة الإرهاب والتخريب وما إلى ذلك.

أما السيد حسن صاحب المكتب فقال: دائماً تفاجئك الكهرباء بما لا يخطر على بالك خاصة في الساعتين المخصصين اللتين لا أدري كيف قسموهما وأي عبقري فعل ذلك؟ وماذا نفعل نحن الذين عملنا كله يعتمد على الكهرباء، إنه قطع رزق - وأتمنى من أهل الكهرباء أن يبذلوا ما بوسعهم من أجل إضاءة الظلام الذي ما زلنا نعيش فيه منذ عام 1991 وحتى الآن؟

مصائب الكهرباء فوائد البعوض

اتفقت أغلب آراء من التقينا بهم من الناس على أن الوضع مأساوي بالنسبة لانقطاعات التيار الكهربائي التي أصبحت في الأيام الأخيرة لا تحتمل فإنها تأتي في اليوم ست ساعات وتغيب ثمان عشرة ساعة هذا ما قاله السيد ضرغام الكندي وأضاف نتمنى من السيد وزير الكهرباء بعدما ظل في منصبه أن يبذل ما بوسعه لإنقاذنا من لهيب الصيف الجهنمي. خاصة وأن البعوض أخذ ينشط هذه الأيام ويشن هجماته في الليل والنهار علينا بعدما فرغت الساحة له، وبات سيد الموقف.

السيد محمد المعروف لدى الأدباء والفنانين كأهم نادل في مقهى الجماهير قال:

أمام الحكومة الجديدة مصيبتان - الكهرباء والأمن - وإذا قضت عليهما فإنها بحق ستكون أهم حكومة في التاريخ الحديث.

ساعتان منقوصتان

اتفق السيد علي كاظم ناصر مع السيد سعد منصور كاظم وهما يتناولان الشاي في المقهى ومروحة السقف متوقفة بسبب انقطاع الكهرباء على أن من أهم الأمور الإنسانية في هذا الظرف الصعب هو الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والأمن وبرغم مرور اكثر من عام على التغيير مازالت الأمور تسير نحو الأسوأ وما نراه من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي خير دليل على ذلك إذ أن ساعات التجهيز بالكهرباء لا تكتمل بحيث يسرقون من الساعة الواحدة ربعها.

المجاري والماء الصالح للشرب

في حي الأمين الثانية اتفق بعض أهالي هذا الحي معي على إيصال صوتهم ومعاناتهم من جراء انقطاع التيار الكهربائي الذي يحمل معه مصائب أخرى مثل تجمع المياه الآسنة التي يرى أهل المجاري في منطقتهم بأن الكهرباء هي السبب فبتوقفها تتوقف مضخات سحب المياه الثقيلة وهذا ينطبق على الماء الصالح للشرب إذ يتوقف تدفق الماء إلى دورهم.

وقال أحدهم وهو السيد قاسم: أن هذا الوضع يشمل كل مناطق بغداد ولابد لك من أن تأخذ جولة لتعرف هذا فقلت هذه الجولة تحتاج إلى زمن طويل!

الآن هل تعود الكهرباء، أم تبقى تراوح في مكانها: هذا السؤال نطرحه على الوزير الجديد القديم، الذي احتفظ بحقيبته في الحكومة الجديدة.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة