الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

 

لحظة اعادة تشكيل العراق  الخطوة الثانية على اجندة الحكومة العراقية الجديدة هي الانتخابات

كلوديا وينكلر

ترجمة: عمران السعيدي

عن: ذويكلي ستاندارد

اطلق الرئيس بوش على الانتخابات بأنها (اهم الخطوات) في خطة الخمس نقاط التي وضعها لنقل السلطة للعراقيين. واذا كانت هذه الخطة ناجحة فيمكن للانتخابات ان توفر استقامة الاجراءات في حكومة ما بعد صدام وتمنحها الشرعية العامة: هنالك الكثير من الاعمال ينبغي انجازها فالخيارات الواسعة قد تمت حتى الآن ومنها شكل الحكومة: (جمهورية، فيدرالية، ديمقراطية وتعددية) مع سلطات ذلك تم وضعه في قانون الادارة الانتقالي والذي تبناه مجلس الحكم العراقي في شهر آيار الماضي. وان انتخابات مجلس وطني ذي (275 مقعداً) سوف تجري بإقتراع سري مع قوانين تهدف الى اعطاء المرأة ربع هذه المقاعد و(تمثيل عادل) للاقليات الصغيرة مثل التركمان والكلدو آشوريين في نهاية كانون الثاني من عام 2005.

الاقاليم الحالية ستبقى كما هي -18 محافظة- وستكون لها الحرية في جمع تركيبتها بشكل ثلاثي في حكومات اقليمية وسوف يستمر المجلس الوطني الكردستاني في ادارة محافظاته وستجري الانتخابات لمجالس المحافظات في المجلس الوطني الكردستاني في نفس الوقت الذي تجري فيه انتخابات المجلس الوطني.

سيكون عمر المرشح لا يقل عن ثلاثين عاماً مع شهادة الثانوية من اقل تقدير وان لا يكون عضواً كبيراً في حزب البعث، واذا كان عضواً سابقاً في هذا الحزب عليه التنازل واعلان البراءة خطياً عن ارتباطه فهل الانظمة الانتخابية ستخول الاحزاب السياسية حق التصويت في وقت تكون لهذه الاحزاب اهدافاً في بغداد لوحدها. كيف سيتم تمويل هذه الحملات مالياً؟ وهل سيمنح المرشحون وقتاً كافياً للظهور على شاشة التلفزيون والاذاعة؟ وهناك سياقات لإقامة الاقتراع: سجل المصوت، مواقع التصويت، توفير وسائل مراقبة التصويت والحسابات.

ان الحكومة العراقية الجديدة ستحصل على الاستشارة والاسناد الفني لهذه القضايا من الخارج. وهناك فريق تابع للامم المتحدة بقيادة (كارينابيرلي) موجود في العراق لهذا الغرض. واكثر الاعمال بعيداً عن اعين الناس وان العقول تركز على دقات الساعة ان العالم الآن يحتوي على تجربة كبيرة حول التحولات السياسية في بلدان تنشأ من داخل الازمات والقمع.

جمال بن عمر مستشار اول لدى برنامج تطوير الامم المتحدة يسمي هذه الحالات بـ(جيرنال اوف ديموكرس) يحاول ان يركز على تجاربه في (19بلداً) ويحولها نحو العراق وهي تجارب ذات فاعلية عالية. وهو يركز على شرط انتخابات حرة وعادلة وذلك يعتمد على قرار قوي من الشعب العراقي مع قوات امن التحالف لإقامة انتخابات عامة في وجه التفجيرات والتي قد تزداد في اقتراب التصويت.

وهناك امنية اخرى مفقودة وهي الزمن فالجدول الزمني المتفق عليه هو جدول محكم تماماً.

فقانون الانتخابات سوف يأخذ وقتاً قصيراً لتوضيحه امام الرأي العام بإعتباره عملية بناء كبيرة يتفق عليها من خلال اجماع في الرأي. ويقول بن عمر ان الانتخابات تقدم الفرصة (لتعزيز الديمقراطية) وهي مجموعات محلية تتعلم الخدمة وكانها (مراقبون اعلاميون مراقبو تصويت) ويناقش فيها المواطنون ويوسعون خياراتهم ثم تأتي مرحلة التصويت اخيراً وان هذا الامر لايمكن دفعه بصورة مثالية.

وفي العالم الواقعي كل شيء يجب القيام به يوم غد فحكومة العراق الجديدة ما زالت بحاجة الى شرعية الديمقراطية وهي في الطريق للوصول الى ذلك.


رئيس العراق الجديد  يتطلع الى ما وراء الرسميات

ادوارد يونغ

تجمع الظواهر على ان غازي الياور، كما يبدو، مكيف تماماً لرئاسة الحكومة العراقية المؤقتة، وهو منصب احتفالي على نحوٍ واسع.

ويلاحظ ان هيئته القوية، وثيابه البيض ونظارتيه غير المؤطرتين – اضافة لشاربيه المرتبتين، وهما مَعْلَم اساسي لدى الكثير من الرجال العرب- تعطيه مظهراً فخماً لرئاسة دولة ذات هياكل وزينات اخف من ان تُحسد.

لكن لا يبدو، من التصريحات التي اطلقها ايام مجلس الحكم العراقي والنفوذ الذي يتمتع به من خلال موقعه العشائري، انه من النوع الذي يرضى بالاشراف على النشاطات الاستعراضية واقامة حفلات الشاي لأصحاب المقامات الرفيعة.

فالياور كائن سياسي، تمتد جذوره في حساسيات عشيرة شمَّر، احدى اكبر واقوى العشائر في العراق.

وهو ينطوي على اعتزاز شديد ببلاده.

ان الكيفية التي سيتجلى بها هذا التحفز القتالي عندما تتجه الحكومة الجديدة نحو بعض اشكال السيادة تلقي بوزنها الثقيل بالتأكيد على عقول الكثير من السياسيين العراقيين والامريكان.

فبالرغم من التعليم الغربي لهذا الشيخ البالغ من العمر 45 عاماً، فمن غير المحتمل ان يسمح لنفسه بأن يبدو دميةً لقوات الاحتلال.

وقد لا يكسبه ذلك الكثير من النقاط لدى البيت الابيض او الادارة الامريكية، لكن يمكن ان يساعده في الفوز بثقة الشعب العراقي.

وقد توجه، في اول خطاب له كرئيس، بالنداء الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة للمصادقة على قرار يمنح العراق (السيادة الكاملة).

وانتقد الولايات المتحدة، في مقابلة تلفزيونية، لإنعدام الامن في العراق، قائلاً: (اننا نلوم الولايات المتحدة مئةً بالمئة على حالة الامن في العراق. فقد احتلت البلاد، وحلت اجهزة الامن وتركت حدود العراق لمدة عشرة شهور مفتوحةً امام كل شخص ليدخل من دون تأشيرة دخول او حتى جواز سفر).

لقد ولد الياور في مدينة الموصل المتعددة الاعراق عام 1958، العام الذي سقطت فيه الملكية بإنقلاب ادخل العراق فيما بدا انها ظلمة لا نهاية لها من الحكم العسكري. وكان جده قد خدم، في الحقيقة، كعضوٍ في برلمان الملك. وقد اكمل الياور دراسته العليا في الموصل، وانتقل في آخر الامر مع عائلته الى العربية السعودية في اواسط الثمانينيات ليتابع هناك دراساته الهندسية.

وحصل على المزيد من هذه الدراسات في جامعة جورج واشنطن قبل ان يصبح مديراً تنفيذياً كبيراًُ في شركة للاتصالات في العربية السعودية. وبعد اطاحة صدام حسين في شهر نيسان 2003، عاد الياور الى العراق بناءً على طلب من عمه، محسن الياور، الذي ترأس عشيرة شمر لعدة عقود من الزمن.

وتضفي صلات الياور الاصغر العشائرية عليه شيئاً من المصداقية وسط العراقيين، وخاصة اولئك الذين من مدينته، الموصل. وقد وصفه في البصرة، قائد بارز، هو الشيخ ابراهيم الحسن من جامع البصرة الكبير، قائلاً: انه قابل الياور من قبل وانه يعتبره (متواضعاً ومتعقلاً ومثقفا) . غير ان الحسن اوضح ايضاً ما يمكن ان يكون عقبة الياور الكبرى حين يمارس عمله الجديد، بقوله: (اننا نأمل الا يكون مثل مجلس الحكم، فنحن نحتاجه للاهتمام بأمور الناس ومعالجة قضية الامن).

ترجمة/ عادل صادق العامل

عن/ انترنشنال هيرالدتربيون


البحث عن أناس الدمار الشامل

توماس فريدمان

ترجمة جوت جالي

احياناً لا تعرف ان كان عليك ان تضحك ام تبكي. بثت (تايم.كوم) الأسبوع الماضي تقريراً يفيد بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي أوعز إلى مكاتب الدعم الأمني في جميع أنحاء امريكا للبحث عن انتحاريين محتملين وقد أُبلغت قوات الشرطة ان تراقب بعناية أناساً يرتدون معاطف سميكة في حر الصيف، أناسا تبرز من ملابسهم اسلاك كهربائية أو أناساً تفوح منهم روائح كيمياوية، وأنا شخصياً ما أن أرى شخصاً تتدلى منه اسلاك كهربائية أبلغ الشرطة دون شك.

لسوء الحظ ان مثل هذه التحذيرات الغريبة يمكن ان تكون الأولى من بين تحذيرات عديدة قادمة لأننا في الوقت الذي لم نجد فيه أيا من اسلحة الدمار الشامل في العراق علينا ان نجد هناك عددا مقلقاً من اناس الدمار الشامل ولنتأمل في مقتل عز الدين سليم السياسي الشيعي ورئيس مجلس الحكم العراقي بسيارة مفخخة في بغداد فحسب ما أفادت به تقارير الأخبار كان السيد سليم في موكب خمس سيارات نوع نيسان باترول ينتظر في صف من السيارات لدخول المنطقة الخضراء وهي المجمع الأمني الأمريكي في قلب بغداد وفجأة خرجت سيارة فولكس واكن باسات من صف السيارات واندفعت نحو سيارة السيد سليم وانفجرت بجوارها محيلة كل شيء في تلك المنطقة إلى رماد.

نحن مصابون بمرض صدمة القذائف اصابة شديدة ونتعامل مع هذا الحدث الخطر على انه يوم لا يختلف عن غيره من الأيام، هجوم انتحاري آخر في العراق لا أكثر، غير اننا بحاجة إلى التفكير في الأمر ملياً تقديري التقريبي هو أنه قد حصل من 50 إلى 75 هجوما انتحاريا بالقنابل في العراق العام الماضي ولهذا فأن سؤالي هو من أين يأتي كل هؤلاء الأنتحاريين؟ كيف يمكن للذين يجندونهم ان يحصلوا عليهم؟

ما سأقوله لا أومن به شخصياً ولكن يمكن للمرء ان يحتج بمعقولية ان سبعة وثلاثين عاما من احتلال اسرائيل للضفة الغربية قد اصابت الفلسطينين بالجنون لدرجة ان اعدادا منهم قد تطوعوا لمهمات انتحارية خلال السنوات القليلة الماضية لكن (احتلال) الولايات المتحدة للعراق لا يتجاوز عمره السنة وبدأت التفجيرات الانتحارية هناك بعد بضعة اشهر من وصول القوات الأمريكية لتحرير شعب العراق من طغيان صدام المنحرف فماذا يعني ذلك أذن؟ انه يعني ان مجموعة أو مجموعات لديها القابلية على الأمداد بعدد غفير من الناس الراغبين في قتل انفسهم في هجمات ضد اهداف امريكية أو عراقية دون سابق انذار ونحن ليس ليدنا أدنى فكرة عن كيفية سير هذه العملية.

نحن لا نعرف من هم هؤلاء الناس رغم ان التقارير توحي بأنهم يأتون من اوروبا واليمن ولبنان وسوريا والسعودية، ولا تعرف كيف تعمل المسالك السرية التي تأتي بهم من جوامعهم المحلية إلى العراق وكيف يقيمون اتصالاتهم بالخلايا العاملة في العراق وكيف يزودون ويلقون للمهمات الانتحارية.

يقول ريموند ستوك الخبير في الأدب العربي والأعلام في القاهرة: انا لا أعتقد ان اناس الدمار الشامل هم حقا نتاج الأستياء المحلي العراقي منا. انهم قتلة حسب الطلب خلقهم تركيب من دعاية وسائل الأعلام العربي وعناصر ثقافية اسلامية متطرفة معينة وبعض الميالين للعنف جندتهم القاعدة واشباهها. عندما يلقن العربي وعناصر ثقافية اسلامية متطرفة معينة وبعض الميالين للعنف جندتهم القاعدة واشباهها. عندما يلقن شباب ناقمون وبلا مستقبل ومكبوتون جنسياً بأن الموت أجازة متعة غير آثمة أبدية ويرون تمجيد هذا الموت في عدد لا يحصى من أقراص الفيديو فكل ما تحتاجه هو سائق شاحنة راغب في نقلهم عبر الحدود من سوريا والأردن وتركيا والسعودية وسرعان ما تجد أمامك.. قنبلة بشرية؛).

ومهما يكونوا فأنهم كما يبدو يزدادون حنكة يوماً بعد آخر والأسوأ ان هؤلاء الناس عدميون غاية العدمية، فعلى الأقل ان (حماس) لها هدف محدد في تخليص فلسطين من اليهود كلهم وإقامة دولة إسلامية هناك وتقدم حتى خدمات اجتماعية اما الناس الذين يديرون العمليات الانتحارية في العراق سواء كانوا يعملون بشكل مستقل أو في منظمة واحدة لا يدعون غاية نبيلة لما يفعلون هذا إذا تجاوزنا عن ذكر انهم لا يضعون مطالب محددة. انهم يريدون فقط ضمان ان تفشل امريكا في انجاز أي شيء جدير بالاحترام في العراق وهم مستعدون للتضحية بالعراقيين كلهم في سبيل هذه الغاية.

انهم محنكون عدميون قادرون على تنظيم تفجيرات انتحارية متزايدة تحت أنوفنا مباشرة ـ لمدة سنة.. وهذه دلالة أخرى على اننا لا نملك قوات كافية في العراق واننا فشلنا في تدريب وتزويد قوة شرطة عراقية لها وزنها لتأمين حدود العراق أو داخله ـ وهو الأساس الضروري لأية حصيلة لائقة لجهودنا العراق.

ولكن هذا سبب آخر يجعلنا ننقل السلطة والأمن في العراق إلى العراقيين حالما يستطيعون ادارته. سيكون عندهم القدرة على تتبع خطوات اناس الدمار الشامل والعيون المفتوحة لاكتشاف الدخلاء وحاسة الشم القوية للتعرف على الأماكن التي يخبئون فيها لحل لغز أناس الدمار الشامل. وسيكونون قادرين بلغتهم العربية ان يتحدثوا إلى شعبهم ليجردوا هؤلاء من الشرعية التي يبررون بها هذه النزعة الانتحارية.

يجب علينا انهاء هذه المسرحية قبل ان تأتي إلى مسرح قريب منا.

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة