الرجل عندما يكون خياطاً نسائياً! ما حكاية الخياط الذي جرى وراء زوجته؟

آمنة عبد العزيز

ثمة أعمال نعتقد دائماً أنها نسائية، إلا أن الرجال بارعون فيها، ولهم باع في ذلك. مثلاً في الطبخ فإن أرقى الأكلات يقوم بطهيها الرجال، لاسيما في فنادق الدرجة الأولى، أو البيوت الراقية، أو في إعداد الطعام للرؤساء والمسؤولين وفي تصفيف الشعر نجد أن المرأة تحبذ الرجل الذي يقوم بتلك العملية، وكذلك في تصميم الأزياء، وخياطتها، والأمثلة كثيرة على ذلك!

وفي هذا الاستطلاع الظريف بين عدد من الخياطين الذين يخيطون الملابس سمعنا حكايات وحكايات.

السيد كريم أبو نوار وهو خياط قديم يقوم بعمله منذ فترة طويلة حدثنا عن هذه المهنة وقال: بأنها مهنة لطيفة  تجعلنا في تماس مباشر مع الجنس اللطيف، وكثير من النساء يفضلن الخياط على الخياطة، لأن الخياط أكثر دقة في أخذ المقاييس وكذلك في خياطة بعض الاجزاء المعقدة التي تتطلب رهافة بالغة في تنفيذها، ولا اعتقد إن المرأة لها مزاج بالقيام بهذا أفضل من الرجل!

استغربت من طرحه، وكأنه متحامل على المرأة الخياطة، فقلت له كيف ذلك؟ قال: المرأة مشغولة بالاطفال والطبخ لا يوجد لديها وقت للقيام بأعمال دقيقة، فضلاً عن تقلبات المزاج.

وعن كيفية أخذه المقاسات قال: معي إمرأة تعمل يومياً هي التي تقوم بذلك وبإشرافي وفي حالة تعذرها عن القيام بذلك اقوم انا بذلك بعد أن تسمح لي الزبونة.

أما الخياط اسكندر أسد فكان له رأي آخر: المرأة الخياطة بإمكانها أن تكونه دقيقة ومنضبطة في عملها، وتقديم موديلات حديثة، ولا أجد أن عملها يتضارب مع عمل الرجل في ذلك وإنما لكل واحد خصوصيته.

وحاولت أن استدرجه إلى موقف طريف حصل معه، ضحك طويلاً وقال: زوجتي تزورني دائماً هنا، مرة كنت منهمكاً في أخذ قياسات إمرأة جميلة، وأنا أمازحها، وإذا بي أرى زوجتي أمامي، تنظر الي بغضب دون أن تتكلم، وطلبت منها أن تجلس، نظرت إلى هذه المرأة وقالت: لما يعجبني اكعد)، وغادرت المحل، تركت الزبونة وذهبت وراءها واقنعتها بشق الانفس بحسن نيتي.

ثم التقيت خياطاً نسائياً آخر هو جاسم عبد حسن سألته عن المواسم التي تزدهر فيها الخياطة اجاب: مواسم الأعياد والمناسبات، وهذه الأيام الموظفات في اقبال مستمر علينا لزيادة رواتبهن لا سيما في نهاية الشهر عندما يقبضن الراتب.

ثم سألته عن اهم القياسات المطلوبة، اجاب: القياسات الكبيرة أو (المحيرة) غير الموجودة في

السوق. فالنساء البدينات يقبلن نحونا اكثر من النحيفات أو الرشيقات.

وكان للخياط محمد حسن مرعي رأي في موضوعة الخياطة للنساء، قال التعامل مع النساء شيء جميل، يكفي إن النساء رقيقات، ويتعاملن بدلال وبشفافية، عكس الرجال.

وهذا ما يجعلني أحب هذه المهنة وأقدم كل جهدي للنساء من أجل أن يخرجن راضيات عن عملي.

منذ متى وأنت في هذه المهنة؟

-منذ عشرين عاماً وأنا اعمل خياطاً للنساء أعرف المرأة من أول حملة تقولها.. ماذا تريد من الخياط.

مازحته بالقول ولكن لا يبدو عليك (الكبر) ضحك وقال: أنا شباب متجدد ما دام (الصبغ موجود)!

واحببت أن أدون رأي إمرأة خياطة في هذا الموضوع، فالتقيت الآنسة محسنة كريم ويبدو أن قطار الزواج قد فاتها وتعمل خياطة نسائية.

سألتها عن الفرق بين الخياط والخياطة اجابت: انا افضل المرأة الخياطة ليس إنحيازاً للمرأة ولكن لأنها تعرف اسرار الخياطة وتفهم المرأة اكثر من الرجل.

وقفة.. ايام أمن وعمل

زياد مسعود

تتعمد بعض الفضائيات العربية إظهار التركيبة الجديدة للدولة العراقية على إنها (مسوقة) امريكيا وأن مجلس الحكم القديم قد تحول إلى (حكومة) جديدة، وتتعمد بعض الفضائيات الامريكية والاوربية إلى تصوير هذه التركيبة على إنها الاختيار الامثل للشعب العراقي وإن (الأصدقاء) الامريكان.. خارج اللعبة تماماً وإن ما حدث ويحدث هو شأن عراقي تماماً.

واقع الامر غير هذا الكلام تماماً، فلا الاميركان كانوا بعيدين عن هذه التركيبة ولا هي تركيبة من خارج الوطن، فالرئيس ومساعداه رجال عرفتهم الساحة العراقية يمتازون بالشجاعة والطيبة والصبر على المجالدة ورئيس الوزراء ووزراؤه سياسيون وتكنوقراط معروفة اصولهم الفكرية ومواقفهم السياسية وما حدث هو نتيجة توافق بين تجمعات سياسية عريضة قدمت ممثليها في هذه التشكيلة فجاء الحل الحكومي عراقياً مئة بالمئة، وجاء الرجال من هذه الارض لامن سواها وبالتالي علينا أن نتمنى للجميع النجاح في العمل المنتج لصالح هذا الشعب الذي عانى الويلات طوال سنوات عديدة آخرها سنة الاحتلال ولا يطلب سوى الامان وتيسير العمل لمن هو قادر عليه وانهاء صورة الاحتلال.

وإذا كان صحيحاً أن احداً غير قادر على اخراج قوات التحالف سريعاً من العراق فان من الصحيح أيضاً أن تشتغل الحكومة العراقية الجديدة على تجسيد الثقة بينها وبين الشعب عن طريق دفع الصورة الاحتلالية المباشرة عن المدن والقرى العراقية وأن يكون للشرطة والجيش العراقي الدور في حراسة الطرق الخارجية وشوارع المدن وان تنصرف قوات الاحتلال إلى معسكراتها لتتيح لنا فرصة للتنفس، وللحكومة فرصة للعمل واظن إن ذلك ليس كثيراً علينا.. ولا عليهم، ويعد هذا مشروعاً ومحكاً صادقاً لما يلي من الايام التي نريدها ايام أمن وعمل.