مهدي عزيز
العيسى
هذا النداء
الشريف لكم أيها اللاهثون وراء القتل والإرهاب لكي ترعووا
وتتوقفوا عن ممارساتكم الاجرامية التي اصبح فيها القتل
والدمار حالة مشاعة وتجنحوا إلى منطق العقل وتكفوا عن نشب
انيابكم الغادرة في جسد هذا الشعب الجريح الذي ما زال يترنح
من جور الحكم الديكتاتوري البغيض طيلة خمسة وثلاثين عاماً.
يا شرفاء
الوطن من رجال دين اجلاء وشيوخ عشائر كرماء واصحاب ضمائر
اصلاء نناشدكم بشرف وستر العراقيات اللاتي يستجرن بكم وهن
مثكلات بفقدان الزوج أو الابن نتيجة لحوادث العنف الارهابية
ان تتدخلوا لإيقاف مسلسل المجازر الدموية التي يذهب ضحيتها
الابرياء يومياً.
واعلموا ان
من يقوم بهذه الاعمال البربرية انما يستهدف كل ما يتصل
بتعزيز نهضة العراق الاقتصادية والسياسية والثقافية
والاجتماعية.
وتذكروا
على الدوام بأن الارهابيين يدركون جيداً انه لو استتب الأمن
حتى ولو نسبياً وبدأ الشروع بالاعمار فعلاً وهيأت المستلزمات
المطلوبة للانتخابات فأن ذلك سيفضي حتماً إلى تحقيق العراق
المنشود الذي تنتهي فيه والى الابد كل الممارسات الهمجية
المستهجنة التي آلت إليها حالتنا السابقة من تدهور اقتصادي
امني لتحل محلها دولة المؤسسات والقانون ذات المجتمع السعيد
حيث تختفي تدريجياً فيه الصراعات الطائفية والعرقية
والاتنية.
يا مراجعنا
الدينيين سواء من البيت الشيعي أو السني لا تجعلوا سكنة
الجحور يدمرون تلاحمكم الذي ضربتم فيه اروع الامثلة في
التكاتف الحميم تحت خيمة الإسلام الكبيرة.
لا تفسحوا
المجال للدخلاء الوافدين من خارج الحدود ان يبثوا سمومهم
القاتلة في عوائلنا العراقية الامر الذي يحتم عليكم واجباً
مضافاً لأفهام الجميع بان اولئك الوافدين قد استخدموا الدين
وسيلة لتحقيق اهدافهم من خلال تنفيذ مخططاتهم الشريرة
الهادفة بالاساس إلى استباحة دماء الناس ظلماً وبهتاناً.
كما يجب
تحفيز مشاعر الناس باتجاه التلاحم والمساهمة الفعالة في بناء
الوطن وصولاً، إلى الاتفاق الجماعي من اجل (تحريم وتجريم)
الإرهاب والإرهابيين. عند ذاك سيستتب الأمن تدريجياً لكي
يعلن الأخيار عن بدء الأعمار بمشاركة كافة ابناء الوطن مما
يؤثر ذلك ايجابياً على توفير فرص العمل وتشغيل فيالق
العاطلين وتحديد رواتب المتقاعدين وازدياد الطاقة التصديرية
للنفط وزيادة العائدات بشكل يتناسب طردياً مع الحاجة الملحة
للمال لتفعيل الميزانية الخاوية كما يقال ناهيك عن استلام
مليارات الدولارات من الدول المانحة المتوقفة لذات الاسباب
وكل ذلك سيقودنا بالنتيجة إلى استكمال توفير مستلزمات
الانتخابات من رحم الشعب بشكل ديمقراطي نزيه.
يا شيوخ
عشائرنا الغيورين اناشد كلاً منكم واستحلفه بعقاله الذي يمثل
شرفه وشرف عشيرته ان يتحمل مسؤوليته الاعتبارية ويساهم بشكل
فاعل للعمل على الحد من تلك الاعمال الارهابية مستخدماً ثقله
الاجتماعي في التأثير على العشيرة من خلال مطالبتهم برفض
الأرهاب ومحاربة الارهابيين وعند ذاك ستكون وقفته مسجلة
تاريخياً في اجندة الوطن الأم مؤشراً في سفر البطولة الخالد.
يا
اساتذتنا المبجلين هو أيضاً دوركم ضمن تسلسل الادوار
المطلوبة في مجتمعنا الحالي من خلال التوجيه الواعي المستمر
لأبنائنا الطلبة بغية خلق القناعات المطلقة لديهم في الوقوف
بوجه كل من يزيد في معاناة الشعب ويساهم في استلاب لقمة
العيش من افواه ابنائه الجياع.
يا رفاقنا
في الاحزاب باعتباركم طليعة المجتمع المتنور فأني اشعر فعلاً
بالحرج امامكم لأنكم ادرى بما اردت ايصاله إلى الناس مني
بسبب دوركم النضالي المؤثر تاريخياً بالمجتمع ولكن يحتاج إلى
مضاعفة العمل وتنسيق الجهد الوطني والتركيز على شرح وتحليل
اهداف الارهابيين من خلال التحليل الموضوعي لمحتوى تلك
الاهداف الشريرة المغلفة.
واخيراً يا
ابناء شعبنا الاشم بكل قومياته واديانه وطوائفه واطيافه
السياسية علينا ان ننزل من بغلة التعالي والكبرياء مسلحين
بحب الوطن إلى الشارع العراقي ونتعامل مع كل المستويات بما
يتناسب معهم لنفهمهم بالحقائق التالية كي تكون تلك الحقائق
شعاراتنا جميعاً منذ الآن وحتى تحقيق كل ما نصبو إليه بأذن
الله وهي:
1ـ ان كل
من يستهدف شيخاً مسناً أو كادحاً أو امرأة أو طالباً أو
عسكرياً أو طفلاً هو قطعاً ضد الشعب.
2ـ ان كل
من يستهدف مفصلاً من مفاصل الكهرباء أو الماء لتعطيل تلك
النعمة هو ضد الشعب.
3ـ ان كل
من يستهدف انبوباً من انابيب النفط (مصدر توفير حاجات الشعب)
هو ضد الشعب.
4ـ ان كل
من يستهدف مدرسة أو مركز شرطة أو مستشفى أو معملا أو دائرة
حكومية هو ضد الشعب.
5ـ ان كل
من طالت يده التدميرية البنى التحتية للبلد أو الحق الاذى
بأي مرفق هو ضد الشعب.
6ـ ان كل
من لا يريد استتباب الأمن يساهم في اطالة أمد بقاء جيوش
الاحتلال وهو ضد الشعب.
اذن لماذا
هم ضد هذا الشعب المظلوم لا يريدون (للامن ان يستتب وللاعمار
ان يبتدأ وللشعب ان يترفه؟).
كل تلك
التساؤلات يمكن الاجابة يبتدئ بجواب محدد واحد وهو بسبب
امتلاء نفوس هؤلاء الارهابيين بالضغائن المتراكمة ولا يريدون
لهذا الشعب ان يعيش حالة الرفاه الاقتصادي والاجتماعي لانه
سيكشف حقيقة النظام المقبور كونه السبب الرئيس في دمار
ومعاناة هذا الشعب طوال الفترة السابقة من قتل وجور وتجويع
وترويض عند ذلك سيذهب هؤلاء السيئون إلى مزبلة التاريخ وهم
يعلمون جيداً ان مصيرهم في يوم ما هو في خانة النبذ
والنسيان.
خلاصة
القول هي دعونا نهب جميعاً لمحاصرة هؤلاء وتعريتهم ونبذهم
لكي تتوحد جهودنا حتماً لبدء المجتمع المتقدم المزدهر.
|