الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

الجادون متعففون والباقون يستغيثون : المسرح العراقي في منعطف آخر.. الفرقة القومية للتمثيل هي اول من تعامل مع الغجر .. الاعمال المسرحية الجادة ليست مخصصة لبائعي اللحم والطماطم .. البعض من عروض المسرح الجاد كانت مخابراتية وتهافت عليها البعض من الجادين

استطلاع وكتابة/ هادي الناصر

الاشكالية التي رافقت الحقبة المنصرمة طوال اكثر من عقدين من الزمن في مسرحنا العراقي، لا تدانيها اشكالية اخرى، بعد ان فقدنا الاحساس بالانعتاق، وضياع بسمة التوهج، على الرغم من ان ثمة ومضات كانت تنبجس بخفوت وحياء تفصح عن فضاءات التجريب والحداثة المسرحية.

ولعل المفارقة تكمن، في الحراك الدائب والمستمر لمسرحنا العراقي، وتبنيه لكل الموجات الفنية والصيحات الطليعية، بكل ما تحمل  هذه الصيحات من عناصر ايجابية وسلبية.. وكان آخرها، ما حصل من تبنٍ لتوجه مغاير لحقيقة المسرح الصادق، الذي ينتمي الى الانسان بكل مكنوناته، وقد اطلق على هذه الموجة (المسرح التجاري/ المسرح الاستهلاكي) واسهم فيها عدد غيرقليل ممن ادعوا الانتماء الى فن المسرح.

ومن اجل ورقة مستقبلية فاعلة وملموسة، على صعيد عموم المشهد المسرحي العراقي، وضعنا اسئلتنا على شكل اتهامات، وجهناها لفنانين معروفين، برع بعضهم في المسرح الجاد، وانطلق البعض الآخر من منصات المسرح التجاري الشائع خلال السنوات المنصرمة .. فمن فناني المسرح الجاد، كان معنا الفنان عبد الخالق المختار، الذي اصرعلى الاجابة علىالاسئلة الموجهة للطرفين، بالاضافة الى المخرج المسرحي كاظم النصار والفنان المسرحي باسل الشبيب والفنان سعد عبد الصاحب، ومن فناني المسرح الشعبي (التجاري) زهير محمد رشيد وحافظ لعيبي والكاتب المسرحي حسين النجار والفنان عبد جعفر النجار.

في مواجهة فناني المسرح الجاد

اولاً: انتم متهمون بإلقاء اسلحتكم في مواجهة المسرح التجاري فماذا تقولون...؟

- المخرج المسرحي كاظم النصار: هناك خلط في التسميات صنعه الاعلام، فليس هناك مسرح جاد.. هناك مسرح حقيقي قدم مشاريع مهمة وعروضاً اهم، وشخصياً لم الق اسلحتي يوماً فأنا محارب عتيد.

- الفنان عبد الخالق المختار: يجاوز ان نقارن بين ما يقدم في المسرح الجاد وبين ما يطرح فيما يسمى اصطلاحاً (المسرح التجاري).. وليس ثمة تنافس او صراع بين ما نقدمه في مسرحنا وبين ما يقدم في ذلك المسرح شكلاً ومضموناً، لذلك ارى ان هذا الاتهام غير دقيق في الكثير من جوانبه وان هنالك تجنياً كبيراً على مسرح له تقاليده واسسه الراسخة.

- الفنان باسل الشبيب: ربما نحن متهمون في مواجهة المسرح التجاري، ولكن لسنا متهمين بإلقاء اسلحتنا امامه والدليل هو اننا ما زلنا نواصل ونتواصل مع العملية الابداعية، والمسرح التجاري قد (مات) تحت وطأة سلاحنا الذي لم يصدأ..

- الفنان سعد عبد الصاحب: عندما نحاول ان نستقصي واقع الحركة المسرحية في العراق علينا ان ننظر ونمحص الواقع الاجتماعي والسياسي الذي تمر به البلاد، فالسياسي والاجتماعي صنوان لا يفترقان في تشخيص الحركة المسرحية وانبثاق ما يدعى بـ(المسرح التجاري) وهيمنته على الخطاب الاجتماعي المحلي وتلقيه .. حيث فرض هذا المسرح قسراً على ذائقه المتلقي في منتصف الثمانينيات لغايات ارادها النظام السابق، وظروف جاءت بها الحرب العراقية - الايرانية.. ان الدور الثقافي في تلك الايام كان مع عملية التنفيس الجماهيري نتيجة للضغط الداخلي الهائل الذي يمر به المواطن العراقي .. فكان المسرح اول هذه الادوات لضعف دور السينما العراقية في التأثير، وان موجة المسرح التجاري (الاستهلاكي) لم تكن لتقف بوجهها كل الاسلحة الثقافية الحقيقية، التي تبحث عن مسرح تربوي جمالي عال في الفترة السابقة..

مع فناني المسرح الآخر

انتم متهمون بتخريب المشهد المسرحي العراقي..؟

- الفنان زهير محمد رشيد: اولاً هذه تهمة باطلة، وانا لا اعرف شخصياً المقصود بالمسرح التجاري، ونسمع بهذه التسمية منذ سنوات عدة.. والسؤال، لماذا يسمى بالمسرح التجاري ولا يسمى بالمسرح الشعبي والجماهيري والذي يستقطب ويشاهد بالآلاف، فالمسرح الجماهيري قدم مسرحيات منذ الثمانينيات وحتى 2003 وهي عالقة بذهن المشاهد، المسرح الجماهيري يقدم مسرحاً هادفاً ناقداً للظواهر السلبية في المجتمع فهل هذه تهمة، وان كانت هي تهمة فأنا اول المتهمين.

- الكاتب المسرحي حسين النجار: شخصياً، قدمت مسرحاً شعبياً وهناك نماذج من المسرحيات التي كتبتها مثل مسرحية (صبخة ونهر) اخراج حيدر منعثر و(هي وهاي وهو) اخراج صبحي العزاوي و(ليل وفرفشة) اخراج غانم حميد.

- الفنان حافظ لعيبي: انا لا اؤمن بتجارة المسرح لأن المسرح ثقافة، واذا اقترنت الثقافة بالتجارة فلنقرأ على المسرح السلام. قد اصحح لك السؤال، فالمسرح الشعبي (الكوميدي) هوليس (التجاري)، نحن لم ولن نخرب لأنني درست المسرح وافهم معاني المسرح (هكذا يقول لعيبي ..)وافهم ما اقول .. المسرح رسالة.. فهل من المعقول ان يتجرأ الاكاديميون والواعون في المسرح على تخريب المشهد المسرحي العراقي.. نحن عملنا من اجل بناء قاعدة جماهيرية تهتم بالمسرح وتعشق المسرح في ظل ظروف قاسية.

- الفنان عبد جعفر النجار: فليأت من يتهمنا بالتخريب بمسرحية واحدة ترتقي لذوق وقبول المشاهد العراقي.. وكفانا (نتمرغل) على خشبة المسرح بمواضيع مستهلكة وبعيدة عن الواقع العراقي، وهي لا تعبر الا عن امراض وادران في الزوايا المظلمة لعقول صانعيها.

- عبد الخالق المختار: لا اعتقد ان بعض العروض المسرحية المقدمة هنا وهناك تستطيع ان تخرب هذا المشهد مع احترامي الكبير لبعض العاملين في المسرح (التجاري) حيث ان بعض عروض هذا المسرح كانت ممتعة ومسلية وكنت على تواصل معها..

الجادون ثانية

* انتم متهمون بعدم استقطاب الجمهور لمسارحكم:

- كاظم النصار: لست معنياً لا بالمسرح التجاري ولا بإستقطاب الجمهور لأنني لست لاعباً لكرة القدم.

- سعد عبد الصاحب: من اين يأتي الجمهور المسرحي وكيف يأتي اذا لم تعلن عن منجزك الثقافي المسرحي؟ ان الافتقار للاعلان والاعلام كان من اهم التحديات التي واجهت المسرح الجاد الملتزم طوال فترة العشرين سنة الماضية، ففترات اعلان المسرح التجاري تطل علينا بين ساعة واخرى وفي شتى مسارح بغداد والمحافظات، وتبخل علينا الدولة بهذا الشكل من الاعلان الكثيف والمميز حيث نطل بإعلاناتنا ذات الكلف الزهيدة جداً زمناُ وتقنية في ساعات الظهيرة حصراًُ، ولكن بعض العروض المسرحية استقطبت جمهوراً جيداً جاء عن طريق الاخبار الشخصي او اللقاءات التلفزيونية لفنانيه واستمرت هذه العروض اشهراً قليلة.

- عبد الخالق المختار: الامر ببساطة يتعلق بـ(العرض والطلب) .. عروض مسرحنا غير خاضعة للعرض والطلب لأننا نعاني من فقر مدقع في عناصر الانتاج، لذلك لا نستطيع ان نحقق اعلاناًُ واسعاً وترويجاً جيداً لنتاجاتنا لعدم توفر التكاليف الباهظة لتغطية نفقات الاعلان، كما ان نسبة عالية من عروض المسرح الجاد - للاسف- كانت مصممة لنخبة معينة من الجمهور - أي لجمهور المسرح انفسهم وهذه نكبة كبرى حسب اعتقادي، عندما لا نستطيع ان نسوق وعينا وابداعنا الى المتلقي وهنا تحضرني مقولة (بابلونيرودا) الشهيرة (عندما يصبح جمهور الشعر هم الشعراء انفسهم فهذا رثاء للشعر). كان بالامكان ان نمد الجسور مع المتلقي عبر المسرح التجريبي الشعبي.

- باسل الشبيب: مؤكد انكم لم تلاحظوا ولم تعملوا أي مقارنة لأعداد العروض الجادة مقابل عدد العروض للمسرح التجاري.. ولم تعملوا على وضع عملية النسبة والتناسب، التي هي المقياس الحقيقي لأي دراسة.. ولو جمعنا عروض المسرح الجاد من خلال المهرجانات لو جدنا ان عددها يفوق بكثير عروض المسرح التجاري ولو ضربنا عدد ايام العروض في 360 يوماً لوجدنا ان الفارق شاسع من عدد الايام بالنسبة لعدد العروض الجادة، ان عدد من حضر لمشاهدة العروض الجادة يفوق عدد من حضر لمشاهدة العروض التجارية ولكن المشكلة هي عدم الاستمرار وذلك للوضع المعاشي وضعف الممول للعرض الجاد على عكس العروض التجارية التي تتوافر فيها ركائز الانتاج اللامحدود.

اتهامات يتحملها الاضحاكيون

* انتم متهمون بجلب الاقزام والمشوهين للضحك عليهم على المسرح؟

- زهير محمد رشيد: هذا لم يحصل معي شخصياً وان كان المقصود الفنان سعد خليفة، فهو (عملاق) على المسرح وفي التلفزيون، وبشاهدة من يطلق عليه هذه التهمة، وهنالك نجوم اقزام في جميع مسارح العالم!

* عبد الخالق المختار: انا ضد ان يكون الانسان على المسرح مادة للسخرية والاستهزاء او سلعة تجارية، فالانسان بناء الله وملعونٌ من هدمه، تألمت كثيراً لما شاهدته في بعض المسارح التي تقدم (الاقزام) وكأنهم سلعة او بضاعة تجارية لإثارة السخرية منهم والضحك عليهم انني  ارفض وادين كل من قدم هؤلاء البشر بهذه الطريقة البشعة التي تتنافى مع الانسانية.

- حافظ لعيبي: الكوميديا، هي ليست الضحك على الذقون، بل هي فن راقٍ يعطي للمتلقي جملة اشياء يريد بها الارتقاء، علماً انني لم اعمل مع الاقزام، ولكن اقول: هل الاقزام هم مثلبة على المسرح.. هناك اقزام هم عمالقة على المسرح وافضل بكثير من ممثلين يفوقونهم طولاً.

-عبد جعفر النجار: لا يستطيع احد كائناً من يكون ان يحكم على الممثل بأنه طويل او قصير.. والا ماذا نقول عن الفنان الرائع رائد محسن او عن نجم الكوميديا سعد خليفة .. فكفاكم رمي بيوت الناس بالحجارة وبيوتكم من زجاج!

- حسين النجار: في اغلب اعمالي لم ابتكر شخصيات يمثل فيها اقزام او مشوهون.

الجادون في طائلة الاتهام ايضاً

* انتم متهمون بالمناورات المهرجانية خارج الوطن، حتى وصل الامر انكم تعرضون مسرحياتكم في الخارج ولم يشاهدها الجمهور العراقي؟

- كاظم النصار: انا غير معني بالمهرجانات الاّ بوصفها دعوة واضحة لجهد قدمته او عمل متميز وما قدمته في خارج الوطن عملان مميزان حازا على جوائز هنا قبل ان تعرضا في الخارج وهما (عرس الدم) و(السحب ترنو الي) والمناورات المهرجانية لها مقاولوها وعمالها ومسطرها.

- عبد الخالق المختار: هذا صحيح.. هنالك بعض العروض صممت لأن تقدم في مهرجانات عربية، بغية تصدير الوعي والخطاب المسرحي الى المتلقي العربي، ولا اعتقد ان في هذا الامر مشكلة، بل على العكس نحن كنا بحاجة لأن نوصل منجزنا الابداعي طيلة السنوات الماضية في خضم العزلة الثقافية القاتلة التي كنا نعاني منها.

- باسل الشبيب: ان الفنان المسرحي العراقي يعرف مستواه الحقيقي في مالو وضع في موقف التحدي، وان المهرجانات خارج الوطن هي عبارة عن تحد للمبدع ليحقق ما يحققه من العمل الابداعي امام عدد من العروض المسرحية العربية والاجنبية وليتفوق عليها ليعود حاملاً اغلب جوائز المهرجانات العربية والامثلة كثيرة، اما عزوف بعض العروض بعدم عرضها في الداخل فهي حالات نادرة جداً وكانت اسبابها معروفة ايضاً.

- سعد عبد الصاحب: بعد ان لاقت بعض العروض المسرحية للكاتب فلاح شاكر نجاحاً جيداً في معظم المهرجانات العربية كقرطاج والقاهرة التجريبي وايام عمان المسرحية وغيرها وجاءتنا هذه العروض بالكثير من الجوائز المستحقة، حاولت بعض الاجهزة الامنية للنظام السابق وعن طريق مكاتب التوجيه السياسي تقديم بعض العروض ذات المناخات العراقية وذلك لأغراض مخابراتية، فكانت تصنع عروض سريعة عن طريق مكاتب المخابرات هذه او تدعم بأموال انتاج وصرفيات رئاسية عالية وتذهب لتعرض بالخارج، فحصلت تكالبات على تنفيذ هذه العروض من قبل بعض الفنانين للاسف بسبب الظرف الاقتصادي القاسي في تلك الفترة.

وماذا بعد ايها الاضحاكيّون

*انتم متهمون بجلب الغجريات الى المسرح؟

- الكاتب المسرحي حسين النجار: نعم اشيعت هذه الظاهرة، وكانت بضغوط من قبل المنتجين لجذب اكبر عدد من الجمهور وانا شخصياً اعتبر اغلب نماذج الغجر على المسرح كانت تسيء للمسرح بشكل عام.

- زهير محمد رشيد: انا شخصياً بكل المسرحيات التي نفذتها لم تمثل معي غجرية الا الفنانة (غالية) وكانت في مسرحية (هي وهاي وهو) وكانت مسرحية استعراضية كوميدية، والآن (غالية) هي نجمة الاستعراض في الخليج العربي.. فهل هذه تهمة ايها السادة؟!

- عبد الخالق المختار: قضية اشتغال الغجر في المسرح اثارت لغطاً كبيراً في الوسط المسرحي، لكنني اوجزها ببساطة وهي ان الغجر هم اناس من الشعب لهم تاريخهم وتراثهم ويشاركوننا الحياة فليس هنالك من مانع للاستفادة من طاقاتهم الفنية شريطة ان نضعهم في مكانهم المناسب وفي الاطار المحدد ضمن التجربة الفنية اما ان نجير المسرح بإمكانياته وفنانيه وعناصر انتاجه لخدمتهم والترويج السلعي والتجاري لهم، فهذا حسب اعتقادي خطأ فادح لا يغتفر.

- حافظ لعيبي: افتقار المسرح العراقي الى العنصر النسوي المتمثل بأداء الحركات الراقصة ادى الى جلب الغجريات مثل (ملايين) في مسرحية (العالم في ليلة) للمخرج محسن العزاوي وهذا لا يعني ان كل الغجريات هن اساءة للمسرح، ولكن البعض منهن اساء الى المسرح وهذا لاينعكس على الممثل وانما على المخرج والمنتج.

- عبد جعفر النجار: اذا كانت الفنانة موهوبة فلا بهم الى أي طائفة من المجتمع تنتمي فليس هناك قانون في نظرية (يشت) او (ستانسلافسكي) يحدد انتماء الفنان لطبقة او فئة معينة من الناس، علماً بأن الفرقة القومية هي اول من تعامل مع الغجر في (مسرحية العالم في ليلة) وليس ذلك عيباً بل انه رفد الفن العراقي بموهبة كبيرة اسمها (ملايين).

دهشة الاجيال الجادة

* انتم متهمون بضياع التوصيل بينكم وبين المتلقي العادي بسبب الترميز العالي والغموض والايهام؟

- عبد الخالق المختار: هناك مشكلة كبيرة في بعض عروض الشباب المسرحية الطليعيين تتمثل بالذاتية المفرطة مع بعض الضعف الواضح في وسائل الايصال، ساهمت في تعميقه محاولة بعضهم الافلات من سلطة الرقيب وبالتالي الابحار في متاهات نسفت الصلة بين منجزهم والجمهور، مما اعاق عملية التلقي فكانت النتيجة هي خروج الجمهور المسرحي بتأويلات وتفسيرات عديدة لا تلتقي في خطها العام في كثير من الاحيان.

- كاظم النصار: اما الترميز والغموض والابهام فهذه وظائف جمالية وجزء اساسي من المسرح الذي هو رسالة معرفية وجمالية في آن واحد، والجمهور اكذوبة لا اصدقها، بمعنى ان المسرح يحتاج الى متلقٍ نوعي يفهم لغة الحوار وبديهيات العملية المسرحية واعمالنا ليست مخصصة لبائعي الخضراوات والطماطم.

- باسل الشبيب: لا انكران اغلب العروض وخصوصاً التي قدمها الشباب تتسم بالترميز العالي والغموض والايهام ولهم اسبابهم طبعاً، لما تتسم به المرحلة بصعوبة الطرح والرقابة المشددة .. لذا لجأ بعضهم للترميز والتشفير والايهام ليقعوا في مطب عدم التوصيل لأن التوصيل له قواعده واصوله في عملية الطرح.

- سعد عبد الصاحب: اكاد ازعم ان غياب الحرية في لهجة الخطاب الثقافي والفني في تلك الفترة هو الذي وجه بعض العروض المسرحية الجادة الى الغموض والايهام، اضافة لليأس الذي ضاق بالفنان العراقي المثقف نتيجة للموجة العارمة التي ضربت كل شيء والمدعومة سلطوياً وجماهيرياً، الا وهي المسرح التجاري .. ان الاسباب النفسية الكثيرة وليس الموجه الثقافي  الجمالي الحقيقي هي التي اتاحت للغموض والاسلبة ان تسلب لب منجز العروض الجادة.. اضافة لمحاولة الدولة تعطيل البرنامج السنوي لمؤسسات السينما والمسرح (الريبرتوار) وذلك بإقامة مهرجانات محدودة هنا وهناك وبفترات متباعدة وغير ممنهجة تسيرها الحاجة الاعلامية للسلطة وليس الهم الثقافي والمعرفي.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة