فيتامين جديد يفتح آفاقا واسعة أمام علاج
السرطان
اكدت دراسة قام بها الأساتذة
في قسم السرطان بكلية الطب بجامعة دارتموث الامريكية اكتشاف
احد الفيتامينات الجديدة الموجودة في جزئيات بعض المواد
الغذائية الشائعة حيث يقوم هذا الفيتامين بالتحكم في عملية
تنظيم الجينات داخل الخلية ، بالاضافة الى التحكم في التمثيل
الغذائى وضبط العمليات التى تؤدى الى ظهور اعراض الشيخوخة في
مرحلة متأخرة من العمر . ان الفيتامين الجديد يتميز باهمية
بالغة للغاية بالنسبة لجميع الكائنات بدءا من البكتريا وحتى
الانسان ، اذ يعمل هذا الفيتامين كعامل مساعد لانزيمات الهضم
، بالاضافة الى قيامه بالمساعدة في تكسير الانزيمات الاخرى ،
الامر الذى يؤدى الى عدم حدوث طفرات داخل الخلية ، ومن
المعروف ان الاصابة بالسرطان ترجع بالدرجة الاولى الى حدوث
اضطراب داخل الخلية ، وبالتالى تنحرف الخلية عن اداء وظائفها
المعتادة لكى تتحول الى عنصر هدام للخلايا الاخرى ، وهذا
ابسط تعريف للسرطان ، ومن ثم فإن جميع المحاولات السابقة
لعلاج المرض كانت تركز على كيفية وقف تدهوره ومنعها من تدمير
الخلايا السليمة ، وان كانت طرق العلاج بالجراحة او
بالاساليب الكيماوية او بالاشعاع تعمل على تصفية البؤر
السرطانية لايقاف تأثيرها المدمر. يدخل في تركيب الفيتامين
الجديد احد الانزيمات الذى يطلق عليه اسم
NAD بينما حمل
الفيتامين المكتشف حديثا اسم ب3 B3
ويتركب هذا الفيتامين بصورة رئيسية من الانزيم
NAD ومركب
النيكوتين امايد الذى تم اكتشافه عام1938 ، ويعمل هذا المركب
على مقاومة مرض البلاجرا ( جفاف الجلد وتشققه ) فضلا عن
المساعدة في التحكم في معدلات الكوليسترول داخل الدم ، الا
ان انزيم NAD
امكن تخليقه في المختبرات ، وبالتالى فإن مشكلة ادراجه ضمن
العناصر الفعالة في تركيب منظومة جديدة من الادوية المضادة
للسرطان باتت مسألة وقت ليس الا .
قام فريق البحث بدراسة التأثيرات
الكيمائية لاحد الانزيمات المشابهة لانزيم
NAD ، ويضاهى هذا
الانزيم في تركيبته الكيمائية وخواصه احد الانزيمات التى
تعمل على انحراف الخلايا الى الاصابة بالسرطان ، فمثلا في
الخميرة فإن غياب انزيم NAD
يؤدى الى الحيلولة دون حدوث التغيرات الكيماوية التى تحدث
للخميرة في وجود الهواء الجوى ، اى ان هذا الانزيم يعد
ضروريا لتنشيط الخلايا في الخميرة ، وتنطبق هذه المعايير
ايضا على الخلايا الحية داخل الجسم ، اذ ان حرمانها من هذا
الانزيم يعمل على ذبولها وفقدها لكافة مظاهر النشاط والحيوية
، من الثابت علميا ان الفيتامينات تحفظ على الخلايا القدرة
على التجدد المستمر . رغم الاهمية الفائقة لهذا الانزيم
ومشتقاته الا انه لدى تخليقه في المختبرات يتحول الى مادة
شديدة السمية ، وبالتالى لا يمكن الاستفادة منه في تصنيع
الادوية المعالجة للسرطان، ولكن اكتشف فريق البحث ان احد
البكتريا المعروفة باسم الهيموفليس تستطيع ان تحول هذا
الانزيم الى عنصر غذائى شديد الفعالية ، وبالتالى فإن
استنباط وتطوير جينات بشرية تشبه الجنيات المسئولة عن تحويل
الانزيم الى عنصر غير سام يعد انعطافا حاسما في مسيرة
العلماء لاكتشاف دواء فعال ضد السرطان ، ولكن نظرا لصعوبة
البحوث المرتبطة بالبكتريا اجرى الباحثون المزيد من التجارب
على الخميرة حيث تم ا كتشاف تشابه تركيب خلايا الخميرة مع
الخلايا البشرية ، ومن ثم فإن احد الجينات المشتقة من
الخميرة سوف يساعد الجسم الانسانى على تمثيل انزيم
NAD والاستفادة
منه في الحيلولة دون انقلاب الخلايا الى بؤر مصابة بالسرطان
|