الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

مع استعادة السيادة الوطنية: المواطنون يريدون حكومة قوية

استطلاع/عبد اللطيف الراشد

تمت أمس عودة السيادة من قوات الاحتلال الأمريكي إلى العراقيين، وسط أجواء متوترة، وحالات التوجس من حصول بعض الأعمال الإرهابية. وقمنا بإجراء هذا الاستطلاع مع عدد من الناس، من مختلف الشرائح الاجتماعية العراقية، للوقوف على رأيهم ومعرفة ما يريدون من الحكومة الجديدة. وكانت معظم الإجابات تؤكد على إن تغييراً نحو الأحسن سيطرأ على وضع المواطن العراقي، ويسود الأمان أكثر من ذي قبل، لأن كل شيء سيكون بيد العراقيين.

أول المتحدثين كان علاء الماجد وهو صحفي وفنان تشكيلي، إذ قال: تسليم السيادة إلى العراقيين هو بمثابة تسليمنا القيادة الوطنية. وإن هذا اليوم يمثل إنجازاً عظيماً في المشهد العراقي، وهو الفانوس الذي يحمله الخيرون لإنارة الطريق أمام المجتمع بشكل عام.

في الباب الشرقي تجولنا قليلاً والتقينا بمفرزة شرطة قاطع السعدون الملازم هيثم سعيد والمفوض ستار شرهان أكدا على أن انتقال السيادة هو حلم كل العراقيين بعد أن عاشوا جحيم الحروب والقمع فلا تواطؤ مع من يحول دون تحقيق هذا الحلم وعلينا بعد الآن أن نعيش جباة أمنة مستقرة خالية من التهديد والوعيد .

وأردت ان أشاكس الملازم هيثم وهو شاب يلوح المرح على وجهه ما رأيك بالإرهاب وقتل الأبرياء واستهدافكم كرجال قانون ؟ فأجابني بابتسامة.

صدقني إن قلوبنا أضحت اشد صلابة من الفولاذ لم يعد يخيفنا هؤلاء الخونة الوافدون من الخارج لإشاعة الفوضى والخوف بين الناس . وهنالك خطة وضعت لهؤلاء وسوف يرون مصيرهم البائس , فالحكومة الجديدة تدرك معاناة هذا البلد خلال الفترة الماضية.

مثال نومان صاحب مقهى في الباب الشرقي يقول: برغم كل هذا وذاك فإن ثقتنا قائمة بمشروعنا الوطني وبحكومتنا الجديدة. أنا متفاءل جداً بأن انتقال السيادة هذا اليوم هو الخلاص من الدمار الوحشي الذي يقوم به نفر ضال لا علاقة له بالوطن والأمة.

الشاعر حسن الشامي والفنان شهاب الملا يقولان: تحقيق الاستقرار يعتمد على تصرف الحكومة الجديدة فكلما كانت حازمة في ردها على التجاوزات فإن التغيير سيكون أفضل وعلى الحكومة الجديدة أن تكون حازمة في مواجهة كل من تسول له نفسه الإساءة إلى بلدنا.

قلنا لحميد الناعس وهو مؤلف مسرحي، ما رأيك بما قاله زملاؤك؟

فأجاب:

-نعم هناك تلكؤ بما يتعلق بالوضع الأمني فإن المسؤولية لا تقتصر على المسؤولين فقط وإنما علينا المشاركة فيها لكبح جماح من يسمح لنفسه سفك دماء أطفالنا وعوائلنا ولنقف جميعاً ضد موجة التوتر والإرهاب ومن هنا أشارك زملائي فيما قالوه.

تقول رفاه كامل محمود وهي طفلة لم يتجاوز عمرها العشر سنوات في الثالث الابتدائي:

-الياور رجل خير، إحنا نريده يصير ريس، بس مو مثل صدام يجبرنا على حفظ وصاياه ضحكت. وضحك والدها كامل محمود وأراد أن يعزز براءة رأيها:

بإمكان الحكومة الجديدة احتواء الموقف وأن تضع نهاية لمأساتنا في هذا اليوم وسنكون مع الحكومة الوطنية التي تعمل من أجل إزاحة الكابوس الجاثم فوق صدورنا وبالتالي ستكون هناك عمليات إعمار وبناء لخلق عراق نموذجي في الشرق الأوسط.

خليل حسين بدر الراشد وهو سائق تكسي من أهالي حي الراشدية مجمع الوليد يقول:

-المسألة تحتاج إلى قدر من الوعي الجمعي لنجاح ما نتوقعه من خير لهذا البلد ومع ذلك أقول إن الشارع العراقي برمته متفائل أنا وأنت. وكل إنسان ينتمي إلى هذا الوطن المقهور.

بدرية محمد حسن من مدينة الصدر. وهي امرأة متقاعدة قالت:

-نحمد الله أن الطاغية قد ولى. والياور ابن عشائر. لا نريد غير الستر والعافية ونمشي بطولنا دون أن يرعبنا أحد.

زكية طعمة. وهي أم لعشرة أطفال تضيف:

(-يمة إحنا شنريد غير حكومة تلتفت إلنه وتشبع إبطونه).

جاسم العزاوي يعلق:

-(هي بس شبع البطون لو شبع العقول الناس مع الأسف خربت) بعد الحواسم والأمريكان ارتكبوا خطأ شنيعاً بعد 9/ 4/ 2003 وعليه يجب أن تتظافر الجهود وتكون هناك حكومة وطنية تخدم أبناء شعبنا ونحن معها.

أبو خالد في ساحة الميدان برغم مظهره البسيط يعد مستشاراً سياسياً في سوق الهرج يقول لنا بتهكم:

-أخي هذه عملية فبركة لا أستطيع أن أجيبك على سؤالك. ولكنني لا أريد أن تخفق الحكومة الجديدة في تحقيق تطلعات أبناء هذا الشعب الذي عاش مراحل عاصفة من الاستلاب والقهر والقمع.

صاحب مقهى الموعد يجيبنا:

-ماذا نريد يا أخي. أكثر من الاستقرار بعد كل الذي حصل من دمار وقتل وخراب ما ذنب الضحايا من الأبرياء. لاسيما الشرطة والمترجمين الذين يرافقون قوات الاحتلال وهم عراقيون أصلاً. لماذا كل هذا الخراب نتمنى أن يسفر اليوم عن تحقيق طموحاتنا ونهاية الفوضى والمهزلة التي جعلتنا أن نعود إلى الوراء سنوات طوال. ماذا نبغي يا أخي غير حكومة قوية قادرة على استثمار ثروات البلاد التي أهدرها الطاغية ودفعنا نحن ثمن حماقاته. ونأمل أن لا تتكرر بمأساة ونعيش مثل عباد الله.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة