الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

 

تحقيق.. الفضائيات العراقية الآن.. هل تلبي الطموح..؟

تحقيق - محمد جعفر

منذ اسابيع بدأ العراقيون يتابعون قنوات الشرقية والديار إضافة إلى قناتي العراقية وآشور وربما هناك قنوات فضائية أخرى تنتظر دورها في البث كقنوات الرافدين والمشرق والرشيد وغيرها..

هذه القنوات على اختلاف اساليبها وتوجهاتها هل تلبي طموح المشاهد العراقي، وهل تستطيع أن تسد الفراغ الكبير الذي كان يعاني منه العراقيون على امتداد السنوات الماضية بسبب حرمانهم من الستلايت وإجبارهم على مشاهدة تلفزيون العراق وقناة الشباب

التي كانت تصر على سرقة البرامج والاعمال التلفزيونية العربية..

من خلال هذه التساؤلات نقترب من الفنانين والأدباء نتلمس إجاباتهم وآراءهم في هذه القنوات.

الشاعر والكاتب الصحفي كاظم غيلان يقول: من الممكن جداً أن تستثمر الفضائيات العراقية الآن الواقع العراقي لكن ذلك يتم بالفحص الدقيق لمجريات هذا الواقع ونقل مشاعر الناس بدون وصايا أو أوامر، هذا بحدود الفضائيات بشكل عام، أما عن الفضائيات من محيط الاعلام العراقي فعليها أولاً أن تتخلص من الوجوه التي اتخذ منها الانسان العراقي موقفاً واضحاً وحاسماً ما بعد 9/4/2003..

أما على مستوى الطموح فاقول وبكل صراحة: الطموح لا يمكن أن يلبى إلا وفق رؤيا إنسان العراق.. هذه الرؤيا المشبعة بالحب والعذاب في آن واحد.

أما الكاتب الصحفي حامد المظفر فله وجهة نظرٍ أخرى، تتلخص في كون هذه الفضائيات تعتمد على الاساليب المتخلفة إذا ما قورنت بما يقدم في الفضائيات العربية الأخرى، خاصة أن العصر الحالي هو عصر الفضائيات..

ويتابع قائلاً: إن المذيعين في هذه الفضائيات ليسوا على مقدرة ومعرفة باللغة وإدارة الحوار أو المناقشة، كما لا توجد قنوات عراقية متخصصة للأخبار أو المنوعات أو الثقافة..

كما تفتقر نشرات الاخبار إلى التقنية الحديثة التي نشاهدها على الفضائيات العربية.. ويتمنى المظفر على القنوات الفضائية العراقية أن تقدم برامج ذات اسلوب عراقي اصيل مستخدمةً الحداثة والتطور..

ويعترف الشاعر هادي الناصر بالجهود التي يبذلها القائمون على هذه الفضائيات إلا أنها ما زالت دون مستوى الطموح الذي نتمناه، فالذي نتمناه أن تصل هذه الفضائيات إلى العائلة العراقية من خلال تناول جرئ لكل مشاكلها والتباساتها بحيث تصل إلى الهم العراقي وتحاول أن تجد حلولاً ناجعة له..

وأن تتعامل وتتناول الجانب المشرق من الحياة العراقية بعكس ما تتناوله بعض الفضائيات العربية التي تنقل الجانب المظلم من الحياة العراقية.. اضافة إلى هذا فان الانتاج التلفزيوني بحاجة إلى دعم مادي كبير لكون الانتاج المدروس يؤسس برامج لها من الاهمية بان تستمر على خارطة البث التلفزيوني لسنوات عدة..

أما المخرج السينمائي فلاح العزاوي فيقول: لا أعتقد أن هذه الفضائيات وصلت إلى مرحلة تلبية طموح المشاهد العراقي في ظل سيطرة الفضائيات العربية والتي حاولت النهش في جسد العراق واعتباره مادة دسمة لأخبارها.. كما أن هذه القنوات استخفت بعقلية المشاهد العراقي من خلال مسلسلات درامية لا تلبي الطموح فمثلاً مسلسل حب وحرب استخف بالمواطن العراقي بدلاً من أن يشجعه على التشبث ببلده في ظل هذه الظروف الصعبة.. وأتمنى أن تصل الفضائيات العراقية

إلى مستوى الصمود العراقي وحضارته الثابتة في عمق التاريخ والتي علمت البشرية معنى الحياة..

ويرى النحات شهاب الملا الفضائيات العراقية وكأنها كوكتيل للفضائيات العربية، وإذا أرادت تلبي الطموح فعليها أن تكون بعيدةً عن الاسفاف وأن يتوافر فيها عنصر التسلية والمتعة والافادة..

أما الشاعر كاظم السعدي فهو متفائل بشأن هذه الفضائيات ويرى أنها تعمل في الاتجاه الذي يحاول أن يلبي طموح المشاهدين.. لكن الشوط بعيد جداً وما قدمته لا يمثل إلا الخطوة الاولى على طريق النجاح..

أما الاديب نذير عبد القادر فيقول: إن ملامح الفضائيات العراقية لم تكتمل، أو تتوضح للمشاهد بشكل كامل، إلا انني ارى إنها استطاعت أن تستقطب اعداداً كبيرة من المشاهدين اليها، وضمن هذا الجو (البدئي) فان هذه الفضائيات لا بأس بها، ونتمنى أن تقدم شيئاً أفضل، وان تتابع الاحداث التي تجري في بلدنا، وترضي طموح ابناء شعبنا في تقديم فقرات ناجحة، ليكون بامكانها منافسة الفضائيات العربية.


منبر الجزيرة.. والانفجارات الاخيرة

في برنامج (منبر الجزيرة) الذي يبث على قناة الجزيرة القطرية قدم مقدم البرنامج جملة تساؤلات حول التفجيرات الاخيرة في العراق والتي استهدفت مراكز الشرطة.. ومن هذه الاسئلة: لماذا تتسع دائرة العنف والدمار في العراق؟ ولماذا استهداف مراكز الشرطة؟ ومن يقف وراء هذه التفجيرات والتي تتزامن مع موعد نقل السلطة إلى العراقيين..

وقد تباينت وجهات نظر وآراء المشاهدين العرب الذين شاركوا في هذه الحلقة من (منبر الجزيرة)..

أمير خليل عراقي من السويد.. يقول: إن هذا العنف الذي يستهدف المدنيين الابرياء من النساء والاطفال.. هل هذا يعتبر مقاومة..؟ إن هؤلاء القتلة هم من بقايا النظام السابق وهم يقفون وراء هذه العمليات الارهابية.. وهناك تعاون بين اصحاب الفكر المتطرف وهؤلاء المجرمين في استهداف مراكز الشرطة والمواقع المدنية..

أما محمد من اميركا.. فيشير إلى أن هذه الاعمال تسئ إلى الاسلام.. وهذا ما تتمناه القوات الاميركية كحجة للبقاء في العراق، وطالب بضرورة جلاء هذه القوات من العراق..

ويؤكد أحد المشاهدين من بريطانيا على أن الضحية من هذه الاحداث والتفجيرات هو الشعب العراقي الذي يحزن الجميع.. كما انتقد الحكومة العراقية المؤقتة وخاصة وزارتي الداخلية والدفاع وطالبهم بضرورة امتلاك الشجاعة الكافية للاعلان الصريح والواضح عن هذه الجرائم ومرتكبيها، ويقول: إن هناك منظمات متطرفة استطاعت أن تعبر الحدود وتقوم بشراء السيارات من داخل العراق مقابل مبالغ مغرية لتتخذها أداة لجرائمها..

وهناك رأي لمشاهدٍ عربي من هولندا يقول فيه: إن بعض العمليات المشبوهة ضد المدنيين يقف وراءها المحتل الاميركي والصهاينة الذين بدأوا ينتشرون في شمال العراق.. وان من يقوم بقتل المدنيين هم من صنع عملاء الاحتلال حصراً..

أما فارس من السعودية فيقول: إن ما نشاهده من جرائم إرهابية في العراق هو من بصمات القاعدة.. واعتقد أن الايام القادمة ستكشف عن الدور الكبير للقاعدة في العراق باعتباره مكاناً مناسباً لها..

وفي سؤال لمنبر الجزيرة: هل أن الايام القادمة وبعد تسلم العراقيين للسلطة ستشهد عمليات أكثر ضرورة؟

تحدث عدد من المشاهدين العرب والعراقيين واتفقوا على أن الاحتياطات التي تتخذها الحكومة العراقية لمعالجة الوضع الامني تسير بانتظام.. وأن الايام المقبلة ستشهد القضاء على أوكار الجريمة من خلال تلاحم أفراد الشرطة مع الجيش..


مطربات الاغنية الخليعة.. يحرقن ما تبقى من أوراق الخجل والعفة!

الاغنية الخليعة التي تقدمها الفضائيات العربية وكأنها فيتامين الاستمرار والبقاء كيف جاءت؟!

ولماذا سادت وانتشرت بهذا الشكل الملح والعمل وبهذه السرعة؟ ولماذا منحتها الفضائيات والمنابر الاعلامية بمختلف أنواعها هذا الحيز من وقتها.. وهذه المساحة من خريطة برامجها؟

أهي نتيجة من نتائج هذا الهزال الثقافي والهبوط الفني؟ أم هي نوع من الانيميا القاتلة الذي يهدد جسد حياتنا؟ أهي ظاهرة وقتية طارئة.. زائلة؟ أم أنها أحد مظاهر النظام العالمي الجديد (العولمة).

هل تستلم لكل منها وأنت ترى العالم يحرق ما تبقى من أوراق الخجل والعفة وإلنزاهة والنبل؟ من المسؤول عن هذه اللعنة التي حلت بحياتنا.. وخربت نسيج الذاكرة والاحاسيس وابطلت براكين العواطف ومنابع الذوق لدى شبابنا واولادنا.. رجال الغد المجهول..!!

هل يمكن أن تترك الاغنية الجادة المعبرة عن طرح الانسان العاشق واشواقه ودموعه ومشاعره الصادقة مكانها الربيعي الدافئ المفعم بهذه التفاهة وهذا الرخص والابتذال؟

اغنيات فاضحة تحكم ايقاع عصرنا واليسا ونانسي عجرم والين وهيفاء وروبي وطابور حالم بالشهرة والنجومية والثراء السريع من المطربات اللاتي يسرقن الوقت والسمع، ويعشن بلحظات الحب الصادقة، ويخدعن القلوب الطازجة الضعيفة.

يعملن على اثارة الغريزة وموهبتهن بريق اجسادهن المتمايلة، براعتهن الاثارة وليس الاداء الصوتي.. لديهن حساسية عالية من ارتداء الثياب يضاف اليها الحركات المثيرة للغرائز التي مكانها الحقيقي هو غرفة النوم فقط!!

هل تتحقق المنابر الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة مسؤولية انتشار بل سيادة هذا النوع من الاغاني الرخيصة.. ثم متى نربي في اولادنا الحس الوطني والقومي والديني ونزرع في اجسادهم مبدأ الانتماء للارض، نذيقهم عسل الحضارة والانسانية، فلا نكاد نحمل مجلة أو جريدة إلا وفيها خبر عن هذه المطربة.. جمالها واسفارها ومغامراتها واكلاتها وعمليات التجميل التي اجرتها والطفولة المرة التي صنعت عبقريتها وآراءها المهمة التي غلبت وطغت على آراء المفكرين والمثقفين.

من المسؤول عن شيوخ هذا الفن الهابط؟ نحاسب من؟ الفنانة المتمايلة بما يليق بليلة حمراء؟ كاتب الكلمات الذي يسعى إلى المال والشهرة؟ الملحن الضال؟ المخرج الذي بلا قيم أو اخلاق؟ وسائل الاعلام التي تسعى إلى البيع والرواج؟ الفضائيات التي تعاني من الفراغ الفكري والثقافي والفني؟

يدفع ثمن هذا الهزل الفني أولادنا حين يصبحون بلا ذاكرة.. واخلاقهم مهددة، وايمانهم ضعيف.. ومعنوياتهم

خائرة واحلامهم رخيصة، ونكون قد نسيناهم او تنازلنا عنهم بفعل فيتامين العولمة الخادع.

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة