الخريجــــــــون بين حلم التعيين ومعانــاة العمل في
الشــــــــارع!
يحيى
الشرع
انتهى العام الدراسي مع
نهاية الامتحانات لطلبة الكليات خاصة المراحل الأخيرة
فتلاشت معه أحلامهم التي بقيت (4) سنوات والتي شيدت خلالها
قصور أمنياتهم ومشاريعهم لرجال المستقبل.
الطالب رائد جواد أحمد
مرحلة أخيرة كلية العلوم السياسية قال: الآن بدأ المجهول
يلفنا ويخيم علينا بعد أن تيقنا إلى أنه لا يقين ينتظرنا
ولا اختصاص سنمارسه بعد تعب السنين وصرف المال والجهد..
يستمر في إفراغ همومه قائلاً ومتسائلاً: الشارع سيكون
مكاننا لنلتحق بالركب الذي سبقنا؟
رفع الانقاض
سرمد وليث شقيقان الأول كلية تربية والثاني تكنولوجيا،
اثار التعب وحرقة الشمس على رأسيهما كأنهما خرجا تواً من
معركة حامية الوطيس لضعف بدنيهما ونعومتهما قالا: انتهت
الامتحانات والآن ماذا نعمل؟ هل نرفع الانقاض بأجور زهيدة
مع البلدية لا تسد 5% من احتياجاتنا ونحن الآن لسنا خائفين
من شيء إلا عندما يستغني عنا المتعهد فلا نكون سوى أحجام
تشغل حيزاً في بلدنا لا نعطي ولا نأخذ ولم يبق لدينا شيء
نخافه أو ننتظره سوى بريق من الأمل إلى أن تجد الحكومة
حلاً لأحلام المستحيل الذي يتحكم فينا.. يودعاني بالسلام
لأن عليهما إكمال واجباتهما الميدانية.
الطالبة آمال أحمد كلية صيدلة قالت جازمة: لا اعتقد إنني
سأرى التعيين لأن هذا مستحيل وسط الفوضى التي تعم أجهزتنا
الإدارية ولا يتم فيها سوى خلق الحلقات المفرغة فأنا تخرجت
من العام الماضي لقد علقت شهادتي على الحائط واصبحت ربة
بيت ثقيلة على البيت لأنهم ينتظرون مني الوظيفة أو الزواج
وعندما سألناها عن منظمات وجمعيات نسائية تعنى بحقوق
المرأة ماذا فعلت لها ولزميلاتها؟ قالت: أية منظمات..
للأسف لا تقوم هذه المنظامت إلا على (الاتيكيت) الزائف
والمجاملات على حساب حقوق المرأة.
وليد كاظم عبد خريج عام 2002 كلية العلوم والآن يمارس مهنة
حارس مرآب تلفح الشمس رأسه وسوء معاملة بعض أصحاب السيارات
والمشاكل الأخرى.. هذا ما يجنيه - على حد قوله - مضيفاً:
أعمل من الساعة 8 صباحاً حتى 4 مساءً وبأجرة مقدارها
(3000) دينار. وهو الآن متزوج ولديه طفلتان، متسائلاً: هل
هذه هي نهاية المطاف نتوسد الشوارع ونلتحف أشعة شمس الصيف
الحارقة؟
الجميع تساءلوا هل الحكومة تعرف بوجودنا أو الجمعية
الوطنية وهل نحن أبناء هذا الوطن؟
|