استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

ذاكرة عراقية .. من حكاية النقل في العراق مطلع القرن العشرين
 

زياد مسعود
زنوبة والمجيدية اشهر البواخر كمب سارة النقل بالقطار الريل وحمد
اعتمد العراقيون منذ القدم النقل بواسطة الخيل براً والسفن والزوارق والمشاحيف في الماء، مرفهو بغداد وسراتها كانوا يستخدمون في تجوالهم في الاسواق البغلة البيضاء حتى اربعينيات القرن العشرين وابرز (البغلات) بغلة الشاعر جميل صدقي الزهاوي الذي كان يستخدمها في تنقلاته.

 

كان النقل بواسطة النهر يتم عن طريق بواخر الركاب وكانت في العراق شركتان الاولى شركة بيت اللنج وبواخرها تسمى بغداد والبصرة والموصل، وشركة عبد القادر الخضيري وأخيه وبواخرها دجلة وزنوبة والمجيدية.
وبيت اللنج مؤسسة بريطانية اسست في العهد العثماني وكانت بنايتهم في شارع الرشيد مقابل غرفة تجارة بغداد الحالية، وكانت البواخر من النوع القديم وتسمى ام السربس وكثيراً ما تتأخر هذه البواخر بين بغداد والبصرة خصوصاً ايام الصيهود لاصطدامها بالرمال لذلك فان اهم نوتية البواخر بعد القبطان هو النوخذة الذي يقيس عمق الماء بالجرّيد الطويل الذي يحمله وهو جالس في مقدمة الباخرة ليقيس عمق الماء في جرّيده المؤشر بالارقام عمق الماء.
فان كان الماء كافياً لمرور الباخرة صاح النوخذة: (نيمشاي)، او يقرأ النوخذة ارتفاع الماء بصوت عال ليسمعه القبطان فينحرف بالباخرة الى جهة اخرى او يخفف سيرها، ومن الطبيعي ان يكون القبطان والنوخذة عليمين بمواقع الماء وتعرجات النهر والاماكن الخطرة فيه.
وكان يدير شركة بيت اللنج المستر كامبل حفيد المستر لنج وقد تزوج من بنت السيدة سارة الثرية الارمنية البغدادية المشهورة والتي اطلق على ارض تملكها منطقة كمب سارة، وكان اهل بغداد مطلع القرن العشرين يعرفون المستر كامبل من شكله الانكليزي وشواربه الطويلة وسيارته الرولز رايز القديمة ثم تبدل الزمن وتطورت وسائل النقل وفرغت شريعة المصبغة من بواخرها وروادها وأُلغي مركز كمرك المستنصرية وغادر المستر كامبل بغداد وخلفه في الشركة عبد الودود الخضيري ثم انتهت شركة بيت اللنج وبيعت عمارتها وانقلبت الى سوق للكماليات والصاغة، ولم يكن ممكناً في تلك الايام ان تصعد البواخر الى اكثر من منطقة التاجي وصولاً الى منطقة (حليك الذيب) حتى في حالة الفيضان بسبب تيارات دجلة القوية ووجود بعض الصخور في قاعه.
اما النقل بالقطار قديماً فكان يتم عن طريق ثلاث محطات في بغداد وهي باب المعظم لنقل البضائع الى شمال العراق أي الى كركوك واربيل او الى ايران منطقة قصر شيرين، والمحطة الثانية محطة غربي بغداد بالكرخ وتنقل البضائع والركاب الى جنوب العراق مع خط خاص الى كربلاء، والمحطة الثالثة للقطار هي محطة باب الشيخ حيث يتم التحميل منها، وكان القطار يعبر نهر دجلة في الصرافية محل الجسر الحديدي بالصرافية على جنائب كبيرة أي دوب تنقل عربات القطار على مراحل من جانب الى آخر وظل الحال مستمراً حتى انشاء الجسر الحديدي في الخمسينيات والذي اشترته الحكومة العراقية كاملاً من حكومة الهند بثمن لا يتجاوز المليوني دينار في حينه وهو ثمن قليل بالنسبة لجسر مثل هذا حتى في ذلك الزمن.
وكانت تُنقل بالقطار الى الموصل بعض صادرات العراق ومن الموصل الى حلب في سوريا ثم الى لبنان حيث الميناء الحر مثل صادرات التمور والحبوب اذا كانت فائضة والجلود والصوف والعباءات، وكان كبير متعهدي النقل بالقطار حاييم نائل صاحب الفروع الكثيرة وكان مقره الاساسي في بغداد قرب سوق الصفافير مقابل حمام بنجه علي، اما المقر الرئيسي فكان في بيروت في شارع اللنبي، وقد فُتح خط سكة حديد بغداد كربلاء لسببين الاول هو لتسهيل الزيارة الى المراقد المقدسة والثاني لنقل التمور المكدسة في سدة الهندية والمسيب وكربلاء والكوفة، وكان هناك خطان فرعيان للسكك مؤقتان.
اول هذين الخطين يمتد من مدينة علي الغربي حتى الحدود الايرانية لنقل الحصو والرمل للجيش البريطاني ايام الحرب العالمية الاولى وما بعدها والخط الحديدي المؤقت الثاني هو خط فرعي يصل حتى خشوم السعيدة بين العزيزية وسلمان باك، وقد مده الانكليز خلال الحرب العالمية الاولى ولم ترفع السكة الا في الاربعينيات من القرن الماضي، ولا بد هنا من القول ان خط سكة حديد الموصل كان من الخط العريض الذي انشأه الالمان اما باقي الخطوط في العراق فهي من الخط المتري الضيق الذي انشأه الانكليز والعراقيون ولكل خط عربات وقاطرات خاصة به، والخط الوحيد بين بغداد وبعقوبة كان يعمل عليه قطار صغير يسمى الطرزينة لنقل الناس سريعاً ثم أُلغي هذا الخط بسبب توفر السيارات وقلة عدد المسافرين بالقطار الى بعقوبة.
بعد ذلك الغت وزارة المواصلات محطة الباب المعظم ثم الغي عبور القطار الى خانقين من محطة الكرخ على نهر دجلة وانشئت المحطة العالمية التي افتتحت بعد ثورة 14 تموز 1958 والغيت محطة غربي بغداد القديمة وهدمت بناياتها القديمة التي حل محلها كراج العلاوي الموحد للسيارات وبناية وزارة الخارجية وتجنيد الكرخ ويقف خلف وزارة الخارجية اليوم بقايا بنايات قديمة لمحطة الكرخ القديمة لكن معمل الشالجية في جانب الكرخ ظل يُعد اكبر معمل في العراق لتصليح وادامة خطوط السكك والقاطرات ويعد عماله من ابرز العمال المهرة في صيانة القاطرات في الشرق الاوسط.
كان القطار في الجنوب وما زال يسمى الريل وقد جاء اسمه من الكلمات الانكليزية ريل وي وكان اهل بغداد يسمونه قديماً الشمندفر وهو تحريف للكلمة الفرنسية التي تعني القطار، وكان للقطار نكهة اجتماعية طريفة من خلال سيره الوئيد واجتماع الناس سويعات فيه قد تمتد لليلة كاملة ونهار كما هو الحال في السفر من بغداد الى الموصل او الى البصرة، وكان قطار الجنوب يتوقف في السدة حيث يشتري الناس القيمر من الباعة او البائعات ويتحول ركاب قطار كربلاء الى خطهم فيما يواصل قطار البصرة رحلته حتى يتوقف طويلاً في السماوة بانتظار القطار القادم من البصرة كيلا يصطدم القطاران وقد تُفك عنه القاطرة لتوضع بدلها اخرى في محطة السماوة فاذا وصل اور توقف القطار هناك لينزل ركاب الناصرية مسرعين الى قطار آخر، وكانت اور ولا تزال تسمى اور المكير وقد غنى لها المطرب ياس خضر اغنيته الشهيرة (المكير) فيما كتب الشاعر مظفر النواب رائعته الشعرية (للريل وحمد) في وقت كتب فيه القاص القديم محمد روزنامجي قصته (قطار الجنوب) فيما صنع المخرج العراقي الراحل حكمت لبيب اواديس شريطه (قطار الساعة 7) وللنقل حكايات اخرى تطول وتطول.


(وطن آمن) في المركز الثقافي للطفل العراقي
 

اعداد/المدى
تحقيقاً لاهدافه في اكتشاف قدرات الاطفال وصقل مواهبهم وتنميتها وتطويرها.. يقيم المركز الثقافي للطفل العراقي التابع لدار ثقافة الاطفال عدداً من الدورات لتعليم الاطفال في مجالات الحاسوب والرسم والباليه والمسرح واللغة الانكليزية.. فضلاً عن تقديم العروض السينمائية واقامة المعارض الفنية التي من شأنها تنمية الحس الفني لدى المشاركين.
تُقام هذه الدورات ضمن فعاليات مهرجان (وطن آمن) الذي يقيمه المركز لمدة ثلاثة اشهر ابتداءً من الاول من حزيران 2006 ويحق للاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 6
– 15 سنة المشاركة في هذا المهرجان الذي يُعد افضل وسيلة للاستفادة من العطلة الصيفية والتمتع بها.


اهرامات الصين وخطر الانهيار
 

بكين/وكالات
قالت محطة تلفزيون حكومية صينية ان مقابر عمرها ألف عام تقريباً في غرب الصين تعرف باسم "أهرامات الشرق" مُعرضة لخطر الانهيار بسبب عوامل التعرية الطبيعية والتلف الذي سببه الانسان. وتضم مقابر جيا الغربية الواقعة في منطقة نينجشيا الفقيرة النائية رفات ملوك امبراطورية امتدت ذات يوم الى حدود التبت وطورت نصوص مخطوطاتها المعقدة التي اعتمدت مثل اللغة الصينية على التصوير بالرموز (بكتوغراف). أضاف التقرير ان الرياح والمطر على مر السنين وإهمال الدولة في توفير الحماية للمكان ترك فجوات يصل عمقها الى مترين في الأبنية التي تشبه نسخاً مصغرة من الأهرامات المصرية. وتابع قوله "خطر انهيار المقابر وشيك وهناك حاجة ملحة لانقاذها" مضيفاً ان حائطاً طوله عشرة أمتار انهار بالفعل. ولا تحظى المقابر الممتدة في سهل قرب قاعدة جوية خارج العاصمة الاقليمية بذات الصيانة والحماية التي تتاح لمواقع شهيرة مثل المدينة المحظورة في بكين. ونهبت كثير من كنوزها منذ سنوات ان لم يكن قبل قرون مضت. وكل ما ترك بها الآن مجرد أشياء مصنوعة يدوياً في متحف قذر والبقايا المتربة للقبور ذاتها.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة