ورش
صناعية في أماكن سكنية.. مشاكل بلا حلول!
بغداد
/ المدى
من
اجل سكن هادئ في سنوات عمره الاخيرة استوطن الحاج صالح
منطقة الدهاليك الهادئة. وفجأة هدم دار جاره وبنيت في
مكانه اربع محال اتخذت كورش صناعية وورش لتصليح السيارات
احالت المنطقة إلى محل صاخب يضج باصوات مكائن الخراطة
والمطارق وهي فضلاً عن ذلك تسرق اكبر كمية من التيار
الكهربائي مما يؤثر في بيوت المنطقة، يقول الحاج صالح: لا
ادري كيف وافقت الجهات المعنية على هدم دار جاري وبناء هذه
الورش الصاخبة في هذا الحي السكني الهادئ. ان اصحاب الحرف
يغرون اصحاب البيوت لاخراج المستأجر وتحويل دورهم إلى ورش
صناعية أو محال لتصليح السيارات او الحدادة، والارباح
مغرية فعلاً.
معنى
السكن
يقول الباحث هادي
عبد الكريم عبد الله ماجستير جغرافيا، جامعة بغداد في
تعريفه للسكن ومفهومه (ان وظيفة السكن تتعدى مفهوم المأوى
وتتجاوز البناء المادي المتمثل في الجدران والسقف، فالسكن
الصالح للاستخدام البشري يمثل كل ما يحويه البناء وما يحيط
به من تسهيلات من شأنها ان تجعل الانسان يقبل بكل راحة
واستقرار على العيش داخل المبنى.
وكنا نسمع دائماً من المسؤولين في امانة العاصمة انهم
ليسوا مع قيام الورش الصناعية في الاحياء السكنية وفي اكثر
من لقاء مع المهندس جليل العبادي مدير الاعلام والعلاقات
في امانة بغداد ثم مع السيد عادل العرداوي مدير الاعلام في
الامانة اكدا لنا ان هذه المنشآت الصناعية لها تأثيرها
السلبي على الاستخدام السكني لاسيما في منطقة الاعمال
المركزية مما ساهم في خلق ازمة حقيقية عانت منها العاصمة
بغداد خلال العقود الاخيرة التي ما زالت امتداداتها إلى
عصرنا الحاضر تتجذر اكثر فاكثر.
بينما يقول الصناعي عباس راضي المحمداوي المتخصص في صناعة
الجلود وتتخذ من محل في المنطقة الصناعية في الزعفرانية
مكاناً لدباغة جلوده وخياطتها (ان المناطق الصناعية يعود
لها فضل كبير في توفير صناعة محلية وفرص عمل واسعة لسكان
المدينة على اختلاف مهاراتهم) بالمقابل فان هذه المناطق
سواء الموجودة منها في ضواحي بغداد أو في المحافظات لا
تتوفر في اغلبها النظافة والخدمات اللازمة لاسيما المجاري
وتوفير المياه النظيفة واستمرارية التيار الكهربائي مما
يساهم في النهوض بمهمتها نحو رقي الصناعة المحلية.
ويسترسل قائلاً: اذا كانت الدوائر البلدية تطالب بان تشيد
الورش الصناعية داخل هذه المناطق فان عليها واجب ان يتوفر
فيها ما يساعد في تحسين نشاطها وتطوير انتاجها، ويضيف: ان
الورش التي تتخذ من الاحياء السكنية مواقع لها لا شك انها
هي الورش ذات الطابع الصناعي الخفيف مثل مهنة الضلاعة
والحدادة البسيطة والنجارة وتمتاز بانتاج ونشاط محدود
وتحتاج إلى ان يكون انتاجها قريباً من ايدي الناس وقد تؤدي
خدمات خاصة بالمنازل ذاتها داخل الاحياء السكنية. ناهيك عن
ان اقامة مثل هذه الورش في مناطق بعيدة يكون سبباً في
ارتفاع كلفة انتاجها ووجودها داخل المدينة يجعل اسعارها
متدنية لكن هذا لا يعفينا من القول ان لها تأثيراً سيئاً
على البيئة السكنية وبيئة المدينة عموماً.
ويقول المواطن زياد طارق محمد من مدينة الشعب: ان بعضاً من
اصحاب ورش تصليح السيارات استغلوا فرصة وجود رصيف امام
دورهم وبدأوا يستغلونه لصيانة وتصليح السيارات، فاغلق
الرصيف على المارة وسالت الدهون والزيوت لتغلق فتحات
المجاري اضف إلى ذلك ان السيارات تكومت في الشارع ذاته
مسببة ازدحاماً كبيراً.
المناطق الصناعية
في بغداد
يتحدث الدكتور
هشام الراوي من جامعة بغداد عن دراسته لواقع المناطق
الصناعية في مدينة بغداد فيقول "لقد اتضح من خلال الدراسة
الميدانية لمناطق الوزيرية وجميلة والزعفرانية والكاظمية
الصناعية ان هذه المناطق بمنشآتها الصناعية المختلفة من
كبيرة ومتوسطة، ظهرت في مدد تاريخية مختلفة مرت بها مدينة
بغداد وهذا يعود إلى سوء التخطيط المركزي للدولة.
|