سينما

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

"خشخاش" التونسي لسلوى بكار توهان الخوف والترقب
 

د. عواطف نعيم

المخرجة التونسية سلوى بكار واحدة من ابرز العاملين في مجال فن السينما في تونس قد وجدت في هذا العالم المفعم بالاثارة والالغاز المغلف بالاسئلة والزاخر بالرؤى ما دفعها لخوض غمار تجربة سينمائية جريئة من خلال فيلمها الروائي الطويل والذي حمل اسم (خشخاش) في هذا الشريط السينمائي تثير بنت بكار رياح الاسئلة وتعبث بقناعة اليومي والمعتاد وتنفخ في خبايا الرماد المطفأة ليتوهج لهيب الجمر المنتفض من نعاس الانطفاء. انها تستنهض ذاتها الابداعية لتكشف المحظور وتشق كوة النار الانثوية حيث ينزوي المسكوت عنه ويتخفى المكبوت والمطوي تحت جناح الاستحياء والحذر والترقب، انها تواجه المجتمع باقسى ما فيه إلا وهو تغطية الحقيقة والفرار منها الى النفاق والزيف وتزويق القبيح !! في فيلم (خشخاش) وهو اسم لنبات مخدر يستعمل لتسكين الالام وتهدئة الاعصاب. نلتقي مع بطلة الفيلم من خلال اول لقطة للفيلم بعد مقدمته، اذ يطل علينا وجهها الذاهل عبر قضبان مركبة لنقل السجناء والمجانين، حيث تجد نفسها بين مجموعة من المرضى النفسانيين والذاهلين عما حولهم في عالم من الغباب وظلمه غياب نور العقل، وحين يتعالى صراخها للخروج من هذا الجو الكابوسي الذي صحت من ذهولها لتجد نفسها غارقة فيه، تفاجأ بالابر المهدئة تغرز في جسدها الذاوي. لتسقط ثانية في عالم آخر من الذهول والبلادة والغياب، ونعود معها الى بدايات مأساتها والتي تبدأ مع لحظة اقترانها برجل شاذ يغفل عنها ويتجاهلها كانثى ولا يجد معها راحته ويفضل عليها احد الغلمان، وحين يكون ملزما باداء واجباته الزوجية يتعامل معها على خلاف حقيقتها كأمرأة مما يسقطها في جحيم من عذابات الغيرة والحرمان والاحساس بالمهانة، وفي المرة الوحيد التي يعاشرها فيها كأنثى تحمل منه وتلد بنتا بعدها يزداد البعد ما بين الزوجين اتساعاً. وهنا نتعرف الى نبات الخشخاش، حين يوصف لها كمسكن بعد ولادتها طفلتها، تبدأ بتعاطيه حتى تصل الى درجة الادمان عليه ففيه تجد سلوتها وهروبها من واقعها المر وعيشها المضني وعذابات حرمانها الانثوي، في الخشخاش تجد الخدر اللذيذ والاغفاءة الهنية بعيداً عن التفكير في حرمانها الجسدي وانكسارها النفسي مع زوج يعيش معها تحت سقف واحد ويضمهما فراش واحد ولايشعر بها ويفضل ان يريق رجولته ودفء فحولته في مكان آخر يمارس فيه شذوذه يصبح الخشخاش ملاذها الذي معه تنسى حتى طفلتها وتدور لاهثة تبحث عنه وتشتريه وتغرق في فورته حد الثمالة هربا الى عالم النسيان فيه سيد مطاع وهي في تدهورها النفسي والعقلي مع ادمان الخشخاش لا تتورع عن تزويج ابنتها المراهقة الى رجل يكبرها سنا مقابل نبات الخشخاش انيسها وسلوتها ومعينها على الخدر والغياب عن كل ما حولها في لقطة اخاذة تعد من المع اضاءات الفيلم المليء بالجمال تتجلى لنا (هي) وهي في طريقها الى البحر وقد امسكت بين يديها بقدر الخشخاش الحار الذي قامت بغليه وتحاول ان تخفف حرارته وتبريده بمياه البحر كي تبدأ بعد ذلك بارتشافه. تصور لنا سلوى بكار اجمل مشاهد الفيلم واكثرها دلالة وعمقا انسانيا، امراة تنهل من قدر الخشخاش المغلي، وهي غرقى في ماء البحر الذي تلطمها امواجه دون ان تشعر وقد اطبقت بفمها على حافة القدر تنهل منه حتى الثمالة، يقول المخرج العالمي انغمار برجمان: (يبدأ عملنا في الافلام بالوجه البشري نستطيع بالتأكيد الاستغراق تماما في جماليات المونتاج ونستطيع ان نضع المواضيع والحياة الساكنة في ايقاعات سامية، ونستطيع خلق دراسات طبيعية ذات جمال صاعق، لكن الاقتراب من الوجه البشري هو الدمغة والخاصية المميزة للسينما). ولقد كان وجه (هي) معبراً يحمل من العذوبة والدفء ما يجعله قريباً الى المتلقي، استطاعت سلوى بكار طيلة الزمن الذي استغرقه شريطها السينمائي ان تصور لنا عوالم المرأة برهافة حس وسرعة ايقاع. وتركيبة بصرية دالة وان تقدم لنا من خلال لقطات جمالية اخاذة وبطريقة مكثفة ما يحتاج الاديب الى اطنان من الكلمات للتعبير عنه. كانت سلوى بكار جريئة في تناولها الموضوعة ذات الخصوصية الاجتماعية، ذكية في الانتقال من حالة تعبيرية واقعية الى تعبيرية متخيلة وفي عرض التحولات النفسية وتطور العلاقات ما بين شخصيات الفيلم سواء تلك التي كانت ضمن التخيل لدى هي البطلة ومحور الاحداث او التي جاءت واقعية ومعاشة معها داخل دائرة اجتماعية واحدة، وقد جاء مونتاج الفيلم ليضيف تفتحا وحياة الى الصور ويعبر بها الى نبض ضاج وايقاع متدفق، فقد كانت كاميرتها تلتقط اكثر مما تستطيع العين رؤيته وترى بشكل مختلف وهذا يحسب للمخرجة التي كانت بارعة في قيادة فريق العمل كما كانت بارعة في توجيه كاميرا الفيلم لتقدم لنا شريطا سينمائياً مليئا بالمتعة والجمال والجراة في مواجهة خوفنا الذي يختفي خلف اقنعة الوجوه.


المكتبة السينمائية: ( عالمنا في صورة ) قــراءات سـيـنـمـائـيــة مـبــدعــــة
 

حيدر عبد الخضر

لقد ظلت الكتابة النقدية في مجال السينما تشكل هاجسا حقيقيا لدى الكثير من الأدباء والكتاب بحكم ندرتها في هذا المجال الحيوي والمهم وعزوف كتاب آخرين عن هذا اللون من الكتابة لندرة التجربة السينمائية العراقية وقلة منجزها ، فضلا عن عدم وجود تأسيس معرفي راكز لشيوع هذه الثقافة الفنية وعلى مستويات متعددة جعلت الجيد منها هو الأندر بكل الأحوال . ولا تخفى على القارئ الأهمية القصوى والهيمنة الملحوظة التي تشكلها اليوم وتمارسها السينما في توجيه الذوق العام المفتون بالصورة ومؤثراتها الساحرة سيما وهي تدخل بجدارة معترك الإجابة على الكثير من الإشكاليات والأسئلة التي يطرحها الواقع الإنسان المعاصر بشتى تناقضاته الكبيرة والشائكة .
رغم ذلك ظهرت لنا في السنوات الأخيرة مجموعة من الكتابات النقدية التي اهتمت بطرح صور الثقافة السينمائية وحاولت أن تسهم إسهاما حقيقيا في بلورة خطاب نقدي يسعى إلى مواكبة القفزة السريعة والهائلة لهذا العالم الساحر والممتع الذي اخذ يشهد على يد أمريكا والغرب الأوربي تنافسا بين كبريات المؤسسات والشركات العالمية المالكة لرؤوس الأموال الطائلة والمهيمنة في الوقت نفسه على بعض رموز هذا الخطاب المرئي ولغايات لا مجال لحصرها هنا .
وربما سيشكل انتشار وسائل الاتصال الحديثة ووفرة القنوات والفضائيات والأفلام والأجهزة التقنية في عراق اليوم فرصة لنمو اهتمامات فنية وسينمائية لدى المتابعين والمهتمين بهذا الفن الجماهيري . ويمكننا القول هنا ان من النقاد المثابرين الذين تواصلوا بشكل لافت في هذا المضمار الحيوي يبرز اسم الكاتب والناقد ( احمد ثامر جهاد ) الذي أصدر مؤخرا كتابه النقدي الثاني عن دار الشؤون الثقافية (عالمنا في صورة - قراءات سينمائية ) كأحد اكثر النقاد نشاطا وإنتاجا بكل ما تتطلبه الكتابة السينمائية من ثقافة وحس فني وقدرة أسلوبية عالية..
وفي منجزه الأخير يفتتح المؤلف كتابه بمدخل معنون ( السينما عالمنا الفسيح ) يلخص فيه غاية الكتاب ومنهجه بمكاشفة بليغة ، وقد جاء فيه (( .. منذ طفولتنا والصورة تثير فينا ما تثير من ارتعاشات دفينة وأحاسيس . فنتساءل مندهشين : كيف يمكن للأشياء الموصوفة أن تغدو صورا وكلمات وكيف يمكن للكلمات أن تغدو أشياء موصوفة ؟ لنرى بعد حين إن ما بين " ألبومنا الشخصي " و" اللقطة السينمائية " يمتد فضاء التداعيات في الصورة , إلى درجة يصبح فيها كل ما هو مؤهل لإثارة حواسنا - بشكل من الأشكال - مركزا لاهتمامنا الخاص . لكن الفيلم السينمائي تخطى ذلك الاهتمام لخصوصية في تأثيره وسعة في انتشاره , جعلته إلى يومنا هذا , غير متخل عن جماهيريته لقرن من الزمان وأكثر , محتفظا ببهائه وسيادته الاستثنائية على آخر ما نفكر به في ليل توشك عقولنا / صحوتنا . فيه مغادرة الشاشة السحرية ..نحو سحر الأحلام ... أحلام الشاشة ..)) . بعد ذلك يوزع الكاتب مؤلفه إلى قسمين رئيسين حيث نطالع في القسم الأول المواضيع التالية ( بابلو بيكاسو - رؤية سينمائية لسيرة فنان , فرانكشتاين - صورة فنية عن الواقع والخيال , بعيدا عن دخان الحرب ..طيور باركر تحلق كسيرة ، جوزيف كونراد سينمائيا , حرب النجوم ..التكنولوجيا تعانق الميثولوجيا , المحارب الثالث عشر أو رسالة أبن فضلان في السينما , الآخر في الخطاب السينمائي , اشتباكات المريض الانكليزي ,الصورة السينمائية - طرق المعاينة وإمكانية التأويل , الواقعة الأدبية ورهان العملية السينمائية .) ورغم خبرته الواضحة في تذوق الفيلم السينمائي لا يبتعد الكاتب عن محاورة الأفكار ومساءلة المواقف لإثارة سؤال هنا واقتراح إجابة هناك حول كل ما يفرزه الواقع الإنساني من معضلات وما يشكله الراهن الاجتماعي والسياسي من تحديات ملموسة للأفراد والجماعات ، لنرى على سبيل المثال ان موضوعة (الآخر) متناولة في اكثر من دراسة ومقال بطرائق كشف متباينة وزوايا نظر مختلفة ، مثلما جاء في موضوع ( الآخر في الخطاب السينمائي ) التي بوبت ضمن الفصل الأول للكتاب ، ومنها الأسطر التالية : ( في اللحظة التي يتخلص فيها الخطاب الثقافي - السينمائي من مناطق تأثيره الملازمة له عبر مهيمنات عدة تتوجه حينا إلى ذلك العالم واسع الآفاق الهادف للتقارب الهادئ , المسالم ظاهريا ، لحاجته زحزحة الصراع خلال اعتدال إنهائه , فانه يبقى يعبر بأساليب مختلفة عن اعتقاده الراسخ بفكره النفعي , إذا أراد الإشارة - حصرا - إلى أشياء لا بد للعين الغربية من أن تراها في إطار حسن النوايا في الأقل . فقد يبدو المستقبل مفتوحا تماما , إن كان تصميما متعددا لإرادات متجاورة وممدودا في الأفق لمستخدميه كافة , منتجين للخطاب ومتلقين له , لكن بصيغ تسمح لنا أيضا بتمييز موجهات هذا الخطاب وتحليل أنماطه في محاولة جادة لبلورة موقفنا الثقافي من عالم صناعة الأوهام ..) ثم يحلل المؤلف هذه الظاهرة المرتبطة بموضوع الدراسة المحوري عبر عنوان فرعي ( الفيلم : محاولة اكتشاف ) والعينة المدروسة هي فيلم ( نزوة متمردة ) للمخرج جيليس ماكنين .. وليس بعيدا عن هذا الموضوع نطالع مواد أخرى عالجت الموضوع ذاته لكن بحسب ما طرحه كل فيلم سينمائي من تصورات في هذا المجال ، من مثل : اشتباكات المريض الإنكليزي ورحلات ابن فضلان في بلاد الغرب والاقتباس السينمائي المتميز عن قصص جوزيف كونراد .
أما القسم الثاني من الكتاب المعنون تجارب وقراءات ، فقد تضمن (عن السينما والحرب والخطاب الأيدلوجي , الإيقاع والتشويق في الفيلم السينمائي , البطل أمريكي والسينما للجماهير , جمهور السينما بين امستاد وتايتانك , اوليفر ستون وإشكالية التلقي السينمائي , السينما الأمريكية وواقع التخطي , استبطان الذات بلقطة قريبة , عودة كازانوفا من الأدب إلى السينما , بوابة رومان بولانسكي , حول إشكالية التلقي بين الرواية والفيلم , عزف سينمائي على أوتار الحرب , بلاغة التحديث في الخطاب السينمائي .) وفي إطار محاولته اجتراح قراءته الخاصة لموضوعات سينمائية تقتضي براعة في التأويل والنقد التحليلي نرى كيف يحاول الكاتب صياغة تصوره الخاص في موضوعة علم نفس الصورة السينمائية ، حيث جاء فيه ( .. ما انفكت الموضوعة السايكولوجية تشكل على الدوام إغراء طموحا لصانعي الأفلام بشكل استثنائي . وبإلقاء المزيد من الضوء عليها , تتبين قدرات الإخراج السينمائي على التقاط الارتعاشات الجوانية للذات , القلق غير المتعين , التخيلات الحبيسة والعالم الخفي للشعور ، فقد يتسنى للآخرين أحيانا أن يتابع بحرص العناصر المعزولة للظاهرة النفسية , يلتقطها على وفق لحن لائق مؤثر , ومهما استعصى عليه إدراكها (( باللقطة القريبة )) قوية التأثير , يمكنه محاولة إدماجها في شبكة الإدراك الحسي للظواهر والأشكال . ذلك بانتسابها - أي الظاهرة- إلى اتجاه المكونات الحاضرة في الصورة السينمائية بوصفها مجموعة من المعطيات البصرية والسمعية . وتكمن مغامرة هذا النزوع التصويري وصعوبته , في تخطي المثبطات التي تقف حاجزا أمام تطويع هذه الموضوعات غير المرئية وعرضها على الشاشة . لتستمر الصعوبة بشدتها إلى حد تكتسب فيه الصورة صفة الإحساس بها , أو الانفعال السريع بوهمها على الأقل ...) .
بحال من الأحوال يسجل هذا الكتاب جهدا مثابرا ومتميزا للناقد احمد ثامر جهاد فهو إضافة إبداعية جديدة للنقد السينمائي العراقي الذي نتمنى أن يأخذ مكانته المتميزة ضمن المشهد النقدي العربي والعالمي على حد سواء تزامنا مع طلائع حركة سينمائية عراقية واعدة نرى بوادرها ماثلة اليوم ..


تسع نساء مختلفات في فلم الكاتب والمخرج الكولومبي رودريغو غارسيا
 

ترجمة /المدى الثقافي
تقول احدى الشخصيات من الرجال في القسم التاسع من هذا الفلم: "اننا جميعاً مرتبطون بكل انسان وبكل شيء على هذا الكوكب" ومع هذا نستمر في تعودنا على الشعور بانفصالنا عن الآخرين. وكثيراً ما نبحث عن طرق ابداعية للافتراق عن شخص ما غضبنا منه او خاب ظننا فيه لسبب من الاسباب.
ولقد توصل الكاتب والمخرج رودريغو غارسيا، ابن الروائي الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز، الى مجموعة مرضية عاطفياً من خبرات تسع نساء مختلفات في مجال العلاقات العاطفية، وترسم قصصهن سلسلة شعورية كاملة، من الرهبة، الى الاثارة، الى القلق، والى الامل
عبر طيف الالوان الكامل من الشعور الانساني.
وكل قصة من هذه القصص يتم تقديمها في لقطة متصلة تستمر ما بين عشر دقائق الى اربع عشرة دقيقة. ومن اجل تنشيط مقصده فيما يتعلق بالروابط الرقيقة التي تجمع الناس، نجده يظهر بعض شخصيات احدى الدرامات في دراما اخرى من فلمه هذا
Nine lives . فهناك، مثلاً، ساندرا (التي تمثل دورها ايلبيدا كاريلو) التي قضت فترة في سجن البلد الامريكي اللاتيني. وعندما نلتقيها للمرة الاولى، نراها تمسح الارض في محاولة منها لاثبات انها تسلك سلوكاً حسناً. ولكن بالرغم من محاولتها التأثير على الحراس، فان غضبها يغلب عليها عندما ينقطع الاتصال وهي تتحدث عن طريق الهاتف الى ابنتها، التي لا تراها إلا مرة واحدة في الشهر.
وتلتقي الحامل ديان (روبين رايت بين) بالصدفة داميان (جاسون اسحاق)، وهو عاشق قديم لها قبل عشر سنوات. وعندما يعترف بانه ما زال يفكر بها، تشعر بالحيرة والارتباك. وتستنزف مقابلتهما طاقتها وتوقظ من ثم مشاعرها تجاهه.
اما هولي (ليسا غاي هاملتون) فهي امراة افريقية
امريكية عصبية تقوم بزيارة اختها بقصد مواجهة زوج امها، الذي رفضت ان تراه لوقت طويل. وعندما يقفان في آخر الامر وجهاً لوجهٍ، تصبح مهمتها الحقيقية واضحة.
وبعدها نلتقي سونيا (هولي هنتر) وصديقها مارتن (ستيفن ويلان) وهما يصدمان زوجاً آخر من الناس باعلانهما بعض التفاصيل المجفلة من حياتهما الخاصة، فيجعلانهما في حالة اهتياج.
وفي القسم الخامس من الفلم هناك المراهقة سامانثا (اماندا سيغريد) التي تخدم كناظرة لابيها المقعد (ايان ماكشين) وامها المنهكة روث (سيسي سباسيك). وبالرغم من انهما يريدان منها ان تذهب الى المدرسة وتنشر جناحيها خارجاً، فانها تفضل المكوث معهما والعناية بامور المنزل.
وبعد ذلك نلتقي لورنا (آمي برينمان) وهي في جنازة الزوجة الجديدة لزوجها السابق، التي ماتت منتحرة. ويتضاعف انزعاجها للموقف بالامور المؤلمة التي يعبر عنها آخرون نحوها. بل ويعيدها اكثر الحنين الجنسي لدى زوجها السابق اليها بعد ان يأخذها الى غرفة خاصة في المدفن.
اما في القصة السابعة فتقابل روث (سيسي سبايك)، التي صادفناها في القسم الخامس من الفلم، وهي تلتقي هنري (ايدان كوين) في موتيل لقضاء ليلة حب.
ويصبح الاثنان عصبيين جداً. فهو يحاول جهده ان يكون رومانسياً، غير انها تنفصل عنه بعد رؤيتها الشرطة وهم يأخذون معهم امرأة في غرفة اخرى . وعندما تقرر روث الدخول الى غرفة الغريب، تكتشف اكثر مما تستطيع ان تمسك به.
وبعد هذا، نتعرف على كاميل (كاثي بيكر) وهي امراة اخرى لديها في صحنها اكثر مما تستطيع الامساك به. فهي في المستشفى لمعالجة سرطان الثدي المصابة به، وتعيش في قلق للمأزق التي هي فيه وتختبر متألمة صبر وحب زوجهاريتشارد (جو مانتيغنا). ونشاهد في القصة الاخيرة ماغي (غلين كلوس) في رحبة مقبرة العائلة مع ابنتها ماريا التي لديها اسئلة اكثر مما تستطيع تصديقه.
ولقد كتب سكوت رسل ساندرز يقول في حكمة: "ليس هناك من مياه عائدة الى الخلف. هناك نهر واحد فقط، ونحن جميعاً فيه. فحرك ذراعيك وستصلني المويجات في آخر الامر".

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة