من اوراق
أسبوع
المدى الثقافيّ
: كـيـفـيـة
صـنــاعـة الـمـُبـدعـيـــن ...
تجربة مدرسة الكُتّاب في
الدنمارك نموذجاً
جمال جمعة
تختطّ
الدنمارك، ومنذ أعوام، نهجاً خاصّاً في تهيئة أدباء
المستقبل وصناعة المبدعين، فلم تعد مهنة التأليف والكتابة
مرهونة بالتطوّر العشوائيّ للكاتب بل صارت تخضع، إسوةً
بغيرها من صنوف إنتاج الإبداع كالرقص والعزف والتمثيل
وغيرها من الفنون الأخرى، الى عملية تربوية منظمة لصقل
المواهب الفطريّة للكتّاب الناشئين وذوي المواهب الطالعة.
ففي كلّ عام يتقدّم العشرات من الكتّاب الشباب لتقديم
طلبات الانضمام الى مدرسة جديدة على التقاليد الثقافية
العالميّة، وهي (مدرسة الكُتّاب) التي تقوم سنوياً بتخريج
أسماء لامعة وأجيال جديدة من المبدعين الشباب على الساحة
الدنماركيّة. وقبل الولوج الى بسط استعراضٍ مفصليّ
لهيكليّة هذه المدرسة التي أخذت على عاتقها رفد الأدب
الدنماركيّ بدماء جديدة، دعونا نلق نظرة سريعة على سنوات
نشوئها الأولى وظروف تأسيسها.
تاريخ
مختصر:
إنّ مدرسة الكتّاب
حالياً مدرسة رسميّة معترف بها حكوميّاً ومشمولة بنظام "الدعم
الطلابيّ"، أو ما يسمّى بـ"المخصّصات الدراسية" في العراق،
وبنفس المستوى الذي يسير فيه نظام التعليم العالي لبقية
الإختصاصات الإبداعيّة، كمعهد السينما، أكاديمية الفن،
ومدرسة الموسيقى. لكنّ الأمر لم يكن على هذه الشاكلة عام
1987، حين قام الشاعر الكبير "بول بوروم"
Poul Borum
وزميله "بيير أوجه براندت"
Per Aage Brandt
بتأسيس هذه
المدرسة في ظروف بائسة للغاية، أقلّ ما يقال عنها أنها
مُذلّة. كانت الدروس تُقدّم بادئَ ذي بدءٍ في البيوت
الشخصيّة للمدرّسين والتلاميذ قبل أن تنتقل المدرسة فيما
بعد الى قاعة صغيرة تمّ استئجارها في أكاديمية الفن، ثم في
بناية إتحاد الكتّاب الدنماركيين، والمكانان الأخيران يقع
كلاهما في العاصمة كوبنهاغن. حالة المكان كانت تثير الشفقة
انذاك إذ كانت القاعة تعاني من الضيق والاكتظاظ لأنّ جميع
الدروس كانت تجرى فيها ولجميع المراحل السنوية، ويمكننا
تخيل حجم تلك المعاناة إذا عرفنا أنّ مساحة القاعة، التي
كانت تتألف من غرفة ونصف فقط، لا تتجاوز 40 متراً مربّعاً!
كانت الحالة الأقتصاديّة للمدرسة مزرية هي الأخرى، فقد كان
مصير استمرار المدرسة متعلّق بمِنَحٍ خيريّة تقدّمها دائرة
اليانصيب الوطنيّ "اللوتو"، التي تُوجب على إدارة المدرسة
أن تقدّم طلباً جديداً كلّ سنة إذا أرادت الحصول على
المنحة مرّة أخرى، أي أنّ مصير التحصيل العلمي لكُتّاب
المستقبل كان مرهوناً بمكرمة من إحدى شركات القمار
المحليّة، أمّا رواتب الإدارة والمعلمين وبيئة العمل فقد
كانت جميعها غير منتظمة وارتجاليّة.
في نهايات عام 2003 تمّ إدراج مدرسة الكتّاب ضمن قانون
ميزانية الدولة ومنذ ذلك الحين تمّ تخصيص مالية خاصة بها
ومعاملتها على قدم المساواة مع بقيّة مدارس الفنون الأخرى
الرسميّة والمعترف بها في الدنمارك، وفي 1 يناير 2004
إنتقلت المدرسة الى قاعات كبيرة وحديثة ملحقة بأكاديمية
الفن في كوبنهاغن. منحت هذه القاعات والمكاتب الجديدة
الإداريين والتلاميذ بيئة عمل ممتازة، ومكّنتهم إضافة الى
ذلك من تنظيم عروض ومهرجانات ثقافيّة عامّة. أمّا مكتبة
المدرسة، والتي كانت في البداية عبارة عن تبرّعات الكتب
التي يقدّمها الشاعر "بول بوروم
Poul Borum"
وزميلته "أولا ريومUlla
Ryum " فقد حقّقت
تطوّراً كبيراً بهذا الشكل أو ذاك، الأمر الذي جعل من
الحصص الدراسية فيها أكثر تنوعاً وثراء.\
مبادئ التأسيس:
الكاتبان اللذان
تمتّ الإشارة إليهما كمؤسّسَين للمدرسة لم يكونا وحدهما
حينما حاولا تثبيت كيانها وجعلها جزءاً من الحياة الثقافية
الدنماراكية فقد كانت تساندهما حلقة ممتازة من الأدباء
التي قامت يوم 28 يناير 1987 بتأسيس
FOFU
أو ما يُعرف بـ (نقابة
مدرسة الكتّاب) التي توسّعت باضطراد خلال السنوات التي تلت
التأسيس لتضمّ في عضويتها أعضاء مختلفين من بين أدباء
وكتّاب الدنمارك، حيث يتم ترشيح ثلاثة من أعضاء هذه
النقابة لشغل ثلاثة مقاعد ثابتة في إدارة المدرسة.
قامت نقابة مدرسة الكتّاب فيما بعد بإقرار مبادئ التأسيس
التي أنشئت عليها المدرسة، وهي كالآتي:
" تهدف النقابة الى خلق شروط تدريس للكتّاب مستندة الى ما
يلي:
1. أدبيّاً، إجادة تكنيك الكتابة.
2. الإطلاع العام على الأدب، ويشمل ذلك المناطق اللغويّة
الأخرى والعصور المختلفة.
3. مناقشة علم الجمال العام، من ضمنها الحوار مع صنوف الفنّ
الأخرى والفروع المعترف بها ثقافياً.
4. مقدمة للفهم والعمل مع جميع الصنوف الأدبية وتفرّعاتها،
بما فيها الترجمة.
5. المعرفة التطبيقيّة لظروف الكاتب وسلوك العمل.
نقطة الإنطلاق في إعلان المبادئ هذا هو الإيمان بأنّ
الكُتّاب، إسوةً بغيرهم من الفنانين الآخرين، ينبغي لهم أن
يتمكّنوا من تلقّي تعليم (تثقيف) منظّم لمواهبهم.
يأخذ تنظيم التعليم بنظر الإعتبار خلفيّات التلاميذ
وحاجاتهم، دون الترويج لأيّة سياسات ثقافيّة أو أدبيّة
محدّدة أو أيّة إتجاهات أو أهداف.
يسعى التعليم لأن يكون شاملاً قدر الإمكان ضمن جميع ميادين
الأدب، مع الأخذ بعين الإعتبار الأسلوب والذائقة الأدبيّة
".
سياق التعليم:
يبدأ سياق التدريس
في مدرسة الكتّاب عادة عند منتصف شهر سبتمبر وينتهي مطلع
يونيو (حزيران). تُفتتح السنة الدراسيّة بحلقات دراسيّة
تمهيديّة (كورسات) تستمر لمدة خمسة أيّام وتُقدّم في أحد
المراكز الأدبيّة التي تقع في مدينة فيبورغ
Viborg،
وهي مدينة تقع في جزيرة يولاند في الشمال الدنماركيّ
وتتمتّع بطبيعة خلاّبة، وذلك بمشاركة جميع أساتذة المدرسة،
حيث سيتمكّن التلاميذ الجدد والقدامى من إنشاء علاقات
إجتماعيّة تتيح لهم التعارف الشخصيّ، إضافة الى إطلاعهم
على عوالم بعضهم البعض الكتابيّة. ويتمّ خلال ذلك تقديم
قراءات بصوت عال من نصوص جميع التلاميذ المشاركين. أمّا
الأمسيات فستكون مخصّصة لاستقبال زيارات مختلفة من الأدباء
والكتّاب المعروفين للمدرسة.
المناهج:
يمكن تقسيم مضامين
التعليم في مدرسة الكتّاب الى أربع نقاط أساسيّة:
• قراءات
النصوص التي يكتبها التلاميذ، ويجري ذلك جزئياً في جلسات
قصيرة أو على هيأة مهمة كتابيّة (واجب مدرسيّ)، وفي الختام
تكون على شكل مداولة حقيقيّة لمخطوطاتهم في سياق أكثر
إتصالاً وترابطاً. ويشكل هذا الجزء من التعليم حجر الزاوية
في عمل المدرسة.
• مقدمة
توضيحيّة الى تاريخ الأدب، المحلّي منه والعالميّ. ويندرج
تحت ذلك فصل خاص بالقراءة، يشتمل على قراءةٍ لمؤلفات
متميّزة ثمّ دراسة تأريخ النوع الأدبيّ الذي تنتمي إليه.
الى جانب ذلك يُجهّز التلاميذ بطقم من الأدوات التحليلية
كالعروض، أساليب التعبير، وعلاقات الحكاية، كما يتم
إستخدام فلسفة اللغة كعنصر أساسيّ وحاسم في التحليل.
• مدخل
الى ميادين الإختصاصات الفنّية الأخرى تكون فيها فنون
التصوير (الرسم والنحت)، الدراما، الفيلم والموسيقى جزءاً
من سياق التعليم، ويشمل ذلك الإطلاع على الأسئلة العامة
التي يثيرها علم الجمال على ضوء الفلسفة.
• مقدّمة
شاملة عن خبرات إستعمال وسائط الفن والثقافة، على سبيل
المثال تنظيم المهرجانات لقراءة النصوص، العمل في المجلات،
أو انطولوجيا التخرّج الخاصّة بالتلاميذ، إضافة الى تمارين
في الترجمة، وكتابة المقالة، وعمل الريبورتاج.
التطبيقات:
يجري التعليم في
المدرسة لمدة يومين في الأسبوع، الأثنين والثلاثاء، وينقسم
الى وحدتين، حيث تنقضي الفترة الصباحية (فترة ما قبل
الظهيرة) في فحص النصوص التي يكتبها التلاميذ، أمّا فترة
ما بعد الظهيرة فالتدريس فيها يجري في سياقٍ حرّ يقدّمه
المعلّمون الثابتون أو أحد الأساتذة الزائرين الذين تتم
دعوتهم لإلقاء محاضرات في المدرسة، وغالباً ما يكونون
كتّاباً معروفين. التعليم في السنتين الدراسيتين يجري على
وتيرة متصلة واحدة. أمّا بقيّة أيّام الأسبوع فتكون مخصصة
للتهيّؤ المدرسيّ وبشكل خاص لإشتغال التلاميذ على نصوصهم
الشخصيّة.
في وحدة ما قبل الظهيرة (الصباحيّة) تجري كذلك قراءة نصوص
التلاميذ عن كثب قراءةً إستبطانيّة من قبل جميع التلاميذ
بالإضافة الى المُعلّمَين الأساسيَّيْن في المدرسة. سمات
النصوص، تماسكها، أصالتها، صلات القرابة التي تنتمي إليها
(التناصّ).. إلخ، تُطرح جميعها للنقاش في ميدان حرّ ومفتوح
حيث يكون الهدف الأساسيّ هو التدريب على تحليل النصّ.
وكمدخل لقراءة النصوص يقوم المُعلِّمان والتلاميذ على
التوالي بتقديمٍ تعريفيّ لعملٍ معيّن أو مؤلََّف ما يحمل
معنى خاصّاً لفهم وتجربة النصوص التي قام التلاميذ
بكتابتها.
أمّا سياق التدريس في مرحلة ما بعد الظهيرة فيمتدّ على مدى
3 ـ 4 أسابيع. الموضوعات المُدرَّسة فيه متنوعة، مثل
الفلسفة، الدراما، الفحص الأدبيّ، والترجمة الأدبيّة،
إضافة الى تقديم تمارين في الكتابة ودروس في تاريخ الأدب
أو تكنيك الإلقاء. كما يتمّ أيضاً التعريف بعملٍ أدبيّ
معيّن تتبعه زيارة من الكاتب نفسه للمدرسة، وهذا السياق
يجري عادة عبر دعوات خاصّة لمؤلّفين، نقّاد، كُتّاب،
أومترجمين معروفين.
ورش التبادل
الجماليّ:
تحرص مدرسة
الكتّاب، ومنذ البدء، على أن يكون تلاميذها على تماسٍّ مع
الفنون الأخرى، وهذه الأمور تتمّ عبر ورشات للعمل المشترك
مع تلاميذ المدارس الفنيّة الأخرى، على سبيل المثال
أكاديمية الفن، مدرسة العازفين ومدرسة السينما. في عام
2003 أشتغل تلاميذ مدرسة الكتّاب في عمل مشترك مع تلاميذ
مدرسة الإيقاع الموسيقيّ وأثمر تعاونهم عن حفلة موسيقيّة
استمرّت ليومين قدّموا فيها نصوصاً مصحوبة بالموسيقى بشكل
مشترك.
أطروحة التخرّج:
تُختتم الدراسة
بتقييم مسار كلّ طالبٍ على حدة، إضافة الى طبع مختارات من
نصوص التلاميذ في كتاب خاص (أنطولوجيا التخرّج)، بعدها يتمّ
تقديم هذه النصوص في مهرجان قراءةٍ يُقام في شهر سبتمبر من
كلّ عام.
رحلات مدرسيّة:
تشمل السنة
المدرسية رحلة دراسيّة واحدة على الأقلّ إضافة الى المشوار
التمهيديّ الذي سبقت الإشارة إليه، وغالباً ما تكون هذه
الرحلة الى إحدى مدارس الكتابة في دولة أخرى كالسويد أو
النرويج، فعلى سبيل المثال قامت مدرسة الكتّاب في خريف
2004 برحلة الى برلين للإطلاع عن كثب على الأدب والثقافة
الألمانيين.
تحرص مدرسة الكتّاب على الحضور في المشهد العالميّ
والإطلاع عليه ولذلك تقوم بتنظيم رحلات دراسيّة الى
البيئات الثقافية في البلدان الأخرى، فعلى سبيل المثال
قامت مدرسة الكتّاب عام 1997 بزيارة ورشة "الكتابة
الخلاّقة Creative
writing " التي
أقيمت في جامعة براون
Brown University
شمال نيويورك، كما أقام
التلاميذ أسبوعاً في مدينة سان فرانسيسكو، حيث تمّ تنظيم
لقاءات مع المؤلفين والنقّاد وعلماء اللغة هناك. وفي عام
2000 كان التلاميذ في باريس، حيث عقدت سلسلة لقاءات مع
الأدباء الفرنسيين، وكان ذلك هو الهدف الأساسيّ من تلك
الرحلة الدراسيّة.
يمثّل الصعيد العالميّ عنصراً أساسيّاً في المنهج التدريسيّ
لمدرسة الكتّاب، لذلك يخطّط دائماً لمثل هذا التبادل
الثقافيّ مع مدارس الكتابة الأخرى في أوربا وأميركا، حيث
تقام، في كلّ الإحتمالات، سفرةً واحدة في الاقلّ كلّ سنتين.
مستقبل الخريجين:
المنهج التدريسيّ
في مدرسة الكتّاب منهج فنّي بحت، يقود بشكل أساسيّ الى
المؤسسات ذات الطابع الثقافيّ، التي عادة ما تقوم بطبع
الروايات، القصص، والمجموعات الشعريّة كتعبير ملموس عن
نشاطها.
60 % من خريجي المدرسة صدرت أعمالهم الأولى بعد التخرّج.
45 متخرّجاً من مجموع 95 طالباً طرحوا أنفسهم في الساحة
الثقافيّة ككتّاب ومؤلفين. قسم منهم صار إسماً لامعاً في
الساحة الأدبيّة الدنماركية أمثال: يانوس كودال
Janus Kodal،
هيله هيله Helle
Helle، لونا
مونكسجورد نيسلنLone
Munksgaard Nielsen،
ومورتن سونجورد
Morten S?ndergaard.
وكثير من أعمال تلاميذ
مدرسة الكتّاب أصبح جزءاً من المناهج الدراسيّة المقررة،
وعلى مختلف المراحل، في معاهد التعليم الدنماركيّة وطبع
العالم الأدبيّ هناك بوسمه الخاصّ.
لا تقوم المدرسة بإعداد التلاميذ كمؤلّفين فقط، بل تمنحهم
أيضاً كفاءات تجعلهم مؤهلين لوظائف تقع ضمن ميدانهم
الثقافيّ وضمن الدوائر التي لها علاقة بالأدب في الحياة
اليوميّة، فمن بين تلاميذ المدرسة القدامى والجدد هنالك
العديد منهم مَن يعمل كمحرر ثقافيّ، أو ناشر، أو رئيس
تحرير لإحدى الصحف والمجلات، أو معدّ للبرامج في محطّات
الإذاعة والتلفزيون، أو ناقد في إحدى الصحف اليوميّة،
إضافة الى قيام بعضهم بتقديم المحاضرات في المدارس العليا
والجامعات.
تمتلك مدرسة الكتاب مديات واسعة للعمل باعتبارها معهداً
تدريسيّاً ثقافيّاً يتأثر تركيب منهج الدراسة فيه بطبيعة
العمل داخل المدرسة ومستويات التلاميذ.
التقديم والقبول:
التقديم:
آخر موعد لإستلام
طلبات القبول للسنة الدراسية يكون في الأوّل من شهر مارس (آيار)
من كلّ سنة، حيث تستقبل المدرسة ما يعادل 200 طلب سنوياً.
ينبغي أن تحتوي طلبات التقديم الى مدرسة الكتّاب 15 صفحة
من القطع الكبير
A4 كحد أعلى (تقريباً
2000 حرف في كلّ صفحة) تحتوي على نصوص شعريّة أو نثريّة
للمتقدّم. يمكن أيضاً إرسال فصل مُنتخَب من إحدى الروايات.
ويستطيع المتقدم للقبول أن يرسل موادً مختلفة من الأنواع
الأدبية في نفس الوقت. يجب على المتقدم كذلك إرسال معلومات
شخصية عن خلفيته الثقافيّة والاجتماعية، المراحل الدراسيّة
التي قطعها، والأعمال التي زاولها .. الخ. ويُفضّل أن يكتب
المتقدّم شيئاً عن قراءاته وعن نوع الأدب الذي يميل إليه.
كما يجب إرفاق فهرس "لسته" لجميع ما نشره سابقاً ويوضّح
للمدرسة سبب رغبته في الانضمام إليها، ثمّ تُدرس جميع
الطلبات فيما بعد بتكتّم وحرص.
آلية القبول:
يُقبل في المدرسة
سنوياً من 6 ـ 8 تلاميذ فقط. وإسوةً بممارسات مدارس الفنون
الأخرى فإنّ القبول في مدرسة الكتّاب يتوقّف على لجنة
تحكيم خاصّة تستند الى المواد التي يرسلها التلاميذ
المتقدّمون. مدرسة الكتّاب ليست جزءاً من نظام المدارس
العامة الذي يعتمد على تسجيل الحضور اليوميّ. ولجنة
التحكيم فيها تتألّف من المعلمين في المدرسة إضافة الى
كاتب واحد أو مجموعة من الكتّاب الدنماركيين. ولجنة
التحكيم هذه غير ثابتة وتتبدل سنوياً.
تمهيداً لتقرير القبول يُستدعى 15 متقدّماً تقريباً الى
مقابلة (جلسة محادثة)، حيث سيُمكن للجنة التحكيم أن تتعرّف
شخصيّاً، وعن كثب، على كلّ متقدّم على حدة. لكنّ النصوص
المُرسَلة تبقى هي العنصر الحاسم في القبول أولاً وأخيراً.
تتم الدعوة للمقابلة في نهاية شهر مايس (آيار)، أما الجواب
النهائي بشأن القبول أو عدمه فيتم إبلاغه في بداية شهر
يونيو (حزيران). تستلم مدرسة الكتّاب حوالي 175 طلباً
سنويّاً، ولذلك لا يمكنها عند رفض المتقدّم تقديم أيّ
تبرير له بذلك.
|