في محاكمة
صدام ومعاونيه في قضية الدجيل:
هل يتحول
وكلاء الدفاع عن صدام إلى متهمين بتلقين الشهود شهادات
زور؟
بغداد/المدى
صدمة كبيرة ولدتها
إفادات أربعة من شهود الدفاع عن المتهم صدام ومعاونيه، وهي
إفادات تمت تلاوتها خلال القسم الثاني من الجلسة الثالثة
والثلاثين لمحاكمة صدام ومعاونيه التي جرت يوم أمس، وقد تم
تسجيلها بالفيديو وأمام قاضي التحقيق ومحامي والإدعاء
العام، حين أمر القاضي بإيقافهم حين أشاروا في إفاداتهم
إلى أن الشخص الذي ظهر في فلم (العربية) كان السيد جعفر
الموسوي، وبأن الأخير رغبهم بالإدلاء بشهادات ملقنة ضد
المتهمين خلال الجلسة الثانية والثلاثين.
ولم تضف الشهادات التي أدلى بها الدفاع عن المتهم برزان
التكريتي وشاهد الدفاع عن عواد حمد البندر ما يعزز موقفهما
في المحكمة، أو ما يعد مثمراً ومنتجاً بحسب رأي الخبير
القانوني طارق حرب.
وقبل تلاوة إفادات الشهود (المتهمين) بالإدلاء بشهادة زور
في القضية، كان أحد وكلاء الدفاع قد اعترض على قيام أحد
الرجال الأجانب بالحديث إلى الشهود وتدوين إفادتهم، وقد
أوضح جعفر الموسوي لوكيل الدفاع بأن هذا الرجل لم يكن
أمريكياً بل كندياً وأنه خبير دولي عينته المحكمة لمساعدة
وكلاء الدفاع، وقد اعترض المتهم صدام على هذا الإجراء لأنه
لم يعرض عليه أن يساهم في الدفاع عنه رجل أجنبي ناسياً أن
أحد محاميه مواطن امريكي وطلب المتهم طه ياسين رمضان
التعليق على القرص المدمج الذي يظهر فيه وهو يتحدث بصوته
عن قضية الدجيل إلا أن القاضي قال له انه في جلسة الغد
سيتاح له أن يعلق، وأوضح رمضان ان شهوده لا يعرفهم وأنهم
لا يستطيعون الحضور بسبب التهديد.
وتلا أحد القضاة إفادات الشهود (المتهمين)، والذين تعرض
المحامي القطري نجيب النعيمي بسببهم إلى التوبيخ من الشرطة
حين أراد اعتقالهم بعد أن أمر القاضي بتوقيفهم نظراً لما
لاحظه من ثغرات في إفاداتهم خلال الجلسة الثانية والثلاثين.
وكان النعيمي يريد تصوير مشهد إجبار احد الشهود على
الامتثال للشرطة والذهاب إلى الموقف فاعترض الشرطة على ذلك
وجرى أمامهم فلحقو به. وأبدل جهازه النقال الذي كان يصور
به المشهد بنقال آخر كان يحمله بدون كاميرا، وقد طلب
الدليمي أن يقدم اعتذار للنعيمي بسبب ما اسماه بالإهانة
التي لحقت بزميله، وبإعادة الشهود الأربعة (شهود الزور)
وأمام الكاميرات ليدلوا بشهاداتهم ووصف القاضي كلام وكلاء
الدفاع عن قضية الشهود الاربعة، بالزوبعة التي تضر اكثر
مما تنفع المتهمين. وسمح للنعيمي بسرد ما جرى له وما فعله
واكد قيامه بالتصوير ثم طلب القاضي تلاوة الافادة.
الشاهد (المتهم) الاول اشار الى انه قد تعرض الى التهديد
والضغط وانه تم احتجازه واقتياده الى تكريت واجبر فيها على
الادلاء بشهادة لصالح صدام. كما ذكر في افادته انه قد سافر
الى سوريا وقد التقى المحامي الدليمي في منطقة (برزة)،
وقال انهم اي الدليمي ومن معه قد وعدوه بالعمل في سوريا
وهددوه بقتل افراد عائلته وكما جاء في الافادة فان خليل
الدليمي اشار عليه بالشهادة بانه قد رأى جعفر الموسوي،
وانه اوصاه بالتحفظ في الاجابة على اسئلة الادعاء العام،
والتأكيد على ان قضية الدجيل زائفة وغير صحيحة وان ادهام
والدليمي لقنا الشهود من اجل ان يكونو شهود دفاع في القضية:
ومما جاء في افادته ان مجموعة من المحامين طلبوا منه الزعم
بانه رأي المدعي العام وانه اعطاه مبلغ 500 دولار من اجل
شهادة زور ضد صدام.
اما الشاهد (المتهم) الثاني فقد ابان في افادته تعرضه
للتهديد وان سيارتين له قد تم حرقهما وتم اختطاف ولده وقد
خير بين الشهادة لصالح صدام او تدمير عائلته، ومن اجل
عائلته اضطر للادلاء بشهادة زور في قضية الدجيل. كما ذكر
في افادته انه التقى ابن المتهم عواد حمد البندر الذي طلب
منه مراعاة والده (عواد البندر) خلال الشهادة وان يذكر ان
طول الجدار يتراوح بين (130-150 سم) مع الاشارة الى وجود
فتحات في الجدار، وانه رأى الموسوي.
اما الثالث فقد قال بعد ان حصلت على هاتف الدليمي اتصلت به
شخصياً وابلغته رغبتي بالادلاء بشهادة فهيأ لي سفرة الى
سوريا وهناك التقينا وطلب منا احضار شهود آخرين وخصص لنا
راتباً شهرياً وان اقول بان الشخص الذي ظهر في الفلم هو
جعفر الموسوي وان الدليمي وعدني بلقاء ساجدة خير الله ورغد
صدام، وانه فكر بان مستقبله سيتغير اذا ما حصل على اقامة
في الخارج وراتب. كما عرض عليّ فرصة في قطر وقد تم عرض
القرض بحضور الدليمي والنعيمي.
وكذلك اوضح الشاهد (المتهم) الرابع بانه قد جاء للمحكمة
برغبته الشخصية، وعن طريق الاتصال بالمحامي وانه ايضاً
التقاه في منطقة (برزة) وقد جاء في افادته بانه قد كلف
بالاشارة الى اسماء عدد ممن وردت اسماؤهم في تصفية الدجيل
باعتبارهم قد اعدموا ولكنهم مازالوا احياء. واكد ان
الدليمي هو الذي زوده بالقائمة التي تضم الاسماء وقال بانه
قد عرض عليه الاقامة بالخارج.
وبعد الانتهاء نهض المحامي القطري نجيب النعيمي وقال (يبدو
اننا دخلنا ضمن المدانين) في اشارة ضمنية الى خوفه مما
ستؤول اليه افادات الاربعة وهي قانونية ومسجلة على شريط
فيديو بالصوت والصورة، فهل سيتحول محامو الدفاع عن صدام
الى متهمين بقضية شهادة زور.
|