في ضوء
تخصص الفضائيات ..
ألا
يستحق طلبتنا قناة فضائية ؟
بغداد/عمار كاظم محمد
في
كل دولة حريصة على مستقبل أبنائها هناك برامج وخطط
للاهتمام بالطلبة والشباب لأنهم عماد هذا الوطن والجيل
الذي سيتسلم ادارة دوائر الدولة وتجديد حيويتها وكفاءتها .
وبغض النظر عما يعانيه خريجو الكليات والمعاهد في هذه
السنين من عدم توافر فرص العمل بسبب الظروف السياسية
والامنية التي يمر بها عراقنا الجريح فان ذلك لايمنع بأي
حال من الاحوال الدولة من توجيه عنايتها لهذا الرافد
الحيوي والمهم من روافد مجتمعنا
،
فاذا كانت الدولة الآن عاجزة عن توفير فرص العمل لآلاف
الخريجين فيمكنها على الأقل أن تقوم بعمل ما من اجل الذين
مازالوا على مقاعد الدراسة كي يقال أن الدولة قامت بما
تستطيع في هذا الظرف الحرج ولم تهمل قطاع الطلبة والشباب
نهائيا .
كلنا يدرك الآن الظروف الحالية وتأثيراتها على المواطن
العراقي ومنهم طلبتنا فهم يعانون أيضا من نفس المشاكل
بالاضافة الى عدم توفر الجو الدراسي الملائم وكلنا يعرف
أنه في زمن ما كان هناك مايسمى بالتلفزيون التربوي والذي
كان يقدم فيه خيرة الاساتذة آنذاك دروسا منهجية لمختلف
المراحل الدراسية عبر شاشة التلفاز وكنا نستفيد منها كثيرا
في مراجعة ماتعلمناه وتوضيح ما قصر فهمنا عن ادراكه او
مافشل الاستاذ في ايصاله الينا يوم كنا طلابا لكن المحزن
في الأمر أن هذا التلفاز قد اختفى اليوم تماما ولم يفكر
باعادته أحد .
أعتقد أن الطالب العراقي الآن بحاجة الى هذا التلفاز أكثر
من أي وقت مضى بسبب الظروف الاستثنائية التي نعيشها وعدم
انتظام الدوام في احيان اخرى بالاضافة الى جشع التدريس
الخصوصي ودورات التقوية وهي بالتأكيد تضيف عبئا آخر على
كاهل العائلة العراقية المرهقة اصلا بمصاريفها و بالاضافة
الى الظروف الامنية التي تؤدي الى غلق الشوارع وازدحامها
مما يدفع الكثير من الطلبة للتغيب عن الدرس في المدرسة أو
الكلية أو المعهد .
معلوم أن انشاء قناة فضائية الآن بات اسهل وأقل تكلفة من
انشاء قناة ارضية لأسباب فنية وتقنية كثيرة يعرفها
المتخصصون لذلك نتساءل أليس من واجب الدولة أن تهيء على
الأقل قناتين فضائيتين للطلبة في هذا المجال المتشابك من
قنوات مخصصة للأحزاب والتوجهات السياسية أو في ما يملأ
الجو من قنوات فضائية تجارية ليس فيها غير البذاءة وهز
البطون وملء عقول شبابنا بسمومها وافكارها الهدامة .
أليس من حق الطالب العراقي أن يحس أن له حصة في هذه
القنوات الفضائية والتي تقدم له ماينفعه أسوة بغيره ونحن
نرى أن مصر مثلا قد خصصت اربع قنوات للتعليم الابتدائي
والثانوي وقناتين للتعليم الجامعي فلماذا لاننشيء نحن على
الأقل قناتين فضائيتين واحدة مخصصة للتعليم الابتدائي
والثانوي والاخرى مخصصة للتعليم العالي يلقي الاساتذة من
خلالها محاضراتهم في مختلف الاختصاصات وبهذا نحقق الفائدة
للطالب والاستاذ معا ونقلل من جشع التدريس الخصوصي
بالاضافة الى أن تلك المحاضرات تمكن الطالب من مراجعة درسه
في بيته وتساعده على استيعاب مافاته كذلك يمكن لهذه
القنوات التعليمية أن تفتح نوافذ الاتصال مع الطلبة أيام
الامتحانات وخصوصا الامتحانات الوزارية للاجابة عن اسئلتهم
واستفساراتهم ومعرفة هموم ومشاكل الدراسة ومناهج التعليم
عبر ندوات ومقابلات تعقد عبر هذه القنوات واعلان نتائج
الامتحانات العامة والقبول المركزي .
يمكن لهذه القنوات بالاضافة الى مهمتها التربوية
والتعليمية أن تكون نافذة تقافية في ايام العطلة الصيفية
من خلال عرضها روائع المسرح العالمي والعربي والعراقي
وروائع السينما العالمية التي لم يشاهدها طالبنا المحروم
والذي فقد تواصله مع العالم ابان حكم النظام السابق ويقينا
ان عرض مسرحية منهجية لشكسبير كتاجر البندقية مثلا لطلاب
الصف السادس الاعدادي ستكون أكثر فائدة من قراءتها ويمكن
للاستاذ المحاضر أن يقدم الدرس مصحوبا بالمسرحية وهكذا
يمكن أن تكون تلك القنوات تعليمية وتربوية في ذات الوقت
فكم طالبا قد رأى مسرحيات شكبير وابسن وبرشت وروايات الحرب
والسلام والاخوة كارامازوف وكم منا قد سمع سمفونيات بتهوفن
وباخ وموزارت ومن قدم لنا قراءة للتراث العربي والاسلامي
وانجازات مفكريه في الفلسفة والعلوم ومن عرف لنا بمكانة
المتنبي وأبي تمام والسياب والجواهري وادباء العراق
ومفكريه وشخصياته الوطنيه والسياسية ؟
أعتقد أن انشاء قنوات فضائية تعليمية تهتم بشأن الطالب
العراقي أولا وتهتم بتقديم مادة ثقافية رصينة ووعي علمي
وثقافي ثانيا سيسهم في خلق انسان على درجة عالية من الرقي
الحضاري والاجتماعي وسيخفف قليلا من وطأة تلك القنوات
التافهة التي لا تقدم شيئا بل وتسهم احيانا في زيادة
الانحلال الأخلاقي والتفسخ والفساد الاجتماعي بسبب دوافعها
المادية والربحية وعدم اهتمامها بنوعية وهدف ما تقدمة
وتأثيره على الفرد والمجتمع . وأخيرا نقول ألا يستحق
طلبتنا قناة فضائية ؟؟؟؟؟
|